الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل:
"ص":
وبعض ما يضاف حتما أفردا
…
كـ"مع" و"كل" ثم "بعض" و"عدا"
كل مضاف معنى أن يفرد لذا (1)
…
لم يصحب "ال" نقلا وحالا شذاذا (2)
وحق "مع" نصب وقد تسكن (3)
…
ونيلها الإفراد حالا يحسن (4)
واجرر أو انصب "غدوة" بعد "لدن"
…
وذا إضافة إلى سواه كن
وجوز الأخفش جر ما عطف
…
من بعد نصب "غدوة" ولم يحف (5)
والنصب أيضا قد رأى سعيد
…
فيه وعندي نصبه بعيد
وأعربت قيس "لدن" وفقعس
…
إعراب "حيث" عنهم مقتبس (6)
"ش": لما تقدم التنبيه على ما يلازم الإضافة لفظا ومعنى أردفته بالتنبيه على ما يلازمها معنى، ويفارقها لفظا في بعض الأحوال.
فمن ذلك "كل".
والمشهور في استعماله ألا يخلو من الإضافة لفظا إلا وهو مضاف معنى كقوله تعالى: {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِين} (7).
ولأجل نية إضافته لم تدخل عليه الألف واللام إلا في
(1) ط "كذا".
(2)
هـ "شددا".
(3)
س وش وط "تسكن" وفي الأصل "يسكن".
(4)
هـ "جاء لا يحسن".
(5)
ط "يحف".
(6)
ط تقتبس.
(7)
من الآية رقم "87" من سورة "النحل".
كلام المتأخرين (1).
وأجاز الأخفش تجريده من معنى الإضافة، وانتصابه حالا (2).
ووافقه أبو علي في الحلبيات.
و"بعض" كـ"كل" فيما نسب إلى كل من وقوعها حالا وأما "مع" فاسم معرب ملازم للإضافة لا ينفك عنها إلا مستعملا حالا بمعنى "جميع" كقول الشاعر:
(594)
- بكت عيني اليسرى فلما زجرتها
…
عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
(1) قال ابن الشجري في أماليه 1/ 153. "ومما يدل على صحة جواز دخول الألف واللام على "كل" و"بعض" أن أبا الحسن الأخفش حكى أنهم يقولون: "مررت بهم كلا فينصبونه على الحال، ويجرونه مجرى مررت بهم جميعا".
(2)
ينظر أمالي الشجري 1/ 153.
594 -
من الطويل نسب إلى الصمة بن عبد الله القشيري في ديان الحماسة 2/ 88، وفي مسالك الأبصار 9/ 163.
وقوله: "بكت" جواب لما في البيت قبله وهو:
ولما رأيت البشر أعرض دوننا
…
وحالت بنات الشوق يحنن نزعا
وقد ذكر القالي من القصيدة عشرة أبيات 1/ 190.
وقد نسب هذا البيت إلى المجنون وهو في ديوان 199 من قصيدة وممن نسبه إليه صاحب الأغاني 2/ 67، 6/ 5، وزهر الآداب 181، 204، وتزيين الأسواق 63، وسمط اللآلي 350، ومضارع العشاق 363، الأمالي 1/ 190 ومعجم البلدان 1/ 633، الحماسة البصرية 165، وعيون الأخبار 4/ 141، اللسان 10/ 259.
وإلى هذا أشرت بقولي:
. . . . . . . . . . .
…
ونيلها الإفراد حالا يحسن
وحكى سيبويه (1) عن العرب: "ذهب من معه".
ومثل ما حكاه سيبويه قراءة بعض القراء (2): "هذا ذكرٌ مِنْ معي، وذكرٌ مِنْ قبلي"(3).
وقال (4) الشاعر:
(595)
- فريشي (5) منكم وهواي معكم
…
وإن كانت زيارتكم لماما
[فجعلها كـ"هل" حين اضطر](6).
وزعم بعض النحويين أنها حرف إذا سكنت (7). وليس بصحيح.
(1) الكتاب 2/ 45.
(2)
منهم يحيى بن يعمر، وطلحة قرآ بتنوين "ذكر" فيهما وكسر ميم "من""مختصر ابن خالويه ص 91".
(3)
من الآية رقم "24" من سورة "الأنبياء".
