الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
100 - الزَّعْفَرَانِيُّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ *
(خَ، د، ت، س)
الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ، شَيْخُ الفُقَهَاءِ وَالمُحَدِّثِيْنَ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ البَغْدَادِيُّ، الزَّعْفَرَانِيُّ (1) ، يَسْكُنُ مَحَلَّةَ الزَّعْفَرَانِيِّ.
وُلِدَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَحَجَّ.
وَسَمِعَ مِنْ: سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ، وَإِسْمَاعِيْلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، وَعَبِيْدَةَ (2) بنِ حُمَيْدٍ، وَوَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَدِيٍّ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَحَجَّاجِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَقَرَأَ عَلَى الشَّافِعِيِّ كِتَابَهُ القَدِيْمَ، وَكَانَ مُقَدَّماً فِي الفِقْهِ وَالحَدِيْثِ،
(*) الجرح والتعديل 3 / 36، الفهرست: 265، تاريخ بغداد 7 / 407، 410، طبقات الفقهاء للشيرازي: 82، الجمع بين رجال الصحيحين: 84، طبقات الحنابلة 1 / 138، الأنساب 6 / 298، اللباب 2 / 69، وفيات الأعيان 2 / 73، 74، تهذيب الكمال: 282، تذهيب التهذيب 1 / 145 / 1، تذكرة الحفاظ 2 / 525، 526، العبر 2 / 20، طبقات الشافعية للسبكي 2 / 114، 117، تاريخ ابن كثير 11 / 32، تهذيب التهذيب 2 / 318، 319، النجوم الزاهرة 3 / 32، طبقات الحفاظ: 230، خلاصة تذهيب الكمال: 80، طبقات الشافعية لابن هداية الله: 7، شذرات الذهب 2 / 140، المنتظم 5 / 23.
(1)
ضبط ابن خلكان هذه النسبة في " وفيات الأعيان " 2 / 74، فقال: بفتح الزاي، وسكون العين المهملة، وفتح الفاء والراء، وبعد الالف نون: هذه النسبة إلى الزعفرانية، وهي
قرية بقرب بغداد، والمحلة التي ببغداد تسمى درب الزعفراني، منسوبة إلى هذا الامام، لأنه أقام بها.
وقال السبكي في " طبقات الشافعية " 2 / 114: والزعفراني منسوب إلى قرية بالسواد، يقال لها: الزعفرانية، كذا ذكر ابن حبان. ثم قال السبكي: ثم سكن المشار إليه [أي: الزعفراني] بغداد في بعض دروبها، فنسب الدرب إليه، وصار يقال له: درب الزعفراني ببغداد. ثم قال: وقد عكس شيخنا الذهبي فذكر أن الزعفراني منسوب إلى درب الزعفران، والصواب عكسه، وهو أن الزعفران منسوب إلى الزعفراني، وأن الزعفراني منسوب إلى قرية، كما قدمناه عن ابن حبان.
(2)
بفتح العين، وكسر الباء. " التبصير " 3 / 913 وقد أخطأ محقق " طبقات الشافعية " للسبكي بتقييده على التصغير 2 / 115.
ثِقَةً، جَلِيْلاً، عَالِي الرِّوَايَةِ، كَبِيْرَ المَحَلِّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ سُرَيْجٍ، وَإِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ (1) ، وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يَحْيَى: سَمِعْتُ الزَّعْفَرَانِيَّ يَقُوْلُ:
مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ قَوْمٌ أَفْضَلُ مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ المَحَابِرِ، يَتَّبِعُوْنَ آثَارَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَيَكْتُبُوْنَهَا كِي لَا تَنْدَرِسَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو ثَوْرٍ يَحْضُرَانِ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، وَكَانَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى القِرَاءةَ عَلَيْهِ (2) .
قَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: سَمِعْتُ الزَّعْفَرَانِيَّ يَقُوْلُ:
قَدِمَ عَلَيْنَا الشَّافِعِيُّ، وَاجْتَمَعنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: التَمِسُوا مَنْ يَقْرَأُ لَكُم، فَلَمْ يَجْتَرِئْ أَحَدٌ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِ غَيْرِي، وَكُنْتُ أَحْدَثَ القَوْمِ سِنّاً، مَا كَانَ بَعْدُ فِي وَجْهِي شَعْرَةٌ، وَإِنِّي لأَتَعَجَّبُ اليَوْمَ مِنِ انْطِلَاقِ لِسَانِي بَيْنَ يَدَيِ الشَّافِعِيِّ رحمه الله وَأَعجَبُ مِنْ
(1) ضبطها السمعاني في " الأنساب "، وتبعه ابن الأثير في " اللباب "، والسيوطي في " لب اللباب " بكسر الهمزة.
أما ياقوت فقد ضبطها في " معجمة " بفتحها.
(2)
" طبقات الشافعية " 2 / 115، و" تهذيب التهذيب " 2 / 318 وفيه: قال ابن المنادي: كان أحد الثقات.
وقال أبو عمر الصدفي: سألت العقيلي عنه، فقال: ثقة من الثقات، مشهور، لم يتكلم فيه أحد بشيء.
وقال ابن عبد البر: كان نبيلا ثقة مأمونا.
وقد ذكره ابن حبان في " الثقات ".
جَسَارتِي يَوْمَئِذٍ.
قُلْتُ: كَانَ الزَّعْفَرَانِيُّ مِنَ الفُصَحَاءِ البُلَغَاءِ.
قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ الكُتُبَ كُلَّهَا إِلَاّ كِتَابَيْنِ: (كِتَابَ المَنَاسِكِ) ، وَ (كِتَابَ الصَّلَاةِ (1)) .
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَرَّاحِ: سَمِعْتُ الحَسَنَ الزَّعْفَرَانِيَّ يَقُوْلُ:
لَمَّا قَرَأْتُ كِتَابَ (الرِّسَالَةِ) عَلَى الشَّافِعِيِّ، قَالَ لِي: مِنْ أَيِّ العَرَبِ أَنْتَ؟
قُلْتُ: لَسْتُ بِعَرَبِيٍّ، وَمَا أَنَا إِلَاّ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: الزَّعْفَرَانِيَّةُ.
قَالَ: فَأَنْتَ سَيِّدُ هَذِهِ القَرْيَةِ (2) .
قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الفَقِيْهُ بِالرَّيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، قَالَ:
سَمِعْتُ الفَقِيْهَ أَبَا القَاسِمِ بنَ بَشَّارٍ الأَنْمَاطيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ المُزَنِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ:
رَأَيْتُ بِبَغْدَادَ نَبَطِيّاً يَنْتَحِي (3) عَلَيَّ حَتَّى كَأَنَّهُ عَرَبِيٌّ، وَأَنَا نَبَطِيٌّ، فَقِيْلَ لَهُ: مَنْ هُوَ؟
قَالَ: الزَّعْفَرَانِيُّ (4) .
تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ: بِبَغْدَادَ، فِي سَلْخِ شَعْبَانَ، سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ (5) .
وَفِيْهَا مَاتَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرِ بنِ الحَكَمِ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ
(1)" تاريخ بغداد " 7 / 408، و" تذكرة الحفاظ " 2 / 525، و" طبقات الشافعية " للسبكي 2 / 115، و" مناقب الشافعي " 1 / 358 وما بعدها.
(2)
" تاريخ بغداد " 7 / 48، و" طبقات الشافعية " للسبكي 2 / 115، و" تهذيب التهذيب " 2 / 318.
وقال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 3 / 36: كتبت عنه مع أبي، وهو ثقة. سئل أبي عنه، فقال: صدوق.
وقال ابن أبي يعلى في " طبقات الحنابلة " 1 / 138: ذكره ابن المنادي، فقال: أحد الثقات.
(3)
في " طبقات الشافعية " 2 / 115، 116: ينتحى.
(4)
" تذكرة الحفاظ " 2 / 525، و" طبقات الشافعية " 2 / 115، 116 وقد أيد السبكي رأيه في تصحيح نسبة " الزعفراني " بهذا الخبر.
(5)
في " الأنساب " 6 / 280: مات في شهر ربيع الآخر يوم الاثنين سنة تسع وأربعين ومئتين، وأورده ابن خلكان 2 / 74 عن الأنساب بعد القول الذي ذكره المصنف.