الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجُزْءُ الثَّانِي عَشَرَ
1 - يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قَطَنٍ التَّمِيْمِيُّ *
(ت)
قَاضِي القُضَاةِ، الفَقِيْهُ، العَلَاّمَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ، المَرْوَزِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ.
وُلِدَ: فِي خِلَافَةِ المَهْدِيِّ.
وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَالفَضْلِ السِّيْنَانِيِّ (1) ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، وَعِدَّةٍ. وَلَهُ رِحْلَةٌ وَمَعْرِفَةٌ.
(*) التاريخ الكبير 8 / 263، أخبار القضاة لوكيع 2 / 161، الجرح والتعديل 9 / 129، مروج الذهب للمسعودي 4 / 21 وما بعدها، الاغاني 20 / 255، تاريخ بغداد 14 / 191، 204، طبقات الحنابلة 1 / 410، 413، الكامل لابن الأثير: أخباره متناثرة في الجزء السابع منه، وفيات الأعيان 6 / 147، 165، تهذيب الكمال: 1486، 1488، تذهيب التهذيب 4 / 147 / 2، 149 / 1، ميزان الاعتدال 4 / 361، 362، العبر 1 / 439، البداية والنهاية 10 / 319، تهذيب التهذيب 11 / 179، 183، النجوم الزاهرة 2 / 316، 317، حياة الحيوان للدميري 2 / 2، 3، طبقات المفسرين 2 / 362، خلاصة تذهيب الكمال: 421، مرآة الجنان 2 / 135، شذرات الذهب 2 / 91 و101، 102، الجواهر المضية 2 / 210.
(1)
بكسر السين: نسبة إلى سينان، وهي قرية من قرى مرو.
والفضل السيناني: هو الفضل بن موسى، أبو عبد الله. وهو مترجم في الجزء التاسع، الترجمة رقم (35) .
حَدَّثَ عَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَالبُخَارِيُّ خَارِجَ (صَحِيْحِهِ) ، وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَتَّوَيْه، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَحْمُوْدٍ المَرْوَزِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ، مِنْهَا كِتَابُ (التَنْبِيْهِ) .
قَالَ الحَاكِمُ: مَنْ نَظَرَ فِي (التَنْبِيهِ) لَهُ، عَرَفَ تَقَدُّمَهُ فِي العُلُومِ (1) .
وَقَالَ طَلْحَةُ الشَّاهِدُ (2) :كَانَ وَاسِعَ العِلْمِ بِالفِقْهِ، كَثِيْرَ الأَدَبِ، حَسَنَ العَارِضَةِ (3) ، قَائِماً بِكُلِّ مُعْضِلَةٍ.
غَلَبَ عَلَى المَأْمُوْنِ، حَتَّى لَمْ يَتَقَدَّمْهُ عِنْدَهُ أَحَدٌ مَعَ بَرَاعَةِ المَأْمُوْنِ فِي العِلْمِ.
وَكَانَتِ الوُزَرَاءُ لَا تُبْرِمُ شَيْئاً حَتَّى تُرَاجِعَ يَحْيَى (4) .
قَالَ الخَطِيْبُ: وَلَاّهُ المَأْمُوْنُ قَضَاءَ بَغْدَادَ، وَهُوَ مِنْ وَلَدِ أَكْثَمَ بنِ صَيْفِيٍّ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعَ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ صَغِيراً، فَصَنَعَ أَبُوْهُ طَعَاماً، وَدَعَا النَّاسَ، وَقَالَ: اشْهَدُوا أَنَّ ابْنِي سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ (5) .
قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ (6) : سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ،
(1)" تاريخ بغداد " 14 / 197، و" تهذيب الكمال ":1487.
(2)
هو طلحة بن محمد بن جعفر.
(3)
كذا في " تاريخ بغداد "، و" وفيات الأعيان ". أما في تهذيب الكمال فهي: المعارضة.
(4)
" تاريخ بغداد " 14 / 197، و" تهذيب الكمال ".
1487، و" وفيات الأعيان " 6 / 148.
(5)
" تاريخ بغداد " 14 / 192، و" تهذيب الكمال "1487.
