المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌تمهيد

- ‌أنواع الذكر

- ‌الأول: أعلى الذكر القرآن الكريم

- ‌الثاني: ذكر أسماء الرب سبحانه وتعالى وصفاته

- ‌الثالث: الخبر عن الرب سبحانه وتعالى بأحكام أسمائه وصفاته

- ‌الرابع: ذكر أمره ونهيه وأحكامه

- ‌الخامس: ومن ذكره سبحانه وتعالى أيضًا ذكر آلائه وإنعامه وأياديه، ومواقع فضله على عبيده

- ‌السادس: ذكر الدعاء والاستغفار:

- ‌السابع: ذكر الرعاية:

- ‌أهمية الذكر:

- ‌أحوال الذاكرين:

- ‌كثرة الذكر:

- ‌الذكر عبادة الكائنات:

- ‌أولًا: الملائكة:

- ‌ثانيَا: الجن:

- ‌ثالثًا: الجبال:

- ‌رابعًا: الرعد:

- ‌خامسًا: الطعام:

- ‌سادسًا: السماوات والأرض:

- ‌سابعًا: الحيتان والنمل:

- ‌ثامنًا: الخيل:

- ‌تاسعًا: الهدهد:

- ‌عاشرًا: عموم الطير:

- ‌حادي عشر: الجماد:

- ‌فوائد الذكر

- ‌الفصل الأول: الأذكار الموظفة

- ‌إلماحةٌ مهمة

- ‌أذكار الوضوء

- ‌أذكار الصلاة

- ‌تحفة

- ‌أدعية الاستفتاح

- ‌ التعوذ

- ‌اذكار الركوع

- ‌أذكار الرفع من الركوع

- ‌تحفة

- ‌أذكار السجود

- ‌الدعاء بين السجدتين

- ‌التشهُّد

- ‌الدعاء بعد التشهد وقبل التسليم

- ‌أذكار بعد الصلاة

- ‌أذكار العيدين

- ‌أدعية الاستسقاء

- ‌أذكار الصباح والمساء

- ‌أذكار النوم

- ‌فضل النوم ذاكرًا طاهرًا:

- ‌فضل النوم على نية صالحة:

- ‌التقلب في الفراش

- ‌أذكار الاستيقاظ

- ‌تحفة

- ‌أذكار السفر

- ‌أنت المسافر

- ‌أنت المقيم

- ‌تحفة

- ‌أذكار الأذان

- ‌أذكار الدخول

- ‌دخول المسجد

- ‌دخول المنزل

- ‌دخول الخلاء

- ‌دخول السوق

- ‌من سيربح المليون

- ‌تحفة

- ‌أذكار الخروج

- ‌الخروج من المسجد

- ‌الخروج من المنزل

- ‌الخروج من الخلاء

- ‌أذكار اللباس

- ‌أذكار الأكل والشرب

- ‌الدعاء بعد الطعام

- ‌أذكار العطاس

- ‌أذكار السلام والاستئذان

- ‌أذكار الصيام

- ‌أذكار الحج والعمرة

- ‌الدعاء عند زيارة المسجد النبوي

- ‌أذكار المرض والرُّقَي

- ‌رقية المريض

- ‌ماذا يقول المريض

- ‌أذكار الموت

- ‌التعزية

- ‌الدعاء في الصلاة على الجنازة

- ‌أذكار زيارة القبور

- ‌دعاء الاستخارة

- ‌دعاء الكرب

- ‌إذا خفت قومًا

- ‌إذا خفت من الشيطان

- ‌إذا غلبك أمر

- ‌إذا استصعب عليك أمر

- ‌إذا أصابتكُ نكبة

- ‌العجز عن سداد الدين

- ‌إذا هاجت الرياح

- ‌أدعية الحب في الله

- ‌أدعية متفرقة

- ‌أدعية النكاح

- ‌الدعاء لرد الوسوسة

- ‌تحفة

- ‌الفصل الثاني: الأذكار والأدعية المطلقة

- ‌الأذكار المطلقَة

- ‌الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الاستغفار

- ‌التسبيح والتحميد

- ‌التهليل

- ‌تحفة

- ‌الأدعيه المطلقة

- ‌سُبُحَاتُ السَّحَرِ

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌أذكار الصباح والمساء

‌أذكار الصباح والمساء

لما كان الذكر حياة قلوب المؤمنين وقوت أرواحهم وأنس حياتهم؛ كان لا بد لهم من خلوة خاصة للذكر، تكون كل فترة ثابتة خاصة بمثابة وجبة دسمة تكون عونًا لهم على ما هم فيه من متاعب الدنيا وهمومها، فكانت أذكار طرفي النهار.

