المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌549 - باب التيمم بعد دخول وقت الصلاة - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٢٥

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌أَبْوَابُ: صِفَةِ التَّيَمُّمِ

- ‌524 - بَابُ التَّيَمُّمِ ضَرْبَةٌ لِلوَجْهِ وَالكَفَّيْنِ

- ‌525 - بَابٌ: التَّيَمُّمُ ضَرْبَتَانِ؛ ضَرْبَةٌ لِلوَجْهِ وَضَرْبَةٌ لِلكَفَّيْنِ

- ‌526 - بابٌ التَّيَمُّمُ ضَرْبَةٌ وَاحِدَةٌ لِلوَجْهِ وَالكَفَّيْنِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ

- ‌527 - بَابٌ التَّيَمُّمُ ضَرْبَتَانِ: ضَرْبَةٌ لِلوَجْهِ، وَضَرْبَةٌ لِلكَفَيْنِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ

- ‌528 - بَابُ مَا رُويَ فِي المَسْحِ إِلَى الآبَاطِ وَالمَنَاكِبِ

- ‌529 - بَابُ نَفْخِ اليَدَيْنِ -بَعْدَ ضَرْبِهِمَا- فِي التَّيَمُّمِ

- ‌530 - بَابُ نَفْضِ اليَدَيْنِ -بَعْدَ ضَرْبِهِمَا- فِي التَّيَمُّمِ

- ‌531 - بَابُ تَقْدِيمِ اليَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ فِي المَسْحِ

- ‌532 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي عَدَمِ التَّكْرَارِ فِي مَسْحِ التَّيَمُّمِ

- ‌أَبْوَابُ مَا يَجُوزُ التَّيَمُّمُ بِهِ

- ‌533 - بَابٌ جَامِعٌ فِيمَا يُتَيَمَّمُ بِهِ

- ‌534 - بُابُ التَّيَمُّمِ عَلَى الجِدَارِ

- ‌535 - بَابُ التَّيَمُّمِ بِالتُّرَابِ ذِي الغُبَارِ

- ‌536 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي التَّيَمُّمِ بِالرَّمْلِ

- ‌537 - بَابُ التَّيَمُّمِ بِالأَرْضِ الطَيِّبَةِ

- ‌أبوابُ مُبطلاتِ التَّيممِ وما يتعلقُ بِهِ

- ‌538 - بَابُ التَّيَمُّمِ يُجْزِئُ المُسْلِمَ سِنِينَ حَتَّى يَجِدَ المَاءَ

- ‌539 - بَابُ بُطْلَانِ التَّيَمُّمِ عِنْدَ وُجُودِ المَاءِ

- ‌540 - بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ العَجْزَ عَنِ المَاءِ لَا يَمْنَعُ مِنْ إِتْيَانِ الرَّجُلِ أَهْلَهُ

- ‌541 - بَابُ التَّيَمُّمِ رَيْثَمَا يَصِلُ المَاءُ

- ‌542 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي إِعَادَةِ المُتَيَمِّمِ الصَّلَاةَ إِذَا وَجَدَ المَاءَ فِي الوَقْتِ

- ‌أَبْوَابُ الأَحْكَامِ العَامَّةِ فِي التَّيَمُّمِ

- ‌543 - بَابُ مَنْ لَمْ يَجَدْ مَاءً وَلَا تُرَابًا

- ‌544 - بَابُ الجُنُبِ يَكْفِيهِ التَّيَمُّمُ إِذَا لَمْ يَجِدِ المَاءَ

- ‌545 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي تَيَمُّمِ الجُنُبِ إِذَا كَسِلَ عَنِ الوُضُوءِ قَبْلَ النَّوْمِ

- ‌546 - بَابُ الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ يَتَيَمَّمَانِ عِنْدَ انْقِطَاعِ الدَّمِ إِذَا عَدِمَتَا المَاءَ

- ‌547 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي التَّيَمُّمِ بَعْدَ فَوَاتِ وَقْتِ الصَّلَاةِ

- ‌548 - بَابٌ فِي طَلَبِ المَاءِ وَحَدِّ الطَّلَبِ

- ‌549 - بَابُ التَّيَمُّمِ بَعْدَ دُخُولِ وَقْتِ الصَّلَاةِ

- ‌550 - بَابُ التَّيَمُّمِ خَشْيَةَ فَوَاتِ صَلَاةِ الجَنَازَةِ

- ‌551 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي التَّيَمُّمِ لِكُلِّ صَلَاةٍ

