الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
555 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي النَّهْيِ عَنْ إِمَامَةِ المُتَيَمِّمِ
3217 -
حَدِيثُ جَابِرٍ
◼ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَا يَؤُمُّ المُتَيَمِّمُ المُتَوَضِّئِينَ)).
[الحكم]:
إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا، وضَعَّفَهُ: الدارقطنيُّ -وأقرَّه ابنُ أبي بكرٍ الغسانيُّ، ومغلطاي، وابنُ الملقنِ، والعينيُّ، والسيوطيُّ-، وابنُ حزمٍ، والبيهقيُّ، وعبدُ الحقِّ الإشبيليُّ، وابنُ القطانِ الفاسيُّ، وابنُ الجَوزيِّ، والقرطبيُّ، وابنُ رَجبٍ الحنبليُّ.
[التخريج]:
[قط 713/ هق 1127/ علج 636].
[السند]:
رواه الدارقطنيُّ في (السنن) -ومن طريقه البيهقيُّ في (السنن الكبير)، وابنُ الجَوزيِّ في (العلل المتناهية) - قال: حدثنا محمد بن جعفر بن رُمَيْس، نا عثمان بن معبد، نا سعيد بن سليمان بن ماتع الحميري، نا أبو إسماعيل الكوفي أسد بن سعيد، نا صالح بن بيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر به.
[التحقيق]:
هذا إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه ثلاثُ عللٍ:
العلة الأولى: صالح بن بيان؛ إن كان هو الثقفي الساحلي؛ فهو متروكٌ كما قال الدارقطنيُّ، وانظر:(الميزان 2/ 290)، و (اللسان 4/ 281).
وهذا ما ذَهَبَ إليه ابنُ الجَوزيِّ، فقال -بعد أن خرجه-:"صالح بن بيان متروك"(العلل المتناهية 1/ 381)، وقال أيضًا:"وكان يروي المناكير عن الثقات"(الضعفاء والمتروكون 1654).
وإن كان غيرُهُ فهو مجهولٌ، وهذا هو ظاهر صنيع ابن القطانِ، حيث قال:"كلُّ مَن دُون محمد بن المنكدر لا يُعرف"(بيان الوهم والإيهام 3/ 333)، وقال:"مجاهيل في رواته"(بيان الوهم 5/ 671).
ورجَّحَ العراقيُّ أنه آخرُ مجهولٌ غير الثقفي، فقال:"ذكر في (الميزان) صالح بن بيان، لكن الظاهر أنه غيره؛ فإن الذي في (الميزان) يَروي عن شُعبةَ، وهذا يَروي عن ابنِ المنكدرِ"(ذيل الميزان 1/ 124)، يعني: وشعبة من تلاميذ ابن المنكدر.
قلنا: لا مانعَ من أن يروي الراوي عن شيخه وشيخ شيخه، وقد تكون روايته عن ابن المنكدر منقطعة، وسواء كان هو الثقفي المتروك أو آخر مجهول فهو علة في الحديث.
العلة الثانية والثالثة: سعيد بن سليمان بن ماتع الحميري، وأسد بن سعيد أبو إسماعيل الكوفي؛ "مجهولان، لا يُعرفان"(بيان الوهم 3/ 333، 5/ 671).
أما قول ابن القطانِ: "كلُّ مَن دون محمد بن المنكدر لا يُعرف"، ففيه نظر؛ لأن ابنَ رميس شيخ الدارقطني، وشيخه عثمان بن معبد- ثقتان معروفان، ترجم لهما الخطيب في (تاريخ بغداد 2/ 137)، (11/ 288 - 289).
والحديث ضَعَّفه الدارقطنيُّ في (السنن 1/ 342) عقب تخريجه -وأقرَّه ابنُ أبي بكرٍ الغسانيُّ في (تخريج الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني صـ 57)، ومغلطاي في (شرح ابن ماجه 2/ 343)، وابنُ الملقنِ في (التوضيح لشرح الجامع الصحيح 5/ 193)، والعينيُّ في (عمدة القاري 4/ 24)، والسيوطيُّ في (جمع الجوامع 25783) -، وكذلك البيهقيُّ في (السنن الكبير 2/ 209) أيضًا، والقرطبيُّ في (تفسيره 5/ 217).