وأذكار الصباح والمساء لها أهمية خاصة بالنسبة للمؤمنين المخلصين؛ فإن الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها شافٍ كافٍ .. جامعٍ وافٍ .. رائقٍ صافٍ ..

فإن أردت صلاحًا وفلاحًا ونجاحًا؛ فاجعل لنفسك هذا الوقت الخاص في خلوة رائقة وحدك بعيدًا عن المشاغل، وأصلح قلبك لترديد هذه الأذكار. فإنك إن تفرغت لها ملأت قلبك، وإذا أدمنتها فإنك لن تستغني عنها، وسأحاول جاهدًا ترتيبها لك ترتيبًا له أهمية؛ فاحرص عليها ولا تترك منها شيئًا.

وقد آثرت أن أترك نص الحديث أحيانًا تستخلص منه أنت الذكر، ويدفعك ذكر الأجر للاحتساب؛ لتحصيل الأجر، فإن بعض الناس يمسك الكتاب ويسرد الأذكار مجرد سرد باللسان، فاقرأ الحديث، واحتسب الأجر، واستخلص الذكر، واستحضر القلب تحظ بالعز.

ص: 126

والأصلُ في هذا الباب من القرآن العزيز قولُ الله عز وجل: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه: 130]، وقوله عز وجل:{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [غافر: 55].

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لأَنّ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ عز وجل مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ؛ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمعِيلَ، وَلأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمِ يَذْكُرُونَ اللهَ مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ؛ أَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً"(حسن، سنن الترمذي: 3667).

واعلم - أيها الحبيب المحب - أن هذا البابَ واسعٌ جدًا ليس في الكتاب بابٌ أوسعَ منه سنذكرُ إن شاء الله عز وجل فيه جملاً من مختصراته فمن وُفِّق للعمل بكلّها فهي نعمة وفضل من الله عز وجل عليه وطوبى له.

(1)

إذا أصبحت قل: اللَّهُمَّ بِكَ أصْبَحْنا وَبِكَ أمْسَيْنا، وَبِكَ نَحْيا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ، وإذا أمسيت قل: اللَّهُمَّ بِكَ أمْسَيْنا وبِكَ أصْبَحْنا وَبِكَ نَحْيا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ النُّشُورُ.

(صحيح، سنن أبي داود: 5068)

أو: اللَّهُمَّ بِكَ أمْسَيْنا وبِكَ أصْبَحْنا، وَبِكَ نَحْيا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ المَصِيرُ" (صحيح، الأدب المفرد: 1199).

ص: 127

(2)

أصْبَحْنَا على فِطْرَةَ الإسْلامِ، وكَلِمَةِ الإخْلاصِ، وَدِيْنِ نبينا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَمِلَّةِ أبِينَا إِبْرَاهِيمَ عليه السلام حَنِيفًا مُسْلِمًا، ومَا أَناَ مِنَ المُشْرِكِينَ" (صحيح، مسند الإِمام أحمد: 3/ 406).

(3)

لا إلهَ إِلَاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (عشر مرات)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قالَ إِذَا أصْبَحَ: لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،

لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ؛ كانَ لَهُ عِدْلُ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ عليه السلام، وكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجاتٍ، وكانَ في حِرْزِ مِنَ الشَّيْطانِ حتى يُمْسِيَ، وَإنْ قَالَهَا إِما أمْسَى؛ كانَ له مِثْلُ ذلكَ حتَّى يُصْبحَ".

(صحيح، سنن أبي داود: 5077)

بعد كل هذه الوعود بالله عليك ..

أليس من يتركها قد خسر خيرا كثيرا؟!

ثم أتريد أن يرضى عنك ربك، ويعطيك حتى يرضيك؟

(4)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِم يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِالإسْلامِ دِينَا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًا؛ إِلا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَاَمَةِ".

(صحيح، مسند الإِمام أحمد: 4/ 337)

ص: 128

لن يرضى عنك فقط، بل سيرضيك، إن رضيت به وبنبيه وبدينه حق الرضا، وتكرار ذلك وملازمته يدفع القلب لاعتقاده، ويحمل النفس على الرضا به.

