الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة العاديات
قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)} الآية [العاديات/ 6 - 7].
هذه الآية تدل على أن الإنسان شاهد على كنود نفسه، أي: مبالغته في الكفر.
وقد جاءت آيات أخر تدل على خلاف ذلك، كقوله {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف/ 104]، وقوله:{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف/ 37]، وقوله:{وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر/ 47].
والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه:
الأول: أن شهادة الإنسان بأنه كنود هي شهادةُ حالِه بظهور كنوده، والحال ربما تكفي عن المقال.
الثاني: أن شهادته على نفسه بذلك يوم القيامة، كما يدل له قوله:{وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} [الأنعام/ 130]، وقوله:{فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)} [الملك/ 11]، وقوله:{قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [الزمر/ 71].
الوجه الثالث: أن الضمير في قوله: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)} راجع إلى رب الإنسان، المذكور في قوله:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)} .
وعليه فلا إشكال في الآية، ولكن رجوعه إلى الإنسان أظهر؛ بدليل قوله:{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)} [العاديات/ 8].
والعلم عند اللَّه تعالى.