المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(15) - (1466) - باب ذهاب القرآن والعلم - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٤

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كتاب الفتن

- ‌(1) - (1452) - بَابُ كَفِّ اللِّسَانِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌(2) - (1453) - بَابُ الْعُزْلَةِ

- ‌(3) - (1454) - بَابُ الْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ

- ‌(4) - (1455) - بَاب: بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا

- ‌(5) - (1456) - بَابُ مَنْ تُرْجَى لَهُ السَّلَامَةُ مِنَ الْفِتَنِ

- ‌(6) - (1457) - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَمِ

- ‌(7) - (1458) - بَابُ فِتْنَةِ الْمَالِ

- ‌فائدة

- ‌(8) - (1459) - بَابُ فِتْنَةِ النِّسَاءِ

- ‌فصل في ذكر الأحكام التي تستفاد من هذا الحديث

- ‌(9) - (1460) - بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ

- ‌(10) - (1461) - بَابُ قَوْلهِ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}

- ‌(11) - (1462) - بَابُ الْعُقُوبَاتِ

- ‌(12) - (1463) - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ

- ‌(13) - (1464) - بَابُ شِدَّةِ الزَّمَانِ

- ‌(14) - (1465) - بَابُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌(15) - (1466) - بَابُ ذَهَابِ الْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ

- ‌(16) - (1467) - بَابُ ذَهَابِ الْأَمَانَةِ

- ‌(17) - (1468) - بَابُ الْآيَاتِ

- ‌(18) - (1469) - بَابُ الْخُسُوفِ

- ‌(19) - (1470) - بَابُ جَيْشِ الْبَيْدَاءِ

- ‌(20) - (1471) - بَابُ دَابَّةِ الْأَرْضِ

- ‌(21) - (1472) - بَابُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

- ‌تنبيه

- ‌(22) - (1473) - بَابُ فِتْنَةِ الدَّجَّال، وَخُرُوجِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَخُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ

- ‌وأما ترجمة تميم الداري

- ‌فائدة

الفصل: ‌(15) - (1466) - باب ذهاب القرآن والعلم

(15) - (1466) - بَابُ ذَهَابِ الْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ

(82)

- 3992 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْد، عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ

===

(15)

- (1466) - (باب ذهاب القرآن والعلم)

(82)

- 3992 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقة ثبت، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(حدثنا) سليمان بن مهران (الأعمش) الكاهلي الأسدي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن سالم بن أبي الجعد) اسمه رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي، ثقة، وكان يرسل كثيرًا، من الثالثة، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين (98 هـ)، وقيل مئة، أو بعد ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن زياد بن لبيد) بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي أبي عبد الله الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، وكان عاملًا على حضرموت لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة إحدى وأربعين (41 هـ). يروي عنه:(ق).

وليس لزياد عند ابن ماجه سوى هذا الحديث، وليس له رواية في شيء من الأصول الخمسة؛ وهو زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية الأنصاري الخزرجي أبو عبد الله، خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فأقام معه حتى هاجر، فكان يقال له: مهاجري أنصاري، وشهد العقبة

ص: 273

قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا فَقَالَ: "ذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا،

===

وبدرًا والمشاهد كلها، ومات النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عامله على حضرموت، وكان له بلاء حسن في قتال أهل الردة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، مات في أول خلافة معاوية.

قلت: وقال الطبراني: سكن الكوفة، وقال مسلم وابن حبان: سكن الشام، زاد ابن حبان: وكان من فقهاء الصحابة، وقال ابن قانع: توفي سنة إحدى وأربعين، وقال في موضع: روى عنه جبير بن نفير، وقال البخاري في "التاريخ الصغير": لا أرى سالمًا سمع زيادًا، يعني: ابن لبيد، وقال الحافظ في ترجمة سالم: سمع سالم بن أبي الجعد زياد بن لبيد، وعلي بن أبي طالب، وأبا برزة، وأبا سعيد، وأبا هريرة، وابن عمر، وابن عباس، ولا يضر قول البخاري في "التاريخ الصغير":"لا أرى سالمًا سمع زيادًا" لأنه لم يجزم؛ لأنه قال ذلك على صيغة الظن، بعدما قال غيره: إن سالمًا سمع زيادًا؛ لأنه إذا اختلف في الوصل والقطع .. فالقول قول الواصل، لما عنده من زيادة علم، فالحديث صحيح موصول.