- ‌552 - بَابُ مَشْرُوعِيَّةِ التَّيَمُّمِ لِرَدِّ السَّلَامِ

- ‌553 - بَابُ التَّيَمُّمِ إِذَا كَانَ المَاءُ لَا يَزِيدُ عَنِ الحَاجَةِ

- ‌554 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي مَشْرُوعِيَّةِ إِمَامَةِ المُتَيَمِّمِ

- ‌555 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي النَّهْيِ عَنْ إِمَامَةِ المُتَيَمِّمِ

- ‌556 - مَا رُوِيَ فِي تَيَمُّمِ الرَّجُلِ يَمُوتُ مَعَ النِّسَاءِ، وَالمَرْأَةِ تَمُوتُ مَعَ الرِّجَالِ، وَلَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا مَحْرَمٌ يُغَسِّلُهُ

الفصل: ‌549 - باب التيمم بعد دخول وقت الصلاة

‌549 - بَابُ التَّيَمُّمِ بَعْدَ دُخُولِ وَقْتِ الصَّلَاةِ

3199 -

حَدِيثُ جَابِرٍ

◼ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ [مِنَ الأَنْبِيَاءِ] قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا؛ فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ المَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَومِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً)).

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م)، والزيادة للبخاري.

[التخريج]:

[خ 335 (واللفظ له)، 438 (والزيادة له)، 3122 (مقتصرًا على الغنائم) / م (521/ 3) (لم يسقْ متنَه) / ن 437، 748 (مقتصرًا على الشاهد) / ....... ].

[التحقيق]:

سبق تخريجُه وتحقيقُه تحت "باب التيمم فضل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة".

ص: 418

3200 -

حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ

◼ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((فَضَّلَنِي رَبِّي عَلَى الأَنْبِيَاءِ، -أَوْ قَالَ عَلَى الأُمَمِ-، بِأَرْبَعٍ قَالَ: أُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَجُعِلَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِي وَلِأُمَّتِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْ رجلًا مِنْ أُمَّتِي الصَّلَاةُ فَعِنْدَهُ مَسْجِدُهُ وَعِنْدَهُ طَهُورُهُ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ يَقْذِفُهُ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِي، وَأَحَلَّ لَنَا الغَنَائِمَ)).

[الحكم]:

صحيحٌ لغيرِهِ، وإسنادُهُ حسنٌ، وقال الترمذيُّ:"حسنٌ صحيحٌ".

وصَحَّحَهُ: ابنُ العربيِّ، وابنُ الملقنِ، وابنُ حَجرٍ، والسيوطيُّ، والألبانيُّ.

وحَسَّنَهُ: الذهبيُّ.

وأشارَ إلى تحسينه: ابنُ دَقيقِ العيدِ، والهيثميُّ، والشوكانيُّ.

[التخريج]:

[ت 1636 (مقتصرًا على الغنائم) / حم 22137 (واللفظ له)، 22209/ .... ].

[التحقيق]:

سبق تخريجُه وتحقيقُه تحت "باب التيمم فضل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة".

ص: 419

3201 -

حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو

◼ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ- قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، فَاجْتَمَعَ وَراءَهُ رِجالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَحْرُسُونَهُ، حَتَّى إِذَا صَلَّى وَانْصَرَفَ إِلَيهِمْ، فَقالَ لَهُمْ:((لَقَدْ أُعْطِيتُ اللَّيْلَةَ خَمْسًا، مَا أُعْطِيَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: أَمَّا أَنَا فَأُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ عَامَّةً، وَكانَ مَنْ قَبْلِي إِنَّمَا يُرْسَلُ إِلَى قَوْمِهِ، وَنُصِرْتُ عَلَى العَدُوِّ بِالرُّعْبِ، وَلَوْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مَسِيرَةُ شَهْرٍ لَمُلِئَ مِنْهُ رُعْبًا، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنائِمُ آكُلُهَا، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي يُعَظِّمُونَ أَكْلَهَا، كَانُوا يَحْرِقُونَها، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسَاجِدَ وَطَهُورًا، أَيْنَما أَدْرَكَتْنِي الصَّلَاةُ تَمَسَّحْتُ وَصَلَّيْتُ، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي يُعَظِّمُونَ ذَلِكَ، إِنَّمَا كَانُوا يُصَلُّونَ فِي كَنائِسِهِمْ وَبِيَعِهِمْ، وَالخَامِسَةُ هِيَ مَا هِيَ! قيلَ لِي: سَلْ؛ فَإِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ سَأَلَ. فَأَخَّرْتُ مَسْأَلَتِي إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، فَهِيَ لَكُمْ وَلِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)).

