الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَيْتِكَ، اللهُم فأصْحِبْنِي العافِيَةَ في بَدَنِي وَالعِصْمَةَ في دِينِي، وأحْسِنْ مُنْقَلَبِي، وَارْزُقنِي طاعَتَكَ ما أبْقَيْتَنِي، واجْمَعْ لي خَيْرَي الآخِرةِ والدُّنْيا؛ إنَّكَ على كُلّ شَيْءٍ قدِيرٌ.
(رواه البيهقي 5/ 164 وقال: هذا من قول الشافعي رحمه الله، وهو حسن) فإذا خرجت من مكة بعد طواف الوداع فقد إنقضى حجُّك، ولم يبقَ ذكرٌ يتعلَّق بالحج لكنك مسافر فيُستحب لك التكبير والتهليل والتحميد والتمجيد وغير ذلك من الأذكار المستحبة للمسافرين.
الدعاء عند زيارة المسجد النبوي
والآن .. لنذهب لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. هذا من بره طالما أنت قريب من بلده: (1) أكثر من الصلاة. على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طريقك.
(2)
ثم قل أذكار دخول المسجد.
(3)
ثم صل ركعتين تحية المسجد.
(4)
ومتع قلبك بدخول الروضة الشريفة، وهي كما قال رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم:"مَا بَينَ بَيتِي وَمِنبَرِي رَوْضَةٌ من رِياضِ الْجَنَّةِ"(صحيح البخاري: 1137).
لحظة!!! قف مرة اخرى وتفقد قلبك
أنت الآن تصلي في روضة من رياض الجنة، على يسارك قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وهذا منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يخطب عليه، وهنا كان يؤذن بلال رضي الله عنه، وهنا كانت حجرات زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لا أقول لك ذلك لكي تقبل الجدار أو تفعل تلك البدع، فهذا لا يجوز مطلقًا، ولكن لتفعل كما كان ابن عمرو رضي الله عنه يفعل، كان ابن عمر رضي الله عنه يتتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيصلي فيها، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر رضي الله عنه يصب تحتها الماء، حتى لا تيبس.
وكان يتتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل مسجد صلى فيه، وكان يعترض براحلته في كل طريق مر بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيقال له في ذلك، فيقول: أتحرى أن تقع راحلتي على بعض أخفاف راحلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال نافع: لو نظرت إلى ابن عمر رضي الله عنه إذ أَتبع أثر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقلت: هذا مجنون.
فأكثر من الصلاة في المسجد، لعلك تصيب موضعًا صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه، هذه هي وسطية أهل السنة، لا غلو ولا تفريط، لا شرك ولا ابتداع، لا جفاء ولا إعراض.
ثم تستقبل قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقول:
(5)
السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله.
وإن كنت قد أوصاك أحدٌ بالسَّلام على رسول الله قلت:
(6)
السَّلام عليك يا رسولَ الله من فلان بن فلان.
وتأخرَ قدر ذراع إلى جهة يمينك تُسلِّم على أبي بكر رضي الله عنه:
(7)
السلام عليك يا أبا بكر.
ثم تأخَّر ذراعاً آخرَ للسلام على عُمر رضي الله عنه:
(8)
السلام عليك يا عمر.
(9)
وإذا أردت أن تدعو تحولت عن القبر واستقبلت القبلة، وتدعو لنفسك ولوالديك وأصحابك وأحبابك ومَن أحسنَ إليك وسائر المسلمين، واجتهد في إكثار الدعاء، واغتنم هذا الموقف الشريف، وأحمد الله عز وجل أن رزقك الحج والعمرة، وزيارة مسجد نبيه وقبره صلى الله عليه وآله وسلم، وسبِّحه وكبِّره وهلِّله، وصلِّ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأكثر من كل ذلك، ثم تأتي الروضةَ بين القبر والمنبر فتكثر من الدعاء فيها.
(10)
وعند الخروج من المسجد لا تنس أذكار الخروج من المسجد.