الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: المفعول معه
"ص":
اسم يلي فضلة الواو كـ"مع"
…
من بعد فعل أو كفعل قد وقع
ينصبه ما قبل مفعولا معه
…
كـ"هند سارت والطريق مسرعه"
و"كان سير خالد، والنيلا
…
عند خلو الناب والفصيلا (1)
"ش": المفعول به: هو الاسم المذكور فضلة بعد واو بمعنى "مع" مسبوقة بفعل أو شبهة.
فذكرت "فضلة" احترازا من نحو: "اشتراك زيد وعمرو".
وذكرت الواو احترازا من نحو: "سرت مع النيل".
وقيدتها: بمعنى "مع" احترازا من نحو: "سرت والنيل
(1) هـ "والفضيلا" والناب: الناقة المسنة. والفصيل: ولد الناقة فصل عن أمه.
في زيادة" و"لو خليت والأسد قاصدك لأكلك".
وشرطت (1) كون ذلك بعد فعل، أو ما هو كفعل احترازا من نحو:"أنت ورأيك" و"كل رجل وضيعته".
ومثال الواقع بعد فعل: "مررت والطريق" أي: مع الطريق.
ومثال الواقع بعد ما هو كالفعل: "كان سيره (2) والنيل عند خلو الناقة وفصيلها" أي: مع النيل ومع فصيلها.
ومن إعمال شبه الفعل في المفعول معه قول الشاعر:
(353)
- فقدني وإياهم فإن ألق بعضهم
…
يكونوا كتعجيل السنام المسرهد
وأنشد أبو علي:
(1) ع "وشرط".
(2)
هـ "سيرها".
353 -
من الطويل ينسب إلى أسيد بن إياس الهذلي "شرح أشعار الهذليين للسكري 2/ 628" نصب "إيا" مفعولا معه بعد "قد" بمعنى حسب وهو اسم فعل.
قدني: حسبي.
السنام: أعلى البعير.
المسرهد: السمين الذي أحسن غذاؤه.
والمعنى: أقطعهم تقطيعا.
(354)
- لا تحبسنك أثوابي فقد جمعت
…
هذا ردائي مطويا وسربالا
فجعل أبو علي "سربالا" مفعولا معه، وعامله "مطويا".
وأجاز أن يكون عامله "هذا".
"ص":
وإن خلا من فعل أو معناه
…
فاجتنب النصب وقد تراه
من بعد "ما" استفهام أو "كيف" لأن
…
يضمر فعل الكون من (1) بعد زمن
من ذاك "والجماعة" الذي يلي (2)
…
"أزمان قومي" وهو (3) شاهد جلي
"ش": قد تقدم التنبيه على أن من شرط نصب المفعول معه ثبوت فعل أو ما هو كفعل قبل الواو، وأن ذكر ذلك احتراز من نحو:"كل رجل وضيعتُهُ".
(1) ع " أو بعد زمن".
(2)
ع "التي تليط.
(3)
ع "وها شاهد".
354 -
من البسيط قال العيني 3/ 86: "لم أقف على اسم قائله".
السربال: القميص.
"التصريح 1/ 343 الأشموني 2/ 136".
وقد روي عن بعض العرب (1) النصب بعد: كيف و"ما" الاستفهامية على إضمار "كان" نحو: "ما أنت والكلام فيما لا يعنيك؟ " و"كيف أنت وقصعة من ثريد؟ "(2).
ومنه قول أسامة الهذلي (3):
(355)
- وما أنت والسير في متلف
…
يبرح بالذكر الضابط
وأنشد سيبويه للراعي (4):
(1) قال سيبويه 1/ 153:
"وزعموا أن ناسا من العرب يقولون: "كيف أنت وزيدا" و"ما أنت وزيدا" وهو قليل. ولم يحملوا الكلام على "ما" ولا "كيف" ولكنهم حملوه على الفعل على شيء لو ظهر حتى يلفظوا به لم ينقض ما أرادوا من المعنى حين حملوا الكلام على "ما" و"كيف" كأنه قال: كيف تكون وقصعة من ثريد، وما كنت وزيدا لأن كنت وتكون يقعان هنا كثيرا ولا ينقضان ما تريد من معنى الحديث".
(2)
الأولى أن يتقدم هذا المثال على الذي قبله ليتفق مع ترتيب المصنف، وليتصل الكلام بما بعده:"ما أنت والكلام""ما أنت والسير".
(3)
في الأصل "قول الشاعر".