[الحكم]:

حسنٌ، وصَحَّحَ إسنادَهُ: المنذريُّ، والبوصيريُّ، وابنُ حَجرٍ الهيتميُّ.

وجوَّدَهُ: ابنُ تيميةَ، وابنُ كَثيرٍ. وَحَسَّنَهُ: ابنُ حَجرٍ، والألبانيُّ، وقال الهيثميُّ:"رجالُهُ ثقاتٌ".

[التخريج]:

[حم 7068 (واللفظ له) / عدني (خيرة 722) / مشكل 4489/ حكيم 1239/ هق 1073/ .... ].

[التحقيق]:

سبق تخريجه وتحقيقه تحت "باب التيمم فضل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة".

ص: 420

3202 -

حَدِيثٌ آخَرُ لِعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو

◼ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ، أَدْلَجَ بِهِمْ حَتَّى كَانَ مَعَ السَّحَرِ، ثُمَّ نَزَلَ بِهِمْ سَحَرًا، فَقَالَ:((يَا بِلَالُ، احْرُسْ لَنَا الصَّلَاةَ))، قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولِ اللهِ. فَغَلَبَ بِلَالًا النَّوْمُ فَرَقَدَ، فَنَامُوا حَتَّى أَوْجَعَتْهُمُ الشَّمْسُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ صلى الله عليه وسلم فَتَيَمَّمَ، فَقَالَ لِبِلَالٍ:((أَذِّنْ وَأَقِمْ))، فَقَالَ بِلَالٌ: الآنَ؟ قَالَ: ((نَعَمْ))، فَصَلَّوْا بَعْدَ مَا أَصْبَحُوا.

[الحكم]:

مَتْنُهُ صحيحٌ لشواهدِهِ دون ذكر (التيمم) فمُنْكرٌ، وإسنادُهُ ضعيفٌ.

[التخريج]:

[طب (14/ 79/ 14686)].

[السند]:

قال الطبرانيُّ: حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أحمد بن صالح، قال: حدثني عبد الله بن وهب، حدثني حُيَي، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو، به.

حيي هو ابنُ عبدِ اللهِ المعافريُّ، وأبو عبد الرحمن هو عبد الله بن يزيد المَعافري الحُبُلي.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه علتان:

الأولى: حُيي بن عبد الله بن شريح المعافري، مختلفٌ فيه:

فقال أحمد: "أحاديثُه مناكيرُ"، وقال البخاريُّ:"فيه نظر"، وقال النسائيُّ:

ص: 421

"ليس بالقوي"، وقال ابنُ مَعينٍ -في رواية ابن محرز-:"صالح الحديث، ليس بذاك القوي"، وقال مرة أخرى -في رواية الدارمي-:"ليس به بأس"، وذكره العقيليُّ في (الضعفاء)، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات).

وذكر ابنُ عَدِيٍّ أن له خمسة وعشرين حديثًا من طريق ابن وهب عنه بمثل هذا الإسناد، ثم قال:"عامتها لا يتابع عليها"، وقال أيضًا:"أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة" وانظر (معرفة الرجال، رواية ابن محرز صـ 101)، و (الضعفاء للعقيلي 1/ 558)، و (الكامل لابنِ عَدِيٍّ 4/ 210)، و (التهذيب 3/ 72).

وقال الذهبيُّ: "حسن الحديث"(ديوان الضعفاء صـ 108)، وقال ابنُ حَجرٍ:"صدوقٌ يهمُ"(التقريب 1605).

الثانية: شيخ الطبراني إسماعيل، وهو ابن الحسن الخفاف المصري، لم نقفْ له على ترجمةٍ.

وقد أشارَ الهيثميُّ إلى ذلك؛ فقال -عقب هذا الحديث-: "رواه الطبرانيُّ في (الكبير)، ورجالُهُ رجالُ الصحيحِ خلا شيخ الطبراني"(المجمع 1812).

وقال الصالحيُّ: "روى الطبرانيُّ برجالٍ ثقاتٍ عن عبد الله بن عمرو

الحديث" (سبل الهدى والرشاد 8/ 90).

قلنا: وفي قول الهيثميِّ، والصالحيِّ -بأن رجالَ الإسنادِ ثقات رجال الصحيح- نظر؛ لما بينَّا من حالِ شيخِ الطبرانيِّ، وكذا حُيي المعافري، وأيضًا ليسا من رجالِ الصحيحِ.

