المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: حروف الجر - شرح الكافية الشافية - جـ ٢

[ابن مالك]

الفصل: ‌باب: حروف الجر

‌باب: حروف الجر

"ص":

هاك حروف الجر وهي "من""إلى"(1)"حتى"

"خلا""حاشا""عدا" في "عن""على".

"مذ""منذ""رب" اللام والكاف و"تا"

والواو والبا "كي""لعل" و"متى"

ونحو يا "لولاي" مجرور لدى

عمرو ورفعه سعيد أيدا

وأنكر استعماله (2) المبرد

وللمجيز حجج لا تجحد

"ش": قد تقدم في باب الاستثناء التنبيه على أن "خلا" و"عدا" و"حاشا" أفعال إذا نصبت، وحروف إذا جرت.

ثم ذكرت هنا لأنه موضع استقصاء.

(1) في الأصل جاء هذا الشطر كما يلي:

للجر عشرون حروف "من""إلى" .... . . . . . . . . . .

(2)

ط "استعمالها".

ص: 780

ولكل حرف منها تفصيل يأتي إلا "كي" و"لعل" و"متى" و"لولا" فقل من يذكرهن لقلة استعمالهن وغرابتهن، وللخلاف (1) في "لولا" هل هو من جملتها أم لا؟ ولنبدأ بالكلام على هذه الأربعة فنقول:

أما "كي" فإنها استعملت (2) حرف جر في موضعين:

أحدهما: قولهم في الاستفهام عن علة الشيء "كيمه؟ " بمعنى "لمه؟ "

فـ"كي" هنا عند جميع البصريين حرف (3) جر دخل على "ما" فحذفت ألفها وزيدت هاء السكت وقفا.

كما يفعل مع سائر حروف الجر الداخلة على "ما" الاستفهامية.

والموضع الثاني: قولهم: "جئت كي أراك" بمعنى: "لأن أراك".

فـ"أن" المضمرة والفعل في موضع جر بـ"كي" كما يكون ذلك إذا قلت: "لأراك".

ويدل (4) على إضمار "أن" بعد "كي" ظهورها عند الضرورة كقول الشاعر:

(1) هـ "والخلاف".

(2)

ع ك "تستعمل".

(3)

ع سقط "حرف".

(4)

هـ "وتدل".

ص: 781

(412)

- فقالت: أكل الناس أصبحت مانحا

لسانك كيما أن تغر وتخدا

وقد وقعت حرف جر في موضع ثالث وهو قول الشاعر:

(413)

- إذا أنت لم تنفع فضر فإنما

يراد الفتى كيما يضر وينفع

أي: لضر (1) من يستحق الضر ولنفع (2) من يستحق النفع.

فـ"ما" مصدرية. وهي وصلتها في موضع جر بـ"كي"(3).

(1) هكذا في ك وع "لضر" وفي الأصل "يضر" وفي هـ "ليضر".

(2)

هكذا في ك وع "لنفع" وفي الأصل "ينفع" وفي هـ "لينفع".

(3)

ع "بكل".

412 -

من الطويل من قصيدة لجميل بثينة مطلعها: "الديوان 41".

عرفت مصيف الحي والمتربعا

كما خطت الكف الكتاب المرجعا

ونسب الزمخشري الشاهد لحسان بن ثابت.

413 -

من الطويل اختلف في قائله فقيل هو قيس بن الخطيم وهو في ديوانه ص 235 وهو كذلك في إعجاز القرآن للباقلاني 126، والصناعتين 315.

وفي أخبار أبي تمام للصولي 28، وفي الخزانة 3/ 591 منسوب إلى عبد الأعلى بن عبد الله.

وفي حماسة البحتري ص 213 ومجموعة المعاني ص 175 منسوب إلى عبد الله بن معاوية.

ونسبه السيوطي في شرح الشواهد إلى النابغة. وليس في ديوانه، وإن كان العيني 4/ 379 أيد هذه النسبة.

ص: 782

وأما "لعل" فإنها حرف جر في لغة بني (1) عقيل [كقول الشاعر:

(414)

- لعل الله يمكنني علها

جهارا من زهير أو أسيد] (2)

روى ذلك عنهم أبو زيد (3).

وحكى الجر بها أيضا الفراء وغيره.

ورُوي في لامها الأخيرة: الفتح والكسر، وأنشد باللغتين (4) قول الشاعر:

(415)

- لعل الله فضلكم علينا

بشيء أن أمكم شريم

(1) ك سقط "بني".

(2)

هكذا في هـ وسقط ما بين القوسين من باقي النسخ والأصل.

(3)

سعيد بن أوس بن حرام أبو زيد الأنصاري، كان كثير الرواية عن العرب، ونوادره مشهورة توفي سنة 2315 هـ.

(4)

ع ك "في قول".

414 -

من الوافر من قصيدة قالها خالد بن جعفر "الخزانة 4/ 375، اللسان 13/ 501، شرح التسهيل 1/ 72، شرح عمدة الحافظ 1/ 168".

زهير: هو زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي. أسيد: -بفتح الهمزة وكسر السين- أخو زهير.

415 -

من الوافر لم ينسب لقائل معين "المقرب 41، الخزانة 4/ 368، العيني 3/ 247، التصريح 2/ 2، الأشموني 2/ 204".

ص: 783

[الشريم: هي المفضاة](1).

وأما "متى" فهي في (2) لغة هذيل حرف جر بمعنى "من".

ومنه قول الشاعر:

(416)

- شربن بماء البحر ثم ترفعت

متى لجج خضر لهن نئيج

ومن كلامهم: "أخرجها متى كمه"، يريدون (3): من كمه.

وأما "لولا" فإذا وليها (4) مضمر فالمشهور كونه (5) أحد المضمرات المرفوعة المنفصلة؛ لأنه في موضع ابتداء.

قال الله تعالى: {لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِين} (6).

(1) هكذا في هـ وك وسقط ما بين القوسين من الأصل ومن ع.

(2)

ع سقط "في".

(3)

هـ "يرون".

قال ابن الشجري في أماليه. 2/ 270:

حكى الكسائي عن العرب: "أخرجه من متى كمه" أي: وسط كمه، وهي لغة هذيل.

(4)

ع "وليتها".

(5)

هـ "كونها".

(6)

من الآية رقم "31" من سورة "سبأ".

416 -

من الطويل قاله أبو ذؤيب الهذيلي يصف سحبا "ديوان الهذلين 1/ 51".

اللجة: معظم الماء. نئيج: صوت مرتفع.

ص: 784

ومن العرب من يقول: "لولاي" و"لولانا"

إلى "لولاهن".

وزعم المبرد أنه لا يوجد ذلك في كلام من يحتج بكلامه (1).

وما زعمه مخالف لقول سيبويه (2)، وأقوال

(1) قال المبرد في الكامل:

فأما قول: "لولاك" فإن سيبويه يزعم أن "لولا" تخفض المضمر، ويرتفع الظاهر بالابتداء، فيقال له: إذا قلت "لولاك" فما الدليل على أن الكاف مخفوضة دون أن تكون منصوبة؟ . وضمير النصب كضمير الخفض؟ فيقول: إنك تقول لنفسك "لولاي" ولو كانت منصوبة لكانت النون قبل الياء كقولك: "روماني" و"أعطاني" قال يزيد بن الحكم:

وكم موطن لولاي طحت كما هوى

بإجرامه من قلة النيق منهوى

فيقال له: الضمير في موضع ظاهره فكيف يكون مختلفا؟

وزعم الأخفش سعيد أن الضمير مرفوع، ولكن وافق ضمير الخفض، كما يستوي الخفض والنصب، فيقال: فهل هذا في غير هذا الموضع؟

قال أبو العباس: والذي أقوله: إن هذا خطأ لا يصلح إلا أن تقول "لولا أنت" كما قال الله عز وجل: {لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِين} .

(2)

قال سيبويه في الكتاب 1/ 388:

"هذا باب ما يكون مضمرا فيه الاسم متحولا عن حاله إذا أظهر بعد الاسم، وذلك "لولاك" و"لولاي": إذا أضمرت الاسم فيه جر، وإذا أظهرت رفع.

ولو جاء علامة الإضمار على القياس لقلت: "لولا أنت" كما قال سبحانه: {لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِين} ولكنهم جعلوه مضمرا مجرورا.

والدليل على ذلك أن الباء والكاف لا تكونان علامة مضمر مرفوع. قال الشاعر يزيد بي الحكم:

وكم موطن لولاي طحت كما هوى

بأجرامه من قلة النيق منهوى

وهذا قول الخليل رحمه الله ويونس".

ص: 785

الكوفيين (1).

