الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَمثتين مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ.
246 - أَمِيْرُ الأَنْدَلُسِ المُنْذِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْوَانِيُّ *
صَاحِبُ مدَائِن الأَنْدَلُس، قَامَ بَعْد أَبِيْهِ.
وَكَانَ فَارِساً شُجَاعاً، مَاضِي العزيمَة.
تملك نَحْواً مِنْ سنتَيْن (1) ، وَعَاشَ ستَا وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
تُوُفِّيَ وَهُوَ يحَاصِر ملكَ الْغرب عُمَر بن حفصُوْنَ الثَّائِر عَلَيْهِ (2) ، فِي شَهْر صفر، سَنَة خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ فَتملَّك بَعْدَهُ أَخُوْهُ عَبْد اللهِ إِلَى سَنَةِ ثَلَاثٍ مائَة.
247 - الأَثْرَم أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَانِىء **
(س)
الإِمَامُ، الحَافِظُ، العَلَاّمَةُ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَانِئ
= النسائي: ثقة حافظ.
ثم قال ابن حجر: وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال مسلمة بن قاسم: ثقة حافظ، وأبوه ثقة.
(*) العبر لابن خلدون 4 / 132، نفح الطيب 1 / 352، المغرب 1 / 53، 54، جذوة المقتبس: 11، 12، الحلة السيراء 1 / 138، 140.
(1)
ولي سلطنة الأندلس من سنة 273 إلى سنة 275 هـ وقال الحميدي: 11، اتصلت ولايته سنتين غير خمسة عشر يوما.
(2)
هو من أهم الثوار في عصر محمد وابنه المنذر، وقد ارتد عن الإسلام إلى النصرانية.
وقد ظل محتفظا بقلعته ببشتر، بين رندة ومالقة، وكانت من أمنع قلاع الأندلس.
(* *) الجرح والتعديل 2 / 72، الفهرست: 285، طبقات الحنابلة 1 / 66، 74، تهذيب الكمال: 41، 42، تذهيب التهذيب 1 / 26 / 1، تذكرة الحفاظ 2 / 570، 572، العبر 2 / 22، تهذيب التهذيب 1 / 78، 79، طبقات الحفاظ: 256، خلاصة تذهيب الكمال: 12، شذرات الذهب 2 / 141، 142.
الإِسْكَافيُّ الأَثْرَم الطَّائِيُّ - وَقِيْلَ: الكَلْبِيّ - أَحَد الأَعْلَامِ، وَمُصَنِّف (السُّنَن) ، وَتلمِيذُ الإِمَام أَحْمَد.
وُلِدَ فِي دَوْلَة الرَّشِيْد.
وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ بَكْر السَّهْمِيِّ - إِنْ شَاءَ اللهُ - وَمِن هَوْذَة بن خَلِيْفَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الحضرمِيِّ، وَأَبِي نُعَيْمٍ، وَعَفَّان، وَالقَعْنَبِيِّ، وَأَبِي الوَلِيْد الطَّيَالِسِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بن صَالِحٍ الكَاتِب اللَّيْثِيّ، وَعَبْدِ الله بن رَجَاءَ الغُدَانِي، وَحَرمِيِّ بن حَفْصٍ، وَمُسَدَّدِ بن مُسَرْهَد، وَمُوْسَى بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَعَمْرو بن عَوْنٍ، وَقَالُوْنَ عِيْسَى، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بن مُوْسَى المِصِّيْصِيِّ، وَمُسْلِم بن إِبْرَاهِيْمَ، وَأَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيِّ، وَابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَخَلْقٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيُّ فِي (سُنَنِهِ) ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَيَحْيَى بن صَاعِدٍ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي طَاهِر القَزْوِيْنِيُّ، وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الجَوْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِر الزَّنْجَانِيّ، وَغَيْرهُم.
وَلَهُ مُصَنَّف فِي عِلل الحَدِيْث.
قَالَ الأَثْرَمُ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ، عَنِ التَّعريفِ فِي الأَمصَارِ، يَجْتَمِعُوْنَ فِي المَسَاجِدِ يَوْمَ عَرَفَة، فَقَالَ:
أَرْجُو أَنْ لَا يَكُوْنَ بِهِ بَأْسٌ، فعلَه غَيْرُ وَاحِدٍ: الحَسَنُ، وَبَكْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَثَابِتٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِع، كَانُوا يَشْهَدُوْنَ المَسْجَد يَوْمَ عَرَفَة.
