الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"رب رجل وأخيه لقيتهما" و"كم ناقة وفصيلها لك"؟
لأن العامل في المعطوف هو العامل في المعطوف عنه على الأصح. و"رب" و"كم" لا يعملان إلا في نكرة.
فتقدير "رب رجل وأخيه": رب رجل وأخ له.
وتقدير: "كم ناقة وفصيلها" كم ناقة وفصيلا لها.
وكذا التقدير في "رب ابن وأمه"(1)، و"كم شاة ونسلها"(2).
(1) هـ "وعبده".
(2)
هـ "وسخلها".
فصل:
"ص":
قد يجعل المضاف كالذي له
…
أضيف في بعض الذي أنيله
بشرط أن يصلح أن يستغنى
…
به عن الأول فيما يعنى (1)
كـ"نسفته مر ريح شمال
…
ومرها سريعة التحول"
"ش": إذا كان المضاف صالحا للحذف، والاستغناء عنه بالمضاف إليه جاز أن يعطى المضاف بعض أحوال المضاف إليه. فمن ذلك قول الشاعر:
(1) هـ "يغني".
(572)
- مشين كما اهتزت رماح تسفهت
…
أعاليها مر الرياح النواسم
فأُعطي الـ"مر" وهو مذكر تأنيث الرياح" لأن الإسناد إلى الرياح مغن عن ذكر الـ"مر".
وكذلك قول الآخر:
(573)
- أتي الفواحش عندهم معروفة
…
ولديهم ترك الجميل جمال
ومنه قوله تعالى: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} (1).
فأعطي الأعناق ما هو لأصحابها من الإخبار بـ"خاضعين" لصلاحية الأعناق للحذف، والاستغناء عنها بضمير أصحابها، وهو أن يقال:"فظلوا لها خاضعين".
(1) من الآية رقم "4" من سورة "الشعراء".
572 -
من الطويل قاله ذو الرمة ورواية الديوان 695.
رويدا كما اهتزت. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .
تسفهت الرياح الرماح: حركتها واستخفتها
النواسم: ضعيفة الهبوب، واحدتها: ناسمة
573 -
من الكامل قال العيني 3/ 368 إنه للفرزدق ذم به قوم الأخطل ولم أعثر عليه في ديوان الفرزدق وقد أنشده الفراء في معاني القرآن 2/ 165 ولم ينسبه.
وأمثال ذلك كثيرة:
ولو قيل في "قام غلام هند""قامت غلام هند" لم يجز لأن الغلام غير صالح للحذف والاستغناء بما بعده عنه، كما كان ذلك فيما تقدم من "مر الرياح" و"أتى الفواحش" وأشباههما (1).
وكما جاز تأنيث المذكر لإضافته (2) إلى مؤنث صالح للاستغناء به. [كذلك يجوز تذكير المؤنث لإضافته إلى مذكر صالح للاستغناء به](3) كقول الشاعر:
(574)
- رؤية الفكر ما يؤول له الأمر
…
معين على اجتناب التواني
ويمكن أن يكون من ذلك قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِين} (4).
(1) ع وهـ "وأشباهها".
(2)
ع وك "للإضافة".
(3)
ع سقط ما بين القوسين.
(4)
من الآية رقم "56" من سورة "الأعراف".
574 -
من الخفيف قال العين 3/ 369 لم أقف على اسم قائله ويروي الشطر الثاني مع بعض تغيير كما يلي:
. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . على اكتساب الثواب
والاستشهاد به يجوز أن يكون في قوله: "له الأمر" حيث قال "له" ولم يقل "لها" ويجوز أن يكون في "معين" حيث وقع خبرا مع أن المبتدأ "رؤية" مؤنث، وذلك لسريان التذكير إليه من المضاف إليه وهو "الفكر".
"ص":
ومبهم كـ"غير" إن يضف لما
…
بنوا أجز بناه للذ قدما
"ش": المراد بـ"مبهم كغير"(1): ما لا يتضح (2) معناه إلا بما يضاف (3) إليه كـ"مثل" و"دون" و"بين" و"حين" مما فيه شدة ابهام تقربه (4) من الحروف.