(5)

إذا أصبحت قل: اللَّهُمَّ إني أسالُكَ عِلْمًا نافعًا، وَرِزْقَا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَلاً.

وسط مكائد البشر .. ومصائد الشيطان .. تحتاج أن تستغيث بالرحمن، هيا فقل:

(6)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنه: "ما يَمْنَعُكِ أنّ تَسْمَعِي ما أُوصِيكِ بِهِ؟ تَقُولِينَ إذَا أصْبَحْتِ وَإذَا أمْسَيْتِ: يا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِكَ أسْتَغِيثُ؛ فأصْلِحْ لي شأني كُلَّهُ وَلَا تَكِلْني إلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنِ"(رواه الحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الجامع: 5820).

تلك وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنه، وهي أحب الناس إليه، وهو أخلصهم لها، وأحرصهم عليها، هلا حرصت عليها؟

ثمّ نصيحة قبل أن تموت، فإنك إذا مت عليها فأنت من أهل الجنة:

(7)

عَنْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "سَيدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ ربِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأنا عَبْدُكَ، وَأَنا عَلَى

ص: 129

عَهْدِكَ وَوَعْمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي؛ فَاغْفِرْ لِى، فَإِنَّهُ لا يَغفِرُ الذُنُوبَ إِلا أَنْتَ، قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ؛ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنّ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أن يُصْبحَ؛ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ

الْجَنّةِ" (صحيح البخاري: 5964).

وهذا الدعاء حقيقٌ بأن يكون سيِّدًا؛ فإنه يشمل: ثناؤك على الله عز وجل أنه ربك وخالقك.

تجديد العهد بينك وبين ربك.

اعترافك بنعم الله عليك، واعترافك بذنوبك.

وسؤالك المغفرة من الله عز وجل.

فإذا قلت هذا الذكر العظيم، استحضر هذه المعاني في قلبك حتى تقوله وأنت موقن به، فتموت؛ فتدخل الجنة.

(8)

اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عالِمَ الغَيْبِ وَالشهَادَةِ، رَبَّ كُلّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أشْهَدُ أن لا إلهَ إِلَاّ أنْتَ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ نَفْسِي، وَشَرِّ الشَّيْطانِ وَشِرْكِهِ.

(صحيح، سنن أبي داود: 5067)

ص: 130

سل الله خير يومك، وخير ليلتك، وخير ما بعدهما:

(9)

إذا أمسيت قل: أمْسَيْنا وأمْسَى المُلْكُ للِّهِ والحَمْدُ للِّهِ، لا إِلهَ إِلَاّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلَّ شَيْءٍ قَديرٌ، رَبّ أسألُكَ خَيْرَ ما في هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَها، وأعُوذ بِكَ مِنْ شَرّ ما في هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَشَرّ مَا بَعْدَهَا، رَبّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَل وَالهَرَم وَسُوءِ الكِبَرِ، أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَاب في النَّارِ، وَعَذَاب في القَبْرِ، وإذَا أصْبَحْتَ قلَ ذلكَ أيْضَاً: أًصْبَحْنا وأصْبَحَ المُلْكُ للِّهِ (صحيح مسلم: 2723).

هل أديت شكر نعم الله عليك؟

(10)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قالَ حِينَ يُصْبحُ: اللَّهُمَّ ما أصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أو بأحد من خلقك فمِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ؛ فَقَدْ أدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ، وَمَنْ

قَالَ مِثْلَ ذلكَ حِينَ يُمْسِي؛ فَقَد لدَّى شُكْرَ لَيلَتِهِ.

(صحيح، سنن أبي داود: 5073)

والله لو أن لسانك لم يكف عن الحمد ليل نهار لما أديت شكر نعم الله عليك، ومن كرم الله عليك أن دلَّك على ما تشكره وتحمده به، وبهذا الذكر صباحًا تكون قد أديت شكر يومك، ومساءً تكون قد أديت شكر ليلتك، ثم كأنك تشكر الله نيابة عن نفسك، وعن كل خلقه الذين يقصرون في شكر

نعمته عز وجل، فتشكره على تعمه عليك وعليهم.

ص: 131

أخي الحبيب .. سل الله العافية ..

