الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
547 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي التَّيَمُّمِ بَعْدَ فَوَاتِ وَقْتِ الصَّلَاةِ
3192 -
حَدِيثُ مُعَاذٍ:
◼ عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ فَاتَ وَقْتُ الصَّلَاةِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه إليَّ عْنَدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ عَائِشَةَ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا نَائِمَيْنِ، فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ البَابَ بِيَدِهِ، وَدَخَلَ الحُجْرَةَ، وَكَانَ سَاقُ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم مُلْتَفًّا بِسَاقِ عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَفَتَحَتْ عَائِشَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ أَبَاهَا قَائِمًا، وقَالَتْ: يَا أَبَتَاهْ، مَا وَرَاءَكَ؟ وَبَكَتَ، فَوَقَعَ دَمْعُهَا عَلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَبَهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:((مَا بُكَاؤُكِ؟ )). فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم [لِأَبِي بَكْرٍ]:((مَا لِي أَرَاكَ هَكَذَا؟ )). فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ، وَفَاتَ وَقْتُ الصَّلاةِ. فَقَامَ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَنَامِهَ، وَهَمَّ أَنْ يَغْتَسِلَ وَيَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ:((لا تَغْتَسِلْ وَتَيَمَّمْ وَصَلِّ فَإِنَّهُ جَائِزٌ)).
[الحكم]:
موضوعٌ، وكذا قال يحيى بنُ عبدِ الوهابِ بنِ منده، والجوزقانيُّ، وابنُ الجَوزيِّ.
وهو ظاهرُ كلام الذهبيِّ وابنِ حَجرٍ. وذكره السيوطيُّ، والكنانيُّ، والشوكانيُّ في الموضوعاتِ.
[التخريج]:
[طيل 363 (واللفظ له) / ضو (2/ 363) (والزيادة له)].
[السند]:
رواه الجورقانيُّ في (الأباطيل) فقال: أخبرنا طاهر بن الفرج بن محمد الأصبهاني، أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الواحد بن الفرج الأصبهاني، أخبرنا أبي أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن محمد بن أحمد بن حمدان الجواليقي المروزي بها، أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر الجوهري، أخبرنا أحمد بن أفلح، قال: حدثنا قَتَّاب
(1)
بن حفص، قال: حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي، قال: حدثنا محمد بن الحسين البصري، عن خصيب بن جحدر، عن النعمان بن نعيم، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ، به.
وقال ابنُ الجَوزيِّ: أُخْبِرتُ عن طاهر بن الفرج الأصبهاني، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ساقطٌ، موضوعٌ.
قال الجورقانيُّ: "هذا حديثٌ موضوعٌ باطلٌ لا أصلَ له، مُركبٌ على هذا الإسنادِ، وهؤلاء الرواة برآء منه، ولا يحلُّ لمسلمٍ متدينٌ أن يرويه إلا على سبيلِ المعرفةِ والاعتبارِ مَقْرُونًا بكلامي هذا.
قال: وقد سمعتُ أبا الفتح بن أبي نصر بن ماجه الأصبهاني الصراف يقول: لما وضع محمدٌ الجوهريُّ حديثَ معاذٍ في التيممِ وأخرجه ورواه،
(1)
جاء في [اللسان، واللآلئ المصنوعة]: (قباث). وهو تصحيفٌ، والصحيحُ ما أُثبت. انظر: توضيح (المشتبه في ضبط الأسماء 7/ 166)، و (الإكمال لابن ماكولا 7/ 73).
أنكرَ عليه أهلُ العلمِ، فبلغَ ذلك محمد بن عبد الواحد بن الفرج، فدخلَ البيتَ، ووضعَ هذا الحديثَ وركَّبَه على هذا الإسنادِ، وكَتَبَه على ظهرِ جُزءٍ، وأخرجه ورواه، قوة وعونًا لمحمدٍ الجوهريِّ، فأنكروا عليه أشدَّ الإنكارِ، وصنَّفَ الإمامُ الحافظُ أبو زكريا يحيى بنُ عبد الوهاب بن منده رحمه الله جُزءًا واحدًا في رَدِّ هذا الحديثِ وكيفيةِ وضْعِه وبيان اسم واضعه" (الأباطيل 1/ 557 - 558).
وتبعه السيوطيُّ في (اللآلئ 2/ 8)، وابنُ عراق في (تنزيه الشريعة 2/ 68)، والشوكانيُّ في (الفوائد المجموعة 14).
وقال ابنُ الجَوزيِّ: "هذا حديثٌ موضوعٌ لا تحلُّ روايتُه إلا على سبيلِ التعريفِ لواضعه، فما أجرأه على اللهِ وعلى رسولِهِ صلى الله عليه وسلم، ووضعه منسوبٌ إلى محمد بن عبد الواحد"(الموضوعات 2/ 363). وذكر بقية كلام الجورقاني السابق، وهو أَخَذَهُ منه بحُروفِهِ.
قال ابنُ حَجرٍ: "وقد أخذَ ابنُ الجَوزيِّ كلامَ الجوزقانيِّ هذا فسَاقه كما هو ولم ينسبْه إليه، بل قال: "ووضعه منسوبٌ إلى محمد بن عبد الواحد وبلغني عن أبي الفتح
…
إلى آخره" (اللسان 7/ 320).
وقال الذهبيُّ في (تلخيص الموضوعات 382): "فلعنَ اللهُ مَن كَذَبَهُ".
وقال ابنُ حَجرٍ: "وفي السند الخَصيب بن جَحْدَر، وقد تقدم أنهم كذَّبوه، وفيه مَن لا يُعرفُ"(اللسان 7/ 320).
* * *