وقد تفرَّدا بهذا الإسنادِ، وبذكرِ التيممِ فيه؛ فإن هذا الحديثَ مشهورٌ عن

ص: 422

كثيرٍ منَ الصحابةِ بذكرِ الوضوءِ وليس التيمم، كما عند البخاري (595، 7471)، ومسلم (681) من حديثِ أبي قتادةَ الأنصاريِّ.

وأيضًا من حديث أبي هريرة عند مسلم (680).

ومن حديث جبير بن مطعم عند أحمدَ (16746)، والنسائيِّ (الصغرى 632).

ومن حديث ابن مسعود عند أحمدَ (3657)، وأبي داود (447).

ومن حديث عمرو بن أمية الضمري عند أبي داود (444)، والبيهقيِّ في (السنن الكبرى 1921).

ومن حديث بلال بن رباح عند ابنِ خُزيمةَ (1058)، والدارقطنيِّ (1431).

ص: 423

3203 -

حَدِيثُ مُسْلِمِ بنِ رِيَاحٍ

◼ عَنْ مُسْلِمِ بنِ رِيَاحٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَسَمِعَ رَجُلًا يُنَادِي: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ. فَقَالَ: ((شَهَادَةُ الحَقِّ))، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ:((بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ))، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. فَقَالَ: ((هَذِهِ أَنْجَتْهُ مِنَ النَّارِ))، ثُمَّ قَالَ:((انْظُرُوا، فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَهُ صَاحِبَ مِعْزى، أَوْ مُكَلِّبًا حَضَرَتْهُ الصَّلَاةُ، فَرَأَى لِلَّهِ عز وجل مِنَ الحَقِّ أَنْ يَتَوَضَّأَ بِالمَاءِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ المَاءَ تَيَمَّمَ، وَأَذَّنَ وَأَقَامَ))، فَطَلَبُوا، فَوَجَدُوهُ صَاحِبَ مِعْزى.

[الحكم]:

صحيحٌ لشواهدِهِ دون قوله: ((فَرَأَى لِلَّهِ عز وجل مِنَ الحَقِّ أَنْ يَتَوَضَّأَ بِالمَاءِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ المَاءَ تَيَمَّمَ، وَأَذَّنَ وَأَقَامَ))، فمنكرٌ، وإسنادُهُ ضعيفٌ.

[التخريج]:

[صحا 6054 (واللفظ له)].

[السند]:

قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن بَرَّاد الأشعري، ثنا هانئ بن سعيد النَّخَعي، عن حجَّاج، عن عون بن أبي جحيفة، عن مسلم بن رياح، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه علتان:

الأولى: حجَّاج بنُ أرطاة، قال فيه الحافظ:"صدوقٌ كثيرُ الخطأِ والتدليسِ"(التقريب 1119).

ص: 424

الثانية: مع ضَعْفِهِ قد خُولِفَ في متنه؛ فتفرَّدَ بذكرِ الوضوءِ والتيممِ فيه، مخالفًا بذلك عبد الجبار بن العباس -وهو صدوقٌ كما في (التقريب 3741) -، فرواه عن عون بن أبي جحيفة عن مسلم بن رياح، بدونهما.

أخرجه البغويُّ في (معجم الصحابة 3110) من طريقِ أبي أحمدَ الزبيريِّ.

وأخرجه المخلديُّ في (الفوائد المنتخبة ق 246 ب) من طريقِ عُبيدِ اللهِ بنِ موسَى.

كلاهما (الزبيري وعبيد الله) عن عبد الجبار بن العباس به.

وبذلك يكون ذِكرُ الوضوءِ والتيممِ في هذا الحديثِ منكرًا، ومما يؤكدُ ذلك أنه قد رُوي هذا الحديث من غير وجهٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بدونهما.

فرُوي عن أنس بن مالك عند مسلم (382).

وعن عبد الله بن مسعود عند أحمد (3861)، والنسائي في (السنن الكبرى 10774).

وفي الباب أيضًا عن معاذ بن جبل، وصفوان بن عسال، والبراء بن عازب وغيرهم، وستأتي أحاديثهم في موسوعة الصلاة إن شاء الله.

فلعلَّه من أجلِ ذلك حَسَّنَ ابنُ عبدِ البرِّ هذا الحديث؛ فقال -في ترجمة مسلم بن رياح-: "روى عنه عون بن أبي جحيفة مرفوعًا في فضل الأذان حديثًا حسنًا"(الاستيعاب 3/ 1395).

[تنبيه]:

شَكَّ أبو القاسمِ البغويُّ في صحبة مسلم بن رياح، فقال:"لا أدري له صحبة أم لا"(معجم الصحابة 4/ 371).