355 -
رواية ديوان الهذليين 2/ 195 وشرح الدرة لابن الخباز 46 ورواية سيبويه 1/ 153 فما أنا والسير.
المتلف: المهلك. يبرح: يجهد وروى يعبر بالذكر: أي يحمله على ما يكره. الذكر الضابط: البعير العظيم.
(4)
قال سيبويه 1/ 154:
"وزعموا أن الراعي كان ينشد هذا البيت نصبا.
أزمان قومي والجماعة كالذي
…
منع الرحالة أن تميل مميلا
كأنه قال: أزمان كان قومي والجماعة.
فحملوه على "كان" لأنها تقع في هذا الموضع كثيرا، ولا تنقض ما أرادوا من المعنى. حين يحملون الكلام على ما يرفع، فكأنه إذ قال: أزمان قومي، كان معناه: أزمان كانوا قومي والجماعة كالذي".
(356)
- أزمان قومي والجماعة كالذي
…
لزم الرحالة أن تميل مميلا
وجعل "الجماعة" مفعولا معه منصوبا بفعل محذوف تقديره: "أزمان كان قومي"(1).
وإليه أشرت بقولي:
من ذاك "والجماعة" الذي يلي
…
"أزمان قومي". . . . . . . . . . .
والله (2) أعلم (3).
(1) إنما حمل الكلام على إضمار "كان" ولم يحمل على حذف مضاف إلى قومي" فيكون التقدير: أزمان كون قومي والجماعة، لأن المصدر المقدر بـ"أن" والفعل من قبيل الموصولات، وحذف الموصول وإبقاء شيء من صلته لا يجوز.
والدليل على أن "قومي" من قوله "أزمان قومي" محمول على فعل مضمر أنه ليس من قبيل المصادر، وأسماء الزمان لا يضاف شيء منها إلا إلى مصدر، أو جملة تكون في معناه.
(2)
سقط من الأصل "والله أعلم".
(3)
سقط ما بين القوسين من هـ.
356 -
من الكامل من قصيدة للراغي النميري في مدح عبد الملك بن مروان والشكوي من السعاة "الديوان 146" قال الأعلم 1/ 154: ويروى للأعشى.
الرحالة: سرج من جلود ليس بينها خشب تتخذ للركض الشديد.
والمعنى: أزمان كان قومي متمسكين بالجماعة كتمسك الفارس برحالته يمنعها من الميل أو السقوط.
"ص":
والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق
…
والنصب مختار (1) لدى ضعف (2) النسق
كـ"اذهب وزيدا" و"اذهب انت وأبو
…
عمرو" و"جاءوهم وناس طلبوا"
والنصب إن لم يجز (3) العطف يجب
…
أو اعتقد إضمار عامل تصب (4)
وإن يكن أمكن مع تكلف
…
فرجح النصب بلا توقف
"ش": مثال إمكان العطف دون ضعف: "كنت أنا وزيد كالأخوين"، و"اذهب أنت وربك"(5).
ومثال ما يختار فيه النصب لضعف النسق: "اذهب وزيدا" فرفع "زيد" بأن ينسق (6) على فاعل "اذهب" جائز
(1) س ش "يختار".
(2)
ط "لدى عطف النسق".
(3)
ط "إن لم يمكن".
(4)
س وش "ناصب".
(5)
من الآية رقم "24" من سورة "المائدة".
(6)
هـ "سيق".
على ضعف لأن العطف على ضمير الرفع المتصل لا يحسن، ولا يقوى إلا بعد توكيد أو ما يقوم مقامه.
فلما ضعف العطف رجح النصب؛ لأن فيه سلامة من ارتكاب وجه ضعيف للناطق عنه مندوحة.
ومثال ما يجب فيه النصب لعدم جواز العطف: "مالك وزيدا" فـ"زيدا"(1) هنا واجب النصب؛ لأن عطفة على الكاف لا يجوز إذ لا يعطف على ضمير الجر إلا بإعادة الجار.
فإن جر على إضمار جار آخر مدلول عليه بالسابق جاز ووجه بما وجهت به قراءة حمزة (2): "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامِ"(3). أي: وبالأرحام.
(1) ع ك هـ "فزيد".
(2)
أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات الكوفي أحد الأئمة السبعة توفي 127 هـ.
(3)
من الآية رقم "1" من سورة "النساء".
قرأ حمزة بخفض الميم عطفا على الضمير المجرور في "به" على مذهب الكوفيين أو على إعادة الجار وحذفه للعلم به كما رأى المصنف وجر على القسم تعظيما للأرحام حثا على صلتها.
