الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: التمييز
"ص":
مزيل إبهام منكر حوى
…
معنى "من" التمييز نحو "كم لوى"
وأكثر (1) استعماله بعد العدد
…
كذا كثيرا بعد مقدار ورد
كـ"شبر ارضا" و"قفيز برا"
…
و"منوين عنجدا (2) وتمرا"
واجرره بعد ذي ونحوها إذا
…
أضفتها كـ"مد بر كال ذا"
"ش": مزيل إبهام صدق على المفعولات، والنعت الرافع للاشتراك والحال.
فخرج (3) بـ"منكر ما سوى الحال.
(1) هـ "وغالب.
(2)
العنجد: الزبيب.
(3)
ع ك "فيخرج".
وخرج الحال بقولي:
. . . . . . . . . . . حوى
…
معنى "من"(1). . . . . . . . . . .
وخرج بقولي:
مزيل إبهام. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .
اسم "لا" التبرئة فإن فيه معنى "من" لكنه ليس مزيلا لإبهام و"لوى" من قولي:
. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . "كم لوى"
منصوب المحصل (2) على التمييز، وهو من قول الشاعر:
(404)
- حثثنا (3) مطايانا فلم ندركم لوى
…
قطعنا فهل يقضي لنا بعد ذا قرب؟
ولما كان الغرض بالتمييز رفع (4) الإبهام، وكان الإبهام بعد العدد، والوزن والكيل والمساحة أكثر منه بعد ما سوى ذلك قوي داعي التمييز مع هذه فوقع بعدها أكثر من وقوعه بعد غيرها.
(1) هـ سقط "من".
(2)
ع ك هـ "في موضع نصب".
(3)
ك هـ "حثيثا" ع "حثيث".
(4)
هـ "دفع".
404 -
من الطويل.
اللوى: ما التوى من الرمل أو مسترقه.
والعدد أولى به لوجهين:
أحدهما: أن العدد قد يميز بالكيل، والوزن والمساحة نحو: عشرين "مدا" و"ثلاثين رطلا"، و"أربعين شبرا"
والثاني: أن من مميز العدد ما يجب انتصابه على التمييز كـ"عشرين درهما".
وليس من مميز الثلاثة ما يجب انتصابه.
بل مميز الثلاثة يجوز نصبه على التمييز، وجره بالإضافة إليه.
ولذا لما مثلت بـ"شبر أرضا" و"قفيز برا" و"منوين عنجدا وتمرا"(1) قلت:
واجرره بعد ذي ونحوها إذا (2)
…
أضفتها. . . . . . . . . . .
وذلك كقولك (3): "لا تحقرن ظلامة، ولو شبر (4) أرض، ولا برا ولو مد بر أو رطل ملح".
"ص":
وكالثلاثة اجعلن كل وعا
…
مميزا بالجر والنصب (5) معا
(1) سقط من الأصل "وتمرا".
(2)
في الأصل "ذي الثلاثة إذا" وهو لا يتفق مع ما ذكره في النظم أول الفصل.
(3)
ع وك "وذلك نحو قولك".
(4)
ك "ولو لشبر".
(5)
ط "بالنصب والجر".
والنصب إن لم ينو مقدار منع
…
كـ"ظرف سمن فيه ماله صنع"
"ش": المراد بالثلاثة: الكيل، والوزن والمساحة وقد أجرت العرب الأوعية مجراها في الافتقار إلى مميز يستعمل تارة منصوبا، وتارة مجرورا بشرط أن يراد المقدار.
تقول: "عندي راقود (1) خلا، وراقواد خل""وظرف سمنا، وظرف سمن"، "وحب (2) ماء، وحب ماء".
والنصب أولى من الجر؛ لأن النصب يدل على أن المتكلم أراد: أن عنده ما يملأ الوعاء المذكور، من الجنس المذكور.
وأما الجر: فيحتمل (3) أن يكون مراد المتكلم كمراده حين نصب (4).
ويحتمل أن يكون مراده بيان أن عنده الوعاء الصالح للمذكور، دون ما هو وعاء له كقولك:"اشتريت ظرف سمن فارغا" و"بعت سقاء لبن مملوءا عسلا".