(11)

لم يكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هؤلاء الدعوات حين يُمسي وحين يُصبح: "اللَّهُمَّ إني أسالُكَ العافِيَةَ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إني أسالُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ في دِيني وَدُنْيَايَ، وأهْلِي ومَالِي،

اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وآمِنْ رَوْعاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظني مِنْ بَيْن يَدَيَّ ومِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمالِى، وَمِنْ فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغتالَ مِنْ تَحْتِي" (صحيح، سنن أبي داود: 5074).

كل صباح ومساء إن خفت سلب العافية؛ فجحِّد دعواتك هذه، وكل صباح ومساء تسأل الله أن يحفظك فأنت لا تأمن ما بين يديك ولا ما خلفك ولا حتى الأرض التي تحتك أن تُخسَف بك، ولا تشعر بالأمان إلا بفضل الله وعافيته .. لا تخف يا مؤمن؛ فأنت في أمان مادام الله يحفظك ويدفع

عنك، وقد علمك النبي كيف تستجلب حفظ الله عز وجل وأمانه:

(12)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدِ يَقُولُ في صَبحٍ كُلّ يَوْم وَمَساءِ كُلّ لَيْلَةٍ: باسْمِ اللهِ الَّذي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرضِ وَلا في السَّماءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيم ثَلاثَ مَرُّاتٍ؛ لَمْ يَضُرَّه شَيْءٌ" وفي رواية: "لَم تُصِبْهُ فَجْأةُ بَلاءٍ".

(صحيح، سنن أبي داود: 5088)

ص: 132

اذكر ربك؛ يكفك كل ما تخاف وتحذر، ويحمك مما يضرك، ويمنع عنك الأذى والبلاء؛ إنه كريم قريب، وإن كنت مازلت تخاف فاسمع إذَا:

(13)

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول لله، ما لقيتُ عقرب لدغتني البارحة؟ قال:"أما لَوْ قُلْتَ حِينَ أمْسَيتَ: أعُوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرّ ما خَلَقَ لَمْ تَضرَّكَ"

وقال: "مَنْ قال: أعُوذُ بِكَلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ من شَرّ ما خَلَقَ ئَلاثًا لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ"(صحيح مسلم: 2081).

ومن أعظم الأذكار ذات الوزن الثقيل ما ورد في هذا الحديث الجليل الجميل:

(14)

عن جُويريةَ أمّ المؤمنين رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ في مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ: "مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيهَا؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:"لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كلماتٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَو وزِنَتْ بِما قُلْتِ مُنْذُ اليَوْم لَوَزنَتُهُنَّ: سُبحانَ اللهِ وبِحمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِماتِهِ"(صحيح مسلم: 2726).

أصح كلمات تعدل ذكر أربع ساعات!! ومازلت لا تذكر!! ما أقسى قلبك إن لم تفعل!

ص: 133

سل الله العافية في ثلاث، وتعوذ به من ثلاث، واستن بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم:

(15)

عن عبد الرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال لأبيه: يَا أبَتِ إِنِّي أسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ: اللَّهُمَّ عَافِنِي في بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي في سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي في بَصَرِي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، اللَّهُمَّ إِني أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، اللَّهُمَّ إِني أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، تُعِيدُهَا ثَلاثًا حِينَ تُصْبحُ، وَثَلاثًا حِينَ تُمْسِي، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهِنَّ فَأَنَا أحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ (حسن، سنن أبي داود: 5090).

الله .. يكفيك كُلِّ شيء!!

(16)

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا في لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليُصَلِّيَ لَنَا فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ:"أَصَلَّيتُمْ؟ " فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ:"قُلْ" فَلَمْ أَقُلّ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ:"قُلْ" فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ:"قُلْ" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَقُولُ؟ قَالَ:"قُلْ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَالْمُعَوْذَتَينِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ؛ تَكْفِيكَ مِنْ كُلّ شَيْءٍ"(حسن، سنن أبي داود: 5082).

ص: 134

اقرأهما يكفك الله رزقك، يكفك سعيك، يكفك خوفك، يكفك وحشتك، يكفك مذاكرتك، يكفك كل ما صعب عليك سبحان الله تعالي.