ص: 425

قلنا: قد ذكره في الصحابة: ابنُ خُزيمةَ كما في (الإصابة 10/ 160)، وابنُ عبدِ البرِّ -وحَسَّنَ حديثَه كما تقدَّم-، وأبو نُعيمٍ في (المعرفة 5/ 2490)، وابنُ الأثيرِ في (الأسد 5/ 163).

وقال ابنُ ماكولا: "له صحبة"(الإكمال 4/ 16)، وكذا قال المزيُّ في (تهذيب الكمال 22/ 447)، وابنُ حَجرٍ في (تبصير المنتبه 2/ 587)، وانظر (الإصابة 10/ 160).

ص: 426

3204 -

حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ

◼ عَنِ ابنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ لَهُ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ نَزَلَ القَوْمُ، فَبَصُرَ بِهِمْ رَاعٍ، فَنَزَلَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ الصَّعِيدَ فَتَيَمَّمَ ثُمَّ أَذَّنَ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((عَلَى الفِطْرَةِ))، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: ((خَرَجَ مِنَ النَّارِ)).

[الحكم]:

مَتْنُهُ صحيحٌ لشواهدِهِ، دون قصة الصلاة والتيمم، وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا. وضَعَّفَهُ: ابنُ عَدِيٍّ، وابنُ طاهرٍ القيسرانيُّ، والهيثميُّ، وابنُ حَجرٍ، والبوصيريُّ.

[التخريج]:

[عل 5660 (واللفظ له) / طع 470 (مختصرًا) / عد (5/ 491) (مختصرًا)].

[السند]:

قال أبو يعلى: حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا سعيد بن راشد عن عطاء عن ابن عمر، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ من أجل سعيد بن راشد المازني، وهو منكرُ الحديثِ كما قال البخاريُّ في (التاريخ الكبير 3/ 471)، وأبو حاتمٍ الرازيُّ في (الجرح والتعديل 4/ 20).

وقال يحيى بنُ معين: "ليسَ بشيءٍ"، وقال النسائيُّ:"متروكٌ"(لسان الميزان 4/ 48).

ص: 427

وعَدَّ ابنُ عَدِيٍّ هذا الحديثَ من مناكيرِهِ؛ فقال -بعد أن ترجمَ له بهذا الحديثِ وغيرِهِ-: "رواياته عن عطاء وابن سيرين وغيرهما، ولا يتابعه أحدٌ عليه"(الكامل 5/ 491).

وقال ابنُ طاهرٍ المقدسيُّ: "رواه سعيدُ بنُ راشدٍ السمَّاكُ البصريُّ عن عطاءٍ، عنِ ابنِ عمرَ وسعيدٌ متروكُ الحديثِ"(ذخيرة الحفاظ 2/ 1121)

وقال الهيثميُّ: "رواه أبو يعلى، وفيه سعيد بن راشد المازني وهو متروكٌ"(المجمع 1419).

وقد ضَعَّفَ الحديثَ أيضًا ابنُ حَجرٍ في (المطالب 2/ 435)، والبوصيريُّ في (مختصر الإتحاف 1/ 271)، وانظر (الإتحاف 1/ 401).

قلنا: وقد رُوي الحديثُ من وجهٍ آخرَ عن ابنِ عمرَ بدون هذه الزيادة.

أخرجه الطبرانيُّ في (الدعاء 469) فقال: حدثنا عبد الرحمن بن معدان بن جمعة اللاذقي وجعفر بن سليمان النوفلي المديني، قالا: ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بإنسانٍ في طَريقِ مَكةَ وهو يُؤذنُ وهو يقولُ: أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله، وَأَشْهَدُ أن محمدًا رسولُ اللهِ.

فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((بَرِئَ هَذَا مِنَ الشِّرْكِ)).

وإسنادُهُ ضعيفٌ، فيه عبد الله بن عمر العمري المكبر، "ضعيفٌ" كما في (التقريب 3489).

ص: 428

3205 -

حَدِيثُ سَلْمَانَ

◼ عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا كَانَ الرَّجُلُ بِأَرْضِ قِيٍّ، فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَلْيَتَوَضَّأْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَاءً فَلْيَتَيَمَّمْ، فَإِنْ أَقَامَ صَلَّى مَعَهُ مَلَكَاهُ، وَإِنْ أَذَّنَ وَأَقَامَ صَلَّى خَلْفَهُ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ مَا لَا يُرَى طَرَفَاهُ)).

