الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل:
"ص":
وما يلي المضاف يأتي خلفا
…
عنه في الإعراب إذا ما حذفا
وفي سوى الإعراب قد ينوب ما
…
يبقى كـ"دارنا" نأوا إلى الحمى"
وقد يزيلون مضافين معا
…
كـ"تجعلون (1) رزقكم" فاستمعا
فحذف "الشكر"(2) وقبله بدل
…
وذا كثير حيث لا يخشى خلل
(1) ط "يجعلون".
(2)
ع "الشك".
"ش": ما يلي المضاف: هو المضاف إليه.
والغرض بهذا الكلام هو الإعلام بأن المضاف قد يحذف ويقام المضاف إليه مقامه في الإعراب كقوله تعالى (1): {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} (2) أي: حب العجل.
وكما يقوم المضاف إليه مقام المضاف في الإعراب يقوم مقامه في التذكير كقول الشاعر:
(608)
- يسقون من ورد البريص عليهم
…
بردى يصفق بالرحيق السلسل
"بردى" مؤنث، فكان حقه أن يقول:"تصفق".
لكنه أراد: ماء بردى.
فحذف المضاف وهو مذكر، وقام مقامه في التذكير.
(1) من الآية رقم "93" من سورة "الإسراء".
(2)
هـ سقط بكفرهم.
608 -
من الكامل من قصيدة لحسان بن ثابت رضي الله عنه في مدح آل جفنة ملوك الشام "الديوان ص 309"والضمير في "يسقون" يعود إلى أولاد جفنة وقد ورد اسمهم في بيت سابق.
البريض: موضع بدمشق يصفق: ينقل من إناء لآخر ليصفي والباء في بالرحيق للمصاحبة أي: ممزوجا بالخمر الصافية.
السلسل: السهل الانحدار السائغ الشرب.
ويروى "كأسا تصفق" وعليه فلا شاهد.
المضاف إليه. وإن كان مؤنثا، كما قام مقامه في الإعراب.
وضد ذلك قول الآخر:
(609)
- مرت بنا في نسوة خولة
…
والمسلك من أردانها نافحه
أراد: ورائحه (1) المسك من أردانها نافحة.
فحذف "الرائحة" وأقام "المسك" مقامها في التأنيث، كما قام مقامها في الإعراب.
ومن قيام الباقي مقام المحذوف في حكمه قول النبي صلى الله عليه وسلم (2):
"إن هذين حرام على ذكور أمتي"(3).
أراد: إن استعمال هذين.
فحذف "الاستعمال" وأقام "هذين" مقامه، فأفرد الخبر.
(1) ع "أراد رائحة" فسقطت الواو
(2)
في الأصل وهـ "عليه السلام".
(3)
أخرجه أبو داود في اللباس 10، والترمذي في اللباس 1، والنسائي في الزينة 40، وابن ماجه في اللباس 19.
609 -
من السريع.
الأردان: جمع "رُدْن": أصل الكم.
ومنه قوله (1) تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ} (2).
أي: أهل القرى.
فحذف (3)"الأهل" وأقيمت "القرى" مقامهم، فعاد إليها ضمير الذكور العقلاء، كما كان يعود إلى الأهل.
ومثل هذا:
. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . "دارنا نأوا". . . . . . . . . . .
[أي (4): أهل دارنا نأوا](5).
ومن ذلك قيام المعرفة المضاف إليها مثل مقامه في الحالية، والتركيب مع "لا".
فالحالية كقولهم: "تفرقوا أيادي سبا" أي: مثل أيادي سبا.
فحذف "مثل" وخلفه "أيادي سبا" في الحالية، والحالية لا تصح (6) لغير نكرة.
(1) ع وك "ومنه قال الله تعالى".
(2)
من الآية رقم "56" من سورة "الكهف".
(3)
ع وك "فحذفت".
(4)
هـ سقط ما بين القوسين.
(5)
ع وك سقط "نأوا".
(6)
ع وك "لا يصح".
والتركيب (1) مع "لا" كقوله عليه السلام (2):
"إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده"(3).
[وفيه بحث مستوفًى في باب "لا"](4).
وقد يضاف إلى مضاف فيحذف الأول والثاني، ويبقى الثالث. كقوله تعالى:{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} (5).
أي: وتجعلون بدل شكر رزقكم تكذيبكم.
وكذا قوله تعالى: {تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} (6).
أي: كدوران عين الذي يُغشى عليه من الموت.
ومنه قول الشاعر (7):
(1) ع سقط "والتركيب".
(2)
ع وك "كقوله صلى الله عليه وسلم".
(3)
سبق الحديث عن هذا الحديث في "باب لا العاملة عمل إن".
(4)
سقط ما بن القوسين من الأصل.
(5)
من الآية رقم "82" من سورة "الواقعة"
(6)
من الآية رقم "19" من سورة "الأحزاب".
(7)
ع وك "ومنه قول الشاعر الكلحبة اليربوعي".
(610)
- فأدرك إبقاء (1) العرادة ظلعها (2)
…
وقد جعلتني من حزيمة إصبعا
أراد: ذا (3) مسافة إصبع.