ماذا يهمك؟ أتهمك الدنيا؟ أتهمك الآخرة؟ فاسمع إذًا:

حين تتوكل على الله عز وجل، وتفوض إليه كل أمورك، أمور الدنيا من رزق وسعي وجهد وبلاء وكدٍّ، وأمور الآخرة من طلب وعبادة وسؤال وخوف ورجاء، يحمل همك ويكفك كل شيء، فكيف تضيع وكفيلك الملك؟

(17)

قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ من الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ.

دخلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ، فَقَاً:"يَاَ أَبا أمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا في الْمَسْجدِ في غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاةِ؟ " قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي

وَدُيُون يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:"أَفَلا أُعَلَّمُكَ كَلامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللهُ عز وجل هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ

ص: 135

الرِّجَالِ" قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ؛ فَأَذهَبَ الله عز وجل هَمَّي وَقَضَى عَني دَيْنِي"(صحيح، سنن أبي داود: 1555).

كم ستنقذ من النار؟ ربعك .. أم نصفك .. أم كلك؟!

(18)

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قالَ حينَ يُصْبحُ أو يُمْسِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أصْبَحْتُ أُشْهِدَكَ، وأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَلاِئكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، أنَّكَ أنتَ لا إِلهَ إِلَاّ أنْتَ وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ؛ أعْتَقَ الله رُبُعَهُ مِنَ النَّارِ، فَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَين؛ أعْتَقَ الله نصْفَهُ مِنَ النَّار، وَمَنْ قَالَها ثَلَاثًا؛ أَعْتَقَ الله ثَلَاثةَ أَرْبَاعِهِ، فإنْ قالَهَا أَرْبَعًا؛ أعْتَقَه الله مِنَ النَّارِ".

(صحيح، سنن أبي داود: 5069)

كأنك تصرخ بالشهادة تريد أن يسمعها كل من في الأرض والسماء، الإنس والجن والملائكة، تفتخر أن ربك الله سبحان الله تعالي وأن نبيك محمَّد صلى الله عليه وسلم، فيجازيك الله على شهادتك بأن يعتقك من النار.

هل تريد أن تتصدق؟ تريد أن تعتق رقبة في سبيل الله؟

خذ تلك الهدية:

(19)

قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إلهَ إلَاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتِ؛ كانَ كَمَنْ أعْتَقَ أرْبَعَةَ أنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ".

(صحيح مسلم: 2693)

ص: 136

ليس عتق أي رقبة، بل هي من ولد إسماعيل عليه السلام، أخيَّ .. اذكر الله، ولا تغفل أبدًا عن ذكره.

لديك همة؟ تردد أن تعتق أكثر؟ تردد حسنات أكثر؟ هلم إذًا:

(20)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قَالَ لا إلهَ إلَاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلى كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ في يَوْمٍ مائَةَ مَرَّةٍ؛ كانَتْ لَهُ عِدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ لَهُ مائة حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عَنْهُ مائةُ سَيئَةٍ، وكانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسيَ، ولَمْ يَأتِ أحَدٌ بأفْضَلَ مِمَّا جاءَ بِهِ إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِنْهُ"(صحيح البخاري: 3119).

انتظر .. مهلاً .. مهلاً، إلى أين أنت ذاهب؟!

هل ستدع هذا الذكر يمر هكذا؟! تدبر معي:

إن قول لا إلهَ إلَاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ في اليَوْمِ مائَةَ مَرَّةٍ يستغرق من وقتك عشر دقائق، عشر دقائق فقط تحصل كل هذه الأجور: عِدْلَ عَشْرِ رِقابٍ (أي بما يعادل ملايين الجنيهات).

وكُتِبَتْ لَهُ مائة حَسَنَةٍ (وأنت تحتاج إلى حسنة واحدة).

ومُحِيَتْ عَنْهُ مائةُ سَيِّئَهٍ (وما أكثر سيئاتك!!).

ص: 137

وكانَتْ لَهُ حِرْزَا مِنَ الشَّيْطانِ يَوْمَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسيَ (فلا يوسوس لك، ولا يصدك عن ذكر الله، فرصة .. تخلص منه).

ولَمْ يَأتِ أحَدٌ بأفْضَلَ مِمَّا جاءَ بِهِ إِلَاّ رَجُلٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِنْهُ (أنت أحسن الناس).

