الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أذكار السفر
أخي الحبيب .. ابن الإِسلام ..
الآن دعني أذكر لك بعض الأذكار التي تقولها عند سفرك، حتى يحفظك الله ويعافيك ويبارك لك في سفرتك هذه.
أنت المسافر
أتخاف على أهلك ومالك إذا سافرت؟ قل لهم:
(1)
أسْتَوْدِعُكُمُ الله الَّذي لا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ (صحيح، سنن ابن ماجه: 2825)، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إنَّ الله عز وجل إذا اسْتُودِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ"(صحيح، مسند الإِمام أحمد: 2/ 87).
فالله خير حافظَا، لا تنس أن تستودع كل ما تخاف عليه عنده عز وجل.
وقبل أن تسافر، اذهب إلى شيخك وسله الوصية، فإنك لن تعدم منه وصية خير أبدًا، أو دعوة بظهر الغيب:
(2)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسولَ الله، إني
أُريد أنْ أسافرَ فأوصني قال:"عَلَيكَ بتَقْوَى الله عز وجل وَالتكْبِيرِ على كُل شَرَفِ"، فلما ولَّى الرجلُ قال:"اللَّهُم اطْوِ لَهُ البَعِيدَ، وهَون عَلَيهِ السَّفَرَ"(حسن، مسند الإِمام أحمد: 2/ 331).
ها أنت قد وقفت أمام السيارة أو الطائرة أو الباخرة، عندما تضع رجلك فيها قل:
(3)
بِسْمِ الله.
ثم إذا استويت فيها (جلست) قل:
(4)
{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 13 - 14](صحيح مسلم: 1342).
ومقرنين أي: مطيقين، فتحمد الله أن سخر لك هذه السيارة، أو أي وسيلة أخرى للسفر؛ لكي تساعدك على سفرك، الذي ما كنت تطيقه ولا تقدر عليه بغيرها، فسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر.
(5)
الحَمْدُ لله، الحَمْدُ لله، الحَمْدُ لله.
(6)
الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ.
(7)
سُبحانَك إني ظَلَمتُ نَفْسِي. فاغْفِر لي إنهُ لا يَغْفِرُ الذنُوبَ إِلا أنْتَ.
واسمع لهذا الحديث:
(8)
عن علي بن ربيعة رضي الله عنه قال: شهدتُ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أُتي بدابّة ليركَبها، فلما وضعَ رجلَه في الرِّكاب قال: بِاسْمِ الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي سَخرَ لَنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرِنِينَ وَإِنا إلى رَبنا لَمُتقَلِبُونَ، ثم قال: الحَمدُ لِلَّهِ ثلاث مرات، ثم قال: الله أكْبَرُ ثلاث مرات، ثم قال: سُبْحانَك إني ظَلَمْتُ نَفْسِي فاغْفِرْ لي إنهُ لا يَغفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أنْتَ، ثم ضَحِكَ، فقيل: يا أمير المؤمنين، من أي شيء ضحكت؟ قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فعل مثلَ ما فعلتُ ثم ضَحِكَ فقلتُ: يا رسولَ الله، من أيّ شيء ضحكت؟ قال:"إنَّ رَبَّكَ عز وجل يَعْجَبُ مِنْ عَبدهِ إذا قالَ: اغفِرْ لي ذُنُوبي يَعلَمُ أنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُنُوبَ غيرِي"(صحيح، سنن أبي داود: 2602).
ربك عز وجل يعجب!! ما أكرمه وما أكثر وده!! .. سبحانه جل جلاله ..
سل الكريم عز وجل أن يوفقك في سفرك ويعينك عليه وقيل:
(9)
اللهمَّ إنا نَسألُكَ في سفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتقْوَى، وَمِن العَمَلِ ما تَرْضَى، اللهم هَون عَلَينا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنّا بُعْدَهُ، اللهُمَّ أنتَ الصاحِبُ في السفَرِ وَالخَلِيفَهُّ في الأهْلِ، اللهُم إني
أعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السفَرِ، وكآبَةِ المَنْظَرِ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ والأهْلِ" (صحيح مسلم: 1342).
الّلَهم أنتَ الصاحب في السفِر:
إذا كان الله صاحبك في سفرك فمم تخاف أو تحذر؟!