"ص"(4):
وربما أبقي ثان وحذف
…
تاليه والمتلو فاعرف واعترف
وربما جروا (5) الذي يبقي (6) كما
…
قد كان قبل حذف ما تقدما
(1) ع "إذ قال". ك "إرقال".
(2)
ع "طلعها".
(3)
ع وك سقط "ذا".
(4)
سقطت علامة النظم "ص" من هـ كما سقطت علامة الشرح "ش" فاختلط الكلام لعدم وضع النظم في صورته.
(5)
هـ وط وس وش "جر".
(6)
ط "أبقى".
610 -
من الطويل من أبيات قالها الكلحبة اليربوعي "المفضليات 32" وفي البيت روايات منها رواية المصنف وهي رواية الأخفش عن الأصمعي. ورواية أبي زيد في النوادر ص 153:
وأدرك إبقاء العرادة كلمها .... . . . . . . . . . .
وفي رواية "إرقال" موضع "إبقاء" والإرقال هو السير السريع، والإلقاء: بقية القوة. والعرادة: اسم فرس الكلحبة. حزيمة: هو حزيمة بن طارق رئيس بني تغلب. الظلع في الإبل بمنزلة العرج اليسير، ولا يكون في ذي الحافر إلا استعارة.
يقول: تبعت حزيمة في هربه فلما قربت منه أصاب فرسي عرج فتخلفت عنه، ولولا عرجها لما أسره غيري.
لكن بشرط أن يكون ما حذف
…
مماثلا لما عليه قد عطف
كمثل: "ما كل فتى لبيبا
…
ولا جميل وجهه حبيبا
"ش": أنشد أبو علي رحمه الله (1):
(611)
- فإنك منها والتعذر بعدما
…
لججت وأقوت (2) من أميمة دارها
(612)
- كشبه (3) التي ظلت تسبع (4) سؤرها
…
وقالت حرام أن يرجل جارها
(1) ع وك سقط "رحمه الله"
(2)
ع "واتون"
(3)
ك "كنعت".
(4)
ع "تسيغ".
611، 612 - من الطويل من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي "ديوان الهذليين 1/ 26" وروايته:
. . . . . . . . . . .
…
لججت وشطت من فطيمة دارها
كنعت. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .
اللجاجة: الخصومة، أقوت الدار: خلت.
تسبع: تغسل سبع مرات، السؤر: البقية والفضلة.
يخاطب قلبه قائلا: إنك واعتذارك من حب هذه المرأة بمنزلة تلك التي قتلت قتيلا وضمت بزه وسلاحه وفي الوقت نفسه تحرجت أن تستضيف ضيفا ترجل شعره وغسلت إناءها سبع مرات لما ولغ فيه الكلب.
وقال فيه (1) أبو علي:
أراد: (2) ذا سؤر كلبها
فحذف المضاف إلى "سؤر" والمضاف إليه "سؤر".
وقد يحذف المضاف، ويبقى المضاف إليه مجرورا بشرط أن يكون المحذوف معطوفا على مثله لفظا ومعنى كقولي:
. . . . . . . . . . . ما كل فتى لبيبا
…
ولا جميل وجهه حبيبا
أي: ولا كل جميل وجهه حبيبا.
فحذفت "كلا"(3) المضاف إلى "جميل" لأنه معطوف على "كل" المضاف إلى "فتى".
ومثل هذا كثير، ومنه قول الشاعر:
(613)
- أكل امرئ تحسبين امرأ
…
ونار توقد بالليل نارا؟
(1) ع "فيها".
(2)
ع سقط "أراد".
(3)
ع وك "فحذف كل".
613 -
من البحر المتقارب قاله أبو داود الإيادي "الديوان ص 353".
ونسبه أبو العباس المبرد في كامله لعدي بن زيد العبادي في موضعين ص 163، 489 "طبع ليبسك" وفي حواشيه: الصحيح =
"ص":
ويحذف الثاني فيبقى (1) الأول
…
كحاله إذا به يتصل
بشرط عطف وإضافة إلى (2)
…
مثل الذي له أضفت الأولا
= أنه لأبي داود الإيادي. ونسب في كتابه سيبويه 1/ 33 إلى أبي دواد.
والشاهد قوله: "ونار" حيث حذف المضاف وهو "كل" وأبقى المضاف إليه مجرورا كما كان قبل الحذف.
والذي سهل ذلك كون المضاف المحذوف معطوفا على مماثله وهو "كل" في قوله":
أكل امرئ. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .
وإنما قدر مجرورا بـ"كل" محذوفة، ولم يجعل مجرورا بالعطف على "امرئ" المجرور بإضافة "كل" إليه لئلا يلزم العطف على معمولي عاملين مختلفين.
لأن "امرأ" المجرور معمول لـ"كل" و"امرأ" المنصوب معمول لـ"تحسين" على أنه مفعول ثان له، ومفعوله الأول "كل امرئ" مقدم عليه.
فلو عطفت "نار" المجرورة على "امرئ" المضاف إليه "كل" وعطفت "نارا" المنصوبة" على "امرأ" المنصوب لزم أن يعطف بحرف واحد شيئان على معمولي عاملين مختلفين.
وهذا ممتنع لأن العاطف نائب عن العامل وعامل واحد لا يعمل جرا ونصبا ولا يقوى أن ينوب مناب عاملين.