(4)
سقطت الواو من الأصل ومن هـ.
(5)
ع وك "ريشي".
(6)
هـ جاء ما بين القوسين قبل بيت الشعر.
(7)
هو أبو علي الفارسي، وإنما حكم عليها بالحرفية لأنها على حرفين.
595 -
من الوافر نسب للراعي في كتاب سيبويه 2/ 45 وهو في ديوان جرير ص 506.
وانضم إلى ذلك فيها السكون فنزلت عنده منزلة "هل" و"بل". "ينظر أمالي الشجري 2/ 253".
و"عدا (1) الشيء" بالقصر، والمد ناحيته. وإفراده قليل.
و"لَدُنْ" لأول غاية زمان أو مكان، وقلما تستعمل (2) إلا ومعها "من".
وهي مبنية إلا في لغة قيس، وبلغتهم قرأ أبو بكر عن عاصم (3) قوله تعالى:{لينذر بأسا شديدا من لَدْنِه} (4).
وكانفراد قيس بإعراب "لدن" انفراد فقعس (5) بإعراب "حيث" فإن الكسائي حكى (6) أنهم يجرونها بالكسرة إذا دخل عليها حرف جر وينصبونها بالفتحة إذا لم يدخل عليها حرف جر (7).
(1) في الأصل "عداء".
(2)
ع "يستعمل".
(3)
عاصم بن أبي النجودالكوفي أحد القراء السبعة توفي سنة 127 هـ تقريبا "معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 73 وما بعدها".
(4)
من الآية رقم "2" من سورة "الكهف".
(5)
هـ "قعقس".
(6)
ع وك "حكى عنهم أنهم".
(7)
هـ سقط "جر".
ولجر "حيث" بالكسرة وجهان:
الأول: أنها أجريت مجرى ظروف الزمان في إضافتها إلى الجمل، وظروف الزمان إذا أضيفت إلى الجملة فيها وجهان الإعراب والبناء.
وعلى هذا الوجه فكسرتها حركة إعراب.
الثاني: إن من كسر "حيث في الجر بناه إلا أنه كسر على أصل التقاء الساكنين، ولم يبال الثقل، كما قالوا في "جير" و"ويب" فكسروا وإن كان قبل الآخر ياء وعلى هذا الوجه فـ"حيث" ما زالت مبنية.
وقد التزمت العرب إضافة "لدن" وجر ما يليها من الأسماء، كما يلزم انجرار كل اسم أضيف إليه اسم.
وشذ إفرادها (1) ونصب "غدوة" بعدها مع جواز جرها على القياس.
فإن عطف (2) على "غدوة" بعد أن نصبت فحكم المعطوف الجر.
لأن "غدوة" وإن لم تجر لفظا فهي في موضع جر.
وجوز سعيد بن مسعدة الأخفش نصب المعطوف. وهذا بعيد من القياس.
"ص":
و"الآل" كـ"الأهل" قليلا أفردا
…
ولسِوَى الأعلام نزرا أسندا
"ش": "الآل" إذا كان بمعنى "الشخص" فهو كـ"الشخص" في أنه يفرد كثيرا ويضاف كثيرا.
وإذا كان بمعنى "الأهل" ندر استعماله غير مضاف.
(1) ع وك "إفراده".
(2)
هـ "عطفت".
ولا يضاف إلا غير علم إلا قليلا.
وذكر أبو الزبيدي (1) أن إضافته إلى ضمير من لحن العامة (2).
والصحيح أنه من كلام العرب لكنه قليل ومنه قول الشاعر:
(596)
- أن الفارس الحامي حقيقة والدي
…
وآلي فما تحمي حقيقة آلكا (3)
فأضافه إلى الياء وإلى الكاف.
(1) محمد بن الحسن الزبيدي النحوي، أبو بكر الأندلسي، عالم بالنحو واللغة والأخبار توفي سنة 379 هـ. وزبيد كأمير، بلدة باليمن.
(2)
ينظر كتاب "لحن العوام" للزبيدي ص 14، 15 وهو مذهب الكسائي.
قال ابن السيد البطليوسي في كتاب الاقتضاب ص 6:
"وليس بصحيح لأنه لا قياس يعضده ولا سماع".
(3)
هـ "ذا لكا".