(1) الراقود: دن كبير أو طويل الأسفل.
(2)
الحب: الجرة الضخمة، وغطاؤها: الكرامة، ومنه قولهم:"حبا وكرامة".
(3)
هـ "فيحمل".
(4)
ع ك "حين ينصب".
"ص":
والنصب حتم بعد ما أضيف إن
…
لم يغن عما بالمضاف قد قرن
"ش": مميز المضاف إن لم يغن عن المضاف إليه تعين نصبه.
وإن أغنى عنه جاز أن يجر بإضافة المميز إليه.
فالأول نحو: "لي ملؤه (1) عسلا".
والثاني نحو: "هو أشجع الناس رجلا"، فلك في هذا أن تقول:"هو أشجع رجل".
وليس لك في الأول أن تقول: "لي ملء عسل".
"ص":
وانصبه بعد أفعل التفضيل
…
إن وافق الفاعل بالتأويل
وانصبه بعد ما بـ"مثل" جر أو
…
"ملء" وما ضاهاهما كما قضوا
وبعد كل ما اقتضى تعجبا
…
فشا كـ"أكرم بأبي بكر أبا"
"ش": إذا حسن موضع أفعل التفضيل المذكور بعده (2) نكرة: فعل من لفظه ومعناه، وصلح أن يسند إلى النكرة فهي تمييز.
فإن حسن موضعه "بعض" مضاف إلى جمع قائم مقام النكرة جرت بالإضافة.
(1) ع "ملاؤه".
(2)
هـ "بعد".
فالأول نحو: "زيد (1) أكمل فقها" فتنصب النكرة على التمييز لأنه بمعنى: كمل فقهه.
والثاني نحو: "زيد أفضل فقيه" فتضيفه لأنه يحسن أن تجعل (2) موضعه "بعضا" مضافا إلى جمع قائم مقام النكرة فتقول: "زيد بعض الفقهاء".
فمن نحو هذا احترزت بقولي:
وانصبه. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .
أي: التمييز.
. . . . . . . . . . . بعد أفعل التفضيل
…
إن وافق الفاعل بالتأويل
أي: إن كان ما بعد "أفعل" فاعلا في المعنى، كما كان "الفقه" بعد "أكمل" حين وضع موضعه "كمل".
وتقول: "لي مثل الغنم خيلا" و"ملء الجب (3) زيتا". و"مقدار الكثيب دقيقا".
فإلى هذا ونحوه (4) أشرت بقولي:
وانصبه بعد ما بـ"مثل" جر أو
…
"ملء" وما ضاهاهما. . . . . . . . . . .
(1) هـ "زيدا كمل".
(2)
في الأصل وع "يجعل".
(3)
الجب: البئر.
(4)
هـ "ونحوها".
ومن انتصابه بعد "مثل" قول الشاعر:
(405)
- فإن خفت يوما أن يلج بك الهوى
…
فإن الهوى يكفيكه مثله صبرا
وتقول: "ويل لزيد رجلا، وويحه إنسانا" و"حسبك بعمرو فارسا، وما أكرمه فتى".
وإلى هذا ونحوه أشرت بقولي:
وبعد كل ما اقتضى تعجبا
…
فشاك "أكرم بأبي بكر أبا"
والمراد بـ"أبي بكر": صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وأرضاه (1).
"ص":
واجرر بـ"من" إن شئت تمييزا (2) "سوى
…
معدود أو ما الفاعلية اقتضى
لذاك "بر" من "قفيز برا"
…
يجوز كونه بـ"من" منجرا
(1) سقط من الأصل "رضي الله عنه وأرضاه" وفي هـ "ورضي عن أبي بكر".
(2)
س ش ط "تميز سوى".
405 -
من الطويل ثاني بيتين أنشدهما ابن الأعرابي ولم يعزهما لقائل، والبيت الأول هو:
فرعت ظنابيب الهوى يوم عالج
…
ويوم اللوى حتى قسرت الهوى قسرا
لج في الأمر: تمادى، وأبى أن ينصرف عنه.