هذا مذهب سيبويه، والمبرد، وابن السراج، وهشام، وابن مالك وذهب الأخفش والكسائي والفراء، والزجاج إلى الجواز والتقدير عندهم "أتحسبين كل امرئ امرأ، وكل نار نارا"؟
(1)
ط "ويبقى".
(2)
ع "إذا".
كمثل: "خذ نصف وربع ما حصل"
…
وبعضهم بدون عطف ذا فعل
"ش": قد يحذف المضاف إليه مقدرا وجوده فيترك المضاف على ما كان عليه قبل الحذف.
وأكثر ما يكون ذلك مع عطف مضاف إلى مثل المحذوف على المضاف إلى المحذوف كقول بعض العرب: "قطع الله يد ورجل من قالها"(1).
وكقول الشاعر:
(614)
-[إلا علالة أو بدا
…
هة سابح نهد الجزاره
(1) هذا في كل النسخ والمثال الذي رواه الفراء عن العرب "قطع الله الغداة يد ورجل من قاله" هكذا سمعه الفراء من أبي ثروان العكلي وذكره في كتاب المعاني 2/ 322.
614 -
هذا بيت من قصيدة للأعشى من مجزوء الكامل يخاطب بها شيبان ابن شهاب وقبله: "الديون ص 78":
وهناك يكذب ظنكم
…
إلا اجتماع ولا زيارة
ولا براءة للبري
…
ء ولا عطاء ولا خفاره
العلالة: بقية جري الفرس
البداهة: أول جري الفرس
السابح: الفرس السريع
النهد: المرتفع
الجزارة: الرأس واليدان والرجلان وهذا فيما يذبح، سميت بذلك لأن الجزار يأخذها مقابل الذبح.
قد يفعل هذا دون عطف.
فمن ذلك ما حكى الكسائي من قول بعض العرب: "أفوق تنام أم أسفل"(1) بالنصب على تقدير وجود المضاف إليه.
كأنه قال: أفوق هذا تنام أم أسفل منه.
ومثله قول الشاعر: ] (2)
(615)
- ومن قبل نادى كل مولى قرابة
…
فما عطفت مولى عليه العواطف
وقد جعل الأخفش من هذا القبيل قولهم: "لا غير" فزعم أن ضمة الراء ضمة إعراب.
وليس ما ذهب إليه ببعيد [إذا كان قبله مرفوع](3).
ومن هذا القبيل قول الراجز:
(616)
- خالط من سلمى خياشيم وفا
(1) قال ابن جني في الخصائص 2/ 365:
"وحكى الكسائي: "أفوق تنام أم أسفل" حذف المضاف ولم يبن، وسمع أيضا "لله الأمر من قبلٍ ومن بعدٍ" فحذف ولم يبن".
(2)
سقط ما بين القوسين من هـ.
(3)
سقط ما بين القوسين من الأصل ومن هـ.
615 -
سبق الحديث عن هذا الشاهد.
616 -
سبق الحديث عن هذا الشاهد.
وقد ذكر [وا (1) من هذا القبيل قراءة ابن محيصن (2)"فلا خوفُ عليهم (3) ولا هم يحزنون"(4).
على تقدير: فلا (5) خوف شيء عليهم] (6).
"ص":
وظرف أو شبيهه قد يفصل
…
جزأي إضافة وقد يستعمل
فصلان في اضطرار (7) بعض الشعرا
…
وفي اختيار (8) قد أضافوا المصدرا
لفاعل من بعد مفعول حجز
…
كقول بعض القائلين للرجز
(1) هـ "ذكر".
(2)
محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي مقرئ أهل مكة، أحد القراء الأربعة عشر توفي 123 هـ.
(3)
وردت هذه العبارة في أكثر من آية منها الآية رقم "38" من سورة "البقرة" والآية "69" من سورة "المائدة" والآية رقم "48" من سورة "الأنعام" والآية "35" من سورة "الأعراف" والآية رقم "13" من سورة "الأحقاف".
(4)
ع وك سقط "ولا هم يحزنون".
(5)
هـ "ولا".
(6)
سقط ما بين القوسين من الأصل.
(7)
ع وك "باضطرار".
(8)
ع "وباختيار".
"يفرك حب السنبل الكنافج
…
في القاع (1) فرك القطن المحالج"
وعمدتي قراءة ابن عامر
…
وكم لها من عاضد وناصر (2)
مثل ذا مع اسم مفعول ورد
…
كـ"مخلف"الوعد محق ذو نكد" (3)
"ش": الفصل بالظرف والجار والمجرور بين المضاف والمضاف إليه كثير فمن ذلك قول الشاعر:
(617)
- كما خط الكتاب بكف -يوما-
…
يهودي يقارب أو يزيل
(1) ط "بالقاع".
(2)
ط "ناصيري".
(3)
جاء قبل هذا البيت في ك بيت آخر هو:
وفصل تابع وفاعل ندر في الشعر والفصل بـ"إما" مغتفر وقد جاء هذا البيت في كل النسخ بعد بيتين من موضعه في ك وجاء شرحه هناك.
617 -
قال أبو حية النمير من قصيدة من البحر الوافر "سيبويه 1/ 91" أمالي الشجري 2/ 250، الإنصاف 2/ 432، شرح التسهيل للمصنف 2/ 182 شرح عمدة الحافظ 384، همع الهوامع 2/ 52، المقاصد النحوية 3/ 270 الخزانة 2/ 253، الأزهار الزينية 105.
