الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مَحْمُوْدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ بَدْرٍ القُرَشِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ منيرٍ قَبْلَ الصَّلَاةِ، يَكُوْن بِفِرَبْر، فَإِذَا كَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ يرونَهُ فِي مَسْجِدِ آمُل، فَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ يَمْشِي عَلَى المَاءِ.
فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَمَا المشِيُ عَلَى المَاءِ فَلَا أَدْرِي، وَلَكِن إِذَا أَرَادَ اللهُ جَمَعَ حَافَّتَيِ النَّهْرِ، حَتَّى يَعْبُرُ الإِنْسَانُ.
قَالَ: وَكَانَ إِذَا قَامَ مِنَ المَجْلِسِ خَرَجَ إِلَى البَرِّيَّةِ مَعَ قَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، يَجْمَعُ شَيْئاً مِثْلَ الأُشْنَانِ وَغَيْرهِ، يَبِيْعُهُ فِي السُّوْقِ، وَيعيشُ مِنْهُ فَخَرَجَ يَوْماً مَعَ أَصْحَابِهِ، فَإِذَا هُوَ بِالأَسدِ رَابضٌ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: قِفُوا، وَتقدَّمَ هُوَ إِلَى الأَسدِ، فَلَا ندرِي مَا قَالَ لَهُ، فَقَامَ الأَسدُ، فَذَهَبَ.
وَسُئِلَ ابْنُ رَاهْوَيْه: أَيدخُل الرَّجُلُ المفَازَةَ بِغَيْرِ زَادٍ؟
قَالَ: إِنْ كَانَ مِثْلَ عَبْدِ اللهِ بنِ مُنِيْرٍ، فَنَعَمْ.
وَقِيْلَ: كَانَ ابْنُ منيرٍ يُعَدُّ مِنَ الأَبْدَالِ.
122 - بَحْشَلٌ أَبُو عُبَيْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ *
(م)
الحَافِظُ العَالِمُ المُحَدِّثُ، أَبُو عُبَيْدِ اللهِ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبِ بنِ مُسْلِمٍ القُرَشِيُّ مَوْلَاهُمُ المِصْرِيُّ، وَيُعْرَفُ بـ: بَحْشَل (1) ، ابْنُ أَخِي عَالِمِ مِصْرَ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ.
أَكْثَرَ عَنْ: عَمِّهِ جِدّاً، وَعَنِ: الشَّافِعِيِّ، وَبِشْرِ بنِ بَكْرٍ التِّنِّيْسِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
(*) الجرح والتعديل 2 / 59، 60، الجمع بين رجال الصحيحين: 14، تهذيب الكمال: 30، تذهيب التهذيب 1 / 18 / 1، ميزان الاعتدال 1 / 113، 114، الوافي بالوفيات 7 / 47، طبقات الشافعية للسبكي 2 / 26، تاريخ ابن كثير 11 / 36، تهذيب التهذيب 1 / 54، 56، خلاصة تذهيب الكمال: 9، شذرات الذهب 2 / 147.
(1)
بفتح الموحدة، وسكون المهملة، بعدها شين معجمة: لقب له.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ مُحْتَجّاً بِهِ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبرِيُّ، وَالطَّحَاوِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ، وَعَبْدَان، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنَ المشَارقَةِ وَالمغَارِبَةِ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: رَأَيْتُ شُيُوْخَ مِصْرَ مُجمعِين عَلَى ضَعْفِهِ، وَالغُرَبَاءُ لَا يَمْتَنِعُونَ مِنَ الأَخَذِ عَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، فَمَنْ دُونهمَا (1) .
وَقَالَ لِي عَبْدَانُ: كَانَ فِي أَيَّامِنَا مُسْتَقِيْمَ الأَمْرِ، وَمَن لَمْ يلحقْ حَرْمَلَةَ اعتمدَهُ، وَكُلُّ مَنْ تَفَرَّدَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ بِشَيْءٍ وَجَدُوهُ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ (2) ، مِنْ ذَلِكَ كِتَابُ الدجَّالِ (3) .
ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الأَشْعَثِ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، فَمَرَّ عَلَيْهِ هَارُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ الأَيْلِيُّ رَاكباً، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَلَا أُطْرِفُكَ بِشَيْءٍ؟ جَاءنِي أَصْحَابُ الحَدِيْثِ، فَسَأَلونِي عَنْكَ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا يُسْأَلُ أَبُو عُبَيْدِ اللهِ عَنَّا، لَيْسَ نَحْنُ نُسأَلُ عَنْهُ، هُوَ الَّذِي كَانَ يَسْتَملِي لَنَا عِنْدَ عَمِّهِ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُ لَنَا.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كُلُّ مَا أَنْكَروهُ عَلَيْهِ فيُحْتَمَلُ، وَإِنْ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ، لَعَلَّ عَمَّهُ خَصَّهُ بِهِ (4) .
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ الحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ خُزَيْمَةَ، وَقِيْلَ لَهُ: لِمَ رويتَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ، وَتركتَ
(1)" ميزان الاعتدال " 1 / 113، و" تهذيب التهذيب " 1 / 55.
(2)
تصحفت في " ميزان الاعتدال " إلى: عبد الله.
(3)
" ميزان الاعتدال " 1 / 113، و" تهذيب التهذيب " 1 / 55.
(4)
" ميزان الاعتدال " 1 / 113، و" تهذيب التهذيب " 1 / 55.
سُفْيَانَ بنَ وَكِيْعٍ؟
قَالَ: لأَنَّ أَحْمَدَ لَمَّا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ تِلْكَ الأَحَادِيْثِ، وَعَرَضوهَا عَلَيْهِ، رَجَعَ عَنْهَا عَنْ آخرِهَا إِلَاّ حَدِيْثَ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ (إذَا حَضَرَ العَشَاءُ (1)) .
وَأَمَّا ابْنُ وَكِيْعٍ، فَكَانَ وَرَّاقُهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ أَحَادِيْثَ، فرَوَاهَا، وَكلَّمْنَاهُ فِيْهَا، فَلَمْ يرجِعْ عَنْهَا.
وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: أَبُو عُبَيْدِ اللهِ لَا تَقُوْمُ بِهِ حجَّةٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي (الضُّعَفَاءِ) : جَعَلَ يَأْتِي عَنْ عَمِّهِ بِمَا لَا أَصْلَ لَهُ، كَأَنَّ الأَرْضَ أَخْرَجَتْ لَهُ أَفلَاذَ كَبِدِهَا.
رَوَى عَنْ عَمِّهِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً إِلَى صَلَاتِكُمْ، وَهِيَ الوِتْرُ)(2) .
(1) أخرجه البخاري 2 / 134، من طريق الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، عن أنس، أخرجه أيضا 9 / 505 من طريق وهيب، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، وأخرجه الحميدي (1181) ، ومسلم (557) ، وأحمد 3 / 110، والترمذي (353) وابن ماجة (933) ، والنسائي 2 / 111 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس، وأخرجه مسلم بن طريق ابن وهب، عن عمرو، عن ابن شهاب، عن أنس.
(2)
أورده الزيلعي في " نصب الراية " 2 / 110، وقال: أخرجه الدارقطني في غرائب مالك، عن حميد بن أبي الجون الإسكندراني، حدثنا عبد الله بن وهب، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال الدارقطني: وحميد بن أبي الجون ضعيف، وقال ابن يونس في " تاريخ مصر ": روى عن ابن وهب حديثا منكرا لا يتابعه عليه إنسان.
قلت: لكن متن الحديث صحيح، فقد أخرجه من حديث عمرو بن العاص أحمد 6 / 397، من طريق يحيى ابن إسحاق، والطحاوي 1 / 250 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، أخبرنا عبد الله بن هبيرة، سمعت أبا تميم الجيشاني، سمعت عمرو بن العاص، عن أبي بصرة الغفاري مرفوعا " إن الله زادكم صلاة صلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصبح الوتر الوتر " وهذا سند قوي، فإن راويه ابن لهيعة عند الطحاوي عبد الله بن يزيد المقرئ وهو أحد العبادلة الذين إذا رووا عن ابن لهيعة يكون حديثه صحيحا، على أن ابن لهيعة لم ينفرد به، فقد رواه احمد 6 / 7 من طريق علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا سعيد ابن يزيد، حدثني بن هبيرة بهذا الإسناد وهذا سند صحيح، وفي الباب عن عمرو بن شعيب، عن =
قُلْتُ: لَا يُحتَملُ مَالِكٌ، بَلْ وَلَا ابْنُ وَهْبٍ هَذَا.