[الحكم]:

رَفْعُهُ شَاذٌّ، والصحيحُ فيه الوقفُ، كما قال البيهقيُّ وابنُ رَجبٍ الحنبليُّ.

وقال الألبانيُّ: "ولا يخفى أن له حكم المرفوع".

[اللغة]:

قوله ((قِيّ)): "القِيُّ -بالكسر والتشديد-: فِعْلٌ من القَواء، وهي الأرضُ القَفْرُ الخاليةُ"(النهاية 4/ 136).

[التخريج]:

[عب 1971 (واللفظ له) / طب (6/ 249/ 6120) / أذان (بدر 3/ 313)، (كنز 7/ 688)].

[السند]:

أخرجه عبد الرزاق (1971): عن المعتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن سلمان، به.

ورواه الطبرانيُّ في (المعجم الكبير 6120)، وأبو الشيخ في (الأذان) من طريق إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ظاهرُهُ الصحةُ، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه معلولٌ

ص: 429

بالوقفِ؛ فقد خُولِفَ فيه عبد الرزاق من أبي بكر بن أبي شيبة، فرواه في (المصنف 2291) عن المعتمر بن سليمان، بإسناده عن سلمان، به من قوله.

وقد تابع المعتمر بن سليمان على وقفه جماعة من الثقات:

فأخرجه ابنُ المبارك في (الزهد 341) -ومن طريقه النسائيُّ في (سننه) كما في (تحفة الأشراف 4/ 32) -.

وأخرجه ابنُ المنذرِ في (الأوسط 1203)، وأبو نُعيمٍ في (الحلية 1/ 204) من طريقين عن حماد بن سلمة.

وأخرجه البيهقيُّ في (السنن الكبرى 1927، 1928) من طريقي يزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء.

جميعهم (ابن المبارك، وحماد، ويزيد، وعبد الوهاب) عن سليمانَ التيميِّ به، موقوفًا.

وقد توبع سليمان التيمي أيضًا:

فقد أخرجه ابنُ أبي شيبةَ في (المصنف 2292) عن ابنِ عُليَّةَ عن أبي هارون الغنوي، وهو ثقة كما في (التقريب 8422).

وأخرجه ابنُ المباركِ في (الزهد 342) -ومن طريقه النسائيُّ في (سننه) كما في (تحفة الأشراف 4/ 32) -، عن سفيان. وأبو عبيد في (غريب الحديث 5/ 151 - 152) عن هشيم وأبي حفص الأبار. ثلاثتهم (سفيان وهشيم والأبار) عن داود بن أبي هند.

كلاهما (أبو هارون وداود) عن أبي عثمان عن سلمان به موقوفًا.

ص: 430

وكُلُّ هذا يدلُّ على شُذوذِ الرفعِ في روايةِ عبدِ الرزاقِ، لاسيما وقد انفرد بروايته عن عبد الرزاق: إسحاق بن إبراهيم الدبري؛ وعبد الرزاق وإن كان ثقةً حافظًا، إلا أنه عَمِي في آخرِ عمره فتغيَّر كما قال الحافظُ في (التقريب 4064)، ورواية إسحاق الدبري عنه بعد الاختلاطِ.

قال ابنُ الصَّلاحِ: "وقد وجدتُ فيما روى الدَّبَرِيُّ، عن عبد الرزاق أحاديثَ أَسْتَنْكِرُها جدًّا فأحلتُ أمرَها على الدَّبَرِي لأن سماعَه منه متأخرٌ جدًّا، والمناكيرُ التي تقعُ في حديثِ الدَّبَري إنما سببها أنه سمع من عبد الرزاق بعد اختلاطه، فما يوجد من حديثِ الدَّبَري عن عبد الرزاق في مصنَّفات عبد الرزاق فلا يَلحَقُ الدَّبَريَّ منه تَبِعة إلَّا إنْ صحَّف أو حرَّف، وإنما الكلامُ في الأحاديثِ التي عنده في غير التصانيف فهي التي فيها المناكيرُ؛ وذلك لأجل سماعِهِ منه في حالة الاختلاط، والله أعلم"(لسان الميزان 2/ 37).

وقال الذهبيُّ -في ترجمة الدبري-: "قال ابنُ عَدِيٍّ: استُصغر في عبد الرزاق. قلت: ما كان الرجلُ صاحبَ حديثٍ، وإنما أَسمَعه أبوه واعتَنَى به، سَمِعَ من عبد الرزاق تصانيفه وهو ابنُ سَبع سنينَ أو نحوِها، لكن رَوى عن عبد الرزاق أحاديثَ منكرةً، فوقعَ التردُّد فيها هل هي منه فانفردَ بها، أو هي معروفة مما تفرَّدَ به عبد الرزاق؟ "(ميزان الاعتدال 1/ 181).