(6)
بكسر السين المهملة، وسكون النون، وفي آخرها جيم: نسبة إلى سنج، وهي =
فَقَالَ: بُلِيْتُ بِمُجَالَسَتِكُم بَعْدَ مَا كُنْتُ أُجَالِسُ مَنْ جَالَسَ الصَّحَابَةَ، فَمَنْ أَعْظَمُ مِنِّي مُصِيْبَةً؟
قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، الَّذِيْنَ بَقُوا حَتَّى جَالَسُوكَ بَعْدَ الصَّحَابَةِ، أَعْظَمُ مِنْكَ مُصِيْبَةً (1) .
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ:
لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَلِيَّتِي إِلَاّ أَنِّي حِيْنَ كَبِرْتُ صَارَ جُلَسَائِيَ الصِّبْيَانُ بَعْدَ مَا كُنْتُ أُجَالِسُ مَنْ جَالَسَ الصَّحَابَةَ.
قلتُ: أَعْظَمُ مِنْكَ مُصِيْبَةً مَنْ جَالَسَكَ فِي صِغَرِكَ بَعْدَ مَا جَالَسَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْل اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: فَسَكَتَ (2) .
قَالَ عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى، قَالَ:
صِرْتُ إِلَى حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، فَتَعَشَّيْنَا عِنْدَهُ، فَأَتَى بِعُسٍّ (3) ، فَشَرِبَ، وَنَاوَلَ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، فَشَرِبَ، وَنَاوَلَنِي.
قَالَ: فَقُلْتُ: أَيُسْكِرُ كَثِيْرُهُ؟
قَالَ: إِيْ وَاللهِ، وَقَلِيْلُهُ.
فَتَرَكْتُهُ (4) .
وَرَوَى: أَبُو حَازِمٍ القَاضِي، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: وَلِيَ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ قَضَاءَ
= قرية كبيرة من قرى مرو " الأنساب " 7 / 165 وأبو داود هو سليمان بن معبد بن كوسجان.
مات في ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومئتين.
(1)
" تاريخ بغداد " 14 / 192
(2)
" تاريخ بغداد " 14 / 193، و" تهذيب الكمال ": 1487 و" طبقات الحنابلة " 1 / 411.
وتتمة الخبر في هذه المصادر: وتمثل بشعر أبي نواس: خل جنبيك لرام * وامض عنه بسلام مت بداء الصمت خير * لك من داء الكلام
(3)
العس، بضم العين، وتشديد السين المهملة: القدح الضخم، ويقال في جمعه: أعساس.
(4)
" تاريخ بغداد " 14 / 193، و" تهذيب الكمال ":1487.
وانظر في نوع الشراب الذي كان يجيزه أهل الكوفة، والأدلة التي يحتجون بها " نصب الراية " 4 / 302، 304.
البَصْرَةِ وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، فَاسْتَصْغَرُوْهُ، وَقِيْلَ: كَمْ سِنُّ القَاضِي؟
قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنْ عَتَّابِ بنِ أَسِيدٍ؛ الَّذِي وَلَاّهُ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَكَّةَ، وَأَكْبَرُ مِنْ مُعَاذٍ حِيْنَ وَجَّهَ بِهِ رَسُوْلُ اللهِ قَاضِياً عَلَى اليَمَنِ، وَأَكْبَرُ مِنْ كَعْبِ بنِ سُوْرٍ الَّذِي وَجَّهَ بِهِ عُمَرُ قَاضِياً عَلَى البَصْرَةِ (1) .
قَالَ الفَضْلُ الشَّعْرَانِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ أَكْثَمَ يَقُوْلُ:
القُرْآنُ كَلَامُ اللهِ، فَمَنْ قَالَ: مَخْلُوْقٌ، يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَاّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ (2) .
وَعَنْ يَحْيَى، قَالَ: مَا سُرِرْتُ بِشَيْءٍ سُروْرِي بِقَوْلِ المُسْتَمْلِي: مَنْ ذَكَرْتَ رَضِيَ اللهُ عَنْكَ (3) .
