الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أذكار الاستيقاظ
ثم الاستيقاظ نعمة .. وأي نعمة!!
إنها مهلة أخرى ونسأ في أجلك، لعلك تتوب وتعمل، كان الربيع بن خثيم رحمه الله لا ينام، فلما كلموه في ذلك قال: أخشى البيات، أخشى أن ينزل عذاب الله وأنا نائم.
وكان عطاء السلمي رحمه الله يقوم من النوم فيتحسس وجهه وجسمه ويقول: أخشى أن أكون قد مسخت وأنا نائم.
إذا استيقظت في عافية؛ فاذكر الله الذي عافاك، وأثن عليه واشكره .. ثم ماذا تفعل حين تستيقظ من نومك؟ تأكل؟ تشرب؟ تخرج؟ تتكلم في التليفون؟ فيم تفكر؟ وعلام تعزم؟! تذكر هذا الحديث: "يَعْقِدُ الشيطانُ على قافِيةِ رأسِ أحَدِكُم إذا هُوَ نَامَ ثَلاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ على كُلّ عُقْدَةِ مَكانَها:
عَلَيْكَ لَيل طَويلٌ فارْقُدْ فإنِ اسْتَيقَظَ وَذَكَرَ الله عز وجل انْحَلَّت عُقْدَةٌ .... " (صحيح البخاري: 1091).
اذكر الله يا مُعَقَّد؛ ليحل الله عنك عقدك وعقد الشيطان على قافيتك .. وقيل إذا فتَّحت عينيك، أول ما تفتحهما مباشرة سارع بقول:
(1)
الحَمْدُ لله الذِي أحْيَانا بَعْدَ مَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النَشُور.
(صحيح البخاري: 6959)
أماتنا؟! كيف ذلك؟!
نعم كنت ميتًا والله أحياك؛ قال عز وجل: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42].
ثم تزيد في الحمد؛ لأن الله قد ألهمك ذكره:
(2)
الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ (حسن، سنن الترمذي: 3401).
ما أجملها من كلمة!! "وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ"؛ إن من رباه الإِسلام يتأدب مع ربه، فيعترف لله بفضله عليه أن أذن له أن يجرى اسم الله تبارك وتعالى وجل جلاله على لسانه.
بل إنه قبل أن يستيقظ من نومه، لا يتعار، ولا يتخلل نومه شيءٌ من الاستيقاظ إلا ويجري اسم مولاه وقرة عينه على لسانه، حُبَّا لربه وخالقه ومولاه.
(3)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ: لا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