إذا كان الله صاحبك فماذا فاتك من الحفظ والحماية؟
إذا كان الله معك فمن عليك، ومن ذا الذي يستطيع ضرك؟!
والخلِيَفةُ في الأهلِ:
ولماذا أيضًا تقلق على أهلك ومالك الذين خففتهم وراءك، أنت استودعتهم في حفظ الله قبل أن تسافر، إنك لو تركت أقرب الناس إليك خليفة في أهلك يرعهم ويحفظهم فلن يكون أبداً في حفظه لهم كرعاية الله وحفظه؛ فتوكل على الله، الله كفيلك، فلا تقلق ولا تخف.
سل الله التثبيت؟ فهو مقلب القلوب:
(10)
اللهم إني أعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السفَرِ، وكاَبَةِ المُنْقَلَبِ، وَمِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ، وَمِنْ دَعْوَةِ المَظْلُومِ، وَمِنْ سُوءِ المَنْظَرِ في الأهْلِ وَالمَالِ (صحيح، سنن الترمذي: 3439).
والوَعْثاء: هي الشحْة، والكاَبة: هو تغير النفس من حزن ونحوه، والمنقلب: المرجع، والكور: اللف والجمع، والحور: الفك والنكث والفشل.
تأمل بديع الكلم .. أعوذ بك من الحور بعد الكور:
يقال: هو الاستعاذة من الرجوع من الإِيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، فهو إنما يعني الرجوع من شيء من الخير إلى شيء من الشرّ، والرجوع من الزيادة إلى النقص، فكأنك تسأل الله أن يثبتك على دينه في هذا السفر، وتستعيذ به من أي نقص في الطاعة أو في الإيمان، كمن لف عمامته وأحكم جمعها، ويخاف أن تتفكك بعد أن تعب في لفها، أنت لففت قلبك بالإيمان وأحكمت جمعه فيه، وتستعيذ بالله من أن يتفكك ويذهب عنك أو حتى ينقص بعد أن تعبت في تخليصه وتصفيته وتنقيته وجمعه، اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.
ثم هل تشتهي شيئاً؟ تريد أن تدعو فيستجاب لك؟ ادع في سفرك يستجب لك:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجابات لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظلُومِ، وَدَعوَةُ المُسافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ على وَلَدِه"(حسن، سنن الترمذي: 1905).
هل تخاف من الأماكن المرتفعة؟ وهل تخاف من الأماكن المظلمة؟ ابن الإِسلام لا يخاف، بل يذكر الله؛ فتكون طمأنينة القلب وراحة النفس وقرة العين، إذا صعدت كوبري أو أي مكان مرتفع في سفرك كبِّر:
(11)
الله أكْبَرُ، الله أكبَرُ، الله أكْبَرُ ......
وإذا نزلت نفقَا أو من مكان مرتفع إلى الأرض سبِّح:
(12)
سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ ......
عن جابر رضي الله عنه قال: كنّا إذا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وإذا نزلنا سبَّحنا.
(صحيح البخاري: 2831)
ولكن لا ترفع صوتك بالتكبير والتسبيح عاليَا:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، فكنا إذا أشرفنا على وادٍ هللنا وكبرْنا وارتفعتْ أصواتُنا فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يا أيهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا على نفُسِكُمْ؛ فإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَم وَلا غائِبَا إنهُ مَعَكُمْ، إنَّه سَمِيعٌ قَرِيبَ".
(صحيح البخاري: 2830)
إذا كنت تسافر ليلَا، وأتى عليك السحر، وهو أجل وأعظم وقت في الليل قل:
(13)
سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ الله وَنعْمَتِهِ وَحُسْنِ بَلائِهِ عَلَيْنَا، اللهمَّ صَاحِبْنَا فَأَفْضِلْ عَلَيْنَا عَائِذَا بِاللهِ من النَّارِ.
(صحيح مسلم: 2718)
كأنك تريد أن تشق هدوء الليل بعبارات شكرك فتسمع كل الخلق اعترافك بحمد الله، وتسأل الله أن يصاحبك، فيحفظك ويرعاك ويعينك ويتفضل عليك بمزيد جوده وكرمه، وتستعيذ به من النار.