وخص اليهود لأنهم كانوا أهل كتاب حينئذ.
يقارب يضم بعض ما يكتبه إلى بعض يزيل: يبعد بين ما يكتب.
وقال آخر:
(618)
- هما أخوا في الحرب من لا أخاله
…
إذا خاف يوما نبوة فدعاهما
وقد يقع بينهما فصلان كقول الشاعر:
(619)
- كأن أصوات من إيغالهن بنا
…
أواخر الميس أصوات الفراريج
فهذا وما قبله لا يجوز في الاختيار بل هو مخصوص بالاضطرار لوجهين:
أحدهما: أنه فصل بما لا يتعلق بالمضاف فتمحضت أجنبيته.
الثاني: أنه فصل بحرف جر أو بما فيه معنى حرف جر مع كون المضاف مقتضيا للجر.
ففي إيلائه ظرفا أو حرف جر يلاقي (1) مقتضى جر (2).
(1) في الأصل "تلاقي".
(2)
ع وك "الجر".
618 -
سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب الأفعال الرافعة الاسم الناصبة الخبر وقائلته درنا بنت عبعبة من بني قيس بن ثعلبة "الحماسة 1083 العيني 3/ 472، شرح ابن يعيش 3/ 21 الإنصاف 251".
619 -
من البسيط من قصيدة لذي الرمة "الديوان 766" وروايته:
. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . أنقاض الفراريج
الإيغال: الإبعاد.
أواخر: جمع آخرة والمقصود بها هنا العود الذي في آخر الرجل الذي يستند إليه الركب.
الميس: شجر يتخذ منه الرحال والأقتاب.
يريد: أن رحالهم جديدة وقد طال سيرهم، فبعض الرحل يحك بعضا فيحدث مثل أصوات الفراريج من اضطراب الرحال لشدة السير. "ينظر أسرار البلاغة للجرجاني 102.
بخلاف إضافة (1) المصدر إلى الفاعل مفصولا بينهما بمفعول المصدر فإن المحذورين فيها مأمونا مع أن الفاعل كجزء من عامله فلا يضر فصله؛ لأن رتبته منبهة عليه.
والمفعول بخلاف ذلك.
فعلم بهذا أن قراءة ابن عامر (2) رحمه
(1) ع إضافته".
(2)
يقصد في الآية رقم "137" من سورة "الأنعام" وهي: "وكذلك زُيِّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم".
قرأ القراء -ما عدا ابن عامر- بفتح الزاي والياء من "زَيَّنَ" مبنيا للفاعل.
ونصب "قتل" به. و"أولادهم" بالخفض على الإضافة، و"شركاؤهم" بالرفع على الفاعلية بـ"زَيَّنَ".
وهي قراءة واضحة والمعنى: زين لكثير من المشركين شركاؤهم قتل أولادهم بنحرهم لآلهتهم، أو بالود خوف العار أو العيلة.
وقرأ: ابن عامر "زُيَّنَ" -بضم الزاي، وكسر الياء- بالبناء للمجهول. و"قتل" بالرفع على النيابة عن الفاعل.
و"أولادهم" بالنصب على المفعول بالمصدر.
و"شركائهم" بالخفض على إضافة المصدر إليه فاعلا.
قال في إتحاف البشر 217:
"وهي قراءة متواترة صحيحة، وقارئها ابن عامر أعلى القراء السبعة سندا وأقومهم".
الله (1) غير منافية لقياس العربية.
على أنها لو كانت منافية له لوجب قبولها لصحة نقلها، كما قبلت أشياء تنافي القياس بالنقل، وإن لم تساو (2) صحتها صحة القراءة المذكورة ولا قاربتها كقولهم:"استحوذ" وقياسه: "استحاذ"(3).
وكقولهم: "بنات ألببه" وقياس: "ألبه".
وكقولهم: "هذا جُحْرُ ضَبٍّ خربٍ" وقياسه: "خربٌ" وكقولهم: "لَدُنْ غدوةً" بالنصب وقياسه: الجر وأمثال ذلك كثيرة.
ومثل ما تضمنته قراءة ابن عامر (4) قول الطرماح:
(1) سقط من الأصل ومن هـ "رحمه الله".
(2)
هـ "يساو".
(3)
هـ "وقياسيا يستحاذ".
(4)
سلك المصنف رحمه الله في هذه المسألة طريق الكوفيين، وجرى على ما عهد فيه من استدلال بكل قراءة، ودفاع عن القراء.
قال في شرح التسهيل 2/ 182:
"الفصل بمعمول المضاف إذا لم يكن مرفوعا جديرا بأن يكون جائزا في الاختيار ولا يختص بالاضطرار".
ثم قال:
"وأقوى الأدلة على ذلك قراءة ابن عامر رضي الله عنه "وكذلك زُيِّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم"؛ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لأنها ثابتة بالتواتر، ومعزوة إلى موثوق بعربيته قبل التعلم، فإنه من كبار التابعين، ومن الذين يُقتدى بهم في الفصاحة، كما يُقتدى بمن في عصره من أمثاله الذين لم يعلم عنهم مجاورة للعجم يحدث بها اللحن.