ونحو "نفس" من "تطيب نفسا"
…
جنب "من" كذاك "شبت رأسا"
"ش": كل منصوب على التمييز فيه معنى "من" وبعضه يصلح لمباشرتها، وبعضه لا يصلح.
[كما أن كل ظرف فيه معنى "في" (1) وبعضه يصلح لمباشرتها وبعضه لا يصلح](2).
وقد جعلت علامة ما لا يصلح لمباشرة "من" وقوعه بعد (3) عدد كـ"أحد عشر درهما".
وكونه فاعلا في المعنى نحو: "تطيب نفسا" و"شبت رأسا".
فإن معناهما: تطيب نفسك، وشاب رأسك.
"ص":
وعامل التمييز قدم وهو ما
…
لو أسقط التمييز كان مبهما
وإن يؤخر، وهو فعل صرفا
…
فابن يزيد بالجواز مقتفى
(1) ع سقط "في".
(2)
هـ سقط ما بين القوسين.
(3)
هـ "بعد كل عدد".
من ذاك "ماء" بعد "تحلبا"
…
و"نفسا" الذ بـ"يطيب"(1) انتصبا
"ش": عامل التمييز ما قبله من المبهمات المفتقرة إليه. ولا يتقدم على شيء منها إذا كان غير فعل كـ"عشرين درهما"، أو فعلا غير متصرف نحو:"نعم رجلا زيد".
فإن كان الفعل متصرفا، فمذهب سيبويه (2) منع التقديم أيضا نظرا إلى أنه في الأصل فاعل وقد أوهن بزوال رفعه، وإلحاقه لفظا بالفضلات، فلا يزاد وهنا بتقديمه على الفعل.
(1) في الأصل "تطيب" وفي باقي النسخ "يطيب".
(2)
قال سيبويه في الكتاب 1/ 105:
"وقد جاء من الفعل ما قد أنفذ إلى مفعول، ولم يقو قوة غيره مما قد تعدي إلى مفعول، وذلك قولك: "امتلأت ماء" "وتفقأت شحما".
ولا تقول: امتلأت، ولا تفقأته، ولا يعمل في غيره من المعارف.
ولا يقدم المفعول فيه فتقول: ماء امتلأت، كما لا يقدم المفعول فيه في الصفة المشبهة ولا في هذه الأسماء؛ لأنها ليست كالفاعل.
وذلك لأنه فعل لا يتعدى إلى مفعول، وإنما هو بمنزلة الانفعال لا يتعدى إلى مفعول نحو:"كسرته فانكسر" و"دفعته فاندفع".
فهذا النحو: إنما يكون في نفسه ولا يقع على شيء فصار "امتلأت" من هذا الضرب كأنك قلت: ملأني فامتلأت، ومثله دحرجته فتدحرج.
وإنما أصله امتلأت من الماء، وتفقأت من الشحم، فحذف هذا استخفافا".
ومذهب المازني (1)، والمبرد (2)، والكسائي جواز تقديمه؛ لأن الفعل عامل قوي بالتصرف، فمنع تقديم معموله، وليس فاعلا في اللفظ لا موجب له.
(1) جاء في هامش النسخة "65" نحو دار الكتب المصرية من كتاب سيبويه عند قول سيبويه: "ومثل ذلك في الكلام قوله تبارك وتعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا} 1/ 108: "المازني يرى وهو القياس في التمييز ما يراه في الحال من التقديم إذا كان العامل فعلا فيقول: "شحما تفقأت" و"عرفا تصببت".
وأنشدني أبو عثمان للمخبل في تقديم التمييز.
أتهجر ليلى للفراق حبيبها
…
وما كان نفسا بالفراق تطيب
قال أبو إسحاق: الرواية: وما كان نفسي".
وقال ابن جني في الخصائص 2/ 384:
"ومما يقبح تقديمه: الاسم المميز وإن كان الناصبه فعلا متصرفا، فلا نجيز "شحما تفقأت" ولا "عرقا تصببت" فأما ما أنشده أبو عثمان وتلاه فيه أبو العباس من قول المخبل: أتهجر ليلى
…
فتقابله برواية الزجاجي وإسماعيل بن نصر وأبي إسحاق "وما كان نفسي" فرواية برواية والقياس من بعد حاكم".