وأنشد سيبويه:

(417)

- وكم موطن لولاي طحت كما هوى

بأجرامه من قلة النيق منهوي

(1) قال الفراء في معاني القرآن 2/ 85:

"وقد استعملت العرب "لولا" في الخبر وكثر بها الكلام حتى استجازوا أن يقولوا "لولاك" و"لولاي" والمعنى فيهما كالمعنى في قولك "لولا أنا" ولولا أنت".

فقد توضع الكاف على أنها خفض والرفع فيها الصواب، وذلك أنا لم نجد فيها حرفا ظاهرا خفض .... وإنما دعاهم إلى أن يقبلوا:

"لولاك" في موضع الرفع لأنهم يجدون المكني يستوي لفظه في الخفض والنصب، فيقال: ضربتك ومررت بك ويجدونه يستوي أيضا في الرفع والنصب والخفض .... فلما كان ذلك استجازوا أن يكون الكاف في موضع "أنت" رفعا إذ كان إعراب المكني بالدلالات لا بالحركات

".

417 -

من الطويل من قصيدة ليزيد بن الحكم الثقفي يعاتب أخاه أو ابن عمه أوردها له القالي في الأمالي 1/ 68 وصاحب الخزانة 1/ 496".

طاح: هلك. الجرم: الجسم. كأنه جعل أعضاءه أجراما توسعا. النيق: أرفع الجبل. قلة النيق: ما استدق من رأس الجبل. وفي الأصل "قنة النيق".

ص: 786

وأنشد الفراء:

(418)

- أتطمع (1) فينا من أراق دماءنا

ولولاك لم يعرض لأحسابنا (2) حسن

وإلى هذين البيتين وأمثالهما (3) أشرت بقولي:

. . . . . . . . . . .

وللمجيز حجج لا تجحد

ومذهب سيبويه في ياء "لولاي" وأخواتها أنها في موضع جر بـ"لولا"(4) لأن الياء وأخواتها لا يعرف وقوعها إلا في موضع نصب أو جر.

والنصب هنا ممتنع؛ لأن الياء لا تنصب بغير اسم إلا ومعها نون الوقاية واجبة، أو جائزة.

ولا تخلو منها وجوبا إلا وهي مجرورة.

وياء "لولا" خالية منها وجوبا، فامتنع كونها منصوبة، وتعين كونها مجرورة.

(1) في الأصل "أيطمع".

(2)

هي "لأحشائنا".

(3)

ع "وأمثالها".

(4)

ينظر الكتاب 1/ 388 وقد سبقت الإشارة إلى ذلك.

418 -

من الطويل من قصيدة لعمرو بن العاصر يخاطب بها معاوية بن أبي سفيان وأراد بحسن: الحسن بن على بن أبي طالب رضي الله عنهما "العيني 3/ 260، الإنصاف 693، ابن يعيش 3/ 120" وأنشد الفراء الشاهد في معاني القرآن 2/ 85 ولم ينسبه.

ص: 787

وفي ذلك مع شذوذه (1) استيفاء حق لـ"لولا" كان فترك.

وذلك أنها مختصة بالاسم غير مشابهة للفعل، ومقتضى ذلك، أن تجر (2) الاسم (3) مطلقا.

لكن منع من ذلك شبهها بما اختص بالفعل من أدوات الشرط في ربط جملة بجملة.

وأرادوا التنبيه على موجب العمل في الأصل فجروا بها المضمر المشار إليه.

ومذهب الأخفش: أن الياء وأخواتها بعد "لولا" في موضع رفع نيابة عن ضمائر الرفع المنفصلة.

ونظره بنيابة المرفوع عن المجرور في قول بعضهم: "ما أنا كأنت"(4).

(1) ع وك "شذوذها".

(2)

ع وك "يجر".

(3)

هـ "الأسماء".

(4)

قال الزمخشري في المفصل: "ابن يعيش 3/ 122".

مذهب سيبويه -وقد حكاه عن الخليل ويونس- أن الكاف والياء بعد "لولا" في موضع الحر

وهما بعد "عسى" في محل النصب بمنزلتهما في قولك "لعلك" و"لعلني".

ومذهب الأخفش أنهما في الموضعين في محل الرفع، وأن الرفع في "لولا" محمول على الجر، وفي "عسى" على النصب.

كما حمل الجر على الرفع في قولهم: "ما أنا كأنت" والنصب على الجر في مواضع.

ص: 788

"ص":

بالظاهر اخصص "منذ""مذ"(1) و"حتى"

والكاف والواو (2) و"رب" والتا

والواو والتا باليمين خصتا

ومع "رب الكعبة" استعمل (3) تا

واخصص بـ"مذ" و"منذ" وقتا وبـ"رب"

منكرا، والتاء لـ"لله" و"رب"

ولم (4) يجر (5)"الرب" إلا وهو

أضيف لـ"الكعبة" فيما (6) قد ورد

"ش": لما كان بعض الحروف المذكورة يجر الظاهر دون المضمر وجب التنبيه على ذلك.

فـ"مذ" و"منذ" لابتداء غاية الزمان إن كان ماضيا.

وللظرفية إن كان حاضرا هو أو بعضه نحو: "ما رأيته مذ يوم الجمعة، ومذ يومنا، ومذ يومين".

و"حتى" للغاية مطلقا نحو: "سرت حتى الصباح".

(1) هـ "ومذ".

(2)

ط "والواو والكاف".

(3)

سقط هذا البيت من الأصل، وجاء في س متقدما وترتيبه الثالث بين أبيات هذا الباب، وجاء نظمه كما يلي:

ومع رب الكعبة استعمل تا

والواو والتاء باليمين خصتا

(4)

ط "فلم".

(5)

ع وك "تجر".

(6)

سقط هذا البيت من ش.

ص: 789

و"أكلت السمكة حتى رأسَها".

والكاف للتشبيه نحو: "زيد كالأسد".

وزائدة كقوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة} (1) و [قوله]{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} (2). وكقول (3) رؤبة (4):

(419)

- لواحق الأقراب فيها كالمقق

وللتعليل كقوله تعالى: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} (5).

وجعل ابن برهان (6) من هذا قوله تعالى: {وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُون} (7)[أي: أعجب لأنه لا يفلح الكافرون](8).

(1) من الآية رقم "259" من سورة البقرة".

(2)

من الآية رقم "11" من سورة الشوري.

(3)

ع "ولقول".

(4)

في الأصل "وكقول الراجز".

(5)

من الآية "198" من سورة "البقرة".

(6)

عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي أبو القاسم العكبري النحوي اللغوي المتوفى سنة 456 هـ.

(7)

من الآية رقم "82" من سورة القصص.

(8)

سقط ما بين القوسين من هـ.

419 -

هذا رجز ينسب لرؤبة "الديوان 106" والضمير يعود إلى "ذات الطوق" في بيت سابق وهما من جملة أبيات في وصف حمار وحش وأتن من قصيدة تزيد على مائتي بيت.

اللواحق: اسم فاعل من لحق لحوقا: ضمر وهزل.

الأقراب: جمع قرب: الخاصرة: يريد أنها ضامرة البطون، وضمير "فيها" للأقراب. المقق: الطول.

ص: 790

كذا قدره، ثم قال:

"وحكى سيبويه: "كما أنه لا يعلم فتجاوز الله عنه" (1) والتقدير: لأنه لا يعلم فتجاوز الله عنه.

و"ما" زائدة بين الكاف و"أن" هكذا قال ابن برهان.

ولا يقال: "مذه" ولا منذه" ولا "حتاه ولا "كه" إلا في الشعر كقول الراجز:

(420)

- ولا ترى بعلا ولا حلائلا

(421)

- كه، ولا كهن إلا حاظلا

ويقال: "والله" و"تالله". ولا يقال: "وَهُ" ولا "تَهُ".

ولا يجر بـ"مذ" و"منذ" غير وقت.

ولا بـ"رب" غير نكرة معنى ولفظا (2)، أو معنى لا لفظا

(1) كتاب سيبويه 1/ 470.

(2)

ع ك هـ "لفظا ومعنى".

420، 421 - هذا رجز ينسب لرؤبة بن العجاج وهو في زيادات الديوان ص 128 من قصيدة مسدسة مرجزة يصف فيها حمارا وحشيا وأتنه ورواية الديوان "فلا ترى" ونسبه ابن حمدون في حاشيته على المكودي "1/ 181 للعجاج تبعا لنسبته في كتاب سيبويه 1/ 392.

البعل: الزوج. الحلائل: جمع حليلة. وحليلة الرجل: امرأته. الحاظل: المانع.

ص: 791

نحو: "ربه رجلا" و"رب رجل وأخيه".

فإن هاء: "ربه رجلا"(1) لا تدل (2) على معين، وإن كان لفظها لفظ معرفة.

وكذا لفظ "أخيه" بعد (3)"رجل" كلفظ معرفة، وهو في المعنى نكرة؛ لأن معناه:"رب رجل، وأخ له".

ولا يجر بالتاء إلا "الله" إلا ما حكى الأخفش من قول بعضهم: "ترب الكعبة"(4).