596 -
من الطويل قائله خفاف بن ندبة "الاقتضاب" في شرح أدب الكتاب ص 440".
الآل: أهل الرجل وأتباعه وأصله: أهل، أبدلت الهاء همزة فصارت أَأْل.
توالت همزتان فابدلت الثانية ألفا.
وتصغيره: أويل أو أهيل
…
قال في القاموس: ولا يستعمل إلا فيما فيه شرف غالبا فلا يقال: آل الإسكاف 3/ 331.
ومثال (1) إفراده قول الشاعر:
(597)
-[نحن آل الله في بلدتنا
…
لم نزل إلا على عهد إرم
وزعم بعض النحويين أنه لا يضاف إلا إلى علم من يعقل وقد أضيف إلى علم فرس في قول (2) الشاعر] (3).
(598)
- نجوت ولم يمنن عليك طلاقة
…
سوى ربذ التقريب من آل أعوجا
(1) ع "ومثل".
(2)
ع، ك "كقول".
(3)
هـ سقط ما بين القوسين.
597 -
من الرمل لم أعثر على من نسبه لقائل، ورواه ابن الخباز في شرح الدرة الألفية ص 32.
نحن آل الله في كعبته
…
لم يزل ذاك على دين إبراهيم
وقد تحصل مما ذكره المصنف ما يأتي:
أولا: أن "آل" إذا كان بمعنى الأهل فإضافته غالبة.
ثانيا: أن إضافته إلى ضمير من كلام العرب.
ثالثا: أنه قد يضاف غلى غير عاقل.
598 -
من الطويل قاله الفرزدق "ديوان الفرزدق إملاء محمد بن حبيب عن ابن الأعرابي طبع باريس سنة 1870 م" وفي الديوان "خرجت" في مكان "نجوت" وفي اللسان مادة "أهل""ربة" في مكان "ربذ". وفي الأغاني "شفاعة" في مكان "طلاقة".
وفي بعض نسخ الكتاب "ريد" -بالياء- وهو تحريف.
ربذ الفرس: خفت قوائمه في مشيه، والفرس الربذ: السريع الخفيف.
التقريب: نوع من السير يقارب فيه الخطو.
أعوج: فرس لبني هلال تنسب إليه الأعوجيات. وكان في الجاهلية.
"ص":
وأفردت "أي" وفي شرط بـ"ما"
…
تردف (1) غالبا فاعلم واعلما
وحيثما تضف إلى منكر
…
فهي (2) جميعه كـ"أي معشر"
وهي كـ"بعض" إن تضف لمعرفة
…
وكونه فردا أبي (3) ذو المعرفه
إلا قليلا، واشترط مع قلته
…
عطفا عليه تكف عيب وحدته
ولم تضف موصولة لنكره
…
ولمضيف ما سواها الخيره
"ش": مما (4) لا يخلو عن الإضافة إلا قليلا "أي".
وقد بينت أقسامها في باب الموصولات.
وإذا كانت شرطية وأخلي لفظها من الإضافة فالغالب
(1) في الأصل "يردف".
(2)
ط "فهو".
(3)
ط "أبا".
(4)
هـ "ما لا يخلو".
إردافها بـ"ما" كقوله تعالى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (1).
وقد تردف (2) بـ"ما" مع إضافتها لفظا كقوله تعالى: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ} (3).
وإذا تضاف إلى نكرة فهي نفس ما تضاف إليه كـ"كل" وإذا تضاف إلى معرفة فهي [بعض ما تضاف إليه](4) كـ"بعض".
ولذلك تقول (5): "أي رجلين قاما؟ " و"أي الرجلين قام؟ " فتثني (6) ضمير "أي" حيث أضيفت (7) إلى مثنى نكرة.
وأفرد حين أضيفت (8) إلى مثنى معرفة.
ولذلك لا تضاف (9) إلى معرفة مفرد إلا مع [عطف عليه، ليكون بالعطف كمثنى لفظا.
لأن معنى المفرد المعطوف عليه مثله، ومعنى المثنى واحد.
(1) من الآية رقم "110" من سورة "الإسراء".
(2)
ع وك "وقد ترد بما".
(3)
من الآية رقم "28" من سورة "القصص".
(4)
سقط ما بين القوسين من الأصل ومن ع وك.