ويكفيه شاهدا على ما وصفته به أن أحد شيوخه الذين عول عليهم في قراءة القرآن عثمان بن عفان رضي الله عنه وتجويز ما قرأ به في قياس التجويز قوي، وذلك لأنها قراءة اشتملت على فصل بفضلة بين عاملها المضاف إلى ما هو فاعل فحسن ذلك ثلاثة أمور:
أحدها: كون الفاصل فضلة، فإنه بذلك صالح لعدم الاعتداد به.
الثاني: كونه غير أجنبي لتعلقه بالمضاف.
الثالث: كونه مقدر التأخير من أجل أن المضاف إليه مقرر التقدم بمقتضى الفاعلية المعنوية.
فلو لم تستعمل العرب الفصل المشار إليه لاقتضى القياس استعماله؛ لأنهم قد فصلوا في الشعر بالأجنبي كثيرا، فاستحق الفصل بغير أجنبي أن يكون له مزية فحكم بجوازه.
هكذا قبل المصنف قراءة ابن عامر، ودافع عنها، ولم يمنعه من ذلك موقف العداء الذي وقفه بعض العلماء منها، حين رفضوها، واتهموا صاحبها بالجهل، ورموه بالخطأ واللحن، والبعد عن قياس العربية كما فعل الزمخشري في الكشاف وابن الأنباري في الإنصاف.
ومما قاله الزمخشري في الكشاف 2/ 42:
"وأما قراءة ابن عامر "قتل أولادهم شركائهم" برفع القتل، ونصب الأولاد وجر الشركاء على إضافة القتل إلى الشركاء والفصل بينهما بغير الظرف فشيء لو كان في مكان الضرورات وهو الشعر لكان سمجا ومردودا كما سمج ورد:
زج القلوص أبي مزاده
فكيف في الكلام المنثور؟ .
فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته؟
والذي حمله -يقصد ابن عامر- على ذلك أن رأى في بعض المصاحف "شركائهم" مكتوبا بالياء. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ثم قال الزمخشري:
ولو قرأ -يعني ابن عامر- بجر الأولاد والشركاء لأن الأولاد شركاؤهم في أموالهم لوجد في ذلك مندوحة عن هذا الارتكاب.
وقال ابن الأنباري في المسألة الستين في الإنصاف:
ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بغير الظرف وحرف الخفض لضرورة الشعر.
وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز ذلك بغير الظروف وحرف الجر.
أما الكوفيون فقد احتجوا بقراءة ابن عامر -أحد القراء السبعة- "وكذلك زُيِّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم".
وأما البصريون فقالوا:
إن هذه القراءة لا يسوغ لكم الاحتجاج بها؛ لأن الإجماع واقع على امتناع الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول في غير ضرورة الشعر والقرآن ليس فيه ضرورة.
وإذا وقع الإجماع على امتناع الفصل بينهما في حال الاختيار سقط الاحتجاج بها على حالة الاضطرار.
قال الأنباري:
ولو كانت هذه القراءة صحيحة لكان ذلك من أفصح الكلام.
وفي وقوع الإجماع على خلافه دليل على وهي هذه القراءة.
وكان المنهج الحق يطالب أمثال هؤلاء العلماء بالنظر في القراءة نفسها، فمتى صح سندها، ووافقت أحد المصاحف العثمانية -ولو احتمالا- لا يصح ردها، وتفضيل القاعدة النحوية عليها.
فإنه لا ينبغي أن يقاس القراءة على شيء! بل الواجب أن يقاس عليه، فهو النص الصحيح الثابت المتواتر.
وليس هناك نص مما يستشهد به يشبهه في قوة إثباته، وتواتر روايته والقطع بصحته.
والرواية إذا ثبت عن أئمة القراءة لم يردها قياس عربية، ولا فشو لغة؛ لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها.
(620)
- يطفن بحوزي المراتفع لم يرع
…
بواديه من قرع- القسي الكنائن
وأنشد الأخفش (1):
(621)
- فزججته بمزجة
…
زج القلوص أبي مزاده
(1) ينظر تعليق الأخفش على كلام سيبويه عند قوله: "ولا يجوز يا ساق الليلة أهل الدار إلا في شعر" فقد جاء في حاشية كتاب سيبويه مخطوطة دار الكتب المصرية رقم 65 نحو:
"قال أبو الحسن: سمعت عيسى بن عمر ينشد:
فزججتها بمزجة
…
زج القلوص أبي مزاده"
وقد رد الفراء "2/ 81" معاني القرآن" هذه الرواية وقال: هذا باطل والصواب "زج القلوص أبو مزاده".
620 -
من قصيدة من الطويل للطرماح في وصف بقر الوحش "الديوان 169".
الحوزي: فحلها وهو في الأصل المتوحد.
لم يرع بواديه: لم يفزع بالوادي الذي هو فيه، ويرع مبني للمجهول.
وضبط "ترع" في الديوان وفي اللسان بالبناء للفاعل، وبالتاء.
621 -
من مجزوء الكامل أنشده الأخفش ولم ينسبه، ولم يعزه الفراء في معاني القرآن 1/ 351 ولا ثعلب في مجالسه 152 ولا غيرهما ممن استدل به من العلماء.