وَهَكَذَا ذكرَهُ ابْنُ حِبَّانَ تَعْلِيْقاً.
ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنْ صَفْوَانَ بنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (يَكُوْنُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُحِلُّونَ الحَرَامَ، وَيُحَرِّمُونَ الحَلَالَ، وَيَقِيْسُونَ الأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ (1)) .
فهَذَا إِنَّمَا يُعْرَفُ بِنُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، عَنْ عِيْسَى، وَسرقَهُ مِنْهُ سُوَيْدٌ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ العُرْضِيُّ (2) ، وَالحَكَمُ بنُ المُبَارَكِ الخَاسْتِيُّ (3) ، أَنْكَروهُ عَلَى أَبِي عبيدِ اللهِ عَنْ عَمِّهِ.
ثُمَّ قَالَ: وَلَهُ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ مَخْرَمَةَ بنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ نَافِعٍ،
= أبيه عن جده عند أحمد 2 / 206 و208، في " المسند " وص 84 في " الاشربة "، والدارقطني 2 / 31.
وعن خارجة بن حذافة عند أبي داود (1418) ، والترمذي (452) ، والدارمي 1 / 370، وابن ماجة (1168) ، والطحاوي 1 / 250، والدارقطني 2 / 30، والحاكم 1 / 306، والبيهقي 2 / 478.
وانظر " نصب الراية " 2 / 108، 112.
(1)
وهو ضعيف، وفي ميزان الاعتدال " 4 / 268 في ترجمة نعيم بن حماد: قال محمد بن علي بن حمزة المروزي: سألت يحيى بن معين عن هذا - يعني هذا الحديث -، فقال: ليس له أصل، قلت: فنعيم؟ قال: ثقة، قلت: يحدث ثقة بباطل؟ قال: شبه له.
(2)
بضم العين، وسكون الراء المهملتين، وفي آخرها الضاد المعجمة.
قال السمعاني: هذه النسبة إلى عرض، وهي ناحية بدمشق.
وعبد الوهاب هو ابن الضحاك العرضي السلمي، من أهل حمص.
قال أبو حاتم بن حبان في " المجروحين " 2 / 140: حدثنا عنه شيوخنا، وكان ممن يسرق الحديث ويرويه
…
لا يحل الاحتجاج به ولا الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار.
(3)
في " ميزان الاعتدال ": الخاشتي، بإعجام الشين وهو تصحيف انظر " الأنساب " 5 / 18.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوْعاً: (إِذَا كَانَ الجِهَادُ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَخْرُجْ إِلَاّ بِإِذْنِ أَبَوَيْهِ (1)) .
ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ العَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عمِّي، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ مَرْفُوْعاً:(يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يُرْسَلُ إِلَى القُرْآنِ، فَيُرْفَعُ مِنَ الأَرْضِ (2)) .
فَهَذَا تَفَرَّدَ برفعِهِ.
أَحْمَدُ بنُ أَخِي ابْن وَهْبٍ: حَدَّثَنَا عمِّي، حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ المُؤَنَّثِينَ أَوْلَادُ الجِنِّ (3)) .
قِيْلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: كَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: نَهَى
(1) وهو في " معجم الطبراني الصغير " 1 / 104 من طريق أسامة بن علي بن سعيد بن بشير الرازي، عن أبي عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بهذا الإسناد، ومعنى الحديث ثابت من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أخرجه البخاري 6 / 97، 98، في الجهاد: باب الجهاد بإذن الأبوين، ومسلم (2549) في البر والصلة: باب بر الوالدين وأنهما أحق به قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال:" أحي والداك "؟ قال: نعم، قال:" ففيهما فجاهد " وفي رواية لمسلم " فارجع إلى والديك، فأحسن صحبتهما " ولابي داود (2528)" ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما " ولابي داود (2530) وصححه ابن حبان
(1622)
من حديث أبي سعيد بلفظ " ارجع فاستأذنهما، فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما ".