(5)
في الأصل وهـ "يقال".
(6)
هـ "فيثنى".
(7)
، (8) ع وك "أضيف".
(9)
ع وك "يضاف".
ومثال الإفراد مع (1) العطف] قول الشاعر:
(599)
- ألا تسألون الناس أيي وأيكم
…
غداة التقينا كان خيرا وأكرما
وإلى هذا أشرت بقولي:
. . . . . . . . . . .
…
وكونه فردا أبى ذو (2) المعرفة
إلا قليلا واشترط مع قلته
…
عطفا عليه تكف عيبه وحدته
وإذا كانت "أي" موصولة وصرح بما تضاف (3) إليه، لم يكن الذي تضاف إليه (4) إلا معرفة ذكر ذلك أبو علي في التذكرة.
"ص":
"سبحان" في غير اختيار أفردا
…
ملابس التنوين أو مجردا
وشذ قول راجز رباني
…
"سبحانك اللهم ذا السبحان"(5)
(1) ع وك "إلا مع عطفها مضافة إلى معرفة ليكون ذلك خلفا عن إضافتها إلى غير مفرد ومن شواهد ذلك".
(2)
ع "ذي".
(3)
في الأصل "بما يضاف".
(4)
هـ "لم يكن المضاف إليه".
(5)
ط "ذا السبحاني".
599 -
من الطويل ذكره العيني 3/ 423، ولم ينسبه.
"ش": من الملتزم الإضافة "سبحان".
وهو اسم بمعنى التسبيح، وليس بعلم؛ لأنه لو كان علما لم يضف إلا إلى اسم واحد كسائر الأعلام المضافة.
وأخلي من الإضافة لفظا للضرورة منونا، وغير منون. فالمنون كقول الشاعر:
600 -
سبحانه ثم سبحانا يعود له
…
وقبلنا سبح الجودي والجمد
وغير المنون كقول الآخر:
601 -
أقول لما جاءني فخره
…
سبحان من علقمة الفاجر
600 - من البسيط ينسب لأمية بن أبي الصلت وهو في ديوانه ص 30، وينسبه البعض لورقة بن نوفل من أبيات قالها لكفار مكة حين رآهم يعذبون بلالا عند إسلامه "الأغاني 3/ 15، أمالي الشجري 1/ 348، 2/ 2509، معجم ما استعجم 391، الروض الأنف 1/ 125".
الجودى: جبل بالموصل، الجمد: جبل تلقاء أسنمة.
601 -
من السريع من قصيدة للأعشى ميمون هجا بها علقمة بن علاثة الصحابي رضي الله عنه ومدح ابن عمه عامر بن الطفيل ديوان الأعشى ص 94.
والفاجر: المنقاد للمعاصي.
ورواية الأصل:
. . . . . . . . . . . فخره .... . . . . . . . . . . الفاخر
وزعم (1) أبو علي (2) والزمخشري (3) أن الشاعر ترك تنوين "سبحان" لأنه علم على التسبيح فلا ينصرف للعلمية وزيادة الألف والنون.
وليس الأمر كما زعما بل ترك التنوين (4)؛ لأنه مضاف إلى محذوف مقدر الثبوت كما قال الراجز:
(602)
- خالط من سلمى خياشين وفا
(1) ع وك "وزعم الزمخشري وأبو علي".
(2)
وذكر ذلك أبو علي في كتاب الحجة في القراءات مخطوط ج 2 ورقة 79/ 1 "مصورة دار المأمون" قال: سبحان الله: إنما هو براءة الله من السوء وتطهيره منه، ثم صار علما لهذا المعنى فلم يصرف في قوله: سبحانه من علقمة
…
البيت، ونقله عنه ابن جني في الخصائص 2/ 198 قال:
سألت أبا علي عن ترك صرف "زوبر" فقال: علم على القصيدة فاجتمع فيه التعريف والتأنيث، كما اجتمع في "سبحان" التعريف والألف والنون.
(3)
قال الزمخشري في المفصل مبحث الأعلام:
"وقد أجروا المعان في ذلك مجرى الأعيان فسموا التسبح بـ"سبحان".