وَسَأَلْتُهُ عَنِ القِرَاءةِ بِالأَلحَان، فَقَالَ:
كُلُّ شَيْءٍ مُحْدَثٍ فَإِنَّهُ لَا يُعْجبنَي، إِلَاّ أَنْ يَكُوْنَ صوتَ الرَّجُلِ لَا يَتَكَلَّفُهُ (1) .
(1)" طبقات الحنابلة " 1 / 67.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَلَاّلُ: كَانَ الأَثْرَمُ جَلِيْل الْقدر، حَافِظاً، وَكَانَ عَاصِمُ بن عَلِيّ لَمَّا قَدِمَ بَغْدَاد، طلب رَجُلاً يُخَرِّج لَهُ فَوَائِدَ يُملِيهَا، فَلَمْ يَجِدْ (1) فِي ذَلِكَ الوَقْتِ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ الأَثْرَم، فَكَأَنَّهُ لَمَّا رَآهُ لَمْ يَقَع مِنْهُ موقعاً لحدَاثَة سِنِّه.
فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرِجْ كُتُبك.
فَجَعَلَ يَقُوْلُ لَهُ: هَذَا الحَدِيْثُ خطأٌ وَهَذَا غلط، وَهَذَا كَذَا.
قَالَ: فسُرَّ عَاصِمُ بنُ عَلِيّ بِهِ، وَأَملَى قَرِيْباً مِنْ خَمْسِيْنَ مَجْلِساً (2) .
وَكَانَ يَعرف الحَدِيْثَ وَيَحْفَظُ.
فَلَمَّا صحب أَحْمَد بن حَنْبَلٍ ترك ذَلِكَ، وَأَقبلَ عَلَى مَذْهَب أَحْمَد.
سَمِعْتُ أَبَا بكرٍ المَرُّوْذِيَّ يَقُوْلُ: قَالَ الأَثْرَمُ:
كُنْتُ أَحْفَظُ -يَعْنِي: الفِقْه وَالاخْتِلَاف- فَلَمَّا صَحِبْت أَحْمَد بن حَنْبَلٍ تركتُ ذَلِكَ كُلَّهُ.
وَكَانَ مَعَهُ تَيَقُّظٌ عَجِيْبٌ، حَتَّى نَسَبَه يَحْيَى بن مَعِيْنٍ، وَيَحْيَى بن أَيُّوْبَ المَقَابِرِي، فَقَالَ: كَانَ أَحَدُ أَبَوَي الأَثْرَم جِنيّاً (3) .
ثُمَّ قَالَ الخَلَاّلُ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ صَدَقَة، سَمِعْتُ أَبَا القَاسِم بن الخُتَّلِيَّ (4)، قَالَ:
قَامَ (5) رَجُلٌ فَقَالَ: أُرِيدُ مَنْ يَكْتُبُ لِي مِنْ كِتَابِ الصَّلَاةِ مَا لَيْسَ فِي كُتُب أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ.
فَقُلْنَا لَهُ: لَيْسَ لَكَ إِلَاّ أَبُو بَكْر الأَثْرَم.
قَالَ: فَوجَّهُوا إِلَيْهِ وَرَقاً، فَكَتَبَ سِتّ مائَة وَرَقَة مِنْ كِتَابِ الصَّلَاة.
قَالَ: فَنَظَرنَا، فَإِذَا لَيْسَ فِي كِتَابِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ مِنْهُ شَيْء (1) .
(1) في " طبقات الحنابلة ": نجد.
(2)
" طبقات الحنابلة " 1 / 72 وتتمته فيه: فعرضت على أحمد بن حنبل، فقال: هذه أحاديث صحاح، والخبر في " تذكرة الحفاظ " 2 / 571.
(3)
" طبقات الحنابلة " 1 / 72، 73، وسيرد الخبر في الصفحة التالية وهو في " تذكرة الحفاظ " 2 / 571.
(4)
في " طبقات الحنابلة ": الجيلي.
(5)
في " طبقات الحنابلة ": قدم.
(6)
" طبقات الحنابلة " 1 / 73.
قُلْتُ: كَانَ عَالِماً بتَوَالِيْفِ ابْن أَبِي شَيْبَةَ، لَازَمَهُ مُدَّةً.
قَالَ الخَلَاّلُ أَبُو بَكْرٍ: وَسَمِعْتُ الحَسَنَ بن عَلِيِّ بنِ عُمَرَ الفَقِيْه يَقُوْلُ:
قَدِمَ شَيْخَان مِنْ خُرَاسَان الحَجّ (1) ، فَحَدَّثَا، فَلَمَّا خرجَا طلبَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْث أَحَدهَمَا.
