الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للشمس.
النهى عن السجود لغير الله:
وأما السجود لغير الله، فقال عليه الصلاة والسلام:«لا ينبغى لأحد أن يسجد لأحد إلا لله» «1» .
ولا ينبغى في كلام الله ورسوله، إنما يستعمل للذى هو في غاية الامتناع كقوله تعالى: وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً
«2» وقوله تعالى: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ
«3» وقوله تعالى: وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ. وَما يَنْبَغِي لَهُمْ
«4» وقوله تعالى:
ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ
«5» .
الشرك في الألفاظ:
ومن الشرك بالله تعالى المباين لقوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ
الشرك به في اللفظ كالحلف بغيره، كما رواه الإمام أحمد وأبو داود عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من حلف بغير الله فقد أشرك» «6» صححه الحاكم وابن حبان. قال ابن حبان: أخبرنا الحسن وسفيان، حدثنا عبد الله بن عمر الجعفى، ثنا عبد الرحمن بن سليمان عن الحسن بن عبد الله النخعى عن سعد بن عبيدة قال: كنت عند ابن عمر- رضى الله عنهما- فحلف رجل بالكعبة فقال ابن عمر: «ويحك، لا تفعل، قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلّم: «من حلف بغير الله تعالى فقد أشرك» «1» .
ومن الإشراك قول القائل لأحد من الناس: ما شاء الله وشئت، كما ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال له رجل: ما شاء الله وشئت. فقال صلى الله عليه وسلم: «اجعلتنى لله ندا، قل ما شاء الله وحده» «2» . هذا مع أن الله وحده سبحانه قد أثبت للعبد مشيئة، كقوله تعالى: لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ
«3» فكيف بمن يقول: أنا متوكل على الله وعليك، وأنا في حسب الله وحسبك، وما لى إلا الله وأنت، وهذا من الله ومنك، وهذا من بركات الله وبركاتك، والله لى في السماء وأنت لى في الأرض.
فوازن بين هذه الألفاظ الصادرة من غالب الناس اليوم وبين ما نهى الله عنه من:
شاء الله وشئت، ثم انظر أيها أفحش يتبين لك أن قائلها أولى [بالبعد] من إِيَّاكَ نَعْبُدُ
، وبالجواب من النبى صلى الله عليه وسلم للقائل لتلك الكلمة وأنه إذا كان قد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ندا، فهذا قد جعل من لا يدانيه ندا. وبالجملة فالعبادة المذكورة في قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وبالجواب من النبى صلى الله عليه وسلم هى السجود والتوكل والإنابة والتقوى والخشية والتوبة والنذور والحلف والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد والاستغفار وحلق الرأس «4» خضوعا وتعبدا، والدعاء، كل ذلك محض حق لله تعالى.
وفي مسند أحمد أن رجلا أتى به النبى صلى الله عليه وسلم قد أذنب ذنبا، فلما وقف بين يديه قال:«اللهم إنى أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد. فقال صلى الله عليه وسلم: عرف الحق لأهله» «5» وخرجه الحاكم من حديث الحسن عن الأسود بن سريع وقال: حديث صحيح.