"ص":

ومضمر الغيبة كاف خفضا

في الشعر منه قول بعض من مضى

"ولا ترى بعلا ولا حلائلا

كه ولا كهن إلا حاظلا"

و"ربه عطبا" استندر وقيس

عليه إن شئت وحد عن ملتبس (5)

(1) سقط "رجلا" من الأصل.

(2)

هـ "لا يدل" وفي ع "لا تدخل".

(3)

هـ "قعد".

(4)

قال الزمخشري في المفصل:

واو القسم مبدلة عن الباء الإلصاقية في "أقسمت بالله" أبدلت عنها عند حذف الفعل.

ثم التاء مبدلة عن الواو في "تالله" خاصة.

وقد روى الأخفش "ترب الكعبة".

(5)

سقطت من هـ علامة النظم "ص" ووضعت أمام البيت الثالث، وجاء البيتان الأولان في ذيل الشرح مما يوهم بأنهما تكملة لما سبق.

ص: 792

"ش": استغنوا في جر الضمائر بـ"مثل".

إذ لو لم يستغنوا بـ"مثل"(1) لزمهم دخول الكاف على كاف المخاطب إذا كان مشبها به وذلك في غاية من (2) الاستثقال.

فإذ اضطروا والضمير ضمير غائب أدخلوا عليه الكاف كقول العجاج (3):

(422)

-[خلا الذئاب (4) شمالا كثبا](5)

(423)

- وأم أوعال كها (6) أو أقربا

وكقول الآخر (7) في حمار وحش وأتن:

(424)

- ولا ترى بعلا ولا حلائلا

(425)

- كه ولا كهن إلا حاظلا

(1) ع ك سقطت "مثل".

(2)

ع وك سقط "من".

(3)

هـ "الراجز".

(4)

ع "الذنابان".

(5)

سقط هذا البيت من الأصل ومن هـ.

(6)

ع "لها".

(7)

هو رؤبة بن العجاج من قصيدته التي مدح بها سليمان بن علي "الديوان 128".

422، 423 - رجز العجاج "الديوان ص 74".

خلا: ذهب في خلوة. الذنابات: جمع ذُنابة -بالضم- التابع. وذِنابة بالكسر القرابة والرحم. كثبا: قريبا. الشمال: ضد اليمين. الوعل: تيس الجبل.

424، 425 - سبق هذا البيتان قريبا وهما في زيادات ديوان رؤبة بن العجاج ص 128.

ص: 793

وأنشد ثعلب شاهدا على "ربه رجلا".

(426)

- واه (1) رأبت وشيكا صدع أعظمه

وربه عطبا أنقذت من عطبه

وأشرت بقولي:

. . . . . . . . . . . "وقيس"

عليه إن شئت. . . . . . . . . . .

إلى أن هذا الضمير لا بد من إفراده، وتذكيره، وتفسيره بمميز بعده على حسب قصد المتكلم فيقال. "ربه رجلا" و"ربه امرأة" و"ربه رجلين، ورجالا" و"ربه امرأتين، ونساء".

فيختلف المميز، ولا يختلف الضمير. هذا (2) هو المشهور.

وذكر ابن الأنباري أن تطابقهما في التأنيث، والتثنية، والجمع، جائز.

(1) ع سقط "واه".

(2)

ع وك "وهذا"

426 -

من البسيط أنشده ثعلب ولم يعزه لقائل معين وهو من شواهد المصنف في شرح العمدة 170 وشرح التسهيل 1/ 27، وابن عقيل 2/ 116، والسيوطي في همع الهوامع 1/ 66، والأشموني 2/ 208، ورواه في اللسان. 17/ 255.

كائن رأبت وهايا صدع أعظمه

وربه عطبا أنقذت م العطب

وشكا: سريعا. الصدع: الشق.

العطب الأول صفة مشبهة وهي بكسر الطاء بمعنى هالك، والعطب الثاني مصدره، وطاؤه، مفتوحة، ومعناه: الهلاك.

ص: 794

"ص":

بعض وعلل وابتدئ بـ"من" وفي

بدء الزمان الخلف ليس بالخفي (1)

وبعد نفي، أو كنفي نكرة

"من" جر زائدة كـ"ما لي من ذرة"

مطلقا الأخفش زادها ومن

أقسامها تبيين جنس لم يبن

للانتها "حتى" ولام و"إلى"

و"من" وباء يفهمان بدلا

واجعل "إلى" أيضا كـ"عند" أو ك "مع".

واللام مثل "عند"(2) أو مع قد (3) تقع]

واللام للملك، وشبهه وفي

تعدية -أيضا- وتعليل قفي

وزيد مع مفعول ذي الواحد إن

بالسبق أو تفريغ (4) عامل يهن

بالبا و"في" التعليل والظرفية

عنوا فكن ذا فظنة مرضية

(1) هـ "غير مختفي".

(2)

هـ سقط ما بين القوسين.

(3)

في الأصل "تبع"

(4)

ع وهـ "تفريع" وفي الأصل وك "تفريغ".

ص: 795

و"في" للاستعلاء والمصاحبه (1)

وفي استعانة لها مناسبه

وعد بالبا، واستعن وألصق

ومثل "مع" و"من" و"عن"(2) بها انطق

"ش": التبعيض بـ"من" كقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّه} (3).

والتعليل كقوله تعالى (4): {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيل} (5).

وابتداء الغاية في المكان كقوله تعالى: {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} (6).

وابتداء الغاية في الزمان كقوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيه} (7).

ومنه قول الشاعر في وصف سيوف:

(1) هـ "وللمصاحبة".

(2)

هـ "وعنها".

(3)

من الآية رقم "8" من سورة "البقرة".

(4)

من الآية "32" من سورة المائدة.

(5)

ع ك هـ سقط "بني إسرائيل".

(6)

من الآية رقم "1" من سورة الإسراء".

(7)

من الآية رقم "108" من سورة "التوبة".

ص: 796

(427)

- تخيرن من أزمان يوم حليمة

إلى اليوم قد جربن كل التجارب

والمشهور من قول البصريين إلا الأخفش أن "من" لا تكون لابتداء الغاية في الزمان. بل يخصونها بالمكان.

ومذهب الكوفيين والأخفش (1) جواز استعمالها في ابتداء الغاية مطلقا وهو الصحيح لصحة السماع بذلك.

وتزاد "من" جارة لنكرة بعد نفي نحو قوله تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه} (2).

وأشرت بقولي:

. . . . . . . . . . .

أو كنفي. . . . . . . . . . .

إلى النهي، والاستفهام بـ"هل" كقوله تعالى:{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّه} (3).

(1) سقط من الأصل "الأخفش".

427 -

من الطويل قاله النابغة الذبياني "الديوان 60" والضمير في "تخيرن" يعود إلى السيوف التي سبق ذكرها في بيت سابق هو:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم

بهن فلول من قراع الكتائب

يوم حليمة: قال العسكري في التصحيف: هو يوم كان بين ملوك الشام من الغسانيين وملوك العراق من المناذرة.

وحليمة: هي بنت الحارث بن أبي شمر الغساني الأعرج ملك عرب الشام، ونسب إليها اليوم لأنها حضرت المعركة محضضة عسكر أبيها.

(2)

من الآية رقم "65" من سورة "الأعراف".

(3)

من الآية رقم "2" من سورة "فاطر".

ص: 797

وأشرت بقولي:

مطلقا. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

إلى ما روي عن الأخفش من جواز زيادتها -مطلقا - (1) ومن شواهد ذلك قول الشاعر:

(428)

- وكنت أرى كالموت من بين ساعة

فكيف ببين كان موعده الحشر

أراد: وكنت أرى بين ساعة كالموت، فزاد "من".

ومثله قول الآخر:

(1) قال الزمخشري في المفصل في مبحث حروف الصلة: "ابن يعيش 8/ 137".

"وتزداد "من" عند سيبويه في النفي خاصة لتأكيده وعمومه، وذلك نحو قوله تعالى:{مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِير} ، والاستفهام كالنفي. قال تعالى:{هَلْ مِنْ مَزِيد} وقال: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} .

وعن الأخفش زيادته في الإيجاب".

وقال في مبحث الإضافة: "ابن يعيش 8/ 10" يتحدث عن "من".

ولا تزاد عند سيبويه إلا في نفي، والأخفش يجوز الزيادة في الواجب ويستشهد بقوله تعالى:{يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُم} .

428 -

من الطويل من قصدة لسلمة بن يزيد بن مجمع الجعفي "إيضاح شواهد الإيضاح للقيسي 36" وروى القصيدة أبو علي القالي في الأمال 2/ 73 وجاء الشاهد كما يلي:

فهذا لبين قد علمنا إيابه

فكيف ببين كان موعده الحشر

ص: 798

(429)

- يظل به الحرباء يمثل قائما

ويكثر فيه من حنين الأباعر

أراد: ويكثر فيه حنين الأباعر.