وفي الخزانة 2/ 251 قال ابن خلف: هذا البيت يروى لبعض المدنيين المولدين. وهو قول الفراء في معاني القرآن 2/ 81.
زججته: طعنته بالزج وهي الحديدة أسفل الرمح. القلوص: الناقة الشابة.
وأنشد الأزهري لأبي جندل الطهوري في صفه جراد:
(622)
- يفرك حب السنبل الكنافج
(623)
- بالقاع فرك القطن المحالج
[وأنشد أبو عبيدة:
(624)
- وحلق الماذي والقوانس
(625)
- فداسهم دوس الحصاد الدائس] (1)
وأنشد أبو العباس ثعلب بجر "مطر" من قول الشاعر (2):
(626)
- لئن كان النكاح أحل (3) شيء
…
فإن نكاحها مطر حرام
(1) هـ سقط ما بين القوسين.
(2)
ع وك "قول الأحوص".
(3)
هـ "أجل".
622، 623 - من الرجز المسدس قال ابن سيده: سنبل كنافج: مكتنز ينظر "تهذيب اللغة للأزهري 10/ 419" والضمير في يفرك يعود إلى الجراد.
624، 625 - رجز نسبة العيني 3/ 461 لعمرو بن كلثوم.
الحلق: الدروع الماذي والماذية من الدروع: البيضاء
القوانس: جمع قونس وهو أعلى البيضة من الحديد.
626 -
من الوافر قاله الأحوص الأنصاري -عبد الله بن محمد- "الديوان 173".
[أي: نكاح مطر إياها](1)
ولا ضرورة في هذا ولا بيت الأخفش (2)
وروى الكسائي نصب "الدراهم" وجر "تنقاد" من قول الشاعر:
(627)
- تنفي يداها الحصى في كل هاجرة
…
نفي -الدراهيم (3) - تنقاد الصياريف
وأنشد غيره من أئمة العربية:
(628)
- عتوا إذا أجبناهم إلى السلم رأفة
…
فسقناهم سوق البغاث [الأجادل](4)
(629)
-[ومن يلغ أعقاب الأمور فإنه
…
جدير بهلك آجل أو معاجل] (5)
(1) ع وك وهـ سقط ما بين القوسين.
(2)
يقصد ببيت الأخفش:
فزججته بمزجة
…
زج القلوص أبي مزاده
(3)
ع وك وهـ "الدراهم.
(4)
سقط ما بين القوسين.
(5)
سقط ما بين القوسين من الأصل.
627 -
من البسيط وهو بين مفرد في ديوان الفرزدق ص 570.
والضمير يعود لناقة الفرزدق والهاجرة: وقت اشتداد الحر في الظهر النفي: قال صاحب المحكم: كل ما رددته فقد نفيته، ونفيت الدراهم أثرتها للانتقاد وأنشد البيت. والتنقاد: من نقد الدراهم وهو التمييز بين جيدها ورديئها.
628، 629 - من البحر الطويل والرواية في جميع النسخ "عتوا" بالعين والتار وهكذا ضبطه المصنف أيضا في شرح عمدته ص 380 ونسبه لبعض الطائيين.
والأقرب من جهة المعنى أن يكون "غنوا" بالغين والنون.
عتوا: استكبروا البغاث من الطير: من يصاد ولا يصيد الأجادل: الصقور
الهلك: الهلاك.
"العيني 3/ 465، الأشموني 2/ 276، التصريح 2/ 57".
وقد فصل بالمفعول بين اسم فاعل، ومجرور بإضافته إليه في قراءة بعض القراء (1)"فلا تحسبن الله مخلف وعدَه رسلِه"(2).
ومثل ذلك قولي:
. . . . . . . . . . .
…
مخلف -الوعد- محق ذو نكد
أي: مخلف محق الوعد ذو نكد، والمحق: صاحب الحق.
ومثله قول الشاعر:
(630)
- ما زال يوقن من يؤمك بالغنى
…
وسواك مانع -فضله- المحتاج
(1) قال الزمخشري في الكشاف 1/ 422: "وقرئ "مخلف وعدَه رسلِه" بجر الرسل ونصب الوعد" وينظر شرح هذه الآية في تفسير روح المعاني للألوسي 13 ص 252، 253.
(2)
من الآية رقم "47" من سورة إبراهيم.
قال الزمخشري: في الكشاف 1/ 422 بولاق:
"وقرئ "مخلف وعدَه رسلِه" بجر الرسل ونصب الوعد وهذه في الضعف كمن قرأ: "قتل أولادهم شركائهم".
630 -
من الشواهد المجهولة القائل وهو من البحر الكامل قال المصنف في شرح العمدة 382، ومثل قراءة من قرأ "مخلف وعده رسلِه" قول الشاعر: ما زال ....
أراد: وسواك مانع المحتاج فضله.
يؤمك: يقصدك
وغير مصدر مضافا فصلا
…
في الشعر بالمفعول أيضا فاعقلا
وفصل تابع وفاعل ندر
…
في الشعر والفصل بـ"إما مغتفر
والفصل بالندا أتي اضطرارا
…
وباليمين قد أتى اختيارا
من نادر الفصل: الفصل (1) بالمفعول بين مضاف ليس مصدرا، ومضاف إليه [كقول الشاعر:
(631)
- يسقي امتياحا ندى المسواك ريقتها
…
كما تضمن ماء المزنة الرصف
(1) هـ "المفصل".