(قال) زياد بن لبيد: (ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا) هائلًا مفزعًا، لم أر من عين ذلك الشيء (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم:(ذاك) الشيء الهائل المخوف يكون (عند أوان) وزمن (ذهاب العلم) ورفعه.

قال زياد: (قلت) للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن) والحال أنا معاشر المسلمين (نقرأ القرآن) بأنفسنا، من قرأ الثلاثي (ونقرئه أبناءنا) - بضم النون - من أقرأ الرباعي، أي: والحال أنَّا

ص: 274

وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ ! قَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زِيَادُ؛ إِنْ كُنْتُ لَأُرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَة، أَوَ لَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَؤُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا؟ ".

===

نقرئه أولادَنا (ويُقرئه أبناؤُنا أبناءَهم إلى يوم القيامة؟ ! قال) النبي صلى الله عليه وسلم لزياد: (ثكلتك أمك) أي: فقدتك أمك يا (زياد) وهو دعاء عليه بالموت ظاهرًا؛ والمقصود: التعجب من غفلته من مثل هذا الأمر.

والواو في قوله: (وكيف يذهب العلم؟ ) للعطف على محذوف؛ تقديره: متى يقع ذلك الهول، وكيف يذهب العلم (ونحن نقرأ القرآن) أي: والحال أن القرآن مستمر بين الناس إلى يوم القيامة، فمع وجوده كيف يذهب العلم؟ ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزياد:"ثكلتك" أي: فقدتك أمك، وأصله الدعاء، ثم استعمل في التعجب "يا زياد" بن لبيد (إن كنت) - بضم التاء للمتكلم - وإن مخففة من الثقيلة، واسمها: محذوف؛ أي: إنني كنتُ أنا (لأُراكَ) - بضم الهمزة - أي: لأظنك - وبفتحها - أي: لأَعْلَمك (من أفقه رجل بالمدينة) مفعول ثان (لأراك).

و(من) زائدة في الإثبات على مذهب الأخفش، أو متعلقة بمحذوف؛ أي: إن كنت لأراك كائنًا من أفقه رجل في المدينة، قاله الطيبي، وأضاف أفعل التفضيل إلى النكرة المفردة؛ لأن المراد به: الاستغراق.

(أوليس) أي: أتقول هذا الكلام وليس (هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل) والحال أنهم (لا يعملون بشيء مما فيهما؟ ) أي: مما في التوراة والإنجيل، فالجملة حال من فاعل يقرؤون؛ أي: يقرؤون حال كونهم غير عاملين؛ يعني: ومن لم يعمل بعلمه .. هو والجاهل سواء، بل هو بمنزلة الحمار يحمل أسفارًا.

ص: 275

(83)

- 3993 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ،

===

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه ابن أبي شيبة في "مسنده" بإسناده ومتنه، وكذا رواه أبو داوود الطيالسي، كلاهما من طريق سالم بن أبي الجعد به، وأخرجه أيضًا لحاكم والطحاوي في "شرح المشكل"، والخطيب في اقتضاء العلم العمل، وأبو خيثمة في كتاب العلم، وأحمد في "المسند".

ودرجته: أنه صحيح موصول؛ لصحة سنده، ولأنه موصول عند بعضهم؛ كما قدمنا آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، فالحديث: صحيح متنًا وسندًا.

ثم اسشهد المؤلف لحديث زياد بن لبيد بحديث حذيفة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(83)

- 3993 - (2)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).

(حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الطرير التميمي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي مالك الأشجعي) سعد بن طارق الكوفي، ثقة، من الرابعة، مات في حدود الأربعين ومئة (140 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن ربعي) بكسر أوله وسكون الموحدة (ابن حراش) - بكسر أوله آخره معجمة - أبي مريم العبسي - بفتح المهملة وسكون الموحدة - الكوفي، ثقة،

ص: 276

عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ؛ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ، وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ، وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللهِ عز وجل فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ

===

عابد مخضرم، من الثانية، مات سنة مئة (100 هـ)، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن حذيفة بن اليمان) واسم اليمان حسيل - بمهملتين مصغرًا - العبسي حليف الأنصار الصحابي الفاضل، من السابقين رضي الله تعالى عنهما، مات في أول خلافة علي سنة ست وثلاثين (36 هـ). يروي عنه:(ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) حذيفة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدرس الإسلام) في آخر الزمان من درس رسم الدار يدرس؛ من باب نصر، دروسًا؛ إذا عفا وهلك، ومن درس الثوب درسًا؛ إذا كان خلقًا عتيقًا قديمًا باليًا، ويؤيد المعنى الثاني: قوله: (كما يدرس وشي الثوب) وهو - بفتح فسكون -: نقشه، وقال صاحب "القاموس": معناه: يخلق الإسلام، كما يخلق الثوب؛ وأصل الوشي: نقش الثوب.

(حتى لا يدرى) ولا يعلم - بالبناء للمجهول - أي: يدرس الإسلام حتى لا يدرى ولا يعلم جواب سؤال (ما صيام، ولا) جواب سؤال ما (صلاة، ولا) جواب سؤال ما (نسك) أي: ما حج وعمرة (ولا) جواب سؤال ما (صدقة) أي: ما زكاة (وليسرى) من السراية؛ أي: وَلَيُجْنَى (على كتاب الله عز وجل فيَذْهَب ويُرفع (في ليلة) واحدة (فلا يبقى في الأرض منه) أي: من كتاب الله (آية) واحدة، ولا أكثر منها (وتَبْقَى طوائفُ) جمع طائفة؛ بمعنى: جماعة (من الناس).

ص: 277

الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) فَنَحْنُ نَقُولُهَا"، فَقَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُمْ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ، وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ؟ ! فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ

===

وقوله: (الشيخ الكبير) أي: كبير السن (و) كذا المرأة (العجوز) أي: كبيرة السن .. بدلٌ مِنْ قوله: "طوائفُ" بدل بعض من كل، أو تفصيل من مجمل، حالة كونهما (يقولون: أدركنا آباءنا) وأجدادنا (على هذه الكلمة) يعنون بتلك الكلمة: كلمة (لا إله إلا الله، فـ) إذًا (نحن نقولها) أي: نقول كلمة (لا إله إلا الله) إذ بَقِيَتْ ولم ترفع من بيننا (فقال له) أي: لحذيفة بن اليمان (صلة) - بكسر أوله وفتح اللام الخفيفة - ابن زفر - بضم الزاي وفتح الفاء - العبسي الكوفي تابعي كبير، من الثانية، ثقة جليل، مات في حدود السبعين (70 هـ) وكان جالسًا عند حذيفة عندما روى هذا الحديث (ما تغني) أي: أي شيء تدفع (عنهم) أي: عن أولئك الطوائف كلمة (لا إله إلا الله) من عقاب الله (وهم) أي: والحال أنهم (لا يدرون) ولا يعلمون جواب استفهامًا ما صلاة، ولا صيام، ولا نسك، ولا صدقة؟ ! )، والاستفهام إنكاري؛ أي: لا تدفع عنهم كلمة التوحيد شيئًا من العذاب إذا لم يعلموا معنى هذه الأركان ولم يعملوا بها، أي: قال صلة بن زفر لحذيفة هذا الاستفهام (فأعرض عنه) أي: عن صلة (حذيفة) بن اليمان ولم يرد له جوابه (ثم ردها) أي: ردد هذه الكلمات الاستفهامية صلة وكررها (عليه) أي: على حذيفة (ثلاثًا) من المرات (كل ذلك) المذكور من المرات الثلاث (يعرض عنه) أي: عن صلة (حذيفة، ثم أقبل عليه) أي: على صلة حذيفة

ص: 278

فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ: يَا صِلَةُ؛ تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّار، ثَلَاثًا.