فزاد "من" مع الفاعل المعرفة دون نفي، ولا ما يشبهه. وروي مثل ذلك أيضا عن الكسائي.

ومثال "من" المبينة للجنس: قوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَان} (1).

وقوله تعالى [{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} (2)

ودلالة حتى و"إلى"(3) على الانتهاء كثير.

إلا أن "إلى" أمكن من "حتى"، ولذلك يقال:"سرى زيد إلى نصف النهار، وعمرو إلى الصباح".

ولا يجر بـ"حتى" إلا آخر أو ما اتصل بآخر كقوله

(1) من الآية رقم "30" من سورة "الحج".

(2)

من الآية رقم "185" من سورة "الأعراف".

(3)

ع وك "إلى وحتى".

429 -

من الطويل في صفة يوم حار. ذكره العيني 3/ 275 ولم ينسبه.

الحرباء: ذكر أم حبين، وهو حيوان بري له سنام كسنام الجمل، يستقبل الشمس ويدور معها كيفما دارت، ويتلون ألوانا بحر الشمس، وهو في الظل أخضر، ويكني أبا قرة ويضرب به المثل في الخزامة؛ لأنه يلزم ساق الشجرة ولا يرسله إلا ويمسك ساقا آخر.

ص: 799

تعالى] (1){سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (2).

ومثال الانتهاء باللام قوله تعالى: {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّى} (3).

ومثال "من" الدالة على البدل قوله تعالى (4): {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُون} (5) أي: بدلكم.

وقول الراجز:

(430)

- جارية لم تأكل المرققا

(431)

- ولم تذق من البقول الفستقا

أي: بدل البقول.

ومثال الباء الدالة على البدل قول النبي عليه

(1) هـ سقط ما بين القوسين.

(2)

من الآية رقم "5" من سورة القدر.

(3)

من الآية رقم "5" من سورة الزمر.

(4)

من الآية رقم "6" من سورة الزخرف.

(5)

سقط من الأصل ومن هـ "في الأرض يخلفون".

430، 431 - هذا رجز ينسب إلى ابن نخيلة السعدي، يعمر بن حزن بن زائدة "العيني 3/ 277 الشعر والشعراء 584، العقد الفريد 5/ 366 المخصص 11/ 139، العمدة 2/ 178".

وورد البيت الثاني في ديوان رؤبة ص 180.

المرققا: الرغيف الواسع الرقيق.

ص: 800

السلام (1):

"لا يسرني بها حمر النعم"(2).

وقول الشاعر:

(432)

- فليت لي بهم قوما إذا ركبوا

شنوا الإغارة فرسانا وركبانا

وكون "إلى" بمعنى "عند" كقول الشاعر:

(433)

- أملا لا سبيل إلى الشباب، وذكره

أشهى إلي من الرحيق السلسل

وكونها بمعنى "مع" كقوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا

(1) في هـ "قول النبي صلى الله عليه وسلم" وفي ع وك "قوله عليه الصلاة والسلام".

(2)

أخرجه البخاري في الجمعة 29، والخمس 19، والتوحيد 49، وأحمد 1/ 103، 2/ 181، 5/ 69، 241.

432 -

من البسيط قاله قريط بن أنيف العنبري من قطعة أوردها له صاحب الحماسة "شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 24".

شنوا: من شن إذا فرق أي: فرقوا أنفسهم لأجل الإغارة، أو هو بمعنى تفرقوا؛ لأنهم عند الإغارة على الأعداء يتفرقون ليأتوهم من جميع الجهات.

433 -

من الكامل قاله أبو كبير الهذلي "ديوان الهذليين 2/ 89، الاقتضاب: 440".

الرحيق: الخمر أو أطيبها أو الخاص الصافي منها. السلسل: اللينة الباردة.

ص: 801

أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُم} (1).

وكون اللام بمعنى "عند"(2) كقوله تعالى: {لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُو} (3).

وكقولهم: "كان ذلك لليلة بقيت من الشهر".

ومثال كون اللام بمعنى "مع" قول الشاعر:

(434)

- فلما تفرقن كأني ومالكا

لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

وكونها للملك [كقوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (4).

وكونها لشبه الملك (5)] كقولك: "السرج للفرس" و"القتب للبعير".

ومثال التعدية بها قوله تعالى: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي} (6).

(1) من الآية رقم "2" من سورة النساء.

(2)

هـ سقط "عند".

(3)

من الآية رقم "187" من سورة "الأعراف".

(4)

من الآية رقم "284" من سورة "البقرة".

(5)

هـ سقط ما بين القوسين.

(6)

من الآيتين رقم "4، 5" من سورة "مريم".

434 -

من الطويل من قصيدة لمتمم بن نويرة الصحابي اليربوعي يرثي أخاه مالكا "أمالي الشجري 2/ 271، المفضليات 267،

الاقتضاب 454، سمط اللآلي 87، المخصص 13/ 119".

ص: 802

ومثال التعليل قول الشاعر:

(435)

- وإني لتعروني لذكرك هزة

كما انتفض العصفور بلله القطر

وتزاد اللام مقوية (1) لعامل ضعف بالتأخير كقوله تعالى: [{إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُون} (2) و [قوله: ]{هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُون} (3).

أو بكونه فرعا كقوله تعالى: ] (4){مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُم} (5) و [قوله: ]{فَعَّالٌ لِمَا يُرِيد} (6) ولا يفعل ذلك إلا بمتعد إلى واحد.

إذ لو فعل ذلك بمتعد إلى اثنين فإما أن يزاد فيهما (7) [أو

(1) هـ سقط "مقوية".

(2)

من الآية رقم "43" من سورة "يوسف".

(3)

من الآية رقم "154" من سورة الأعراف وسقط من الأصل "هم".

(4)

هـ سقط ما بين القوسين.

(5)

من الآية رقم "101" من سورة "البقرة".

(6)

من الآية رقم "16" من سورة "البروج".

(7)

ك "لم تخل من أن تزاد فيهما".

435 -

من الطويل قاله أبو صخر الهذلي "ديوان الهذليين بشرح السكري 957، أمالي القالي 1/ 149" ونسب الشاهد في مسالك الأبصار 1429، والأغاني 2/ 56، 70، 5/ 16، 8/ 172، 21/ 94، وفي تزيين الأسواق 267، والشعر والشعراء 355 للمجنون وهو في ديوان المجنون ص 130.

ص: 803

في أحدهما، وفي كليهما محذور:

أما الزيادة فيهما فيلزم (1) منها] تعدية فعل واحد إلى مفعولين بحرف واحد، ولا نظير له.

وأما الزيادة في أحدهما فيلزم منها ترجيح دون مرجح، وإيهام غير المقصود فوجب اجتنابه (2).

وإلى هذا أشرت بقولي:

وزيد مع مفعول ذي الواحد إن

بالسبق أو تفريغ عامل (3) يهن

ومثال التعليل بالباء و"في" قوله تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} (4) وقوله تعالى: {لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (5).

ومثال الظرفية بهما قوله تعالى: {الم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِين} (6). و [قوله: ] {إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ

(1) ع سقط ما بين القوسين.

(2)

ع ك هـ "اجتنابها".

(3)

في الأصل "واحد".

(4)

من الآية رقم "160" من سورة "النساء".

(5)

من الآية رقم "68" من سورة "الأنفال".

(6)

الآيات رقم "1، 2، 3، 4" من سورة "الروم".

ص: 804

وَبِاللَّيْل} (1).

والاستعلاء بـ"في" كقوله تعالى (2): {لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} (3) وكقول عنترة (4):

(436)

- بطل كأن ثيابه في سرحة

يحذى نعال السبت ليس بتوءم

ومثله قول الآخر:

(437)

- ولولا اتقاء الله بقياي فيكم

للمتكم لوما آخر من الجمر

(1) من الآية رقم "137" من سورة الصافات".

(2)

ع ك سقط "تعالى".

(3)

من الآية رقم "71" من سورة "طه"

(4)

هـ "غيره".

436 -

من الكامل من معلقة عنترة والضمير يعود إلى حامدي الحقيقة الذي ورد ذكره في بيت سابق "الديوان ص 30"

السرجة: الشجرة العظيمة. يحذي: أي تجعل له حذاء، والحذاء: النعل. نعال السبت: النعال المصنوعة من جلد البقر المدبوغ بالقرظ.

يصف شخصا بطول القامة واستواء الخلق.

437 -

من الطويل وقد بين المنصف موطن الشاهد وفي مجالس ثعلب 1/ 171 نسب إلى عبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المتوفى سنة 98 في رجلين يعاتبهما مرا به وهو أعمى فلم يسلما عليه.

وقد ينسب هذا البيت إلى أبي العميثل "البيان والتبين 1/ 280، أمالي القالي 1/ 98 الخزانة 2/ 209".

