الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أذكار الأذان
الأَذَان: إِعْلام بِالصَّلاةِ الَّتِي هِيَ أَفضَل الأَعْمَال بِأَلْفَاظٍ هِيَ مِنْ أفْضَلِ الذكْرِ لا يُزَادُ فِيهَا وَلا يُنْقَصُ مِنْهَا، فهل تريد أن تصبح مؤذنَا؟! ألا تعرف فضل الأذان؟ دعني أخبرك به أولاً:
كثير من الناس لا يعلمون كثيرَا من الخير والثواب، ولو علم الناس م في الأذان والصف الأول من الخير والثواب، لازدحموا عليه وتنافسوا، واضطروا لإجراء قرعة بينهم؟ لينظروا من منهم الذي يؤذن، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ وَالصف الأولِ ثُم لَمْ يَجِدُوا إلا أنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيهِ؛ لاسْتَهَمُوا"(صحيح البخاري: 590).
الشيطان خطير وطرده عسير، ولكنه على خطورته يخاف من الأذان، ويطير هلعًا ورعبَا، فينصرف مذموماً مدحورًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا نُوديَ لِلصَّلاةِ أدْبَرَ الشيطانُ وَلَهُ
ضُرَاط حتى لا يَسْمَعَ التأذِينَ" (صحيح البخاري: 608).
في يوم القيامة يوم الحسرة والندامة، ويوم الخزي والفضائح، يوم تبلى السرائر، ولكن هناك أناسًا لا يحزنهم الفزع الأكبر، وتطول أعناقهم شرفًا، هم المؤذنون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: "المُؤَذنُونَ أطْوَلُ النَّاسِ أعناقًا يَوْمَ القِيامَةِ"(صحيح مسلم: 387).
ويحتاج الإنسان يوم القيامة إلى شهداء وشفعاء، فالحقوق كثيرة والمظالم مطلوب ردها، والأعمال لا تسلم من الشوائب، والمؤذن له شهود يشهدون له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: "لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذنِ حسن ولا شيءٌ، إِلاشَهدَ لَهُ يَومَ القِيامة"(صحيح البخاري: 609).
الأمان أن تستحق الجنة، وياله من أمان!! أن يوجب الله لك الجنهَ، والمؤذنون وجبت لهم الجنة بخلاف جزائهم الذي هو رفع درجاتهم، والله يضاعف لمن يشاء، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَن أَذنَ ثِنْتَي عَشرَةَ سَنَةً؟ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأذينهِ في كُلِّ يَوْمِ سِتونَ حَسَنَةً، وَبِإِقَامَتِهِ ثَلاُثونَ حَسَنَةَ"(صحيح، سنن ابن ماجه: 728).
بعد أن عرفت هذه الفضائل العظيمة، والمنن الجسيمة، لعلك تتشوف لتحصيلها، تحقد ولا تحسد المؤذنين، هل تريد أن تكون مثلهم؟ قَالَ رجلٌ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ الْمُؤَذنِينَ يَفضُلُونَنَا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"قُل كَمَا يَقُولُونَ فَإذا انتَهَيتَ فَسَل تُعْطَه"(صحيح، سنن أبي داود: 527).
ولكن لماذا لا تكون مؤذنًا وتنال هذه الفضائل المضمونة؟ دعني أُعِدكَ لكي تصبح مؤذنًا، إليك صفة الأذان:
(1)
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر (1).
(2)
ثم تقول سرا بحيث تُسمع نفسَك ومَن بقربك: أَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، أَشهَدُ أَن مُحَمَّدَا رَسُولُ اللهِ (2).
(3)
ثم تعودُ إلى الجهر وإعلاء الصوت فتقول: أَشهَدُ أن لا إِلَهَ إِلا الله، أَشْهَدُ أن لا إِلَهَ إِلا الله، أَشهَدُ اَن مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، أَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ (3).
(4)
حَى عَلَى الصلاةِ، حَى عَلَى الصلاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ، حَى عَلَى الفَلاحِ، الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلا الله (4).
(5)
فَإِنْ كَانَ أذان صَلاةِ الصبحِ قلتَ: الصلاة خَيرٌ من النَّومِ، الصلاة خَير من النَّومِ، بعد فراغك من: حَى عَلَى الْفَلاحِ.
وإليك صفة الإقامة:
(6)
الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله، أَشْهَدُ اَن مُحَمَّدَا رَسُولُ الله، حَى عَلَى الصلاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ قَدْ قَامَت الصلاة قَدْ قَامَتْ الصلاة الله أَكبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلا الله (5).