631 -
من البسيط من قصيدة لجرير في مدح يزيد بن عبد الملك وهجاء آل المهلب "الديوان 386" والضبط في الديوان بكسر كاف المسواك وفتح "ريقتها".
والضمير يعود إلى "أم عمرو" في بيت سابق هو:
ما استوصف الناس من شيء يروقهم
…
إلا أرى أم عمرو فوق ما وصفوا
الامتياح: الاستياك المزنة: السحاب الامتياح: استخراج الريق بالسواك.
الرصف: جمع رصفة وهي حجارة مرصوف بعضها إلى بعض، وماء الرصف أرق وأصفى.
أراد: يسقي امتياحا ندى ريقتها المسواك
ومثال الفصل بالتابع قول الشاعر (1) لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما] (2):
(632)
- نجوت، وقد بل المرادي سيفه
…
من ابن أبي شيخ الأباطح طالب
أراد: من ابن أبي طالب شيخ الأباطح (3)
فوصف المضاف قبل ذكر المضاف إليه.
ومثال (4) الفصل بالفاعل قول الشاعر:
(1) سقط من الأصل "لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما".
(2)
هـ سقط ما بين القوسين
(3)
ع وك سقط "شيخ الأباطح".
(4)
هـ سقط "ومثال" ع وك "ومثل".
632 -
من الطويل والمرادي: عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الأباطح: جمع أبطح وهو المكان الواسع أو المسيل فيه دقاق الحصى وأراد بالأباطح: مكة المكرمة.
"شرح التسهيل للمصنف 2/ 182، وشرح العمدة 1/ 385.
همع 2/ 52، العيني 3/ 478، ابن عقيل 2/ 175".
(633)
- أنجب أيام والده به
…
إذ ولداه (1) فنعم ما ولدا (2)
أراد: أنجب والده به أيام إذ ولداه
وزعم السيرافي أن قول الشاعر:
(634)
- تمر على ما تستمر (3) وقد شفت
…
غلائل عبد القيس منها صدورها
قد فصل فيه "عبد القيس" وهو فاعل "شفت" بين "غلائل" و"صدورها" وهما مضاف ومضاف إليه.
(1) ع وك "لوالده".
(2)
ع وك "ولدا".
(3)
ع وك "يستمر".
633 -
من المنسرح قاله الأعشى من قصيدة في مدح سلامة ذا فائش والرواية في الديوان ص 171 وفي شرح عمدة الحافظ 383، وشرح التسهيل 2/ 182.
أنجب أيام والديه به
…
إذ نجلاه فنعم ما نجلا
أنجب الرجل: ولد نجيبا، نجلاه: نسلاه
وتقدير المصنف هنا هو تقدير ابن جني في المحتسب 1/ 152.
634 -
من الطويل قال البغدادي في الخزانة "2/ 250" هذا البيت مصنوع وقائله مجهول، وكذا في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري.
وقال ابن السيد: هذا البيت أنشده الأخفش.
الغلائل: جمع غليل، وهو الضغن والحقد.
شفت: مجاز من شفي المريض زال عنه المرض.
وهذا الذي قاله جائز غير متعين لاحتمال جعل "غلائل" غير مضاف إلا أن تنوينه ساقط، لكونه ممنوع الصرف.
وانجرار "صدورها" لأنه بدل (1) من الضمير في قوله "منها".
[وعلى الجملة لا يستعمل الفصل بما ليس معمولا للمضاف كـ"والده" و"عبد القيس"، ويسهل إذا كان بمعمول المضاف.
فإن كان منصوبا، أو مجرورا جاز بغير ضعف ولم يخص بالشعر. كقراءة ابن عامر، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (2):
"هل أنتم تاركو لي صاحبي".
لأن كونه معملا للمضاف يزيل أجنبيته.
وكونه غير مرفوع ولا في حكم مرفوع يسوغ نية تأخيره.
فإن كان معمولا للمضاف وهو مرفوع فالفصل به أسهل من
(1) ع وك "على أنه بدل".
(2)
أخرجه البخاري 5/ 67، 68 عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال المصنف رحمه الله في شواهد التوضيح والتصحيح ص 167:
في "تاركو لي صاحبي" شاهد على جواز الفصل دون ضرورة بجار ومجرور بين المضاف والمضاف إليه إن كان الجار متعلقا بالمضاف.
الفصل بمعمول لغير المضاف:
ومثله قول الراجز:
(635)
- ما إن وجدنا للهوى من طب
(636)
- ولا عدمنا قهر -وجد- صب
يريد: قهر صب وجد فهذا أسهل من "أنجب أيامَ والداه" لما ذكرت لك] (1).
والفصل بالنداء كقول الراجز:
(637)
- كأن برذون ابا عصام
(638)
- زيد حمار دق باللجام
أراد: كأن (2) برذون زيد يا أبا عصام حمار دق باللجام (3).
وسمع الكسائي: "هذا غلام -والله- زيد".
(1) سقط ما بين القوسين من الأصل ومن هـ.
(2)
ع وك سقط "كأن".