ص: 805

فيكم بمعنى: عليكم. و"بقياي": بدل من "اتقاء الله" ومعنى البقيا هنا: الإبقاء.

وكونها للمصاحبة كقوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} (1).

وكونها لما يناسب الاستعانة كقوله تعالى: {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَأُكُمْ فِيه} (2) أي: يكثركم به. كذا قال الفراء (3).

ومثال الباء المعدية قوله تعالى: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِم} (4).

ومثال ورودها للاستعانة قولك (5): "كتبت بالقلم".

ومثال ورودها للإلصاق قولك: "وصلت هذا بهذا".

ومثال كونها بمعنى "من"(6) التبعيضية قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي (7):

(1) من الآية رقم "79" من سورة القصص".

(2)

من الآية رقم "11" من سورة "الشورى".

(3)

قال الفراء في معاني القرآن 3/ 79:

" {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَأُكُمْ فِيهِ} معنى فيه: به، والله أعلم".

(4)

من الآية رقم "17" من سورة "البقرة".

(5)

ع وك "كقولك".

(6)

ع سقط "من".

(7)

هكذا في ك، وفي بقية النسخ "قول الشاعر".

ص: 806

(438)

- فلثمت فاها آخذا بقرونها

شرب النزيف ببرد ماء الحشرج

ذكر ذلك الفارسي في التذكرة.

ورُوي مثل (1) ذلك عن الأصمعي في قول الشاعر:

(439)

- شربن بماء البحر ثم ترفعت

متى لجج خضر لهن نئيج

ومثال كونها بمعنى "مع" قوله تعالى: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} (2).

ومثال كونها بمعنى عن قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ

(1) ع وك سقط "مثل".

(2)

من الآية رقم "30" من سورة "البقرة".

438 -

من الكامل نسب لجميل بثينة "الديوان 41، 42". وفي الأغاني 1/ 75 قصة ذكرها صاحب الأغاني تتعلق بأبيات منها هذا الشاهد في ترجمة عمر بن أبي ربيعة تدل على أنها له.

وهي في ديوانه ص 488 وقبل البيت:

قالت وعيش أبي وحرمة إخوتي

لأنبهن الحي إن لم تخرج

فخرجت خيفة قولها فتبسمت

فعلمت أن يمينها لم تخرج

قرونها: ضفائرها. النزيف: بمعنى المنزوف من الخمر الممزوجة بالماء. ماء الحشرج: نوع من الماء.

439 -

سبق الحديث عن هذا البيت.

ص: 807

السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} (1) و [قوله: ]{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب} (2). والله أعلم (3).

"ص":

"على" للاستعلا ومعنى "في" و"عن".

بها (4) تجاوز، ومعنى بعد عن

وبـ"على" عنها غنى، و"عن" بها

كذاك عن "على" غني للنبها

ويلفيان اسمين (5) بعد من ك "ما

من عن يمين" "من عليه" اذكرهما

"ش": مثال ورود "على" بمعنى في قوله تعالى:

{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَان} (6) وقوله تعالى (7): {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا} (8).

والأصل فيها الاستعلاء.

وكذا دلالة "عن" على التجاوز هو الأصل.

ورودها بمعنى "بعد" كقوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا

(1) من الآية رقم "25" من سورة "الفرقان".

(2)

من الآية رقم "1" من سورة "المعارج".

(3)

سقط من الأصل ومن هـ "والله أعلم".

(4)

س "بعن".

(5)

ط "ويلغيان" ع وك "واسمين يلفيان".

(6)

من الآية رقم "102" من سورة "البقرة".

(7)

هـ سقط "تعالى".

(8)

من الآية رقم "15" من سورة "القصص".

ص: 808

عَنْ طَبَق} (1).

ومنه قول الأعشى:

(440)

- لئن منيت بنا عن غب معركة

لا تلفنا عن دماء القوم ننتفل

وهو قليل بالنسبة لدلالتها على التجاوز.

ومثال الاستغناء بـ"على" عن لفظ "عن" قول الشاعر:

(441)

- إذا رضيت على بنو قشير

لعمر الله أعجبني رضاها

ومثال الاستغناء بـ"عن" عن لفظ "على" قول الآخر:

(442)

- لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب

عني ولا أنت دياني فتخزوني

(1) من الآية رقم "19" من سورة "الانشقاق".

440 -

من البسيط قال الأعشى من قصيدة ليزيد بن مسهر الشيباني والرواية في الديوان "لم تلفنا" ص 149.

ننتثل: نتبرأ.

441 -

من الوافر قاله القحيف بن سليم العقيلي يمدح حكيم بن المسيب "النوادر 176". وقشير: -بالتصغير- هو قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

442 -

من البسيط قاله ذو الأصبع العدواني من أبيات وردت في الأغاني 3/ 104، المفضليات 266، الحماسة الشجرية 1/ 269، الاقتضاب 287، أمالي القالي 1/ 93.

لاه: الله أو لاه من الملاهاة وهي المنازعة، يقال: لاهاه إذا نازعه.

الديان: القاهر، والقاضي، والحاكم، والراعي، والحاسب والمجازي. . . . . . . . . . .

خزاه: ساسه وقهره وملكه.

ص: 809

أي: فتسوسني.

ودخول "من" عليها كقول الشاعر:

443 -

أذلك أم كدربة ظل فرخها

لقي بشروري كاليتيم المعيل

444 -

غدت من عليه بعدما تم ظمؤها

تصل وعن قيض بزيزاء مجهل

وكقول الآخر:

445 -

فقلت للركب لما أن علا بهم

من عن يمين الحبيا نظرة قبل

446 -

ألمحة من سنا برق رأي بصري

أم وجه عالية اختالت بها الكلل

443، 444 - من الطويل قالهما مزاحم بن الحارث العقيلي، شبه فيهما ناقته بقطاة واردة من عند فرخها. ورواية النوادر:

. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . بعد ما تم خمسها

. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . وعن قيض ببيداء. . . . . . . . . . .

غدت من عليه: طارت من فوقه. ثم ظمؤها: كملت مدة صبرها عن شرب الماء. تصل: تصوت من أحشائها لشدة العطش. عن قيض: عن قشر البيض. زيزاء: أرض غليظة. مجهل: مجهولة مقفرة يتيه فيها الناس.

445، 446 - من البسيط ينسبان إلى القطامي "النوادر 163، =

ص: 810

"ص":

شبه بكاف وبها (1) التعليل قد

يعني وزائدا لتوكيد ورد

وقد يرى اسما: فاعلا أو مبتدا

أو ذا انجرار باسم أو حرف بدا

"ش": كون الكاف الجارة حرف تشبيه هو المشهور.

ودلالتها على التعليل كثيرة كقوله تعالى: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُم} (2).

وكقوله (3): {وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (4) أي: أعجب لأنه لا يفلح الكافرون. كذا قدرة ابن برهان.

= سيبويه 2/ 310، المقتضب 3/ 53، الكامل 488، شرح المفصل 8/ 37، الخزانة 4/ 853، همع 2/ 36، الدرر 2/ 36، مجالس ثعلب 73، العيني 3/ 301، التصريح 2/ 19، الأشموني 2/ 36".

والبيتان من قصيدة القطامي التي أولها:

إنا محيوك فاسلم أيها الطلل

وإن بليت وإن طالت الطول

الحبيا: قرية الحسانيين: بني حسان الزهيريين.

نظرة قبل: إي نظرة لم يكن قبلها نظرة. السنا: الضوء. عالية: اسم محبوبة الشاعر. اختالت به الكلل: تبخترت الستور به.

"ينظر جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القسم الثاني ص 814".

(1)

س ش هـ "وبه".

(2)

من الآية رقم "198" من سورة "البقرة".

(3)

ع ك هـ "وقوله".

(4)

من الآية رقم "93" من سورة "القصص".

ص: 811

وحكى (1) سيبويه: "كما أنه لا يعلم فتجاوز الله عنه"(2) والتقدير: لأنه لا يعلم فتجاوز الله عنه. و"ما": زائدة ومثال وقوع الكاف زائدة قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} (3).

وقول الزاجر (4):

(447)

- لواحق الأقراب فيها كالمقق

أراد: فيها مقق، أي: طول.

ومثال وقوعها اسما محكوما بفاعليته قول الشاعر (5):

(448)

- اتنتهون ولن ينهي ذو شطط

كالطعن يهلك (6) فيه الزيت والفتل

ومثال وقوعها مبتدأ قول الشاعر:

(1) ع وك "وحكاه".

(2)

الكتاب 1/ 470.

(3)

من الآية رقم "11" من سورة "الشوري".

(4)

ع وك "قول رؤبة".

(5)

ع وك "قول الأعشى".

(6)

ع وك "يذهب".

447 -

سبق الحديث عن هذا الرجز.

448 -

من البسيط قاله الأعشى ليزيد بن مسهر الشيباني من قصيدة "الديوان 149" والرواية فيه:

هل تنتهون؟ ولن ينهي ذوي شطط

كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل

ص: 812

(449)

-[أبدا كالفراء فوق ذراها

حين يطوي المسامع الصرار

ومثال انجرارها باسم قول الراجز:

(450)

- فصيروا مثل كعصف مأكول

ومثال انجرارها بحرف قول الشاعر: ] (1)

(451)

- بكاللقوة الشغواء جلت فلم أكن

لأولع إلا بالكمي المقنع

(1) هـ سقط ما بين القوسين.

499 -

من الخفيف لم ينسب إلى قائل معين "العيني 3/ 292" يصف الشاعر رجلا يأوي ذرا الجبال بالليالي خوفا من عدوه أن يدهمه في منزله كحمير الوحش التي تتعلق دائما برءوس الجبال في الليالي خوفا من دهمة مفترس.

الفراء: جمع الفرأ: الحمار الوحشي. الذرا: جمع ذروة: أعلى كل شيء. حين يطوي: حين يسد. الصرار: الطير الذي يصيح بالليل.

أبدا: نصب على الظرف. والكاف في كالفراء في محل الرفع على الابتداء وفوق ذراها: خبره.

450 -

هذا بيت من مشطور الرجز آخر أربعة أبيات موجودة في زيادات ديوان رؤبة ص 181، وقد ينسب لحميد الأرقط.

العصف: ورق الزرع الذي يبقى في الأرض بعد الحصاد، فتعصفه الرياح وتأكله الماشية.

451 -

من الطويل أنشده ثعلب ولم يعزه "العيني 3/ 295".

اللقوة: العقاب. الشغواء: المعوجة المنقار. الكمي: الشجاع المتغطي بسلاحه. المقنع: المغطي رأسه بالبيضة ورواية الأصل "الثغواء".

ص: 813

"ص":

و"مذ" و"منذ" اسمان حيث رفعا

وفي إضافة كـ"إذ" قد وقعا

"ش": قد تقدم أن "مذ" و"منذ" يكونان (1) حرفين فيجران الزمان بمعنى "من" تارة، وبمعنى "في" تارة.

والإشارة الآن إلى أنهما إذا ارتفع ما وليهما من الزمان فهما اسمان.

فإن كان الزمان ماضيا فهما بمعنى "أول المدة".

وإن لم يكن ماضيا فهما بمعنى "جميع المدة".

فالأول. كقولك: "ما رأيته مذ يوم الجمعة".

والثاني: كقولك: "ما رأيته مذ ثلاثة أيام" أي: مدة انتفاء الرؤية ثلاثة أيام.

وقال (2) سيبويه -في باب ما يضاف إلى الأفعال من الأسماء-:

"ومما يضاف إلى الفعل قولك: "ما رأيته مذ كان عندي، ومنذ (3) جاءني" (4).

فصرح بإضافة "مذ" إلى "كان"، وبإضافة "منذ" إلى "جاءني".

(1) ع سقط "يكونان".

(2)

ع وك "قال" بسقوط الواو.

(3)

ع "ومذ".

(4)

ينظر كتاب سيبويه 1/ 460.

ص: 814

وإلى ذلك أشرت بقولي:

. . . . . . . . . . .

وفي إضافة كـ"إذ" قد وقعا

فإن "إذ" تضاف إلى جملة فعلية، وإلى جملة اسمية.

و"مذ" و"منذ" يضافان إليهما أيضا.

ومن إضافة "مذ" إلى جملة اسمية قول الشاعر:

(452)

- وما زلت محمولا على ضغية

ومضطلع الأضغان مذ أنا يافع

ومن إضافته إلى جملة فعلية قول الفرزدق (1):

(453)

- ما زال مذ عقدت يداه إزاره

فسما فأدرك خمسة الأشبار

(454)

-[يدني خوافق من خوافق تلتقي

في ظل معترك العجاج (2) مثار]

(1) هـ "قول الآخر".

(2)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

452 -

من الطو يل ينسب إلى الكميت بن معروف جد الكميت بن زيد "إيضاح شواهد الإيضاح للقيسي 106، سيبويه 1/ 239، العيني 3/ 324".

الضغينة: الحقد.

يافع: شاب.

453، 454 - بيتان من الكامل قالهما الفرزدق من قصيدة في مدح يزيد بن المهلب "الديوان" ورواية الخزانة 1/ 197:

يدني خوافق من خوافق للتقى

في كل معتبط. . . . . . . . . . .

ويُرْوَى:

يدني كتائب من كتائب تلتقي .... . . . . . . . . . .

سما: شب. أدرك: بلغ. وفاعلهما ضمير يعود إلى يزيد في بيت سابق.

الخوافق: الرايات. المعترك: موضع الاعتراك، وهو المحاربة وأراد بظله: الغبار الثائر في المعركة.

وقبل هذين البيتين:

أما يزيد فإنه تأبى له

نفس موطنة على المقدار

ص: 815

"ص":

وزيد بعد "من" و"عن" والباء "ما"(1)

وقد ترد (2) الباء "ما" كـ"ربما".

وكفت الكاف و"رب" غالبا.

وقد يرى "كما" لفعل ناصبا

"ش": زيادة ما" بين الباء ومجرورها كقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُم} (3).

وبين "عن" ومجرورها كقوله تعالى: {عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِين} (4).

وبين "من" ومجرورها كقوله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا} (5).

(1) ع وك

"وبعد با و"من" و"عن" قد زيد ما .... . . . . . . . . . .

(2)

ع "تزد".

(3)

من الآية رقم "159" من سورة "آل عمران".

(4)

من الآية رقم "40" من سورة "المؤمنون".

(5)

من الآية رقم "25" من سورة "نوح".

ص: 816

وقد تحدث زيادة "ما" مع الباء تقليلا، وهي لغة هذيلية. وإليها أشرت بقولي:

. . . . . . . . . . .

وقد ترد الباء "ما" ك "ربما"

وتتصل "ما" -أيضا- بالكاف: "رب" فيبقَى عملهما (1) وذلك قليل.

ومثال ذلك في الكاف قول الشاعر:

(455)

- وننصر مولانا ونعلم أنه

كما الناس: مجروم عليه وجازم

ومثال ذلك في "رب" قول الآخر:

(456)

- ماوي يا ربتما غارة

شغواء كاللذعة بالميسم

(1) ع هـ ك "عملها".

455 -

من الطويل قاله عمرو بن براقة الهمذاني، وبراقة: اسم أمه أما أبوه فاسمه منبه "المؤتلف والمختلف للآمدي 567 العيني 3/ 332".

وقبل الشاهد:

إذا جر مولانا علينا جزيرة

صبرنا لها إن كرام دعائم

456 -

من السريع من أبيات لضمرة بن ضمرة النهشلي. ورواية أبي زيد في النوادر 55:

ماوي بل ربتما غارة .... . . . . . . . . . .

و"يا" في يا ربتما ليست للنداء وإنما هي للتنبيه. =

ص: 817

والكثير كون "ما" المزيدة بعد الكاف و"رب" كافة ومهيئة لأن يدخلا على الجمل الاسمية والفعلية.

ومثال ذلك في الكاف قول الشاعر:

457 -

تحالف يشكر واللؤم قدما

كما جبلا قسا متحالفان

وقال آخر:

458 -

أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد

كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه

= قال أبو زيد: الغارة الشعواء: الغارة المنتشرة.

اللذغة: من لذعته بالنار: أحرقته.

الميسم: ما يوسم به بالبعير بالنار.

وجواب "ربتما" في بيت بعد الشاهد هو:

ناهبتها الغنم على طيع

أجرد كالقدح من السأسم

"أمالي ابن الشجري 2/ 153، معاني القرآن 2/ 236".

457 -

من الوافر يشكر بن على بن بكر بن وائل، ويشكر بن مبشر: أبوا قبيلتين.

قسا: قارة لتميم وفي معجم ما استعجم للبكري: جبل ببلاد باهلة. وقسا: بفتح أوله مقصور على وزن فعل. يكتب بالألف.

458 -

من الطويل قاله نشهل بن حري من أبيات يرثي بها أخاه مالكا، وكان قتل بصفين مع الإمام على كرم الله وجهه "ديوان الحماسة 1/ 360 بشرح التبريزي".

الماجد: الشريف الكريم.

المشهد: مجتمع الناس

سيف عمرو: الصمصامة. وعمرو: هو عمرو بن معديكرب الزبيدي.

ص: 818

وقال آخر:

(459)

- فإن الحمر من شر المطايا

كما الحبطات شر بني تميم

ومثال ذلك في "ربما" قول الشاعر:

(460)

- ربما الجامل المؤبل فيهم

وعناجيج بينهن المهار

وأشرت بقولي:

. . . . . . . . . . .

وقد يرى (1)"كما" لفعل (2) ناصبا

(1) هـ "ترى".

(2)

ع "للفعل".

459 -

من الوافر قاله زياد الأعجم "الخزانة 4/ 282، أمالي الشجري 2/ 235، ورواية الخزانة عن الأخفش".

وجدنا الحمر من شر المطايا .... . . . . . . . . . .

قال الأخفش: معناه كالذين هم الحبطات.

وإن شئت جعلت "ما" زائدة وجررت الحبطات بالكاف.

460 -

من الخفيف قاله أبو دؤاد الإيادي جارية بن الحجاج "الديوان ص 316".

الجامل: جماعة الإبل. المؤبل: الإبل المعدة للقنية.

العناجيج: -بالعين المهملة- جياد الخيل واحدها عنجوج كعصفور: الفرس الطويل العنق. المِهار: -بكسر الميم- جمع مُهر -بضم الميم- وهو ولد الفرس.

ص: 819

إلى ما أنشده أبو علي في التذكرة من قول الشاعر:

(361)

- وطرفك إما جئتنا فاصرفنه

كما يحسبوا أن الهوى حيث تنظر

ومثله قول الآخر:

(462)

- اسمع حديثا كما يوما تحدثه

عن ظهر غيب إذا ما سائل سألا

وقدر أبو علي النصب بـ"كما" في البيتين. وزعم أن الأصل "كيما" فحذفت الياء. وهذه دعوى لا دليل عليها.

"ص":

وحذفت "رب" فجرت بعد "بل"

والفا وبعد الواو شاع ذا (1) العمل

ودونهن جر: "رسم (2) دار"

وفيه بانت حجة الإضمار

(1) هـ "وذا شاع".

(2)

هـ "اسم".

461 -

من الطويل قاله عمر بن أبي ربيعة والرواية في الديوان ص 104.

إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا

لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر

وفي ديوان جميل ص 90:

وطرفك إما جئتنا فاحفظنه

فزيغ الهوى باد لمن يتبصر

وفي ص 92:

سأمنح طرفي في حين ألقاك غيركم

لكيما يروا أن الهوى حيث أنظر

وفي الأصل: "تحسبوا".

462 -

من البسيط قاله عدي بن زيد "الديوان 158".

ص: 820

"ش": كثير حذف "رب" وإبقاء عملها بعد الواو كقول امرئ القيس:

(463)

- وليل كموج البحر أرخى سدوله

علي بأنواع الهموم ليبتلي

وزعم (1) قوم أن الواو هي الجارة.

وليس بصحيح: لأن الجر بـ"رب" محذوفة بعد الفاء، و"بل" قد ثبت، ولا قائل بأنهما العاملان.

ومع ذلك قد روى الجر بـ"رب" محذوفة دون شيء قبلها، فعلم أن الجر بعد الواو [إنما هو بـ"رب" كما هو بها بعد الفاء و"بل" وعند التجرد منهما ومن (2) الواو].

ومثال الجر بها مضمرة بعد الفاء قول امرئ القيس:

(464)

- فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فألهيتها عن ذي تمائم مغيل

(1) ع "فزعم".

(2)

ع سقط ما بين القوسين.

463 -

من الطويل من معلقة امرئ القيس الكندي "الديوان ص 36" وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ ص 171 وشرح التسهيل 2/ 168.

سدوله: ستوره. ليبتلي: لينظر ما عندي من صبر أو جزع.

464 -

من الطويل من معلقة امرئ القيس "الديوان 31" ورواية الديوان:

. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . ذي تمائم محول

مثلك: ينصب مفعولا مقدما لطرقت، ويخفض على معنى "رب" وهو الشاهد. التمائم. جمع تميمة وهو ما يعلق على الصبي من تعاويذ.

المغيل: المرضع وأمه حبلى أو تجامع.

ص: 821

[ومثال الجر بها مضمرة بعد "بل" قول الراجز:

(465)

- بل بلد ملء الفجاج (1) قتمه] (2)

ومثال الجر بها مضمرة دون الواو والفاء و"بل" قول الشاعر:

(466)

- رسم دار وقفت في طلله

كدت أقضي الحياة من جلله

وقد فهم هذا من قولي:

(1) ع، ك:

بل بلد مثل الأكام قتمه

(2)

هـ سقط ما بين القوسين.

465 -

رجز قاله رؤبة بن العجاج "الديوان ص 150" وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ 1/ 172، وشرح التسهيل 2/ 168.

القتم: الغبار. الفجاج: الطريق الواسع بين جبلين.

466 -

من المنسرح قاله جميل بن معمر "الديوان 53" وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ 1/ 172، وشرح التسهيل 2/ 168.

الرسم: ما لصق بالأرض من آثار الديار.

الطلل: ما شخص وارتفع من آثار الديار ورواية الديوان:

كدت أقضي الغداة .... . . . . . . . . . .

وينظر حديث ابن جني في هذه المسألة والشاهد في سر صناعة الإعراب 1/ 149.

ص: 822

ودونهم جر "رسم دار"

وفيه بانت حجة الإضمار

"ص":

وقد يجر بسوى "رب" لدى

حذف وفي "الله" يمينا عهدا (1)

وهو ضعيف وبإثر كلا

يقوي قليلا، ويصير سهلا (2)

من بعد "ها" أو "أ" وقطع الهمز (3) قد

يغني وتعويض بذاك يعتمد

وقد يجر دون تعويض ومن

ينصبه حينئذ فما وهن] (4)

"ش": قالوا في اليمين "ها الله" بإثبات ألف "ها" وحذفها و"الله" بهمزة ممدودة كهمزة الاستفهام، وخفضوا (5).

(1) هـ ط ش "وردا".

(2)

سقط هذا البيت من الأصل ومن ع وك وجاء في ط وس وش.

(3)

ع "من بعد أو وقطع الهمز".

(4)

سقط ما بين القوسين من هـ وجاء في هـ عوضا:

كذلك في جر بفا الجزا قرن

نحو فخور بعد إما تعرضن

(5)

ينظر سر صناعة الإعراب لابن جني 1/ 149.

ص: 823

ومنه قراءة بعض السلف (1)، "ولا نكتم شهادةً آللهِ"(2) - بالتنوين والمد، والخفض-

ومن النحويين من ينسب الخفض إلى حرف الجر المحذوف. ومنهم من ينسبه إلى المجعول عوضا.

وقد يستغنون عند (3) الحذف بقطع الهمزة كقول بعضهم: "أفألله لأفعلن" وربما جر هذا الاسم دون تعويض.

والمعروف حين لا يعوضون، النصب كما يفعل بغيره حين يحذف (4) الجار كقول الشاعر:

(467)

- إذا ما الخبز تأدمه بلحم

فذاك أمانة الله الثريد

فلهذا قلت:

. . . . . . . . . . .

ومن ينصبه حينئذ فما وهن

(1) ع وك "بعض القراء".

والقراء هم: علي بن أبي طالب رضي الله عنه والشعب بخلاف، ونعيم بن ميسرة.

"المحتسب 1/ 212 وما بعدها".

(2)

من الآية رقم "106" من سورة "المائدة".

(3)

ع "عن الحذف".

(4)

هـ "حذف".

467 -

من الوافر من شواهد سيبويه الخمسين، ويقال إنه مما وضعه النحويون "سيبويه 1/ 434، بن يعيش 9/ 92، 102، 104، اللسان "أدم".

ص: 824

أي: فما ضعف رأيه ....

"ص":

وبعد "كم" مجرورة جر بـ"من"

محذوفة في غير إخبار قمن

والنصب جوز فهو أصل كـ"بكم

فقيه، أو فقيها اعتنى الحكم

"ش": لما ذكرت حذف الحرف المجرور به (1)"الله" محلوفا به رأيت أن أردف ذلك بما يماثله في الحذف الذي لا يقتصر فيه على المسموع.

فمن ذلك حذف "من" بعد "كم" الاستفهامية إذا دخل عليها حرف جر كقولي:

. . . . . . . . . . .

"بكم فقيه

اعتنى الحكم"

فجر "فقيه" وشبهه بـ"من" مضمرة.

وهو مذهب الخليل وسيبويه (2) وأكثر النحويين.

وزعم ابن بابشاذ (3) أنه ليس مذهب المحققين.

(1) في الأصل "لما ذكرت حرف الجر المجرور به الله محلوفا".

(2)

قال سيبويه في الكتاب 1/ 293:

"وسألته عن قوله "على كم جزع بيتك مبني؟ "

فقال: القياس النصب، وهو قول عامة الناس.

فأما الذين جروا فإنهم أرادوا معنى "من" ولكنهم حذفوها ههنا تخفيفا على اللسان، وصارت "على" عوضا منها".

(3)

طاهر بن أحمد بن داود بن إبراهيم أبو الحسن، المعروف بابن بابشد "ومعناه الفرح والسرور" النحوي، المصري، أحد الأئمة في فنون العربية، وفصاحة اللسان، توفي سنة 469 هـ تقريبا.

ص: 825

ورد عليه ابن خروف (1) وجعل كلامه في ذلك فاسدا وقال:

"هو نص كلامهم إلا الزجاج (2) وحده فإن ابن (3) النحاس (4) حكى عنه أنه كان يجعل الخفض بـ"كم" (5) نفسها".

قال ابن خروف:

"ولا يمكن الخفض بها لأنها بمنزلة عدد ينصب (6) مميزه وذلك لا يجر مميزه بإضافة، فكذا ما أقيم مقامه".

"ص":

ونحو: "مر بغلام صالح

إلا غلام صالح فطالح"

(1) علي بن محمد بن علي بن محمد نظام الدين أبو الحسن بن خروف، الأندلسي، النحوي كان إماما محققا، مدققا، ماهرا، مشاركا في الأصول، أقام بحلب زمانا، واختل عقله في آخر عمره ومات سنة 609 هـ تقريبا.

(2)

إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج، أخذ عن ثعلب، ثم مال إلى المبرد ولزمه إلى أن مات سنة 311 هـ.

(3)

سقط من الأصل "ابن".

(4)

أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المعروف بابن النحاس، كان واسع العلم غزير الأدلة، كثير التأليف مصنفاته تزيد على الخمسين توفي بمصر سنة 307 هـ.

(5)

هـ سقط "بكم".

(6)

ع سقط "ينصب".

ص: 826

و"امرر بأيهم أجل إن أبي

زيد وإن سعيد المرجب" (1)

حكاه يونس، وعمرو قرره

وجر بعد "إن" بباء مضمره

"ش": حكى سيبويه (2)"مررت برجل صالح إلا صالحا فطالح، وإلا صالحا فطالحا".

وقدره: إلا يكن صالحا فهو طالح، وإلا يكن صالحا فقد لقيته طالحا فنصب "طالحا" على الحال.

وحكى يونس (3): "إلا صالح فطالح" على تقدير: إلا أمر (4) بصالح فقد مررت بطالح.

وأجاز: "امرر بأيهم هو أفضل إن زيد وإن عمرو" على معنى: إن مررت بزيد، وإن مررت بعمرو.

وجعل سيبويه (5) إضمار هذه الباء بعد "إن" أسهل من إضمار "رب" بعد الواو، فعلم أن إضمار الجار في هذا النوع غير قبيح.

(1) المرجب: المعظم وفي ط "المرحب".

(2)

كتاب سيبويه 1/ 131.

(3)

نفس المرجع والصفحة.

(4)

ع سقط "أن".

(5)

كتاب سيبويه 1/ 132.

ص: 827

"ص":

والجر بالمحذوف فاش إن تلا

مماثلا كقول بعض من خلا

"أوصيت من برة قلبا حرا

بالكلب خيرا، والحماة شرا"

في نحو (1) جيء بزيدا و (2) عمرو (3) ولو (4)

كليهما" البا بعد "لو" فيه نووا

وبعد تخصيص، أو الهمزيري

سعيد الجر بحرف أضمراز

كـ"اسم" اثر "انطق بها" و"هلا

زيد" لقائل: "لذ بعبد الأعلى"

وما سوى ذلك في الكلام (5)

فذو شذوذ كـ"ارتقى الأعلام"

"ش": إذا وقع بعد غير مجرور، ومجرور (6) بحرف عاطف

(1) ط "ونحو".

(2)

هـ "وعمرو".

(3)

ع ك "جيء بعمرو أو زيد".

(4)

هـ "أو".

(5)

هكذا في الأصل. وفي س وش وط وع وك جاء هذا الشطر كما يلي:

وغير ذي وما لدى الإقسام .... . . . . . . . . . .

(6)

هـ سقط "ومجرور".

ص: 828

عليهما جاز أن يجاء بالمجرور محذوف العامل.

ومنه قوله تعالى (1): {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ، وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ} (2).

ومنه قول الشاعر:

(468)

- أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته

ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

وكذا قول الراجز (3):

(469)

- أوصيت من برة قلبا حرا

(470)

- بالكلب خيرا والحماة شرا

(1) الآيتان رقم "4، 5" من سورة "الجاثية".

(2)

سقط من الأصل "من رزق".

(3)

ع وك "الآخر".

468 -

من البسيط قاله محمد بن بشير من قصيدة ذكرها صاحب الحماسة 2/ 48، وجاءت في شرح التبريزي 2/ 34.

أخلق: أجدر.

469، 470 - هذا رجز قاله أبو النجم العجلي من أرجوزة يوصي ابنته برة عندما خرجت إلى بيت الزوجية، وللأبيات قصة ذكرها صاحب الخزانة 1/ 407 وابن الشجري في الأمالي 1/ 48 وبعد الشاهد:

لا تسأمي ضربا لها وجرا

حتى ترى حلو الحياة مرا

وإن كستك ذهبا ودرا

ص: 829

وكذا قولي:

. . . . . . . . . . . جيء بزيد أو عمرو ولو

كليهما. . . . . . . . . . .

ويجوز في "كليهما" ونحوه أيضا النصب بإضمار فعل ناصب، والرفع بإضمار فعل رافع.

ذكر هذا الأصل الأخفش في المسائل.

قال:

"ويقال: مررت بزيد [فتقول: أزيد بن عمرو؟

ويقال: جئت بدرهم فيقال: هلا دينار؟

قال: "وهذا كثير" هذا نصه.

قلت: ومثل "أزيد بن عمرو" بعد (1) قول القائل: "مررت بزيد"] (2) قولك لمن قال: "انطق بكلمة": "اسم أم فعل".

ومثل قولك لمن قال: "جئت بدرهم": "هلا دينار": قولك لمن قال: "لذ بعبد الأعلى": "هلا زيد".

وأشرت بقولي:

وما سوى ذلك. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

إلى نحو (3) قول الشاعر:

(1) هـ "وقول".

(2)

ع سقط ما بين القوسين.

(3)

هـ سقط "نحو".

ص: 830

(471)

- وكريمة من آل قيس ألفته

حتى تبذخ فارتقى الأعلام

أراد: إلى الأعلام فحذف (1)"إلى" وأبقى عملها دون دليل. [وما في القسم (2) يأتي إن شاء الله تعالى](3).

"ص":

والفصل بين حرف جر والذي

جر به لدى اضطرار احتذى

كقوله: "في اليوم عمرو" بعد "لذ

خير" و"بالخرق (4) الهبوع" نقلا

"ش": المشهور [عند النحويين كلامهم (5) في] الفصل بين المضاف والمضاف إليه.

[وكما فصل بين المضاف والمضاف إليه](6) فصل بين

(1) ع "فحذفت".

(2)

هـ "الأقسام"

(3)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

(4)

ط "وبا الجرق".

(5)

هكذا في هـ وسقط ما بين القوسين من باقي النسخ والأصل.

(6)

سقط ما بين القوسين.

471 -

من الكامل قال العيني 3/ 341: لم أقف على اسم قائله.

كريمة: يقصد كريم فألحق التاء للمبالغة، وليس هذا من الأمثلة التي تدخل عليها التاء لأنها ثلاثة هي فعالة كنسابة، وفعول كفروقة، ومفعالة كمهذارة.

وحذف التنوين من قيس للضرورة.

تبذخ: تكبر وعلا وشرف. ارتقى: صعد. الأعلام: الجبال. ألفته: صحبته.

ص: 831

حرف الجر والمجرور به إلا أنه قليل، ومنه قول الشاعر أنشده أبو عبيدة (1):

(472)

- إن عمرا لا خير في اليوم عمرو

إن عمرا مخبر (2) الأحزان

ففصل بـ"اليوم" بين "في" و"عمرو" وقال الفرزدق:

(473)

- وإني لأطوي الكشح من دون من طوى (3)

وأقطع بالخرق الهبوع المراجم

أراد: وأقطع الخرق بالهبوع المراجم.

والهبوع: البعير الماد عنقه في السير. والمراجم: الذي يخبط بقوائمه.

وحكى الكسائي في الاختيار الفصل بالقسم بين حرف الجر والمجرور نحو: "اشتريته بوالله درهم" أراد: بدرهم والله.

(1) ع وك "انشده أبو علي".

(2)

ع وك "محبر".

(3)

ع وك "ما انطوى".

472 -

من الخفيف استشهد به السيوطي في همع الهوامع 2/ 37 ولم ينسب وروايته:

. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . مكثر الأحزان

473 -

من الطويل نسبه المصنف للفرزدق ولم أعثر عليه في ديوانه.

الخرق: القفر، أو الأرض الواسعة تخرقها الرياح.

الكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف. وطوى كشحه على الأمر: أضمره وستره.

ص: 832