الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَانَ يَقُوْلُ: قَرَأْتُ (كِتَابَ سِيْبَوَيْه) عَلَى الأَخْفَشِ مَرَّتَيْنِ (1) .
قُلْتُ: عَاشَ ثَلَاثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ.
103 - المَازِنِيُّ أَبُو عُثْمَانَ بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيٍّ *
إِمَامُ العَرَبِيَّةِ، أَبُو عُثْمَانَ بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيٍّ البَصْرِيُّ، صَاحِبُ (التَّصْرِيْفِ) وَالتَّصَانِيْفِ.
أَخَذَ عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ، وَالأَصْمَعِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: الحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَمُوْسَى بنُ سَهْلٍ الجَوْنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ المُبَرِّدُ، وَلازَمَهُ، وَاختَصَّ بِهِ.
وَقَدْ دَخَلَ المَازِنِيُّ عَلَى الوَاثِقِ بِاللهِ، فَوَصَلَهُ بِمَالٍ جَزِيلٍ.
قَالَ المُبَرِّدُ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ سِيْبَوَيْه أَعْلَمَ بِالنَّحْوِ مِنَ المَازِنِيِّ (2) .
قَالَ: وَذَكَرَ لَنَا المَازِنِيُّ: أَنَّ رَجُلاً قَرَأَ عَلَيْهِ (كِتَابَ سِيْبَوَيْه) فِي مُدَّةٍ طَوِيْلَةٍ،
(1)" معجم الأدباء " 11 / 264، 265، و" وفيات الأعيان " 2 / 430.
(*) أخبار النحويين البصريين: 74، 85، طبقات النحويين واللغويين: 87، 93، الفهرست: 62، 63، نزهة الالباء: 182، 187، أعيان الشيعة 14 / 110، 127، إيضاح المكنون 1 / 482، بغية الوعاة 1 / 463، 466، تاريخ أبي الفداء 2 / 41، تلخيص ابن مكتوم: 45، طبقات القراء 1 / 179، كشف الظنون: 412، 1137، 1160، مرآة الجنان 2 / 109، 110، مراتب النحويين: 77، 80، مفتاح السعادة 1 / 114، 115. تاريخ بغداد 7 / 93، 94، الأنساب، ورقة: 500 / ب، معجم الأدباء 7 / 107، 128، اللباب 3 / 145، إنباه الرواة 1 / 246، 256، وفيات الأعيان 1 / 283، 286، العبر 1 / 448، مسالك الابصار 4 / 285، 287، تاريخ ابن كثير 10 / 352، 353، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 1 / 281، 284، لسان الميزان 2 / 57، النجوم الزاهرة 2 / 329، شذرات الذهب 2 / 113، 114.
(2)
" معجم الأدباء " 7 / 108.
فَلَمَّا بَلَغَ آخِرَهُ، قَالَ:
أَمَا إِنِّي (1) مَا فَهِمْتُ مِنْهُ حَرْفاً، وَأَمَّا أَنْتَ فَجَزَاكَ اللهُ خَيْراً (2) .
وَقَالَ المَازِنِيُّ: قَرَأْتُ القُرْآنَ عَلَى يَعْقُوْبَ، فَلَمَّا خَتَمتُ، رَمَى إِلَيَّ بِخَاتَمِهِ، وَقَالَ: خُذْهُ، لَيْسَ لَكَ مِثْلٌ (3) .
وَقِيْلَ: كَانَ المَازِنِيُّ ذَا وَرَعٍ وَدِينٍ، بَلَغَنَا أَنَّ يَهُوْدِيّاً حَصَّلَ النَّحْوَ، فَجَاءَ لِيَقرَأَ عَلَى المَازِنِيِّ (كِتَابَ سِيْبَوَيْه) ، فَبذَلَ لَهُ مائَةَ دِيْنَارٍ، فَامْتَنَعَ، وَقَالَ:
هَذَا الكِتَابُ يَشْتَمِلُ عَلَى ثَلَاثِ مائَةِ آيَةٍ وَنَيِّفٍ، فَلا أُمَكِّنُ مِنْهَا ذِمِّيّاً (4) .
قَالَ القَاضِي بَكَّارُ بنُ قُتَيْبَةَ: مَا رَأَيْتُ نَحْوِيّاً يُشْبِهُ الفُقَهَاءَ إِلَاّ حَبَّانَ بنَ هِلَالٍ (5) وَالمَازِنِيَّ (6) .
وَقَالَ المُبَرِّدُ: كَانَ المَازِنِيُّ إِذَا نَاظَرَ أَهْلَ الكَلَامِ، لَمْ يَسْتَعِنْ بِالنَّحْوِ، وَإِذَا نَاظَرَ النُّحَاةَ، لَمْ يَسْتَعِنْ بِالكَلَامِ (7) .
وَعَنِ المَازِنِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ السِّكِّيتِ: مَا وَزْنُ (نَكْتَلُ) ؟
قَالَ: (نَفْعَلُ) .
قُلْتُ: اتَّئِدْ.
فَفَكَّرَ، وَقَالَ:(نَفْتَعِلُ) .
قُلْتُ: فَهَذِهِ خَمْسَةُ
(1) في " إنباه الرواة "، و" وفيات الأعيان ": أما أنا فما..
(2)
" إنباه الرواة " 1 / 248، و" وفيات الأعيان " 1 / 286.
(3)
" إنباه الرواة " 1 / 248.
(4)
الخبر مطولا في " معجم الأدباء " 7 / 111 وتتمته فيه: فلم يمض على ذلك مديدة حتى أرسل الواثق في طلبه، وأخلف الله عليه أضعاف ما تركه كله. والخبر في " وفيات الأعيان " 1 / 284.
(5)
هو حبان بن هلال الباهلي. مات سنة 216 هـ. " خلاصة تذهيب الكمال ": 59.
وفي " وفيات الأعيان " 1 / 284: حيان، بالياء، وهو تصحيف.
(6)
" إنباه الرواة " 1 / 247، و" وفيات الأعيان " 1 / 284.
(7)
" إنباه الرواة " 1 / 248.
أَحرُفٍ.
فَسَكَتَ، فَقَالَ المُتَوَكِّلُ: مَا وَزْنُهَا؟
قُلْتُ: وَزنُهَا فِي الأَصْلِ (نَفْتَعِلُ) ؛ لأَنَّهَا (نَكْتِيْلُ) ، فَتَحَرَّكَ حَرْفُ العِلَّةِ، وَانفَتَحَ مَا قَبْلَهُ، فَقُلِبَ أَلِفاً، فَصَارَ: نَكْتَالُ، فَحُذِفَتْ أَلِفُهُ لِلْجَزْمِ، فَبَقِيَ (نَكْتَلُ (1)) .
مَاتَ المَازِنِيُّ: سَنَةَ سَبْعٍ - أَوْ ثَمَانٍ - وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
(1) تقدم الخبر في الصفحة 17.