وقد رُوي الحديثُ من وجهٍ آخرَ مرفوعًا "لم يذكر فيه التيمم"، ولا يصحُّ.

أخرجه البيهقيُّ في (السنن الكبرى 1929)، وقوام السنة في (الترغيب والترهيب 2002) من طريق القاسم بن غصن عن داود بن أبي هند عن أبي عثمان النهدي عن سلمان، مرفوعًا، بلفظ الرواية الثانية.

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه القاسم بن غصن، قال فيه أحمد: "حَدَّثَ بأحاديثَ

ص: 431

مناكيرَ"، وقال ابنُ حِبَّانَ: "يروي المناكيرَ عن المشاهيرِ"، وضَعَّفَهُ أبو حاتم، وأبو زرعة، وغيرهم (لسان الميزان 6/ 379).

ومع ضَعْفِهِ؛ فقد خُولِفَ في رفعه للحديثِ من جماعة ثقات، رووه عن داود بن أبي هند عن أبي عثمان عن سلمانَ، موقوفًا، كما سبقَ.

لذلك قال البيهقيُّ -عقب تخريجه للروايات الموقوفة-: "هذا هو الصحيحُ موقوفٌ، وقد رُوي مرفوعًا ولا يصحُّ رفعه".

وقال ابنُ رجبٍ الحنبليُّ: "ورواه القاسم بن غصن -وفيه ضَعْفٌ-، عن داود بن أبي هند عن أبي عثمان عن سلمانَ، مرفوعًا ولا يصحُّ، والصحيحُ موقوفٌ، قاله البيهقيُّ"(فتح الباري 5/ 368).

وقال ابنُ الملقنِ -بعد ذكره للروايات المرفوعة والموقوفة-: "فحديثُ سلمانَ الموقوف هو العمدةُ، والباقي شواهد له، ولا يخفى التسامح في باب الفضائل"(البدر المنير 3/ 316).

ورغم ما في إسنادِ الحديثِ من شُذوذٍ؛ فقد صَحَّحَهُ الألبانيُّ، فقال: "وهذا سندٌ صحيحٌ على شرطِ الستةِ، وأخرجه البيهقيُّ

مرفوعًا وموقوفًا ورجَّحَ الموقوفَ، ولا يخفى أن له حكم المرفوع" (الثمر المستطاب 1/ 145)، وانظر أيضًا (صحيح الترغيب 1/ 219).

[تنبيهات]:

الأول: تقدَّم أن المزيَّ عزا هذا الحديثَ للنسائيِّ في (السنن) عن سلمانَ موقوفًا، وعزاه ابنُ الملقنِ في (البدر المنير 3/ 314) أيضًا للنسائيِّ بنفسِ الإسنادِ، ولكن جعله عن سلمانَ مرفوعًا.

وكذا ذَكره مرفوعًا ابنُ حَجرٍ في (التلخيص الحبير 1/ 349)، والسيوطيُّ

ص: 432

في (تنوير الحوالك صـ 94)، والشوكانيُّ في (نيل الأوطار 2/ 42).

قلنا: والذي يترجَّحُ عندنا أن روايةَ النسائيِّ موقوفةٌ؛ فقد روى النسائيُّ هذا الحديثَ عن سويدِ بنِ نَصرٍ -وهو ثقةٌ، وهو -أيضًا- راوية ابنِ المباركِ، كما في (التقريب 2699) -، عن ابن المبارك عن سليمان التيمي، به.

وقد رواه ابنُ المباركِ -نفسُه- في (الزهد) عن التيميِّ به، موقوفًا على سلمانَ، كما تقدَّم.

وقد توبع ابن المبارك على ذلك من جماعة عن سليمان التيمي به، بل وتوبع التيمي نفسه على ذلك، وقد تقدَّم بيانُ ذلك.

الثاني: ذكَر الحافظُ ابنُ حَجرٍ أن سعيدَ بنَ منصورٍ روى هذا الحديثَ عن هُشيمٍ عن داودَ بنِ أبي هندٍ به، وأحالَ على روايةِ البيهقيِّ التي رواها من طريق داودَ عن أبي عثمانَ عن سلمانَ، مرفوعًا (التلخيص الحبير 1/ 350).

فلا نَدري هل هذه الإحالة على لفظ الحديث فقط، أم أراد بها رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا.