(2)
قال المبرد في المقتضب 3/ 36 وما بعدها:
"واعلم أن التبيين إذا كان العامل فيه فعلا جاز تقديمه لتصرف الفعل
…
وهذا لا يجيزه سيبويه لأنه يراه كقولك: "عشرون درهما".
و"هذا أفرههم عبدا" وليس هذا بمنزلة ذلك لأن عشرين درهما إنما عمل في الدرهم ما لم يؤخذ من الفعل ألا ترى أنه يجيز "هذا زيد قائما" ولا يجيز "قائما هذا زيد" لأن العامل غير فعل
…
فلذلك أجزنا تقديم التمييز إذا كان العامل فعلا.
وهذا رأي أبي عثمان المازني. وقال الشاعر فقدم التمييز:
أتهجر ليلى للفراق حبيبها
…
وما كان نفسا بالفراق تطيب
ولو كانت الفاعلية الأصلية موجبة للتأخير مانعة من التقدم (1) لعمل بمقتضى ذلك في نحو: "أذهبت زيدا".
فكان لا يجوز أن يقال: "زيدا أذهبت": لأن أصله: ذهب زيد ولا خلاف في أن ذلك جائز، فكذلك ينبغي أن يحكم بجواز (2)"صدرا ضاق زيد" وما أشبهه.
ومن شواهد ذلك قول الشاعر:
(406)
- ولست إذا ذرعا أضيق بضارع
…
ولا يائس عند التعسر من يسر
ومثله قول الآخر:
(407)
- وواردة كأنها عصب القطا
…
تثير عجاجا بالسنابك أصهبا
(408)
- رددت بمثل السيد نهد مقلص
…
كميش إذا عطفاه ماء تحلبا
(1) كـ"التقديم".
(2)
في الأصل "نحو أو صدرا".
406 -
من الطويل قال العيني 3/ 233 ما وقفت على اسم قائله.
ذرعا: الذرع بسط اليدين. وضقت بالأمر ذرعا: لم أطقه ضارع: ذليل.
407، 408 - بيتان من الطويل لربيعة بن مقروم الضبي "المفضليات 176" من قصيدة. والبيتان من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ ص 359، وفي شرح التسهيل 2/ 132.
الواردة: أراد بها قطيع الخيل. عصب القطا: جماعاتها. عجاجا: غبارا. الأصهب: الأحمر. السنابك: أطراف مقدمات الحوافر. السيد: الذئب. نهد: ضخم. مقلص: طويل القوائم ممحوصها. الكميش: الجاد في عدوه.
عطفاه: جانباه. تحلب: سال.
[ومثله قول الآخر](1):
(409)
- أتهجر ليلى للفراق حبيبها
…
وما كان نفسا بالفراق يطيب (2)
وإلى هذين (3) أشرت بقولي:
من ذاك "ماء" بعده (4)"تحلبا"
…
و"نفسا" الذب "يطيب" انتصبا
[ومثلهما:
(1) هـ سقط ما بين القوسين
(2)
في الأصل "تطيب".
(3)
هـ "وإلى هذا".
(4)
ع "بعد".
409 -
من الطويل اختلف في قائله والراجح أنه للمخبل السعدي "هامش كتاب سيبويه 1/ 108، الخصائص 2/ 384، المقتضب 3/ 36" ونقل أبو الحسن أنه لأعشى همدان وأن الرواية في الديوان.
أتؤذن سلمى بالفراق حبيبها
…
ولم تك نفسي بالفراق تطيب
"العيني 3/ 235".
(410)
- ونارنا لم ير نارا مثلها
(411)
- قد علمت ذاك معد كلها
نارا: (1) تمييز] والله أعلم (2).
(1) سقط من ع وك ما بين القوسين كما سقط من هـ.
(2)
هكذا في ع وك وسقط من الأصل ومن هـ "والله أعلم".
410، 411 - معد بن عدنان: أبو العرب.