(3)
سقط من الأصل ومن هـ "حمار دق باللجام".
635، 636 - رجز لم ينسبه أحد ممن استشهدوا به وهو من شواهد المصنف في شرح التسهيل 2/ 182 وشرح العمدة 1/ 382، وهمع الهوامع 2/ 53، والبهجة المرضية 105، والعيني 3/ 483".
الهوى: الحب الصب: العاشق الوجد: شدة الشوق.
637، 638 - رجز لم ينسب لقائل معين البرذون: قال الجوهري: الدابة، وقال غيره: البرذون من الخيل ما ليس بعربي.
وسمع أبو عبيدة (1): "إن الشاة لتجتر فتسمع صوت -والله- ربها"(2).
ومن الفصل بـ"إما" قول الشاعر".
(639)
- هما خطتا إما إسار ومنه
…
وإما دم (3) والقتل (4) بالحر أجدر
فيمن رواه بالجر (5).
ويُروى بالرفع على حذف النون (6) للضرورة.
(1) معمر بن المثنى التيمي، البصري، النحوي قال القفظي 3/ 276 ولد سنة عشر ومائة في الليلة التي مات فيها الحسن البصري، ومات سنة إحدى عشرة ومائتين، ومؤلفاته تربو على المائة.
(2)
قال ابن الأنباري في الإنصاف 2/ 435:
"وأما ما حكى الكسائي من قولهم: "هذا غلام والله زيد" وما حكاه أبو عبيدة عن بعض العرب من قولهم: "فتسمع صوت والله ربها" فنقول:
إنما جاء ذلك في اليمين؛ لأنها تدخل على أخبارهم للتوكيد، فكأنهم لما جازوا بها موضعها استدركوا ذلك بوضع اليمين حيث أدركوا من الكلام، ولهذا يسمونها في مثل هذا النحو لغوا".
(3)
ع "ذم".
(4)
هـ "والموت".
(5)
يقصد "إسار"
(6)
قصد من "خطتا".
639 -
من الطويل واحد من أحد عشر بيتا قالها تأبط شرا ولها قصة ذكرها أبو تمام في الحماسة 1/ 36 والبغدادي في الخزانة 3/ 356 والأصفهاني في الأغاني 21/ 159 وروايته:
لكم خصة إما فداء ومنة .... . . . . . . . . . .
ولا شاهد في البيت حينئذ
وماله أضفت ماله عمل
…
قبل مضاف واغتفر (1) ذاك العمل
إن المضاف كان "غيرا" نافيا
…
كـ"عنك غير راض ابن عاديا"
المضاف إلى الشيء مكمل (2) بما أضيف إليه تكميل الموصول بصلته.
والصلة لا (3) تعمل في الموصول، ولا فيما قبله هكذا، المضاف إليه لا يعمل في المضاف، ولا فيما قبله.
فلا يجوز في نحو: "أنا مثل ضارب زيدا"(4) أن يقدم (5)"زيد" على "مثل".
فإن كان المضاف غيرا وقصد بها النفي جاز أن يتقدم عليها معمول ما أضيفت إليه كما يتقدم المنفي بـ"لا".
(1) س وش "واغتفر" وباقي النسخ "فاغتفر".
(2)
ع وك "متكمل" هـ "يكمل".
(3)
ع وك "ولا".
(4)
ع وك "زيد".
(5)
ع وك "يتقدم".
فأجازوا (1): "أنا زيدا غير ضارب" كما يقال: "أنا زيدا لا أضرب".
ومنه قول الشاعر:
(640)
- إن امرأ خصني عمدا مودته
…
على التنائي لعندي غير مكفور
فقدم "عندي" وهو معمول "مكفور" مع إضافة "غير" إليه لأنها دالة على نفي، فكأنه قال: لعندي لا يكفر. ومنه قوله تعالى: {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِير} (2)
فأن لم يقصد (3) بـ"غير"(4) نفي لم يتقدم عليه معمول ماأضيف (5) إليه.
فلا يجوز في قولك: "قاموا غير ضارب زيدا""قاموا زيدا غير ضارب" لعدم قصد النفي بـ"غير"(6). والله أعلم (7).
(1) هـ "وأجازوا"
(2)
من الآية رقم "10" من سورة "المدثر".
(3)
ع "تقصد".
(4)
ع "لغير".
640 -
من البحر البسيط قاله أبو زبيد يمدح الوليد بن عقبة ويصف نعمة أنعمها عليه مع بعده عنه ورواية الديوان ص 78
. . . . . . . . . . . عمدا مودته .... . . . . . . . . . .
جاء في اللسان: خصه بالشيء يخصه خصا وخصوصا .. أفرده به دون غيره.
ثم قال صاحب اللسان: أما قول أبي زبيد: إن امرأ. . . . . . . . . . . فإنه أراد: خصني بمودته فحذف الحرف وأوصل الفعل.
ويجوز أن يكون أراد الشاعر: خصني لمودته إياي فيكون كقول الشاعر:
وأغفر عوراء الكريم ادخاره .... . . . . . . . . . .
وهذا هو رأي ابن سيده.
(5)
ع وك "أضيف" وفي الأصل "أضيفت".
(6)
ع سقط "بغير".
(7)
ع وك وهـ سقط "والله أعلم".