إنا لله وإنا إليه راجعون، هل تعطلت السيارة؟ هل تباطأت في سيرها؟ فقط قل:
(14)
بِسْمِ الله.
لا تلعن الدابة، ولا تلعن اليوم الذي سافرت فيه، فقط استعن بالله، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: بَينَمَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَامْرَأَة من الأنْصارِ عَلَى نَاقَةٍ
فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ الله فَقَالَ:"خُذوا مَا عَلَيهَا وَدَعُوهَا؟ فَإِنَّهَا مَلْعُونَة"، قَالَ عِفرَانُ: فَكَأَنِّي أَرَاهَا الآنَ تَمْشِي في الناسِ مَا يَعْرِضُ لَهَا أحد (صحيح مسلم: 2595).
هل وصلت؟ أم هذه مدينة تمر عليها في الطريق؟ قل:
(15)
يَا أرْضُ رَبِّي وَرَبكِ الله، أعُوذُ باللهِ من شَركِ وَشَرّ ما فِيكِ، وَشَر ما خُلِقِ فِيكِ، وَشَر ما يَدب عَلَيْكِ، أعُوذُ بِكَ مِنْ أسَدِ وأسْوَدَ، وَمِنَ الحَيَّةِ وَالعَقْرَبِ، وَمِن ساكِنِ البَلَدِ، وَمِنْ وَالِدٍ وَما وَلَدَ (حسن، سنن أبي داود: 2603).
(16)
اللهُمَّ رَبَّ السمَوَاتِ السبْعِ وَما أظْلَلْنَ، وَالأَرْضيِن السَّبْعِ وَما أقْلَلْنَ، وَرَبَّ الشياطينِ وَمَا أضلَلْنَ، وَرَبَّ الرياحِ وَمَا ذرَيْنَ، أسألُكَ خَيرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيرَ أهْلِها، وَخَيْرَ ما فيها، وَنَعُوذُ بِكَ من شَرّها، وَشَر أهلها، وَشَر ما فِيها.
(حسن، ابن حبان: 2079)
سل الله خير هذا البلد، وسله أن يعيذك من شرها، ومن شر ما فيها، فلا يؤذيك أهلها، ولا يصيبك فيها بلاءً، وتقضي كل أمورك بإذن الله.
ثم تستقر في هذا البلد ما شاء الله، ولكن لا تنس أن تقول حال وصولك:
(17)
أعُوذُ بكَلِماتِ الله التَّاماتِ مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ نَزَلَ مَنْزلا ثُم قالَ: أعُوذُ بِكَلِماتِ الله التامَّاتِ مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ؛ لَم يَضُرَّهُ شَيءٌ حَتى يَرْتَحِلَ مِنْ
مَنْزِلِهِ ذلكَ" (صحيح مسلم: 2758).
إذا قررت العودة قل:
(18)
تقول ما ذكرت لك عند رؤيتك أو قرية.
(19)
الله أكْبَرُ ، الله أكبر ، الله أكْبَرُ.
(20)
لا إِلهَ إِلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ (1).
(21)
آيِبُونَ، تائبُونَ، عابدُونَ، سَاجِدُونَ، لرَبِّنَا حامِدُون (2).
آيبون: الحمد لله أن أعادك إلى بلدك سالمَا غانمَا.
تائبون: من كل تقصير أو زلةٍ وقعت منك في السفر وغيره.
عابدون: لم يؤثر فيك السفر ولا في طاعاتك ولا إيمانك، بل تشكر نعمة الله على حفظه وتيسيره بأن تزيد في العبادات.
(22)
صَدَقَ الله وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَندَهُ وَهَزَمَ الأخزَابَ وَحْدَهُ (إذا كنت راجعاً من الحج أو العمرة)(3).
(3،2،1: أجزاء من حديث في صحيح البخاري: 1703)
إذا دخلت على أهلك، فلا تبدأ بذكر ما حدث لك في سفرك، بل اذكر الله الذي وفقك وأعانك وردك إلى أهلك سالمًا:
(23)
اِلسِلام عليكِم ورحمة الله وبركاته.
(24)
توبا توبا ، لربنا أوبا ، لا يغادر حوبا.
(حسْن، مسندُ الإَماُم أحمد: 1/ 255)