(1، 2،، 3، 4، 5: حديث صفة الأذان صحيح، سنن أبي داود: 499)
أما إذا لم تؤذن وكنت جالساً في المسجد تنتظر الصلاة وتسمع الأذان:
(7)
تقول مثل ما يقول المؤذن إلا في قوله: حَى عَلَى الصلاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاح، فتقول بعد كل لفظة: لا حول ولا قوّة إلا بالله.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَالَ الْمُؤَذنُ: الله أكبَرُ الله أكبَرُ، فَقَالَ أَحَدُكُمْ: الله أَكْبَرُ الله أكبَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله، ثُم قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، قَالَ: أَشْهَدُ أَن مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، ثُم قَالَ: حَي عَلَى الصَّلاة، قَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ، ثُم قَالَ: حَي عَلَى الْفَلاح، قَالَ: لا حَولَ وَلا قُوّةَ إِلا باللهِ، ثُمَّ قَالَ: الله أكبَرُ الله أكبرُ، قَالَ الله أكبَرُ الله أكبَرُ، ثُمًّ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا الله، قَالَ: لا إِلَهَ إِلا الله مِنْ قَلْبِهِ؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ".
(صحيح مسلم: 385)
دخل الجنة!! سبحان الملك الكريم الذي لا أكرم منه!! تقول مثل ما يقول المؤذن، ثم تقول: لا إله إلا الله تنفي بها عن قلبك كل الآلهة سواه، وكل المعبودات إلاه، فتدخل الجنة! الله أكبر!!
وتقول بعد فراغك من ترديد الأذان:
(8)
اللهمَّ صَل على مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ على إِبْرَاهِيمَ وَعلى آلِ إِبْرَاهِيمَ في العَالَمِينَ إنكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُم بارِكْ على مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ محمد كما بارَكتَ على إِبْرَاهِيمَ وَعَلى اَلِ إِبرَاهِيمَ في العَالَمِينَ إنكَ حَمِيدٌ مَجِيد.
(9)
اللَّهم رَبَّ هَذهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَلاةِ القائِمةِ، آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابعَثْهُ مَقامَا محمودًا الذي وَعَدْتَهُ، إنكَ لا تُخْلِفُ الميعَادَ.
لماذا تدعو للنبي محمَّد صلى الله عليه وسلم؟ إذا دعوت له نلت شفاعته: قالَ النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذن فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُم صَلُوا عَلَيَ؟ فَإنَّهُ مَن صَلَّى عَلَى صلاةً صلى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرَا، ثم سَلُوا الَلَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ؛ فَإنَّهَا مَنْزِلَةٌ في الْجَنّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدِ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ كُونَ أنا هُوَ، فَمَنْ سَألَ لِي الْوَسِيلَةَ؛ حَلَّتْ لَهُ الشفَاعَةُ"(صحيح مسلم: 384).
(10)
أشْهَدُ أنْ لا إله إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيت باللهِ رَبُّا، وبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وبالإِسْلامِ دِينًا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قَالَ حِينَ يَسمعُ المُؤَذنَ: أشْهَدُ أن لا إله إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، رَضِيتُ باللهِ رَبا، وبِمُحَمَّدٍ رَسُولَا، وبالإسلامِ دِينًا؛ غُفِرَ لَهُ ذنبُهُ"(صحيح مسلم: 386).
فتناول بترديدك الأذان والذكر بعده هذه الأجور العظيمة: ثواب ذكر الله عز وجل.
ثواب الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بترديد الأذان.
وعدٌ بدخول الجنة.
بصلاتك على النبي صلى الله عليه وسلم يُصَلي الله عز وجل عليك عشر صلوات، والصلاة من الله مغفرة ورحمة.
تحل لك شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
يُغفر لك ما تقدم من ذنبك.
(11)
ادع بما تشاء؛ فإن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد، قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"الدَّعْوَةُ لا تُرَدُ بَينَ الأذانِ وَالأقَامَةِ؟ فَادْعُوا"(صحيح، مسند الإِمام أحمد: 3/ 225).
وقَالَ رجل: يَا رَسُولَ الله، إِن الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (قُلْ كَمَا يَقُولُونَ فَإِذا انتَهَيتَ فَسَل تُعطَهْ".
(صحيح، سنن أبي داود: 527)