وقد عزاه السيوطيُّ في (جمع الجوامع 20/ 345)، وفي (الحاوي للفتاوى 2/ 172)، وفي (تنوير الحوالك صـ 94)، وابنُ حَجرٍ الهيتميُّ في (الفتاوى الحديثية صـ 151) إلى سعيد بن منصور أيضًا، موقوفًا على سلمانَ.

غير أن السيوطيَّ في (تنوير الحوالك) قال: "أخرج سعيد بن منصور في سننه

من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: إذا كان الرجل في أرض

".

قلنا: فجعله موقوفًا أيضًا، إلًّا أنه ذَكَرَ أنَّ روايةَ سعيد بن منصور من طريقِ

ص: 433

التيميِّ، وليس داود بن أبي هند، كما ذَكَرَ ابنُ حَجرٍ.

وبِناء على ذلك تكون لسعيدٍ فيه روايتان:

إحداهما: من طريق التيمي عن أبي عثمان به موقوفًا.

والثانية: رواها عن هشيم عن داود عن أبي عثمان به.

ولكن لم يتبينْ لنا أهي موقوفة أم مرفوعة! والذي يغلبُ على الظَنِّ أن روايةَ سعيد بن منصور عن هشيم موقوفة أيضًا؛ لأن أبا عبيد روى الحديث في (غريبه) عن هشيم عن داود، به موقوفًا، كما تقدَّمَ.

ص: 434

3206 -

حَدِيثُ زِرٍّ

◼ عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا كَانَ الرَّجُلُ بِأَرْضٍ قِيٍّ فَحَانَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيَتَوَضَّأْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَاءً فَلْيَتَيَمَّمْ، فَإِنْ أَقَامَ صَلَّى مَعَهُ مَلَكَاهُ، وَإِنْ أَذَّنَ وَأقَامَ صَلَّى خَلْفَهُ مِنْ جُنُودِ اللهِ مَنْ لَا يُرَى طَرَفَاهُ)).

[الحكم]:

إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا.

[التخريج]:

[طب (بدر 3/ 314)، (حبير 1/ 350)].

[السند]:

رواه الطبرانيُّ من حديث أبي نعيم، نا عيسى بن قرطاس، حدثني المسيب بن رافع: لا أعلمه إلا عن زِرٍّ

(1)

، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا، فيه عيسى بن قرطاس، وهو متروك، كما في (التقريب 5320).

وأما زِرٌّ؛ فقد جاء مهملًا في الإسنادِ، وهو ثلاثة في هذه الطبقة:

الأول: زِرُّ بنُ حُبيشٍ، وهو ثقةٌ من كبارِ التابعين كما في (التقريب 2008)؛ فيكون حديثُه مرسلًا أيضًا، إن كان هو راوي هذا الحديث.

الثاني والثالث: زر بن جابر، وزر بن عبد الله الفقيمي، وقد ذكرهما

(1)

سقط "زر" من الطبعة المعتمدة لـ (التلخيص الحبير)، وذكر محققه أنه بياض في الأصل، وهو مثبت في "ط. أضواء السلف".

ص: 435

ابنُ حَجرٍ في (الإصابة 4/ 31).

وأَيًّا مَا كَانَ فالإسنادُ ساقطٌ لما تقدَّم من حَالِ عيسى بنِ قرطاس.

[تنبيه]:

هذا الحديثُ بهذا الإسنادِ غريبٌ؛ وذلك لأمور:

الأول: لم نقفْ على هذا الحديثِ بهذا الإسنادِ في المطبوعِ من (المعجم الكبير)، ولم نقفْ عليه أيضًا عند الهيثميِّ في (زوائده) مع أنه على شرطه.

الثاني: جاءَ متنُ هذا الحديث بحرفه عند الطبراني من طريق عبد الرزاق بإسناده عن سلمان مرفوعًا، كما تقدَّم.

الثالث: روى الطبرانيُّ (8738) بهذا الإسناد -نعني إسناد عيسى

(1)

بن قرطاس عن المسيب بن رافع عن زر- حديث: ((إِنَّ الصَّلَوَاتِ هُنَّ الحَسَنَاتُ، وَكَفَّارَةُ مَا بَيْنَ الأُولَى إِلَى العَصْرِ صَلَاةُ العَصْرِ

)) الحديث.

لذلك نخْشَى أن يكونَ دَخَلَ على ابنِ الملقنِ حديثٌ في حديثٍ آخرَ.

* * *

(1)

تحرَّفَ في مطبوع (المعجم الكبير) إلى: "عباس"، وتم تصويبه من كتب التراجم.

ص: 436