الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَيُجِيبُ فِيْمَا يُقْرَأُ عَلَيْهِ، وَقِيْلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي أَشْيَاءَ مِنْهَا، فَلَمْ يَرْجِعْ، فَمِنْ أَجلِ إِصرَارِهِ، اسْتَحَقَّ التَّركَ.
وَكَانَ ابْنُ خُزَيْمَةَ يَرْوِي عَنْهُ، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا بَعْضُ مَنْ أَمسَكْنَا عَنْ ذِكْرِهِ، وَهُوَ مِنَ الضَّربِ الَّذِي إِنْ لَوْ خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيرُ، أَحَبُّ إِلَيْهِ (1) مِنْ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنْ أَفسَدُوهُ، وَمَا كَانَ ابْنُ خُزَيْمَةَ يُحَدِّثُ عَنْهُ إِلَاّ بِالحَرْفِ بَعْدَ الحَرْفِ (2) .
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَمَاتَ فِيْهَا: إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ، وَأَبُو عُثْمَانَ المَازِنِيُّ النَّحْوِيُّ، وَالمُتَوَكِّلُ.
قِيْلَ: وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَالفَتْحُ بنُ خَاقَانَ الوَزِيْرُ.
55 - الرِّفَاعِيُّ مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُحَمَّدٍ *
(م، ت، ق)
الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، الحَافِظُ، العَلَاّمَةُ، قَاضِي بَغْدَادَ، أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرِ بنِ رِفَاعَةَ العِجْلِيُّ، الرِّفَاعِيُّ، الكُوْفِيُّ، المُقْرِئُ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الأَحْوَصِ سَلَاّمٍ، وَالمُطَّلِبِ بنِ زِيَادٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الأَجْلَحِ، وَيَحْيَى بنِ يَمَانٍ، وَطَبَقَتِهِم.
(1) في الأصل: إلي، والمثبت من " المجروحين " و" ميزان الاعتدال ".
(2)
" تهذيب التهذيب " 4 / 124 وفيه: قال عبد الرحمن: سئل عنه أبي، فقال: لين. وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال في موضع آخر: ليس بشيء.
وقال الآجري: امتنع أبو داود من التحديث عنه.
(*) التاريخ الكبير 1 / 261، التاريخ الصغير 2 / 387، الجرح والتعديل 8 / 129، تاريخ بغداد 3 / 375، 377، الأنساب 2 / 32، تهذيب الكمال: 1289، 1290، تذهيب التهذيب 4 / 12 / 1، ميزان الاعتدال 4 / 68، 69، العبر 1 / 453، الوافي بالوفيات 5 / 216، غاية النهاية في طبقات القراء 2 / 280، 281، تهذيب التهذيب 9 / 526، 527، خلاصة تذهيب الكمال: 364، 365، شذرات الذهب 2 / 119.
وَأَخَذَ القِرَاءةَ عَنْ جَمَاعَةٍ.
وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي القِرَاءاتِ، فِي شُذُوذٍ كَثِيْرٍ، وَهُوَ صَاحِبُ غَرَائِبَ فِي الحَدِيْثِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيُّ، وَعُمَرُ بنُ بُجَيْرٍ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَرَوِيُّ، وَالحُسَيْنُ المَحَامِلِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: لَا بَأْسَ بِهِ، صَاحِبُ قُرْآنٍ، قَرَأَ عَلَى سُلَيْمٍ، وَوَلِيَ قَضَاءَ المَدَائِنِ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: رَأَيتُهُم مُجْمِعِيْنَ عَلَى ضَعْفِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: حَدَّثَنَا مُطَيَّنٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ:
أَنَّ أَبَا هِشَامٍ كَانَ يَسْرِقُ الحَدِيْثَ (1) .
وَرَوَى: أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: كَانَ أَضْعَفَنَا طَلَباً، وَأَكْثَرَنَا غَرَائِبَ (2) .
وَقَالَ طَلْحَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ: اسْتُقْضِيَ أَبُو هِشَامٍ -يَعْنِي: بِبَغْدَادَ- فِي سَنَةِ 242، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ القُرْآنِ، وَالعِلْمِ، وَالفِقْهِ، وَالحَدِيْثِ، لَهُ كِتَابٌ فِي القِرَاءاتِ، قَرَأَ عَلَيْنَا ابْنُ صَاعِدٍ أَكْثَرَهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحْرِزٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ أَبِي هِشَامٍ، فَقَالَ: مَا أَرَى بِهِ بَأْساً (3) .
(1) راجع " تاريخ بغداد " 3 / 376.
(2)
" الجرح والتعديل " 8 / 129 وفيه: قال عبد الرحمن: سألت أبي عنه، فقال: ضعيف يتكلمون فيه.
(3)
" تاريخ بغداد " 3 / 376.
وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ، أَمَرَنِي الدَّارَقُطْنِيُّ أَنْ أُخَرِّجَ حَدِيْثَهُ فِي الصَّحِيْحِ (1) .
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيْفٌ (2) .
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ القِرَاءةَ عَنْ جَمَاعَةٍ، وَلَهُ عَنْهُمْ شُذُوْذٌ كَثِيْرٌ (3) .
قُلْتُ: حَمَلَ الحُرُوْفَ عَنِ: الكِسَائِيِّ، وَعَنْ حُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ، وَيَحْيَى بنِ آدَمَ، وَأَبِي يُوْسُفَ الأَعْشَى.
وَقَيَّدَ أَحرُفاً عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، فَإِنَّهُ سَمِعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ خَتْمَةً بِقِرَاءةِ الأَعْشَى.
رَوَى عَنْهُ القِرَاءةَ: مُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ القَاضِي، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ القُطَعِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ المَرْوَزيُّ، وَقَاسِمُ بنُ دَاوُدَ، وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، وَعَلِيُّ بنُ قِرْبَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَمَا هُوَ بِالمُجَوِّدِ لِرِوَايَاتِهِ.
قَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: مَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ بِطِّيْخٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُؤْمِنٍ، وَعَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ أَحْمَدَ، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمٍ الوَاعِظُ، أَخْبَرَتْنَا فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ (4) ، أَخْبَرْنَا ابْنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ،
(1)" تاريخ بغداد " 3 / 376، و" تهذيب التهذيب " 9 / 527.
(2)
" تاريخ بغداد " 3 / 377.
(3)
" تهذيب التهذيب " 9 / 527 وفيه: ذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال: يخطئ ويخالف. وقال مسلمة: لا بأس به.
(4)
هي شهدة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الابري، عالمة فاضلة، وكاتبة مجيدة، ذات دين وصلاح.
ولدت ببغداد، وسمعت من أكابر علماء عصرها.
توفيت سنة 574 هـ ببغداد، وقد نيفت على التسعين، وفي رواية: على المئة.
وهي مترجمة في " مرآة الزمان ": 353، و" العبر " للمؤلف 4 / 220، و" شذرات الذهب " 4 / 248.