الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسلم. وعن عمرَ: أنه استأذن صلى الله عليه وسلم في العمرة، فأذن له، وقال:"يا أخي! لا تَنْسَنا في دعائك"، وفي لفظ:"يا أخي! أشركنا في دعائك"، فقال عمر: ما أحببت أن لي بها ما طلعت عليه الشمسُ بقوله: "يا أخي"! رواه أحمد، وهذا لفظه، وأبو داود، والترمذي، وصححه.
وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-: أن رسوله الله صلى الله عليه وسلم قال: "العمرةُ إلى العمرة كفارةٌ لما بينَهما، والحجُّ المبرورُ ليس له جزاء إلا الجنة" رواه مالك، والبخاري، ومسلم، وغيرهم. قال القرشي: معناه: لا يقتصر فيه على تكفير بعض الذنوب، بل لا بد أن تبلغ به إلى الجنة بفضل الله وكرمه، انتهى، وهو الذي لا معصية فيه -ولو صغيرة- من حين الإحرام إلى التحلل الثاني. وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حج لله، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيومَ ولدته أمه" متفق عليه، واللفظ للبخاري، وفي رواية لمسلم:"من أتى هذا البيت، فلم يرفُثْ ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه" رواه النسائي، والدارقطني، فقالا:"من حجَّ واعتمر".
2 - فصل في فضل رمضان بمكة والعمرة بها
أخرج البزار: رمضانُ بمكة أفضلُ من رمضان بغير مكة. وروى ابن ماجه عن ابن عباس مرفوعاً: "من أدرك رمضانَ بمكة، فصامَه، وقام منه ما تيسر له، كتب الله له مئة ألف شهر رمضان فيما سواها، وكتب الله له بكل يوم عتق رقبة، وكل ليلة عتق رقبة، وكل يوم حملان فرس في سبيل الله، وفي كل يوم حسنة، وفي كل ليلة حسنة". وعن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عمرة في رمضان تعدل حجة" متفق عليه، وفي لفظ لمسلم:"عمرة تقضي حجى معي"، وفي لفظ لأبي داود، والطبراني، والحاكم "تعدل حجة معي" من غير شك، وللحديث ألفاظ وطرق كثيرة.
3 - فصل في فضل الطواف
عن محمد بن المنكدر، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من طاف بالبيت أسبوعاً، لا يلغو فيه، كان كعدلِ رقبةٍ يعتقها" رواه الطبراني في "الكبير"،
ورواته ثقات. وعن ابن عباس مرفوعاً: "إن الله تعالى يُنزل على أهل هذا المسجد -يعني: مسجد مكة- في كل يوم وليلة عشرين ومئة رحمة، ستين للطائفين، وأربعين للمصلين، وعشرين للناظرين" أخرجه الطبراني، والحاكم، ورواه البيهقي بإسناد حسن. وعن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطوافُ حول البيت صلاة" رواه الترمذي، واللفظ له، وابن حبان في "صحيحه". وعنه -رضي الله تعالى عنه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من طاف بالبيت خمسين مرة، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" رواه الترمذي، وقال: حديث غريب، وسئل البخاري عن هذا الحديث، قال: إنما يروى عن ابن عباس قولُه، ورواه عبد الرزاق والفاكهي أيضاً. وعن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من طاف وصلى ركعتين، كان كعتق رقبة" رواه ابن ماجه، وابن خزيمة في "صحيحه". وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من طاف بالبيت أسبوعاً، لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى، إلا حط عنه خطيئته، وكتب له بها حسنة، ورفع له بها درجة" رواه ابن خزيمة في "صحيحه"، وابن حبان، واللفظ له. قال بعض الصالحين: رأيت في الطواف غلاماً شاباً نحيفَ الجسم رقيقَ الساقين وهو يبكي ويقول: وأشوقاه لمن يراني ولا أراه!
فقلت: من هو؟ فأنشد:
ولي حبيبٌ بلا كيفٍ ولا شبهٍ
…
ولي مقامٌ بلا رَبْعِ ولا خِيَمِ
أتيتُ من دارِ عشقٍ لا أمثلها
…
من عندِ مَنْ لم أُطِقْ شرحاً له بفمِ
ثم غشى عليه زماناً، فحركناه فوجدناه قد مات.
وما أحسن قولَ العارف بالله عبدِ الغني النابلسي -رحمه الله تعالى-:
عشقتُ في مكةَ ذات البَها
…
يدعونها الكعبةَ باسمٍ صريحْ
وهي كعوبٌ غادةٌ حرةٌ
…
كم قلبِ صَبٍّ في هواها جريحْ
محجوبةٌ بالستر عن كلِّ مَنْ
…
ينظرها مِنْ أجنبيٍّ قَبيحْ
وإنما ينظرُها محرِمٌ
…
فيبصرُ الوجهَ الجميلَ الصَّبيحْ
رأيتُها في مدتي مرةً
…
فراح جسمي في هواها طَريحْ