قال ابن يعيش 1/ 37:
"قولهم "سبحان" هو علم عندنا واقع على معنى التسبيح، وهو مصدر معناه البراءة، والتنزيه، وليس منه فعل وإنما هو واقع موقع التسبيح الذي هو المصدر في الحقيقة جعل علما على هذا المعنى، فهو معرفة لذلك ولا ينصرف للتعريف وزيادة الألف والنون".
(4)
هـ "النون".
602 -
مر هذا الشاهد قرييبا وهو من رجز للعجاج في ملحقات ديوانه ص 83.
[أراد: وفاها، فحذف المضاف إليه، وترك المضاف بهيئته التي كان عليها قبل الحذف](1).
وأمثال ذلك كثيرة سأبينها إن شاء الله تعالى (2).
وشذ دخول الألف واللام على "سبحان" والإضافة إليه فيما أنشده الشجري (3) من قول الراجز:
(603)
- سبحانك اللهم ذا السبحان
(1) سقط من الأصل ومن هـ ما بين القوسين
(2)
هـ سقط "تعالى".
(3)
الأمالي الشجرية 1/ 347 وما بعدها.
603 -
رجز ذكره ابن الشجري ولم ينسبه.
قال ابن الشجري: 1/ 347 وما بعدها:
"سبحان" اسم للتسبيح كما أن الكلام والسلام اسمان للتكليم والتسليم .... كذلك استعملوا "سبحان" في موضع التسبيح.
ثم قال:
لما صار علما للتسبيح وانضم إلى العلمية الألف والنون الزائدتان تنزل منزل "عثمان" فوجب ترك صرفه.
وقد قطعوه عن الإضافة ونونوه لأنهم نكروه، وذلك في الشعر كقول أمية بن أبي الصلت فيما أنشده سيبويه:
سبحانه ثم سبحانا يعود له
…
وقبلنا سبح الجودي والجمد
وقد عرفوه بالألف واللام في قول الشاعر:
سبحانك اللهم ذا السبحان
"ص":
واضمم بناء "غيرا"(1) أن عدمت ما
…
له أضيفت (2) ناويا ما عدما
"قبل" كها و"بعد""حسب"(3)"أول"
…
و"دون" والجهات هكذا عل (4)
وأعربوا نصبا (5) إذا ما نكرا
…
"قبلا"وما من بعده قد ذكرا
والحركات كلهن استعملا
…
إذا تقول: "ابدأ بذا من أولا"
ذو الضم مبني وغير منصرف
…
ذو الفتح والمكسور ناويا أضف
"ش": الحرف غير مستقل بالمفهومية، وغير مقصور المعنى (6) على شيء دون شيء، ولا على موجود دون معدوم، ولا على معنى دون عين.
و"غير": اسم يشابه (7) الحرف في كل ما ذكر.
(1) هـ "غير".
(2)
س ش ط ع ك "أضيف".
(3)
هـ "حيث".
(4)
س ش ط ع ك "والجهات أيضا وعل".
(5)
هـ "أيضا".
(6)
في ك "مقصور لمعنى" وفي ع "مقصودا لمعنى".
(7)
ع وك وهـ "شابه".
فمقتضى هذا الشبه أن تُبْنَى "غير" أبدا.
إلا أن هذا الشبه عارضه إضافتها، والوصف بها فأعربت ما دامت إضافتها صريحة.
فإذا قطعت عن الإضافة ونوي معنى المضاف إليه دون لفظه بنيت لزوال المعارض (1) كقولك: "فيها رجل لا غير".
ولم يعتد بالمنوي؛ لأن غير الصريح لا يساوي الصريح.
ولأن الشبه المذكور ألغي عند قوة المعارض إذ (2) كان جليا، فلا (3) يلغى إذا ضعف، وصار خفيا.
فلو نوي لفظ المضاف إليه لبقي الإعراب كقول الشاعر:
(604)
- ومن قبل نادى كل مولى قرابة
…
فما عطفت مولى عليه العواطف (4)
هكذا روته (5) الثقات بالخفض كأنه قال: ومن قبل ذلك.
(1) ع وك "لزوال العارض".
(2)
ع وك "إذا"
(3)
في الأصل وهـ "ولا".
(4)
ع "المعاطف".
(5)
ع وك وهـ "رواه".
604 -
من الطويل لم ينسب لقائل معين "دلائل الإعجاز ص 15، العيني 3/ 434 التصريح 2/ 50".
