المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب: التوابع التابع التالي بلا تقيد … في حاصل الإعراب والمجدد وهو - شرح الكافية الشافية - جـ ٢

[ابن مالك]

الفصل: ‌ ‌باب: التوابع التابع التالي بلا تقيد … في حاصل الإعراب والمجدد وهو

‌باب: التوابع

التابع التالي بلا تقيد

في حاصل الإعراب والمجدد

وهو لدى التقسيم بلغت الأمل

نعت وتوكيد (1)، وعطف، وبدل

. . . . . . . . . . . التالي .... .... . . . . . . . . . .

يعم خبر المبتدأ، وثاني المفعولين، وحال المنصوب، والجواب المجزوم بعد شرط مجزوم.

فقولي:

. . . . . . . . . . . بلا تقيد .... . . . . . . . . . .

مخرج لما سوي التابع؛ لأنها لا تساوي ما قبلها في الإعراب إلا مع كون عامله الموجود في الحال غير متبدل فلو تبدل بعامل متجدد لزال التوافق في الإعراب.

(1) ط "وتأكيد".

ص: 1146

بخلاف المسمى نابعا في الاصطلاح (1) فإن موافقته لما قبله في الإعراب (2) لا تتقيد (3) بعامل دون عاملز

ثم نبهت على أن التابع على أربعة أقسام: نعت وتوكيد، وعطف، وبدل.

وأخرت التنبيه على أن العطف عطفان: عطف بيان، وعطف نسق.

وسأبين ذلك إن شاء الله تعالى (4) في موضع الحاجة إليه.

وتابعا بالأجنبي المحض لا

تفصل، وفصل بسواه قبلا

إن لم يكن توكيد توكيد ولا

نعتا لمبهم كـ"سل ذا الرجلا"

أو صفة تلزم ما بها اتصف

كـ"الأحمر" المذكور قبله "خلف"(5)

(1) سقط من الأصل "في الاصطلاح"

(2)

هـ سقط "لا".

(3)

في الأصل "لا يتقيد".

(4)

سقط من الأصل "تعالى"

(5)

خلف الأحمر البصري بن حيان مولى بلال بن أبي بردة، كان راوية ثقة يسلك مسلك الأصمعي وطريقه حتى قيل هو معلم الأصمعي، له ديوان شعر حمله عنه أبو نواس. مات سنة 180 تقريبا "بغية الوعاة 1/ 554".

ص: 1147

أو بعضا التمام دونه عدم

أو ما لتابعية (1) لفظا لزم

وعمل التابع قبل ما تبع

لا توقعن ففعل ذاك ممتنع

وما نعوه علماء البصرة

وغيرهم أجاز دون كثره

حق التابع أن يكون متصلا بمتبوعه.

فإن فصل بينهما بغير أجنبي حسن كقوله تعالى:

[{أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (2).

ففصل بالمبتدأ بين الصفة والموصوف، لكونه بعض الخبر.

وكقوله تعالى] (3): {أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (4)

ففصل بالفعل ومفعوله الثاني بين الصفة والموصوف، لإضافة المفعول الأول إليه، فلم يعد الفاصل أجنبيا.

ومن الفصل بما ليس أجنبيا محضا الفصل بـ"وامسحوا

(1) ط، ع، ك، وسيأتي في الشرح "ما بتأبعية".

(2)

من الآية رقم "10" من سورة "إبراهيم".

(3)

سقط ما بين القوسين من الأصل ومن هـ.

(4)

من الآية رقم "14" من سورة "الأنعام".

ص: 1148

برءوسكم" (1) بين الأيدي والأرجل؛ لأن المجموع عمل واحد قصد الإعلام بترتيبه فحسن.

وكان ذلك أسهل من الجملة المعترض بها بين شيئين امتزاجهما أشد من امتزاج المعطوف والمعطوف عليه كالموصولة والصلة، والموصوف والصفة.