وَذُكِرَ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ مَا يُرْمَى بِهِ يَحْيَى، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! مَنْ يَقُوْلُ هَذَا (4) ؟!
قُلْتُ: قَدْ وَلِعَ النَّاسُ بِيَحْيَى لِتَوَلُّعِهِ بِالصُّوَرِ حُبّاً أَوْ مُزَاحاً.
الصُّوْلِيُّ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي يُعَظِّمُ شَأْنَ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ، وَذكَرَ لَهُ يَوْمَ قِيَامِهِ فِي وَجْهِ المَأْمُوْنِ لَمَّا أَبَاحَ مُتْعَةَ النِّسَاءِ،
فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى رَدَّهُ إِلَى الحَقِّ، وَنَصَّ لَهُ الحَدِيْثَ فِي تَحْرِيْمِهَا (5)، فَقِيْلَ لإِسْمَاعِيْلَ: فَمَا
(1)" تاريخ بغداد " 14 / 199، و" وفيات الأعيان " 6 / 149، و" طبقات الحنابلة ". 1 / 412، " والنجوم الزاهرة " 2 / 317.
(2)
" تاريخ بغداد " 14 / 198، و" طبقات الحنابلة " 1 / 412.
(3)
" تهذيب الكمال "1487.
(4)
" طبقات الحنابلة " 1 / 412، و" تهذيب الكمال ":1486.
وتتمة الخبر فيهما: وأنكر ذلك أحمد إنكارا شديدا.
وجاء فيهما أيضا: سئل أحمد بن حنبل عن يحيى بن أكثم، فقال: ما عرفناه ببدعة.
فبلغت يحيى، فقال: صدق أبو عبد الله، ما عرفني ببدعة قط.
(5)
وهو ما أخرجه مسلم (1406) في النكاح: باب نكاح المتعة من طرق عن الربيع ابن سبرة الجهني، عن أبيه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في فتح مكة - =
كَانَ يُقَالُ؟
قَالَ:
مَعَاذَ اللهِ أَنْ تَزُوْلَ عَدَالَةُ مِثْلِهِ بِكَذِبِ بَاغٍ أَوْ حَاسِدٍ.
ثُمَّ قَالَ: وَكَانَتْ كُتُبُهُ فِي الفِقْهِ أَجَلَّ كُتُبٍ، تَرَكَهَا النَّاسُ لِطُوْلِهَا (1) .
قَالَ أَبُو العَيْنَاءِ: سُئِلَ رَجُلٌ مِنَ البُلَغَاءِ عَنْ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي دُوَادَ، أَيُّهُمَا أَنْبَلُ؟
قَالَ: كَانَ أَحْمَدُ يَجِدُّ مَعَ جَارِيَتِهِ وَبَيْتِهِ، وَكَانَ يَحْيَى يَهْزِلُ مَعَ عَدُوِّهِ وَخَصْمِهِ (2) .
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: فِيْهِ نَظَرٌ (3) .
وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: كَانَ يَكْذِبُ.
وَقَالَ ابْنُ رَاهْوَيْه: ذَاكَ الدَّجَّالُ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ الجُنَيْدِ: يَسْرِقُ الحَدِيْثَ (4) .
وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: حَدَّثَ عَنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ بِأَحَادِيْثَ لَمْ يَسْمَعْهَا.
وَقَالَ أَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ: رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ عَجَائِبَ.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أيها الناس إني قد أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد = حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء، فليخل سبيله، ولا تأخذوا مما اتيتموهن شيئا ".
وانظر " زاد المعاد " 3 / 459، 464.
(1)
يراجع الخبر في " تاريخ بغداد " 14 / 200، و" تهذيب الكمال ": 1486، 1487، و" وفيات الأعيان " 6 / 149، 151، و" طبقات الحنابلة " 1 / 413.
(2)
" تاريخ بغداد " 14 / 198، و" وفيات الأعيان " 6 / 148.
(3)
" الجرح والتعديل " 9 / 129.
(4)
" الجرح والتعديل " 9 / 129.