وقولنا:
"قبل" كها. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .
أي "قيل"(1) مثل غير في أنه ذو إبهام يشابه الحرف (2)، وذو إضافة تعارض (3) الشبه.
وأنه إذا قطع عن الإضافة، ونويت على الوجه المذكور زال المعارض اللفظي فبني.
وحين بني: بني على حركة ليكون (4) له مزية على مبني يلازمه البناء كـ"من" و"كم".
وكانت الحركة ضمة لأنها حركة لا يعرب بها قبل حين يعرف؛ إذ لا يكون إلا منصوبا، أو مجرورا.
والكلام (5) على "بعد" وما بعده كالكلام على "قبل" و"غير" وقولنا:
وأعربوا نصبا إذا ما نكرا
…
"قبلا" وما من بعده قد ذكرا
(1) ع وك سقط "قبل".
(2)
هـ "الحروف".
(3)
ع وك "تعارض" وفي الأصل وهـ "يعارض".
(4)
هـ "لتكون".
(5)
ع وك "فالكلام".
مثال ذلك قراءة بعض القراء (1): "لله الأمر من قبلٍ ومن بعدٍ"(2) وقول الشاعر:
(605)
- فساغ لي الشراب وكنت قبلا
…
أكاد أغص بالماء الحميم
[وقال آخر في "بعد":
(606)
- ونحن قتلنا الأسد أسد خفية
…
فما شربوا بعدا على لذة خمرا] (3)
(1) هو أبو السماك والجحدري، وعون العقيلي "البحر المحيط 7/ 162".
(2)
من الآية رقم "4" من سورة "الروم".
(3)
ع سقط ما بين القوسين.
605 -
هذا بيت الوافر قال النابغة الذبياني ورواية الديوان ص 245
. . . . . . . . . . . وكنت قدما .... . . . . . . . . . .
ونسبه في الخزانة 1/ 204 ليزيد بن الصعف، ونسبه في الدرر 1/ 176 تبعا للعيني لعبد الله بن يعرب. ورواية المصنف "فساغ" بالفاء والأقرب أن "وساغ" بالواو عطفا على نمت في البيت السابق وهو:
فنمت الليل إذا أوقعت فيكم
…
قبائل عامر وبني تميم
الماء الحميم: الماء الحار وقيل إنه من الأضداد، ولذا كانت رواية "الماء الفرات" أولى لأنه الماء العذب.
606 -
من الطويل قال العيني: لم أقف على اسم قائله.
خفية: مأسدة، وهو اسم موضع قاله ابن سيده وأنشد البيت.
وإنما أعربت هذه الأسماء في تنكيرها؛ لأنها في تنكيرها لم تخالف النظائر.
وهي في تعريفها مقطوعة عن الإضافة مخالفة للنظائر؛ لأن المعتاد فيما عرف بالإضافة كون إضافته صريحة فينضم ذلك إلى ما فيها من شبه الحرف السابق بيانه (1)، فيكتمل موجب البناء.
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن "قبلا" في قوله:
. . . . . . . . . . . وكنت قبلا .... . . . . . . . . . .
معرفة بنية الإضافة، إلا أنه أعرب لأنه جعل ما لحقه من التنوين عوضا من اللفظ بالمضاف إليه.
فعومل "قبل" مع التنوين لكونه عوضا من المضاف إليه [بما يعامل به مع المضاف إليه](2).
كما فعل بـ"كل" حين قطع عن الإضافة، ولحقه التنوين عوضا وهذا عندي قول حسن.
وحكى أبو علي: "ابدأ بذا من أول". بالضم على البناء.
وبالفتح على الإعراب، ومنع الصرف للوصفية ووزن الفعل وبالخفض على تقدير ثبوت المضاف إليه، كما أثبتالألف من قال:
(607)
- خالط من سلمى خياشيم (3) وفا
وإلى الأوجه الثلاثة أشرت بقولي:
ذو (4) الضم مبني، وغير منصرف
…
ذو (5) الفتح (6) والمكسور ناويا أضف
(1) ع وك "السابق بنائه"
(2)
هـ سقط ما بين القوسين.
(3)
هـ "خشيم".
(4)
، (5) هـ "ذوا".
(6)
ع والفتح.
607 -
سبق الحديث عن هذا الشاهد.