وضَعَّفَه -أيضًا- ابنُ حزمٍ، كما في (التوضيح لشرح الجامع الصحيح 5/ 193).
وقال عبدُ الحقِّ الإشبيليُّ: "ضعيفٌ"(الأحكام الوسطى 1/ 224)، ولكن قال ابنُ القطانِ نقلًا عن عبدِ الحقِّ في (بيان الوهم والإيهام 3/ 333) قال:"وقال: إسنادُهُ ضَعِيفٌ جدًّا".
وضَعَّفه الحافظُ ابنُ رجبٍ في (الفتح 2/ 265).
3218 -
حَدِيثُ عُمَرَ
◼ عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَا يَؤمُّ [المُقَيَّدُ المُطْلَقِينَ، وَلَا] المُتَيَمِّمُ المُتَوَضِّئِينَ)).
[الحكم]:
موضوعٌ، وسندُهُ تالفٌ، وأَشارَ لضَعَّفه ابنُ شاهينَ، وضَعَّفه ابنُ عبدِ الهادِي، وابنُ رجبٍ. واستغربه ابنُ الملقنِ.
[التخريج]:
[ناسخ 136/ عدوي (ق 31/ ب) (والزيادة له)].
[السند]:
قال ابنُ شاهينَ: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله بن أبي مخلد، قال: حدثنا أبو زياد عبد الرحمن بن نافع، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك الأنصاري، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر به.
وأخرجه محمد بن إبراهيم العدوي في (جزئه) من طريق يعقوب بن عبد الله الواسطي به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ساقطٌ؛ فيه محمد بن عبد الملك الأنصاري، قال فيه أحمد:"كان يضعُ الحديثَ، ويَكْذب". وقال أبو حاتم الرازي: "ذاهبُ الحديثِ جدًّا، كذَّابٌ، كان يضعُ الحديثَ"(الجرح والتعديل 8/ 4).
ورمَاه بالوضعِ -أيضًا- ابنُ حِبَّانَ وغيره، وقال البخاريُّ:"منكرُ الحديثِ" انظر: (اللسان 7/ 314)، فلعلَّه هو الذي وضعَ هذا الحديثَ.
ويعقوب بن عبد الله بن أبي مَخْلَد لم نجدْ له ترجمةً.
وبقية رجاله ثقات، وفي سماع ابن المسيب من عمر كلام معروف.
قال ابنُ رجبٍ الحنبليُّ: "وفي المنع من إمامة المتيمم للمتوضئين حديثان مرفوعان من رواية عمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله، وإسنادهما لا يصحُّ"(فتح الباري 2/ 265).
والحديثُ أشارَ لضعفه ابن شاهين حيثُ أَسندَ حديثًا آخر عقبه ثم قال: "وهذا الحديثُ أجود سندًا من حديثِ الزهريِّ، إن صَحَّ"(ناسخ الحديث ومنسوخه صـ 137).
وكذا ضَعَّفه ابنُ عبدِ الهادِي في (جملة من الأحاديث الضعيفة 77).
وقال ابنُ الملقنِ: "وأغربَ ابن شاهين فذكر حديث عمر
…
" (التوضيح لشرح الجامع الصحيح 5/ 194).
[تنبيه]:
قد رُوي هذا الكلامُ عن عليٍّ رضي الله عنه مرفوعًا، ذكره عمرو بن خالد الواسطي في نسخته التي وضعها على زيد بن علي عن آبائه (صـ 77، ط. العلمية) قال: حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أَبي طالب كَرَّم الله وجهه، قال: لا يؤم المتيمم المتوضيين ولا المقيد المطلقين.
وهذا المسندُ من وضعِ الواسطيِّ هذا، قال ابن معين:"شيخٌ كوفيٌّ كذَّابٌ، يَروى عن زيد بن علي، عن أبائه، عن علي"(تاريخ ابن معين رواية الدارمي ط. الفاروق 568).
وقال الأثرمُ: قال أبو عبد الله: "عمرو بن خالد الواسطي كذَّابٌ، قلت له:
الذي يروي عنه إسرائيل؟ قال: نعم، الذي يروي حديث الزيدين، ويروي عن زيد بن علي عن أبائه أحاديث موضوعة، يكذب" (الضعفاء للعقيلي 3/ 135).