وقال السخاوي في " شرح الالفية ": 160: سرقة
الحديث أن يكون محدث ينفرد بحديث، فيجئ السارق ويدعي أنه سمعه أيضا من شيخ ذاك المحدث.
أو يكون الحديث عرف براو، فيضيفه لراو غيره ممن شاركه في طبقته.
قال الذهبي: وليس كذلك من يسرق الاجزاء والكتب، فإنها أنحس بكثير من سرقة الرواة.
وقال الذهبي رحمه الله في " سير أعلام النبلاء " 11 / 504: قال أبو أحمد العسال: سمعت فضلك يقول: دخلت على ابن حميد وهو يركب الأسانيد على المتون.
قلت: آفته هذا الفعل، وإلا فما أعتقد فيه أنه يضع متنا.
وهذا معنى قولهم: يسرق الحديث.
قُلْتُ: مَا هُوَ مِمَّنْ يَكْذِبُ، كَلَاّ، وَكَانَ عَبَثُهُ بِالمُرْدِ أَيَّامَ الشَّبِيْبَةِ، فَلَمَّا شَاخَ، أَقْبَلَ عَلَى شَأْنِهِ، وَبَقِيَتِ الشَّنَاعَةُ، وَكَانَ أَعْوَرَ.
قَالَ أَبُو العَيْنَاءِ (1) : وَقَفَ لَهُ الأَضِرَّاءُ (2) ، فَطَالَبُوْهُ، فَقَالَ: لَيْسَ لَكُمْ عِنْدَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ شَيْءٌ.
فَقَالُوا: لَا تَفْعَلْ يَا أَبَا سَعِيْدٍ.
فَصَاحَ: الحَبْسَ الحَبْسَ.
فَحُبِسُوا، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ضَجَّوُا، فَقَالَ المَأْمُوْنُ: مَا هَذَا؟
قِيْلَ: الأَضِرَّاءُ.
فَقَالَ لَهُ: وَلِمَ حَبَسْتَهُمْ؟ أَعَلَى أَنْ كَنَّوْكَ؟
قَالَ: بَلْ حَبَسْتُهُم عَلَى التَّعْرِيْضِ بِشَيْخٍ لَائِطٍ فِي الحَرْبِيَّةِ (3) .
قَالَ فَضْلَكُ الرَّازِيُّ: مَضَيْتُ أَنَا وَدَاوُدُ الأَصْبَهَانِيُّ إِلَى يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ وَمَعَنَا عَشْرَةُ مَسَائِلَ، فَأَجَابَ فِي خَمْسَةٍ مِنْهَا أَحْسَنَ جَوَابٍ.
وَدَخَلَ غُلَامٌ مَلِيْحٌ، فَلَمَّا رَآهُ اضْطَرَبَ، فَلَمْ يَقْدِرْ يَجِيءُ وَلَا يَذْهَبُ فِي مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ دَاوُدُ: قُمْ، اخْتُلِطَ الرَّجُلُ (4) .
(1) هو محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر الهاشمي ولاء.
المتوفى سنة 283 هـ.
وسترد ترجمته في الجزء الثالث عشر ترجمة رقم (142) .
(2)
الاضراء: جمع ضرير، وهو من فقد بصره.
(3)
الخبر في " تاريخ بغداد " 14 / 194، 195 بتوسع.
ولفظه بإسناده إلى أبي
العيناء، قال: تولى يحيى بن أكثم ديوان الصدقات على الاضراء، فلم يعطهم شيئا، فطلبوه وطالبوه، فلم يعطهم، فاجتمعوا.
فلما انصرف من جامع الرصافة من مجلس القضاء، سألوه وطالبوه، فقال: ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء
…
الخبر.
والحربية: محلة كبيرة مشهورة ببغداد عند باب حرب، قرب مقبرة بشر الحافي وأحمد بن حنبل، وغيرهما، تنسب إلى حرب بن عبد الله البلخي، أحد قواد أبي جعفر المنصور، وقد تصحفت في تاريخ بغداد إلى (الخريبة) .
(4)
" تهذيب الكمال ": 1486.
وقد أورد الخطيب البغدادي 14 / 197 وابن خلكان 6 / 152 بعض الاخبار التي تذكر ما كان يتهم به يحيى بن أكثم من الهنات المنسوبة إليه كاللواطة وغيرها.