قَالَ: فَخَرَجَا -يَعْنِي: إِلَى الصَّحْرَاء- فَقعَدَ هَذَا الشَّيْخ نَاحِيَةً مَعَهُ خَلْقٌ وَمُستملٍ، وَقَعَدَ الآخر نَاحِيَةً كَذَلِكَ، وَقَعَدَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ بَيْنَهُمَا، وَكَتَبَ مَا أَملَى هَذَا وَمَا أَملَى هَذَا (2) .
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيْدَ بن عتَّاب يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: كَانَ أَحَدُ أَبوِي الأَثْرَم جِنِّيّاً (3) .
وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ صَدَقَة، قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الأَصْبَهَانِيّ -يَعْنِي: ابْن أُورْمَة فِيْمَا أَحسبُ- يَقُوْلُ:
أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ أَحْفَظ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيّ وَأَتْقَنُ.
قُلْتُ: لَمْ أَظفر بِوَفَاةِ الأَثْرَم، وَمَاتَ بِمَدِيْنَةِ إِسْكَاف فِي حُدُوْدِ السِّتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ قبلهَا أَوْ بَعْدهَا (4) .
(1) في " طبقات الحنابلة ": للحج.
(2)
" طبقات الحنابلة " 1 / 73 و" تذكرة الحفاظ " 2 / 571.
وجاء فيه أيضا: عن أبي بكر بن صدقة قال: سمعت إبراهيم بن الأصبهاني يقول: أبو بكر الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن.
(3)
سبق الخبر في الصفحة السابقة " طبقات الحنابلة " 1 / 73، و" التذكرة " 2 / 571 و" التهذيب " 1 / 78.
(4)
قال المصنف في " التذكرة " 2 / 571: أظنه مات بعد الستين ومئتين.
وقال الحافظ ابن حجر في " التهذيب " 1 / 79: توفي سنة 261 أو في حدودها.
ألفيته بخط شيخنا الحافظ أبي الفضل.
ثم وجدت في " التذهيب " للذهبي أنه مات بعد الستين ومئتين.
وكل هذا تخمين غير صحيح، والحق أنه تأخر عن ذلك، فقد أرخ ابن قانع وفاة الأثرم فيمن مات سنة 273 هـ، ولكنه لم يسمه، وليس في الطبقة من يلقب بذلك غيره.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَلِيِّ بنُ عَبْد الرَّحْمَنِ الخَطِيْب، وَعِيْسَى بن بَرَكَة المُعَلِّم فِي جَمَاعَةٍ، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاء حُضُوراً، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِد، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ زُرَيْع، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَن إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
صَلَّى بِنَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً زَادَ فِيْهَا أَوْ نَقصَ، فَلَمَّا فَرَغَ، قُلْنَا: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟
فَثَنَى رِجْلَهُ، فَسَجَدَ سَجْدَتِيْنِ (1) .
وَبِهِ: قَالَ ابْنُ صَاعِد، وَزَادنَا أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المِنْهَال، عَنْ يَزِيْدَ فِي هَذَا الحَدِيْث، قُلْنَا: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا
…
، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ.
فَهَذَا مِنْ أَعْلَى مَا يَقَع لَنَا مِنْ حَدِيْثِ الأَثْرَم.
وَوَقَعَ لَنَا جزءٌ مِنَ البُيوعِ مِنْ (سُنَنه) .
قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخ وَهْبَانَ بن عَلِيٍّ الجَزَرِيّ المُؤَذِّن (2) : أَخْبَرَكُم عَبْدُ
(1) إسناده صحيح، وأبو الاشعث: هو أحمد بن المقدام بن سليمان العجلي من رجال البخاري، وأخرجه أحمد 1 / 379 و455، والبخاري 1 / 422 في الصلاة: باب التوجه نحو القبلة حيث كان، ومسلم (572) في المساجد: باب السهو في الصلاة والسجود له، وأبو داود (1020) ، وابن أبي شيبة 2 / 25، وابن الجارود (244) ، والطيالسي 1 / 110، والبيهقي 2 / 330 و335 من طرق عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة قال: قال عبد الله بن مسعود: صلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم: لا أدري زاد أو نقص - فلما سلم، قيل له: يا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء؟ قال:" وما ذاك؟ " قالوا: صليت كذا وكذا، فثنى رجله، واستقبل القبلة، وسجد سجدتين، ثم سلم، فلما أقبل علينا بوجهه، قال:" إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت، فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته، فليتحر الصواب، فليتم عليه، ثم يسلم، ثم يسجد سجدتين ".
(2)
هو وهبان بن علي بن محفوظ المعمر المسند أبو علي وأبو الكرم الجزري =