المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في إجراء القول مجرى الظن: - شرح الكافية الشافية - جـ ٢

[ابن مالك]

الفصل: ‌فصل في إجراء القول مجرى الظن:

‌فصل في إجراء القول مجرى الظن:

"ص":

بالقول تحكى (1) وفروعه الجمل

وما بمعناه انصبنه كالمثل

والقول مطلقًا كظن عملا

عند سليم، وعلى ذا حملا

"قالت- وكنت رجلًا فطينا-

هذا لعمر الله إسرائينا"

وغيرهم يخص ذا بـ"تفعل"

إذا بالاستفهام قبل يوصل

كمثل: "هل تقول: زيدًا (2) منجدا"؟

وبعضهم فيه روى مستشهدا

"متى تقول: القلص الرواسما

يحملن أم قاسم وقاسما"؟

والفصل بالمفعول أو بالظرف أو

بالخافض اغتفر وراع ما رعوا

واحك لفضل بسواهن كـ"هل

أنت تقول عامرًا قد ارتحل"؟

(1) في الأصل وط وس وش "يحكى" -بالياء.

(2)

ع "زيد".

ص: 566

"ش": الأصل فيما تعلق (1) من الجمل بقول أن يورد محكيًّا، سواء كان فعلًا أو مصدرًا، أو اسم فاعل.

فإن كان المتعلق به مفردًا بمعنى جملة نصب بالقول نحو قولك: "قلت مثلًا، وقلت حديثًا، وشعرًا، وخطبة، وقصة".

ونحو ذلك.

وبنو سليم يجرون القول مجرى الظن سواء كان فعلًا ماضيًا، أو مضارعًا أو أمرًا، أو اسم فاعل، أو مصدرًا فيقولون:

"قلت: زيدًا منطلقًا"، و"أعجبني قولك عمرًا مقيمًا" و"أنت قائل بشرًا كريمًا".

وعلى هذه اللغة تفتح "إن" بعد "قلت" وشبهه قال الحطيئة (2):

(298)

- إذا قلت: أني آيب أهل بلدة

وضعت بها عنه الولية بالهجر

كذا أنشده أبو علي في التذكرة.

(1) ك وع "يتعلق".

(2)

هـ "الخطية".

298 -

من الطويل قاله الحطيئة "الديوان ص 225".

آيب: آت ليلًا.

الهجر: نصف النهار.

الولية: البرذعة التي تحت الرحل.

ص: 567

وغير سليم يشترطون في جريان القول مجرى الظن أن يكون فعلًا مضارعًا، مسندًا إلى مخاطب، متصلًا باستفهام.

فإن فصل بينه وبين الاستفهام أحد المفعولين، أو ظرف أو جار ومجرور لم يضر الفصل.

فإن فصل بغير ذلك بطلت موافقة الظن، وتعينت الحكاية نحو قولك:"أأنت تقول؛ زيد راحل"؟

ومن الفضل المغتفر قول الشاعر (1):

(299)

- أجهالا تقول بني لؤي

لعمر أبيك أم متجاهلينا

وتقول إذا فصلت بظرف أو جار (2) ومجرور:

"أغدًا (3) تقول: زيدًا راحلًا"؟

و"أفي الدار تقول عمرًا جالسًا"؟

والحكاية جائزة إذا كملت شروط إجراء القول مجرى الظن؛ لأنه الأصل.

(1) ك وع "وهو عمر بن أبي ربيعة".

(2)

في الأصل "وجار ومجرور".

(3)

هـ سقطت الهمزة من "أغدا".

299 -

من الوافر قاله الكميت بن زيد الأسدي من قصيدة يفتخر فيها على اليمن ويذكر فضل مضر عليهم.

بنو لؤي: يريد بهم معشر قريش.

"ينظر: سيبويه 1/ 63، المقتضب 2/ 249، شرح المفصل 7/ 78، الخزانة 1/ 423، 4/ 23، العيني 2/ 429، همع الهوامع 1/ 157، الدرر اللوامع 1/ 140".

ص: 568