وما إخال أن هذه الاخبار تصح عن قاض كبير كيحيى بن أكثم الذي كان إماما من أئمة الاجتهاد، مما دفع الخليفة المأمون - وهو من هو علما ومعرفة - لان يوليه قضاء بغداد.
ولا سيما أن هذه الاخبار وردت عمن لا يحتج بهم
…
وقد قال الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " =
قَالَ أَبُو العَيْنَاءِ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ أَبِي عَاصِمٍ، فَنَازَعَ أَبُو بَكْرٍ بنُ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ غُلَاماً، فَقَالَ أَبُو عَاصِمٌ: مَهْيَمْ (1) ؟
قِيْلَ: أَبُو بَكْرٍ يُنَازِعُ غُلَاماً، فَقَالَ: إِنْ يَسْرِقْ، فَقَدْ سَرَقَ أَبٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ (2) .
وَقَدْ هُجِيَ بِأَبْيَاتٍ مُفَرَّقَةٍ لَمْ أَسُقْهَا.
قَالَ الخَطِيْبُ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ المُتَوَكِّلُ، صَيَّرَ يَحْيَى فِي مَرْتَبَةِ ابْنِ أَبِي دُوَادَ، وَخَلَعَ عَلَيْهِ خَمْسَ خِلَعٍ (3) .
وَقَالَ نِفْطَوَيْه: لَمَّا عُزِلَ يَحْيَى مِنَ القَضَاءِ بِجَعْفَرٍ الهَاشِمِيِّ، جَاءهُ كَاتِبُهُ، فَقَالَ: سَلِّمِ الدِّيْوَانَ.
فَقَالَ: شَاهِدَانِ عَدْلَانِ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ بِذَلِكَ.
فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَأُخِذَ مِنْهُ قَهْراً، وَأَمَرَ المُتَوَكِّلُ بِقَضِّ أَمْلَاكِهِ، وَحُوِّلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَأُلزِمَ بَيْتَهُ.
قَالَ الكَوْكَبِيُّ: حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بنُ أَحْمَدَ الكَاتِبُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ، فَقَالَ: افْتَحْ هَذَا القِمَطْرَ.
فَفَتَحَ، فَإِذَا فِيْهِ شَيْءٌ رَأْسُهُ رَأْسُ إِنْسَانٍ، وَمِنْ سُرَّتِهِ إِلَى أَسْفَلٍ خِلْقَةُ زَاغٍ (4)، وَفِي ظَهْرِهِ سِلْعَةٌ -يَعْنِي: حَدْبَةٌ- وَفِي صَدْرِهِ كَذَلِكَ.
= 10 / 316، كان يحيى بن أكثم هذا من أئمة السنة، وعلماء الناس، ومن المعظمين للفقه والحديث واتباع الاثر.
(1)
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في " غريب الحديث " 2 / 190، 191: مهيم: كأنها كلمة يمانية، معناها: ما أمرك، أو ما هذا الذي أرى منك، ونحو هذا من الكلام.
فهي كلمة استفهام عن الحال أو الشأن.
وفي حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه وضرا من صفرة، فقال: مهيم؟ قال: تزوجت امرأة من الانصار على نواة من ذهب.
قال: " أولم ولو بشاة ".
(2)
" تاريخ بغداد " 14 / 197، و" وفيات الأعيان " 6 / 153.
(3)
" تاريخ بغداد " 14 / 200، 201.