ووافقه على هذه القراءة المطوعي.
وقرأ باقي السبعة بالنصب على العطف على لفظ الجلالة، أو على محل به، وهو من عطف الخاص على العام، إذ المعنى: اتقوا مخالفته وقطع الأرحام مندرج فيها فنبه سبحانه وتعالى بذلك، وبقرنها باسمه تعالى على أن صلتها بمكان منه.
وقرأ "وبالأرحام" ابن مسعود والأعمش.
المحتسب 1/ 179، مختصر ابن خالويه 24، إتحاف فضلاء البشر 185".
فحذفت (1) الباء لدلالة الباء التي قبلها عليها وبقي عملها.
ومثله قول الشاعر:
(357)
- فاليوم قربت تهوجنا وتشتمنا
…
فاذهب فما بك والأيام من عجب
فلو (2) قيل على تقدير (3) لام ثانية (4): "ما لك وزيد" لم يمتنع.
وللكلام على مسائل العطف، وحذف الجار موضع آخره (5) هو به أولى.
وإن أمكن العطف بتكلف فالنصب راجح -أيضا-
(1) هـ "فحذف".
(2)
ع وك "فإن".
(3)
ع سقط "تقدير".
(4)
ع "ثابتة".
(5)
ع وك وهـ سقط "آخر".
357 -
من البسيط من شواهد سيبويه التي لم يعلم قائلها "سيبويه 1/ 392، الكامل 451 طبع ليبسك، الإنصاف 464، وابن يعيش 3/ 78، الخزانة 2/ 338 العيني 4/ 163، همع الهوامع 1/ 120، 2/ 139".
قربت: شرعت.
فمن ذلك قولهم (1): "لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها".
فإن العطف فيه ممكن على تقدير: لو تركت الناقة ترأم فصيلها وترك فصيلها لرضاعها (2) لرضعها.
وهذا تكلف وتكثير عبارة.
بخلاف أن يقال: لو تركت الناقة مع فصيلها، أو لفصيلها.
ومما يترجح فيه (3) النصب باعتبار المعية على النصب باعتبار العطف قول الشاعر:
(358)
- إذا أعجبتك الدهر حال من امرئ
…
فدعه وواكل أمره واللياليا
أي: وأكل حاله الليالي (4).
"ص":
وكون ذا المفعول سابقا لما
…
يصحبه جوز بعض العلما
(1) ع "ولو تركت".
(2)
ع وك سقط "لرضاعها".
(3)
ك وع "يترجح به".
(4)
ع ك هـ "الليالي".
358 -
من الطويل قائله زهير بن أبي سلمى وليس في ديوانه وقد ذكر صاحب الخزانة 3/ 388 القصيدة التي منها الشاهد منسوبة إلى زهير. وينظر العيني 3/ 99 واستشهد به الفراء ولم ينسبه في معاني القرآن 2/ 57.
بذا ابن جني قضى في قول من
…
قال: "وفحشا غيبة" وقد (1) وهن
وفي النحاة من أبي القياس في (2)
…
ذا الباب فهو بالسماع يكتفي
"ش": اختار (3) أبو الفتح ابن جني في الخصائص تقديم المفعول معه على مصحوبة نحو: "جاء والطيالسة البرد".
واستدل بقول الشاعر:
(359)
- جمعت وفحشا غيبة ونميمة
…
ثلاث خصال (4) لست عنها بمرعوي (5)
(1) في الأصل "وما وهن" وهذا لا يتفق ورد المصنف لهذا الرأي.
(2)
س ش ط ع ك:
وبعض أهل النحو لا يقيس في .... . . . . . . . . . .
(3)
ع ك "أجاز".
(4)
هـ "خصالا ثلاثا".
359 -
من الطويل من قصيدة ليزيد بن الحكم يعاتب فيها ابن عمه عبد الرحمن بن عثمان "الأغاني 12/ 196" وأورد القالي القصيدة في أماليه 1/ 68، وابن الشجري في أماليه 1/ 176 وفي رواية كل منهم ما ليس في الأخرى وأوردها البغدادي في الخزانة 1/ 495 بتمامها نقلا عن المسائل القصرية ورد قول أبي علي الفارسي: إن هذه القصيدة لأخي يزيد من أبيه وأمه عبد ربه بن الحكم.
(5)
قال ابن جني في الخصائص 2/ 383.
ولا يجوز تقديم المفعول معه على الفعل نحو قولك: "والطيالسة جاء البرد" من حيث كانت صورة هذه الواو صورة الواو العاطفة، =
ومثله قوله الآخر:
(360)
- أكنيه حين أناديه لأكرمه
…
ولا ألقبه والسوءة اللقبا
على رواية من نصب "السوءة" و"اللقب".
أراد: ولا ألقبه اللقب والسوءة. أي: مع السوءة (1).
= ألا تراك لا تستعملها إلا في الموضع الذي لو شئت لاستعملت العاطفة فيه نحو "جاء البرد والطيالسة".
ولو شئت لرفعت الطيالسة" عطفا على البرد، وكذلك: "لو تركت والأسد لأكلك" يجوز أن ترفع الأسد عطفا على التاء، ولهذا لم يجز أبو الحسن: "جئتك وطلوع الشمس" أي: مع طلوع الشمس لأنك لو أردت أن تعطف بها هنا فتقول: "أتيتك وطلوع الشمس" لم يجز لأن طلوع الشمس لا يصح إتيانه لك، فلما ساوقت حرف العطف قبح "والطيالسة جاء البرد" كما قبح "وزيد قام عمرو".
لكنه يجوز "جاء والطيالسة البرد" كما تقوم ضربت وزيدا عمرا قال:
جمعت وفحشا غيبة ونميمة
…
ثلاث خصال لست عنها بمر عوي
(1)
ع ك سقط "أي مع السوءة".
360 -
أول بيتين من البسيط رواهما أبو تمام في حماسته 2/ 27 ونسبهما لبعض الفزاريين ولم يعينه. والبيت الآخر:
كذاك أدبت حتى صار من خلقي
…
أني رأيت ملاك الشيمه الأدبا
قال العيني 2/ 411: روي هذا الشعر مرفوع القافية كما أورده الشراح، ووقع في الحماسة منصوب القافية.
أكنيه: أناديه بكنيته.
السوءة: الفعلة القبيحة، وأراد بها اللقب المنبوذ به.
لأن من اللقب ما يكون لغيره سوءة كتلقيب الصديق أبي بكر رضي الله عنه "عتيقا" لعتاقة وجهه. فلهذا قال هذا (1) الشاعر: ولا ألقبه اللقب مع السوءة فيفهم من هذا أنه (2) إن لقبه لا مع السوءة فلا جناح عليه والله أعلم.
ولا حجة لابن جني في البيتين (3) لإمكان جعل الواو فيهما عاطفة قدمت هي ومعطوفها. وذلك في الأول ظاهر.
وأما الثاني فعلى أن يكون أصله: "ولا ألقبه اللقب وأسوء السوءة" ثم حذف ناصب "السوءة" كما حذف ناصب "العيون"(4) من قوله:
(361)
- وزججن الحواجب والعيونا
(1) ع ك هـ سقط "هذا".
(2)
هـ سقط "أنه".
(3)
هـ "في الوجهين".
(4)
ع سقط "العيون".
361 -
هذا عجز بيت من الوافر قاله الراعي النميري "الديوان 156" وصدره:
إذا ما الغانيات برزن يوما .... . . . . . . . . . .
هكذا رواه الفراء في معاني القرآن 3/ 191 وذكر ابن بري أن صواب الرواة.
وهزة نسوة من حي صدق
…
يزججن الحواجب والعيونا
ورأي المصنف هنا أنه من عطف الفعل على الفعل وهو واحد من آراء ثلاثة:
ثانيها: رأي الجمهور وهو أنه من عطف الجمل بإضمار فعل مناسب لتعذر العطف.
ثالثهاك أنه من عطف المفرد بتضمين الفعل الأول معنى يتسلط به عليه ومعنى زججن الحواجب: دققنها وأطلنها ورققنها بأخذ الشعر من أطرافها.
ثم قدم (1) العاطف، ومعمول الفعل المحذوف.
وأشرت بقولي:
وفي النحاة من أبى القياس في (2)
…
ذا الباب. . . . . . . . . . .
إلى قول أبي الحسن الأخفش:
"قوم من النحويين يقيسون هذا في كل شيء، وقوم يقصرونه على ما سمع منه".
يريد: من النحويين من يجيز القياس في النصب على المفعول معه، ومنهم من لا يجيزه.
قال أبو علي: "وقوى أبو الحسن قصره على ما سمع".
(1) في الأصل "قدر".
(2)
في الأصل "وبعض أهل النحو لا يقيس وفي النحاة من أبى القياس في".