فلو جيء بين المعطوف والمعطوف عليه بجملة لا يكون مضمونها جزء ما توسطت فيه، ولا هي حالية، ولا اعتراضية (2) تمحضت أجنبيتها، ولم يجز الفصل بها.

ثم نبهت على ما لا يجوز الفصل (3) بينه وبين متبوعه.

فمن ذلك: توكيد التوكيد كـ"أكتعين" و"أبصعين".

ومنه: نعت المبهم كقولي:

. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . سل (4) ذا الرجلا

ومنه الصفة اللازمة كـ"خلف الأحمر" و"الشعري العبور"(5).

(1) من الآية رقم "6" من سورة المائدة

(2)

ك "معترضة" ع معترضية.

(3)

ع، ك "ما لا يجوز أن يفصل

".

(4)

هـ "مثل ذا الرجل".

(5)

الشعرى: كوكب نير يقال له: المرزم يطلع بعد الجوزاء، وطلوعه في شدة وهما الشعريان: العبور التي في الجوزاء: يقال إنها عبرت السماء عرضا، ولم يعبرها عرضا غيرها والغميصاء التي في الذراع.

وتزعم العرب أنهما أختان.

ص: 1149

ومنه المعطوف المتمم ما لا يستغنى عنه من الصفات كقولك: "إن امرأ ينصح ولا يقبل خاسر".

فلو جعل "خاسر" بين "ينصح" ولا يقبل " لم يجز:

لأنهما جزءا صفة (1)، ولا يستغنى عنهما، ولا يغني أولهما عن ثانيهما.

فلو جاز الاكتفاء بأولهما لم يمتنع الفصل كقول الشاعر:

(748)

- إن امرأ أمن الحوادث جاهل

ورجا الخلود كضارب بقداح

وأصل الكلام: إن امرأ أمن الحوادث ورجا الخلود ففصل لأن "أمن الحوادث"صالح للاكتفاء به (2) بخلاف "ينصح"من المثال المتقدم ذكره.

(1) ع "الصفة".

(2)

ع، ك سقط "به".

748 -

من الكامل قاله السموءل بن عادياء "الديوان ص 86" وقد تكرر هذا البيت في قصيدة واحدة مرتين.

ورواية ع وك "بقوادح" مخالفة لرواية الديوان التي تتفق ورواية الأصل المثبتة هنا القداح جمع قدح وهو السهم.

ص: 1150

وإلى نحو: "إن امرأ. ينصح ولا يقبل خاسر" أشرت بقولي:

أو بعضا (1) التمام دونه عدم .... . . . . . . . . . .

لأن مجموع "ينصح" ولا "يقبل" جزءا صفة لا يستغنى عنهما "إن امرأ".

وأشرت بقولي:

. . . . . . . . . . .

أو ما بتابعية لفظ لزم

إلى نحو قولهم: "أبيض يقق"(2) فإن "يققا" تابعيته لازمة، فهو في النعت كـ"اكتعين" في التوكيد، فلا يفصل من منعوته، كما لا يفصل ذلك من (3) المؤكد به.

وكل نعت يلازم النعتية فحكمه حكم "يقق".

ثم نبهت على أن التابع لا تقدم معموله على المتبوع.

فلا يقال في نحو: "هذا رجل يأكل طعامك""هذا طعامك رجل يأكل".

ولا في نحو: "قمت فضربت زيدا": "زيدا قمت فضربت".

(1) ع سقط "بعضا"

(2)

أبيض يقق: شديد البياض

(3)

ع، ك "ذاك".

ص: 1151

وأجاز ذلك الكوفيون.

ووافقهم الزمخشري في تقديم معمول الصفة على الموصوف، فعلق في أنفسهم من قوله تعالى:{وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} (1) بصفة القول (2).

وغير ما ذهب إليه أولى؛ لأن التابع لا تتقدم على المتبوع، فلا يتقدم معموله.

وأما في أنفسهم فمتعلق بـ"قل" والله أعلم.

(1) من الآية رقم "73" من سورة "النساء".

(2)

ينظر الكشاف ج 1 ص 537.

ص: 1152