الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا ما ورد في أذكار التوجه، ويستحب لك - أخي الحبيب - أن تجمع بينها، فالصلاة صلة بين العبد وربه، فكلما حسنت صلاتك وطالت، كلما طالت صلتك بربك، وما أجلَّها وأَعْظِمْ بها من صلة، تلك التي تكون بين عبد فقير مثلك، وملك جواد كريم عظيم لا إله إلا هو!! ..
ثم تكون
التعوذ
ات؛ لدفع ما يحول بينك وبين مولاك.
التعوذ
التعوّذ بعد دعاء الاستفتاح سنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقدمة للقراءة قال الله سبحانه وتعالي: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98]، وله صيغ كثيرة يكفي منها:
(1)
أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
وإن أردت أكثر فهنيئًا لك:
(2)
كانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا دَخَل فِي صَلاةٍ قَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ثَلاثًا، سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةَ وَأَصِيلًا ثَلاثًا، أَعُوذُ بِاللَّهِ
السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ".
(صحيح، سنن أبي داود: 764)، هَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ، وَنَفْثُهُ: الشَّعْرُ.
والاستعاذة هي الالتجاء إلى الله عز وجل واللوذ بجنابه سبحانه وتعالى من شر كل ذي شر، ومعناها: أستجيرُ بالله دون غيره من سائر خلقه من الشيطان أن يضرني في ديني أو يصدني عن حق يلزمني لربي.
ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث، وهي تطييب له لتلاوة كلام الله، وهي استعانة بالله واعتراف له بالقدرة وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه ولا يقبل مصانعة ولا يُدَارَى بالإحسان.
فإذا تعوذت بالله من الشيطان الرجيم؛ فاقرن قولك بالعزم على التعوذ بحصن الله عز وجل من شر الشيطان بالبعد عن الشهوات التي هي كتاب الشيطان ومكاره الرحمن.
وأفضل أذكار الصلاة ذكر القيام، ومن أحسن هيئات المصلي هيئة القيام؛ فخصت بالحمد والثناء والمجد وتلاوة كلام الرب جل جلاله، ولهذا نهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود؛ لأنهما حالتا ذل وخضوع وتطامن وانخفاض، فشرع فيهما من الذكر ما يناسب هيئتهما، فشرع للراكع أن
يذكر عظمة ربه في حال انخفاضه هو وتطامنه وخضوعه، وأنه عز وجل يوصف بوصف عظمته عما يضاد كبرياءه وجلاله وعظمته .. فتعال إلى الركوع: