الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل:
"ص":
لمفهم اثنين بلا عطف ولا
…
تنكر أضيف "كلتا" و"كلا"
"لبى"(1) و"سعدى" ثم "وحد" لا تضف
…
إلا لمضمر كـ"وحدك" انصرف"
ومغرب (2) مضيف "لبى" لـ"يدي"
…
ولم يجئ جاعله فردا بشي
"ش": من اللازم (3) الإضافة (4) لفظا ومعنى "كلا" و"كلتا"، ولا يضافان إلا لمعرفة مثنى معنى ولفظا (5) كقولك:"جاء كلا الرجلين".
أو مثنى معنى لا لفظا كقول الشاعر:
(579)
- إن للخير وللشر مدى
…
وكلا ذلك وجه وقبل
ولا يضافان إلى معطوف ومعطوف عليه إلا ما شذ كقول الشاعر:
(1) ط "لبنى".
(2)
ط "ومعرب".
(3)
في الأصل "اللام".
(4)
ع وك للإضافة".
(5)
ع وك "لفظا ومعنى".
579 -
من الرمل من قصيدة قالها عبد الله بن الزبعرى القرشي قالها في وقعة أحد قبل إسلامه "سيرة ابن هشام 616".
المدى: الغاية، الوجه: مستقبل كل شيء.
(580)
-[كلا أخي، وخليلي واجدي عضدا
…
في النائبات وإلمام الملمات] (1)
ومن اللازم للإضافة إلى المضمر دون الظاهر: "لبيك" و"سعديك" و"وحدك".
وزعم يونس (2) أن "لبيك" مفرد. وأنه في الأصل "لبى"(3) على "فعلى"(4) فقلبت ألفه ياء في الإضافة كانقلاب ألف "لدى" و"إلى" و"على"(5).
وقال سيبويه (6):
(1) سقط ما بين القوسين من هـ وجاء موضعه:
"كلا السيف والساق التي ضربت به .... . . . . . . . . . . "
(2)
قال سيبويه في الكتاب 1/ 175:
وزعم يونس أن "لبيك" اسم واحد، ولكنه جاء على هذا اللفظ في الإضافة كقولك:"عليك".
(3)
ع "البا" وك "لبا".
(4)
ع وك "فعلا".
(5)
في الأصل "إلى ولدى وعلى".
(6)
قال سيبويه 1/ 175 "في باب ما يجيء من المصادر مثنى" "ومن ذلك لبيك
…
ولست تحتاج في هذا الباب إلى أن تفرد لأنك إذا أظهرت الاسم تبين أنه ليس بمنزلة عليك وإليك؛ لأنك لا تقول: لبى زيد، وسعدى زيد
…
".
580 -
من البسيط لم ينسبه أحد لقائل معين.
الخليل: من الخلة وهي صفاء المحبة، عضدا: كناية عن الإعانة والتقوية.
النائبات: المصائب، الملمات: نوازل الدهر.
"العيني 3/ 419، التصريح 2/ 43، الشاهد رقم 368 في المغني، همع الهوامع 2/ 50، الدر 2/ 61".
بل هو مثنى لأنه لو كان مفردا جاريا مجرى "لدى" و "إلى" و"على"(1) لم تنقلب ألفه إلا مع المضمر.
كما لا تنقلب ألف "لدى" و"إلى" و"على"(2) إلا معه.
وفي وجود ياء "لبيك" مع الظاهر دليل على مخالفتها ياء "لديك" و"إليك" و"عليك".
قال الشاعر:
(581)
- دعوت لما نابني مسورا
…
فلبى فلبي يدي مسور
(1) في الأصل "لدى وعلى وإلى".
(2)
هـ "لدى وعلى وإلى".
581 -
من المتقارب من أبيات سيبويه الخمسين التي لا يعلم قائلها، وقد ينسب لأعرابي من بني أسد.
قال الأعلم 1/ 176.
يقول دعوت مسورا لرفع نائبة نابتني فأجابني بالعطاء فيها وكفاني مؤنتها وإنما لبى يديه لأنهما الدافعتان إليه ما سأله منه فخصهما بالتلبية لذلك.
مسور: اسم رجل.
لما نابني: لما أصابني ونزل بي.
قال سيبويه 1/ 175 بعد أن ذكر البيت:
"فلو كان "لبى" بمنزلة "على" لقال: فلبى يدي مسور؛ لأنك تقول "على زيد" إذا أظهرت الاسم".
وإلى هذا أشرت بقولي:
ومغرب مضيف "لبى" لـ"يدي" .... . . . . . . . . . .
أي: هو جاء بغريب.
"ص":
حتما أضيف الفم حيث حذفا
…
ثانيه واستندر "خياشيم وفا"
والزم إضافة "إزاء" و"حذا"
…
ظرفين "وسط""بين""حيث""إذ""إذا"(1)
في "بين" قيل "بينما" فلم تضف (2)
…
وإن يقل "بينا" فحكمها اختلف
فانجر تاليها، وطورا ارتفع (3)
…
والجر في اسم العين قلما يقع
"ش": ومن اللازم الإضافة لفظا: "الفم" دون ميم.
وقد يفرد (4) في الضرورة كقول الشاعر:
(1) هـ "ذا".
(2)
ع وك "يضف".
(3)
ط "لارتفع".
(4)
ع وك "تفرد".
(582)
- وداهية من دواهي المنون
…
يرهبها الناس لا فا لها (1)
وكقول الراجز (2):
(583)
- خالط من سلمى خياشيم وفا
ومن اللازم الإضافة (3) والظرفية: "إزاء"(4) و"حذاء" و"وسط" و"بين".
وقيدت "إزاء" و"حذاء" بكونهما ظرفين احترازا من "إزاء الحوض" فإنه اسم يفرد ويضاف (5).
وكذلك احترزت بتقييد "حذاء" من الحذاء الذي يراد به النعل والأصل في "وسط" مصدر: وسط الشيء (6) الشيء إذا
(1) ع "لا قالها".
(2)
ع وك الأصل "وكقول الآخر".
(3)
ع وك "اللازم للإضافة".
(4)
هـ "لذاء" آزى الشيء: حاذاه.
(5)
ع وك "يضاف ويفرد".
(6)
ع سقط "الشيء".
582 -
من المتقارب نسب في كتاب سيبويه 1/ 159 لعامر بن الأحوص ونسبه الأعلم للخنساء. وأنشده ابن يعيش في شرح المفصل 1/ 122 وصاحب اللسان مادة "فوه" ولم ينسباه.
583 -
رجز ينسب للعجاج وهو في ملحقات الديوان ص 83.
الخياشيم: جمع خيشوم ولس للإنسان إلا واحدا وإنما جمعه بما حوله كما في قلوبهم عظيم الوجنات.
توسطه ثم استعمل استعمال "بين" في (1) ملازمة الإضافة والظرفية.
وقد يخلو (2) من الظرفية كقول الشاعر يصف سحابا ذا برق:
(584)
- وسطه كاليراع أو سرج المجـ
…
دل طورا (3) يخبو وطورا ينير (4)
يُروى: بالرفع والنصب.
فمن رفع فبالابتداء، وكان فيه حجة على ما قلنا.
ومن نصب فعلى الظرفية والخبرية، والكاف بعده اسم في موضع رفع بالابتداء.
وأما "بين" فملازم للإضافة ما لم ينكف بـ"ما" كقولك: "بينما زيد عندنا أتانا عمرو".
(1) ع وك سقط "في".
(2)
هـ "يخلوا".
(3)
هـ "أو طورا".
(4)
ع "يبير".
584 -
من الخفيف قاله عدي بن زيد في وصف سحاب ذي برق "الديوان 85".
اليراع: ذباب يطير بالليل كأنه نار.
المجدل كمنبر: القصر.
وإذا زيد عليها ألف جاز فيها وجهان:
بقاء الإضافة. وانكفافها.
إلا أن الانكفاف قبل اسم عين أكثر من بقاء الإضافة.
وإلى هذا أشرت بقولي:
فانجر تاليها، وطورا ارتفع .... . . . . . . . . . .
ويُروى:
(585)
- بينا تعنقه (1) الكماة [وروغه
…
يوما أتيح له جريء سلفع] (2)
بالجر والرفع
وأما "إذ" و"إذا" و"حيث" فيأتي الكلام عليهن -إن شاء الله تعالى (3).
(1) هـ "تعيه".
(2)
ع وك وهـ سقط ما بين القوسين.
(3)
ع وك والأصل سقط كلمة "تعالى".
585 -
من الكامل من قصيدة أبي ذؤيب الهذلي المشهورة التي مطلعها:
أمن المنون وريبها تتوجع
…
والدهر ليس بمعتب من يجزع
وقد قالها في رثاء أبنائه الذين فتك بهم الطاعون "ديوان الهذليين 1/ 1".
الكماة: جمع كمي وهو الشجاع، أو لابس السلاح.
راغ يروغ روغا: مال وحاد عن الشيء.
جريء: شجاع. سلفع: الشجاع الواسع الصدر.
"ص":
ولم يضف (1) لمفرد "إذ" و"إذا"
…
و"حيث" في غير شذوذ (2) هكذا
ونادر (3) إفرادها وكثرا
…
إفراد "إذ" منونا منكسرا
"ش": تضاف "إذ" إلى جملة فعلية. وإلى جملة اسمية (4).
ولا تضاف "إذا" إلا إلى جملة فعلية.
وأجاز الأخفش أن تضاف (5) إلى جملة اسمية، وحمل عليها "حيث" فألزمت الإضافة إلى الجملتين.
وشذ إفراد ما تضاف (6) إليه في قول الراجز (7):
(586)
- أما ترى حيث سهيل طالعا
(1) ط "تضف".
(2)
س ش ط ك ع "في غير ضرورة كذا" هـ "شذوذها كذا".
(3)
هـ "ونادا".
(4)
في الأصل "وأجاز الأخفش أن تضاف إلى جملة اسمية".
(5)
في الأصل "يضاف".
(6)
في الأصل "ما تضاف" وفي باقي النسخ "يضاف".
(7)
هـ "وشذ إفرادها في قول الراجز إفراد ما تضاف إليه".
586 -
هذا بيت من الرجز أنشده ابن الأعرابي ولم يذكر بعده شيئا ولم يعزه وأنشده السمرقندي في شرحه لمقدمة ابن الحاجب وذكر بعده:
نجما يضيء كالشهاب لامعا
سهيل: نجم في السماء "العيني 3/ 384".
وفي قول (1) الشاعر:
(587)
-[ونطعنهم تحت الحبا بعد ضربهم
…
ببيض المواضي] (2) حيث لي العمائم
وإلى هذا أشرت بقولي:
. . . . . . . . . . .
…
و"حيث" في غير شذوذ هكذا (3)
وأنشد أبو علي قول الشاعر:
(588)
- إذا ريدة من حيثما نفحت له
…
أتاه برياها خليل يواصله (4)
(1) ع سقط "قول".
(2)
هـ سقط ما بين القوسين
(3)
ع وك "في غير ضرورة كذا" هـ "في غير شذوذها كذا".
(4)
هـ "تواصله".
587 -
من الطويل ينسب للفرزدق وليس في ديوان كما ينسب إلى عملس بن عقيل. "البغداد في الخزانة 3/ 152 والعيني في المقاصد 3/ 387، الأغاني 11/ 83، أمالي الشجري 1/ 136".
الحبا: جمع حبوة -بضم الحاء- وهو أن يجمع الرجل ظهره وساقيه بعمامته، وقد يحتبي بيديه.
بيض المواضي: السيوف الحادة حيث لي العمائم: أي على رءوسهم.
588 -
من الطويل ينسب لأبي حية النميري "اللسان "ريد" العيني 3/ 386، الخزانة 3/ 152، همع الهوامع 1/ 112".
الريدة: بفتح الراء وسكون التحتية، وفتح الدال المهملة: ريح لينة الهبوب.
نفحت: هبت، الريا: الرائحة.
قال أبو علي:
حذف ما تضاف (1) إليه "حيث" كما حذف ما تضاف (2) إليه "إذ" قلت: "إذ" كثر حذف ما تضاف إليه لأنها كالأصل في الإضافة إلى الجمل.
لكنها عند حذف (3) ما تضاف إليه تلزم (4) أن تنون وتكسر ذالها لالتقاء الساكنين.
وهذا التنوين الذي يلحقها هو عوض من المضاف إليه، ولذلك لا يستغنى عنه إذا حذف.
ولما كان عوضا من (5) الجملة، وكان وجود الجملة معطيا لـ"إذ" شبها بالموصول استحقت به البناء قام التنوين مقامها في إيجاب بناء "إذ".
وزعم الأخفش أن كسرة (6) ذال "حينئذ" كسرة إعراب.
(1) و (2) ع وك وهـ "تضاف" وفي الأصل "يضاف".
(3)
ع سقط "حذف".
(4)
ع وك "يلزم".
(5)
ع وك سقط "من".
(6)
ع "كسر".
وأن "إذ" إنما بنيت لإضافتها إلى الجملة، فلما حذفت الجملة عاد إليها الإعراب. فجرت بالإضافة.
ويبطل رأيه أن ذلك الكسر يوجد دون إضافة إلى "إذ" فإنه قد روي عن العرب موضع "كان ذلك حينئذ""كان ذلك إذ".
[وهذا بين والله أعلم](1).
ومنه قول الشاعر:
(589)
- نهيتك عن طلابك أم عمرو
…
بعاقبة وأنت إذ صحيح
وزعم الأخفش أيضا أنه أراد "حينئذ" فحذف "حينا" وأبقى جر "إذ" وهذا بعيد. وغير قول الأخفش أولى بالصواب.
[وبعد من حيث إن "حينما" بمعنى "وقت". و"إذ" معناها: وقت
(1) ع وك سقط ما بين القوسين.
589 -
من الوافر من مقطوعة عدتها تسعة أبيات لأبي ذؤيب الهذلي "ديوان الهذليين 1/ 68" والخطاب للقلب في البيت قبله وهو:
جمالك أيها القلب القريح
…
ستلقى من تحب فتستريح
بعاقبة: المشهور أنه بالقاف المثناة والباء الموحدة، والمراد: بآخر ما وصيتك به.
وقد ذكر الدماميني الكلمة بالفاء والياء، وتكلف في بيان متعلق الباء بما لا يتفق والمعنى.
ومثل هذه الإضافة في تقدير الأطراح فلا يُنوى مع الحذف] (1) والله أعلم (2).
"ص":
ومثل "إذ"(3) معنى كـ"إذا" أضيفا
…
للجملتين وافتحن تخفيفا
وقبل فعل ماض البنا رجح
…
والعكس قبل غيره أيضا وضح
وما بـ"إذ"(4) ألحق ثم ثنى
…
فليس عن إعرابه تستغني (5)
"ش": معلوم أن "إذا" دال على زمن ماض (6) مبهم غير محدود.
فأي اسم وافقه في معناه جاز أن يضاف إلى جملة ماضية المعنى، اسمية كانت، أو فعلية نحو:"الحين" و"الوقت" و"الساعة" و"الزمان".
وكذا "اليوم"؛ لأن اليوم عند العرب لا يختص بالنهار إلا بقرينة. مثل أن يقال: "لا آتيك في يوم ولا ليلة".
(1) ع وك سقط ما بين القوسين.
(2)
سقط من الأصل ومن هـ "والله أعلم".
(3)
ع "إذ ومثل إذ".
(4)
ط "بذا".
(5)
س ش ط "يستغني".
(6)
هـ "زمن لمضى" ع وك "زمان ماض".
فإن قلت: لا آتيك يوما ولم (1) تقرنه بـ"ليلة"كان بمعنى "وقت" و"حين" قال الله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاق} (2).
وهذا لا يختص بليل ولا نهار؛ لأن المراد به وقت الاحتضار والنزع.
وإذا أضيف المحمول على "إذ" إلى جملة جاز إعرابه، وبناؤه على الفتح.
إلا أن بناءه راجح (3) إذا وليه فعل ماض كقول الشاعر:
(590)
- على حين ألهى الناس جل أمورهم
…
فندلا زريق المال ندل الثعالب
فإن كان اسم الزمان محدودا كـ"شهر" لم يجز أن يضاف إلى جملة لمباينة معناه معنى "إذ" و"إذا". فإن ثني المضاف إلى جملة أعرب.
قال ابن كيسان:
(1) ع "ولا تقرنه".
(2)
الآية رقم "30" من سورة "القيامة".
(3)
هـ "أرجح".
590 -
سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب المفعول المطلق.
والشاهد هنا قوله "حين ألهى
…
" حيث أضيف حين إلى جملة فعلية فعلها ماض فرجح بناؤه.
من قال: "أعجبني يوم زرتني" ففتح: قال في التثنية "أعجبني (1) يوما زرتني".
[وحكم بعض المتأخرين للمضاف إلى "يفعلن" ونحوه بما يحكم (2) لمتلو الماضي.
فيختار البناء في نحو: "من حين ينطلقن". كما يختاره في نحو: "من حين قام".
لوجود البناء في المضارع، كما هو موجود في الماضي] (3).
"ص":
ولا تضف "إذا" لجملة ابتدا
…
ومثلها معنى كها اجعل أبدا
وغير هذا عن قياس انعزل
…
نحو: "التلاق يوم هم"(4) فلا تهل (5)
"ش": "إذا" اسم زمان مستقبل فيه معنى الشرط -غالبا- فلذلك لا يليها إلا فعل، أو اسم بعده فعل نحو [قوله
(1) في الأصل "أعجبتني".
(2)
هـ "حكم".
(3)
سقط ما بين القوسين من الأصل ومن هـ.
(4)
ط "يومهم".
(5)
تهل: فلا تخف، الهول: المخافة من الأمر لا يدري ما هجم عليه منه.
تعالى: ] {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّت} (1).
وإذا وليها اسم بعده فعل جعل الفعل (2) المتأخر مفسرا لفعل متقدم رافع للاسم. لا يجيز سيبويه غير هذا (3).
وأجاز الأخفش ارتفاع الاسم بالابتداء (4).
وإذا أضيف اسم زمان إلى جملة مستقبلة المعنى وجب عند سيبويه (5) منع كونها اسميه، كما يمنع (6) ذلك بعد "إذا"، لإن "إذ" و"إذا" هما أصلان لكل زمان أضيف إلى جملة.
(1) الآية رقم "1" من سورة "الانشقاق".
(2)
ع وك سقط "الفعل".
(3)
قال سيبويه في الكتاب 1/ 460 في "باب ما يضاف إلى الأفعال من الأسماء":
"جملة هذا الباب أن الزمان إذا كان ماضيا إلى الفعل، وإلى الابتداء والخبر لأنه في معنى "إذ" فأضيف إلى ما يضاف إليه "إذ".
وإذا كان لما لم يقع لم يضف إلا إلى الأفعال؛ لأنه في معنى "إذا".
و"إذا" هذه لا تضاف إلا إلى الأفعال".
(4)
استدل ابن جني في الخصائص 2/ 104 وما بعدها لمذهب أبي الحسن الأخفش ومما استشهد به قول ضيغم الأسدي:
إذا هو لم يخفني في ابن عمي
…
وإن لم ألقه الرجل الظلوم
ثم قال ابن جني:
"ومعنا ما يشهد لقوله هذا شيء غير هذا
…
".
(5)
ينظر كتاب سيبويه 1/ 460.
(6)
ع وك "يمتنع".
فإذا كان معناها المضي فالموضع لـ"إذ" فيجري ذلك الاسم مجراها.
وإن كان معناها الاستقبال فالموضع لـ"إذا" فيجري ذلك الاسم مجراها.
وهذا الذي اعتبره سيبويه بديع لولا أن من المسموع ما جاء بخلافه كقوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ} (1)
وكقول سواد بن قارب رضي الله عنه (2):
(591)
- وكن لي شفيعا يوم لاذو شفاعة
…
بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
وإلى الآية والبيت أشرت بقولي:
وغير هذا عن قياس انعزل .... . . . . . . . . . .
(1) من الآية رقم "16" من سورة "غافر".
(2)
هـ سقط قوله: "رضي الله عنه".
591 -
سبق هذا البيت في باب "ما ولا وإن المشبهات بليس".
والشاهد هنا "يوم لاذو شفاعة بمغن .... " حيث أضيف "يوم" إلى الجملة الاسمية مع أن معناه الزمن المستقبل.
"ص":
و"اذهب بذي تسلم" نادرا (1) أتى (2)
…
وثن واجمعن فكل ثبتا (3)
كذا أضافوا "آية" للفعل إن
…
معنى "علامة" أبانت للفطن
وإثر "ريث" و"لدن""أن" قدرا
…
من قبل فعل نحو "من لدن سرى"(4)
"ش": يقال: "اذهب بذي تسلم" أي: بصاحب سلامتك.
وفي التثنية والجمع: "اذهبا بذي تسلمان" و"اذهبوا بذي تسلمون".
فأضافوا "ذا"(5) بمعنى: صاحب إلى هذا الفعل خاصة (6). ولا يفعل ذلك بغيره.
وكذا أضافوا "آية" بمعنى: علامة إلى الجمل الفعلية كقول الشاعر:
(1) ط "فادر".
(2)
س "أبى".
(3)
هكذا في الأصل وفي س وط، وفي ش وع وك وهـ جاء البيت كما يلي:
واذهب بذي تسلم جا وإن ترد
…
فروع فاعليه فالسمات زد
(4)
ط "من لدن ترى".
(5)
ع "إذا".
(6)
ينظر التهذيب للأزهري "ذو".
592 -
ألا من مبلغ عني تميما
…
بآية ما تحبون الطعاما
وكقول الآخر:
593 -
بآية تقدمون الخيل شعثا
…
كأن على سنابكها مداما
592 - من الوافر قاله يزيد بن عمرو بن الصعق يعير تميما بحب الطعام. ولهذا البيت قصة ذكرت في الكامل 147، والخزانة 3/ 138، ومجمع الأمثال 1/ 470. وهو من شواهد سيبويه 1/ 460.
قال سيبويه: "فـ"ما" لغو".
593 -
من الوافر نسب في كتاب سيبويه 1/ 461 للأعشى، وليس في ديوانه قال البغدادي في الخزانة 3/ 135:
"لم أره منسوبا للأعشى إلا في كتاب سيبويه".
وهو من شواهد ابن يعيش 3/ 18، وهمع الهوامع 2/ 51.
قال سيبويه:
ومما يضاف إلى الفعل أيضا قولك ما رأيته منذ كان عندي، ومنذ جاءني، ومنه أيضا آية قال:
بآية تقدمون. . . . . . . . . . .
قال الأعلم: "الشاهد فيه إضافة آية إلى "تقدمون" على تأويل المصدر أي: بآية أقدامكم الخيل. وجاز هذا فيها لأنها اسم من أسماء الفعل لأنها بمعنى علامة، والعلامة من العلم وأسماء الأفعال تضارع الزمان فمن حيث جاز أن يضاف الزمان إلى الفعل جاز هذا في "آية" فكان إضافتها على تأويل إقامتها مقام الوقت فكأنه قال: بعلامة وقت تقدمون".
وشبه ما ينصب من عرق الخيل ممزوجا بالدم على سنابكها بالمدام وهي الخمر.
والسنابك: جمع سنبك وهو مقدم الحافر.
وزعم ابن جني أن "ما" في قوله:
. . . . . . . . . . .
…
بآية ما تحبون الطعاما
مصدرية.
ونص سيبويه (1) على أنها زائدة، وأن الإضافة إلى الفعل نفسه.
وجاء عن العرب إضافة "ريث" و"لدن" إلى الفعل على تقدير "أن" المصدرية. والله أعلم (2).
(1) كتاب سيبويه 1/ 460 قال سيبويه: "فما لغو".
(2)
سقط من الأصل ومن هـ "والله أعلم".