(4)
قال الدميري: الزاغ: نوع من أنواع الغربان، يقال له: الزرعي، وغراب =
فَكَبَّرْتُ وَهَلَّلْتُ وَجَزِعْتُ، وَيَحْيَى يَضْحَكُ (1)، فَقَالَ لِي بِلِسَانٍ طَلْقٍ:
أَنَا الزَّاغُ أَبُو عَجْوَه
…
أَنَا ابْنُ اللَّيْثِ وَاللَّبْوَه
أُحِبُّ الرَّاحَ وَالرَّيْحَا
…
نَ وَالنَّشْوَةَ وَالقَهْوَه
فَلَا عَرْبَدَتِي تُخْشَى
…
وَلَا تُحْذَرُ لِي سَطْوَه (2)
ثُمَّ قَالَ: يَا كَهْلُ، أَنْشِدْنِي شِعْراً غَزِلاً، فَأَنْشَدْتُهُ:
أَغَرَّكِ أَنْ أَذْنَبْتِ ثُمَّ تَتَابَعَتْ
…
ذُنُوبٌ، فَلَمْ أَهْجُرْكِ ثُمَّ أَتُوْبُ
= الزرع، وهو غراب أسود صغير، وقد يكون محمر المنقار والرجلين.
ويقال له أيضا: غراب الزيتون، لأنه يأكله.
وهو لطيف الشكل، حسن المنظر، صغير نحو الحمامة، برأسه غبرة
وميل إلى البياض، ولا يأكل الجيف.
وجمعه: زيغان.
(1)
" النجوم الزاهرة " 2 / 316، و" حياة الحيوان الكبرى " للدميري 2 / 2 وجاء فيه بعد قوله: ويحيى يضحك: فقلت له: ما هذا، أصلحك الله؟ فقال لي: سل عنه منه.
فقلت له: ما أنت؟ فنهض وأنشد بلسان فصيح:
…
الابيات.
(2)
الابيات في " النجوم الزاهرة " 2 / 317، و" حياة الحيوان الكبرى " 2 / 2.
ورواية الشطر الأول من البيت الثالث فيه: فلا عدوى يدي تخشى.
وجاء بعدها الابيات التالية: ولي أشياء تستظر * ف يوم العرس والدعوه فمنها سلعة في الظه * - ر لا تسترها الفروه وأما السلعة الأخرى * فلو كان لها عروه لما شك جميع النا * س فيها أنها ركوه وجاء في " حياة الحيوان الكبرى " أن هذا الخبر قد رواه أبو طاهر السلفي على غير هذا الطريق.
وهو ما أخبر به موسى الرضى، قال: قال أبو الحسن علي بن محمد: دخلت على أحمد بن أبي دواد، وعن يمينه قمطر
…
الخبر.
وأما الابيات فهي: أنا الزاغ أبوعجوه * حليف الخمر والقهوه ولي أشياء لا تنك * - ر يوم القصف في الدعوه فمنها سلعة في الظه * - ر لا تسترها الفروه ومنها سلعة في الصد * ر لو كان لها عروه لما شك جميع النا * س حقا أنها ركوه
وَأَكْثَرْتِ حَتَّى قُلْتِ: لَيْسَ بِصَارِمِي
…
وَقَدْ يُصْدَمُ الإِنْسَانُ وَهُوَ حَبِيْبُ (1)
فَصَاحَ: زَاغْ زَاغْ زَاغْ، فَطَارَ ثُمَّ سَقَطَ فِي القِمَطْرِ.
فَقُلْتُ: أَعَزَّ اللهُ القَاضِيَ، وَعَاشِقٌ أَيْضاً؟!
فَضَحِكَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟
قَالَ: هُوَ مَا تَرَى، وَجَّهَ بِهِ صَاحِبُ اليَمَنِ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَمَا رَآهُ بَعْدُ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ الحَارِثِ، عَنْ شَبِيْبِ بنِ شَيْبَةَ بنِ الحَارِثِ، قَالَ:
قَدِمْتُ الشِّحْرَ (2) عَلَى رَئِيْسِهَا (3) ، فَتَذَاكَرْنَا النَّسْنَاسَ (4)، فَقَالَ: صِيْدُوا لَنَا مِنْهَا.
فَلَمَّا أَنْ رُحْتُ إِلَيْهِ، إِذَا بِنَسْنَاسٍ مَعَ الأَعْوَانِ، فَقَالَ: أَنَا بِاللهِ وَبِكَ (5) !
فَقُلْتُ: خَلُّوهُ.
فَخَلَّوْهُ، فَخَرَجَ يَعْدُو، وَإِنَّمَا يَرْعَوْنَ النَّبَاتَ، فَلَمَّا حَضَرَ الغَدَاءُ، قَالَ: اسْتَعِدُّوا لِلصَّيْدِ، فَإِنَّا خَارِجُوْنَ.
فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ، سَمِعْنَا قَائِلاً يَقُوْلُ: أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ الصُّبْحَ قَدْ
(1) البيتان في " النجوم الزاهرة " 2 / 317.
وجاء في " حياة الحيوان الكبرى " 2 / 3 في هذا الخبر في الطريق الثانية:
…
ثم قال: أنشدني شيئا في الغزل، فأنشدته:
وليل في جوانه فضول * من الاظلام أطلس غيهبان
كأن نجومه دمع حبيس * ترقرق بين أجفان الغواني
(2)
بكسر أوله، وسكون ثانيه: صقع بين عدن وعمان.
(3)
في " معجم البلدان ": على رجل من مهرة، له رياسة وخطر.
(4)
جاء في " حياة الحيوان الكبرى " 2 / 352، 353: قال في " المحكم ": هو خلق في صورة الناس مشتق منهم لضعف خلقهم.
وقال في " الصحاح ": هو جنس من الخلق، يثب أحدهم على رجل واحدة
…
وفي " المجالسة " للدينوري، عن ابن قتيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الله، أنه قال: قال ابن إسحاق، النسناس خلق باليمن، لاحدهم عين ويد ورجل يقفز بها. وأهل اليمن يصطادونهم
…
(5)
الصواب في هذا وأمثاله أن يقال: أنا بالله، ثم بك، ففي " المسند " 5 / 384 و394، و398، وسند أبي داود (4980) من حديث حذيفة بن اليمان مرفوعا " لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان " وإسناده صحيح، وله شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد 1 / 214 و224، 283، وآخر من حديث الطفيل بن سخبرة عند أحمد 5 / 72.
أَسْفَرَ، وَهَذَا اللَّيْلُ قَدْ أَدْبَرَ، وَالقَانِصُ (1) قَدْ حَضَرَ، فَعَلَيْكَ بِالوَزَرِ.
فَقَالَ (2) : كُلِي وَلَا تُرَاعِي.
فَقَالُوا: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَهَرَبَ وَلَهُ وَجْهٌ كَوَجْهِ الإِنْسَانِ، وَشَعَرَاتٌ بِيْضٌ فِي ذَقْنِهِ، وَمِثْلُ اليَدِ فِي صَدْرِهِ، وَمِثْلُ الرِّجْلِ بَيْنَ وَرِكَيْهِ، فَأَلَظَّ (3) بِهِ كَلْبَان، وَهُوَ يَقُوْلُ:
إِنَّكُمَا حِيْنَ (4) تُجَارِيَانِي
…
أَلْفَيْتُمَانِي خَضِلاً عِنَانِي
لَوْ بِي شَبَابٌ مَا مَلَكْتُمَانِي
…
حَتَّى تَمُوْتَا أَوْ تُفَارِقَانِي (5)
قَالَ: فَأَخَذَاهُ.
قَالَ: وَيَزْعَمُوْنَ أَنَّهُمْ ذَبَحُوا مِنْهَا نَسْنَاساً، فَقَالَ قَائِلٌ: سُبْحَانَ اللهِ، مَا أَحْمَرَ دَمَهُ (6) !
قَالَ: يَقُوْلُ نَسْنَاسٌ مِنْ شَجَرَةٍ: كَانَ يَأْكُلُ السُّمَّاقَ (7)، فَقَالُوا: نَسْنَاسٌ.
فَأَخَذُوْهُ، وَقَالُوا: لَوْ سَكَتَ، مَا عُلِمَ بِهِ.
(1) في " معجم البلدان ": والقنيص (2) في " معجم البلدان " بعد " فقال ": آخر.
(3)
يقال: لظ بالمكان، وألظ به، أي أقام به ولزمه، ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم " ألظوا في الدعاء: ب يا ذا الجلال والاكرام " أخرجه الترمذي عن أنس واحمد والحاكم عن ربيعة بن عامر، وابن أبي شيبة عن أنس، والحاكم عن أبي هريرة.