(2)
لكن صح معناه من طريق آخر، فقد أخرجه ابن ماجة (4049) من طريق أبي معاوية، عن أبي مالك الاشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عزوجل في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة.
فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صلة تنجيهم من النار ثلاثا.
وإسناده صحيح كما قال البوصيري في " الزوائد " ورقة 247، وصححه الحاكم 4 / 473 على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
(3)
المؤنث: ذكر في خلق أنثى، وهو المخنث.
اللهُ أَنْ يَأتِيَ الرَّجُلُ حَائِضاً، فَإِذَا أَتَاهَا سَبَقَهُ بِهَا الشَّيْطَانُ، فَحْملَتْ مِنْهُ، فَأَنثَ المُؤنَّثَ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ (1) .
قَالَ خَالِدُ بنُ سَعْدٍ (2) الأَنْدَلُسِيُّ: سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ عُثْمَانَ الأَعنَاقِيَّ (3) ، وَسَعْدَ بنَ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ فُطيسٍ يُحْسِنُونَ الثَّنَاءَ عَلَى أَحْمَدَ بنِ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، وَيُوثِّقونَهُ، فَقَالَ الأَعنَاقِيُّ: قَدمْنَا مِصْرَ، فَوجَدْنَا يُوْنُسَ أَمْرَهُ صعباً، وَوجدنَا أَحْمَدَ أَسهلَ، فَجَمَعنَا لَهُ دَنَانِيْرَ، وَأَعطينَاهُ، وَقَرَأْنَا عَلَيْهِ (مُوَطَّأَ) عَمِّهِ وَجَامِعَهُ.
وَسَمِعْتُ ابْنَ فُطَيسٍ يَقُوْلُ: فصَارَ فِي نَفْسِي، فَأَردْتُ أَنْ أَسْأَلَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللهُ، العَالِمُ يَأْخُذُ عَلَى قِرَاءةِ العِلْمِ؟
فشعرَ فِيْمَا ظَهرَ لِي أَنِّي إِنَّمَا سَأَلْتُهُ عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، فَقَالَ لِي: جَائِزٌ، عَافَاكَ اللهُ، حلَالٌ أَنْ لَا أَقرأَ لَكَ وَرَقَةً إِلَاّ بِدِرْهَمٍ، وَمَنْ أَخَذَنِي أَنْ أَقْعُدَ مَعَكَ طولَ النَّهَارِ، وَأَدَعَ مَا يلزمُنِي مِنْ أَسبَابِي، وَنفقَةِ عِيَالِي؟!
هَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ مُتوجِّهٌ فِي حقِّ مُتَسَبِّبٍ يَفوتُهُ الكَسْبُ وَالاحْتِرَافُ لتعوُّقِهِ بِالرِّوَايَةِ لمَا قَالَ عَلِيُّ بنُ بَيَان الرَّزَّازُ الَّذِي تَفَرَّدَ بِهِ بِعُلُوِّ جزءِ ابْنِ عَرَفَةَ، فَكَانَ يَطْلُبُ عَلَى تَسْمِيعِهِ دِيْنَاراً: أَنْتُم إِنَّمَا تطلبُونَ مِنِّي
(1) قال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " 1 / 56: وقد صح رجوع أحمد عن هذه الأحاديث التي أنكرت عليه، ولاجل ذلك اعتمده ابن خزيمة من المتقدمين، وابن القطان من المتأخرين.
(2)
تحرف في " نفح الطيب " 2 / 52 و213 و237 و243 إلى " سعيد " وهو مترجم في " تاريخ علماء الأندلس " لابن الفرضي: 1 / 130.
(3)
الاعناقي: نسبة إلى موضع يقال له: أعناق وعناق.
انظر ترجمته في " جذوة المقتبس ": 214، و" بغية الملتمس ": 803 و" تاريخ علماء الأندلس " 1 / 164، و" نفح الطيب " 2 / 633. توفي سنة 305 هـ.