ثم كالعادة ما أكثرها ذنوبك!! هل تريد التخلص منها؟

تعال أدلك على السبيل:

(21)

قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "مَن قالَ سُبْحانَ اللهِ وبحَمْدِهِ في اليَوْمِ مِئَة مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطَاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الَبَحْرِ".

(صحيح البخاري: 6042)

سبحان الله وبحمده!! الله أكبر!! كل خطاياك؟؟!! كذبة هنا، ونظرة هناك .. غيبة هنا، وظلم هناك، كل هذا يغفر بقولك سبحان الله وبحمده مائة مرة، وهو لن يأخذ من وقتك أكثر من خمس دقائق، خمس دقائق ثم مغفرة خطايا العمر، تمحى الخطايا ويطهرها التسبيح.

انتظر .. هناك فضل آخر لهذا الذكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قالَ حِينَ يُصْبحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةِ؛ لَمْ يأتِ أحدٌ يَوْمَ القِيامَةِ بأفْضَلَ مِمَّا جاءَ بهِ إِلا أحَدٌ قالَ مثْلَ ما قالَ أو زَادَ عَلَيْهِ" وفي رواية "سُبْحانَ الله العَظيمِ وبِحَمْدِهِ" "صحيح مسلم: 2692).

ص: 138

فهل تريد أن تكون من أحسن الناس يوم القيامة؟

هلم، شمر إلى الحسنات العظيمة بالأعماد القليلة، قل:

(22)

سبحان الله (مائة مرة).

قال رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ " فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: "يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ؛ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ

حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ ألفُ خَطِيئَةٍ" (صحيح مسلم:2698).

والله إنها لا تستغرق خمس دقائق، بل قد لا تزيد عن ثلاثة دقائق، أرأيت كم هو ثمين عمرك أيها المسلم الحبيب؟! ثلاث دقائق فقط تساوي ألف حسنة، أو مغفرة ألف ذنب، اغتنم وقتك ولا تضيع فيه لحظة دون ذكر الله.

(23)

الْحَمْدُ للهِ مِائَةَ مَرَّةٍ.

(24)

اللهُ أَكْبَرُ مِائَةَ مَرَّةٍ.

أَلا أُعْطِيكَ؟! .. أَلا أَمْنَحُكَ؟! .. أَلا أَحْبُوكَ؟! ..

عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللهَ عز وجل اصْطَفَى مِنْ الْكَلام أَرْبَعًا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَهِ، وَلا إِلَهَ إِلا الله، وَاللهُ أَكْبَرُ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ؛ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا عِشْرُونَ حَسَنَة، وَحُطَّ عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةَ، وَمَنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ،

ص: 139

وَمَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا الله فَمِثْلُ فَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَب الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلٍ نَفْسِهِ؛ كُتِبَ لَهُ بِهَا ثَلاثُونَ حَسَنَةً، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا ثَلاُثُونَ سَيِّئَة" (صحيح، مسند الإِمام أحمد: 2/ 310).

أتريد أن نحسبها بحسابات الدنيا؟! أم بحسابات الكريم الذي يضاعف إلى سبعمائة ضعف وإلى أكثر من لك لمن يشاء؟! في الحالتين أنت رابح: إذا قلت: سُبحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لله وَلا إِلَهَ إِلا الله وَاللهُ أَكبَرُ، كم أخذ من وقتك؟

ليس أكثر من أربع ثوان!!

دفعت من وقتك الغالي الثمين لله أربع ثوانِ، خذ أجرك: يكتب لك: عشرون حسنة X 3= ستين حسنة ستون حسنة + ثلاثون حسنة للحمد لله - تسعين حسنة.

ويغفر لك: عشرون سيئة X 3+ 30 - تسعين سيئة ..

ما أحوجك إلى حسنة من هؤلاء!! وما أكثر ذنوبك! وكم أنت محتاجٌ إلى مغفرة واحد منها!! في أربع ثوان تحصل تسعين حسنة ومغفرة تسعين سيئة!! والله يضاعف لمن يشاء، وأنت غافل ساهٍ لاهٍ .. اذكر الله ..

(25)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن صَلَّى عَلَيَّ حِينَ يُصْبِحُ عَشرًا، وَحِينَ يُمْسِي عَشْرَا؛ أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِي يَومَ القِيَامَةِ".

(حسن، صحيح الجامع: 6357)

ص: 140