أي: الزموا هذا، واثبتوا عليه.
(4)
سقطت من الأصل، واستدركت من " معجم البلدان ".
(5)
البيتان في " معجم البلدان " 3 / 327، وروايته فيهما:" تحارباني " بدل " تجارياني "، وتخلياني بدل " تفارقاني ".
وجاء فيه قبلهما: الويل لي مما به دهاني * دهري من الهموم والاحزان قفا قليلا أيها الكلبان * واستمعا قولي وصدقاني
(6)
كذا الأصل، والجادة أن يقال: ما أشد حمرة دمه، قال المبرد في " المقتضب " 4 / 181.
وكذلك ما كان من الالوان والعيوب نحو الاعور والاحمر، لا يقال: ما أحمره، ولا ما أعوره
…
(7)
هو نوع من النبات، من فصيلة البطميات، ينبت في الجبال والمرتفعات، له ثمر حامض، عناقيد فيها حب صغار، وهو شديد الحمرة.
فَقَالَ آخَرُ مِنْ شَجَرَةٍ: أَنَا صُمَيْمِيْتٌ.
فَقَالُوا: نَسْنَاسٌ، خُذُوْهُ.
قَالَ: وَبَنُو مَهْرَةَ يَصْطَادُوْنَهَا وَيَأْكُلُوْنَهَا.
قَالَ: وَكَانَ بَنُو أُمِيْمَ بنِ لَاوَذَ بنِ سَامِ بنِ نُوْحٍ (1) سَكَنُوا زُنَّارَ أَرْضِ رَمْلٍ كَثِيْرَةِ النَّخْلِ، وَيُسْمَعُ فِيْهَا حِسُّ الجِنِّ حَتَّى كَثُرُوا، فَعَصَوْا، فَعَاقَبَهُمُ اللهُ، فَأَهْلَكَهُمْ، وَبَقِيَ مِنْهُمْ بَقَايَا لِلْعَرَبِ تَقَعُ عَلَيْهِمْ، وَلِلرَّجُلِ وَالمَرْأَةِ مِنْهُمْ يَدٌ أَوْ رِجْلٌ فِي شِقٍّ وَاحِدٍ، يُقَالُ لَهُمُ: النَّسْنَاسُ.
قُلْتُ: هَذَا كَقَوْلِ بَعْضِهِم: ذَهَبَ النَّاسُ، وَبَقِيَ النَّسْنَاسُ.
يُشْبِهُونَ النَّاسَ، وَليْسُوا بِنَاسٍ، وَلَعَلَّ هَؤُلَاءِ تَوَلَّدُوا مِنْ قِرَدَةٍ وَنَاسٍ - فَسُبْحَانَ القَادِرِ -.
وَقَدْ رُوِيَ: أَنَّ يَحْيَى بنَ أَكْثَمَ (2) رُئِيَ فِي النَّوْمِ، وَأَنَّهُ غُفِرَ لَهُ، وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ.
قَالَ السَّرَّاجُ (3) فِي (تَارِيْخِهِ) : مَاتَ بِالرَّبَذَةِ (4) ، مُنصَرَفَهُ مِنَ الحَجِّ، يَوْمَ الجُمُعَةِ، فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
قَالَ ابْنُ أُخْتِهِ: بَلَغَ ثَلَاثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
(1) في " حياة الحيوان الكبرى " 2 / 353:
…
يقال: إنهم من نسل إرم بن سام أخي عاد وثمود
…
(2)
الاكثم: العظيم البطن، والشبعان أيضا.
يقال بالثاء المثلثة، والتاء المثناة من فوقها، معناهما واحد.
(3)
هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله، أبو العباس السراج النيسابوري، مولى ثقيف متوفى سنة 313 هـ، وسترد ترجمته في الجزء الرابع عشر من هذا الكتاب الترجمة رقم (216)
(4)
بفتح أوله وثانيه، وذال معجمة مفتوحة أيضا، وبعدها هاء ساكنة: قرية من قرى المدينة على طريق الحجاج، ينزلونها عند عبورهم عليها.
وفيها قبر الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري جندب بن جنادة.