فإذا أضيف إلى مبني جاز أن يكتسب من بنائه، كما تكتسب النكرة المضافة إلى معرفة من تعريفها.
فمن اكتساب البناء بالإضافة إلى مبني قوله تعالى: {وَمِنَّا دُونَ ذَلِك} (5) وقوله: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُم} (6) - بفتح النون-[وقوله]: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} (7) - بفتح اللام.
ومنه قول الشاعر:
(575)
- لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت
…
حمامة في غصون ذات أوقال
(1) ع وك "لغير".
(2)
هـ "ما لا ينتظم".
(3)
ع وك "إلا بمضاف".
(4)
ع وك "يقربه".
(5)
من الآية رقم "11" من سورة "الجن".
(6)
من الآية رقم "94" من سورة "الأنعام".
(7)
من الآية رقم "23" من سورة "الذارايات".
575 -
من البسيط نسبه البغدادي في الخزانة 2/ 46 لأبي قيس بن الأسلت يصف ناقة وهو من الخمسين المجهولة القائل في كتاب سيبويه، والضمير في "منها" يعود إلى ناقته الوجناء في بيت سابق هو:
ثم ارعويت وقد طال الوقوف بنا
…
فيها فصرت إلى وجناء شملال
نطقت: صرخت، في: بمعنى على، الأوقال: الدوم اليابس.
والمعنى: أن ناقته حديدة النفس يخامرها فزع وذعر لحدة نفسها وذلك محمود في النياق.
-بفتح الراء.
"ص":
ولا يضاف اسم لما به اتحد
…
معنى وما أوهم ذا إذا ورد
فهو مؤول بمبدي العذر في
…
نطق به تأويل ذي تلطف
"ش": المضاف يعرف أو يخصص بالمضاف إليه.
والشيء لا يعرف ولا يتخصص إلا بغيره.
فلا بد من كون المضاف غير المضاف إليه بوجه ما.
فإن توهم خلاف ذلك في مضاف ومضاف (1) إليه تلطف في تقدير المغايرة.
فلذلك قيل في قولهم: "صلاة الأولى" أن المراد: صلاة الساعة (2) الأولى.
(1) هـ سقط "ومضاف".
(2)
ع "المساعة".
وفي قولهم: "مسجد الجامع" و"دين القيمة"(1) و"حبة الحمقاء" أن المراد (2): مسجد اليوم أو الوقت الجامع، ودين الملة القيمة، وحبة البقلة الحمقاء.
وقيل في قولهم: "سعيد كرز" لمن اسمه: سعيد، ولقبه: كرز أن (3) الأول مؤول بالمسمى، والثاني غير مؤول، بل اعتبر به (4) مجرد اللفظ.
فإذا (5) قلت: جاءني سعيد كرز فكأنك قلت: جاءني مسمى هذا اللقب.
وبنحو هذا يعامل: "يوم الخميس" و"فعلت ذلك (6) ذات (7) يوم، وذا صباح".
وأما قولهم: "نفس الشيء" و"كل القوم".
فإن المغايرة فيه بين الأول والثاني بينة؛ لأن "نفسا" و"كلا" قبل أن يضافا صالحان لأشياء مختلفة الحقائق، والذي يضاف إليه أحدهما دال على معين.
فإذا طرأت الإضافة اتحدا معنى، وبقي الشعور بما كانا عليه قبل أن يضافا مسوغا لجعلهما مضافا، ومضافا إليه في اللفظ وإن كانا في المعنى واحدا.
وأما نحو: "جرد (8) قطيفة" فملحق بـ"خاتم فضة" وبابه.
(1) من الآية رقم "5" من سورة "البينة".
(2)
هكذا في هـ وسقط "أن المراد" من الأصل ومن باقي النسخ.
(3)
ع س قط "أن".
(4)
ع وك "فيه".
(5)
هـ "وإذا".
(6)
ع وك "ذاك".
(7)
هـ سقط "ذات".
(8)
ثوب جرد: خلق.