===

(في) المرة (الثالثة) أي: الأخيرة (فقال) حذيفة: (يا صلة؛ تنجيهم) أي: تنجي تلك الكلمة أولئك الطوائف (من) عذاب (النار، ثلاثًا).

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح، لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث زياد بن لبيد.

قال البوصيري: هذا الحديث إسناده صحيح؛ لأن رجاله ثقات، رواه مسدد في "مسنده" عن أبي عوانة عن أبي مالك الأشجعي بإسناده ومتنه، ورواه الحاكم في "المستدرك" من طريق أبي كريب عن أبي معاوية، وقال: صحيح على شرط مسلم، وفي هذا الحديث نبأ خطير؛ وهو أنه سوف يأتي يوم على الإسلام يمحى فيه أثره، وعلى القرآن فيرفع فلا يبقى منه ولا آية واحدة؛ وذلك لا يكون قطعا إلَّا بعد أن يسيطر الإسلام على الكرة الأرضية جميعًا، وتكون كلمة الله فيها هي العليا؛ كما هو نص قول الله عز وجل:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} (1)، وكما شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، وما يرفع هذا القرآن الكريم في آخر الزمان إلَّا تمهيدًا لقيام الساعة على شرار الخلق الذي لا يعرفون شيئًا من الإسلام البتة، حتى ولا توحيده.

وفي الحديث إشارة إلى عظمة القرآن، وأن وجوده بين المسلمين هو السبب لبقاء دينهم، ورسوخ بنيانهم، وما ذلك إلَّا بتدارسه وتدبره وتفهمه، ولذلك تكفل الله تبارك بحفظه إلى أن يأذن الله برفعه، فما أبعد ضلال بعض المقلدة الذين يذهبون إلى أن الدين محفوظ بالمذاهب الأربعة، وأنه

(1) سورة التوبة: (33).

ص: 279

(84)

- 3994 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي وَوَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ

===

لا ضير على المسلمين من ضياع قرآنهم، لو فرض وقوع ذلك. انتهى من "الإنجاز".

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث زياد بن لبيد بحديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(84)

- 3994 - (3)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة أربع وثلاثين ومئتين (234 هـ). يروي عنه:(ع).

قال: (حدثنا أبي) عبد الله بن نمير الهمداني، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة تسع وتسعين ومئة (199 هـ). يروي عنه (ع).

(و) حدثنا (وكيع) بن الجراح أيضًا، ثقةٌ، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

كلاهما رويا (عن الأعمش) سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، ثقةٌ قارئ، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن شقيق) بن سلمة الأسدي أبي وائل الكوفي، ثقةٌ، مخضرم، من الثانية، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله) بن مسعود الهذلي الكوفي رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) عبد الله: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون بين يدي

ص: 280

السَّاعَةِ أَيَّامٌ يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ، وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ".

===

الساعة) أي: قُدَّامهَا (أيام) أي: أزمان، بالرفع اسم يكون مؤخرًا، وخبرها الظرف المقدم (يرفع فيها) أي: يقبض في تلك الأيام (العلم) بقبض أرواح العلماء، فلا يبقى منهم أحد، فيأخذ الناس رؤوسًا جهالا، فيفتون بغير علم؛ كما ورد في الحديث المشهور (وينزل) أي: يكثر (فيها) أي: في تلك الأيام (الجهل) يعني: الموانع المانعة من الاشتغال بالعلم الشرعي؛ كهذا الزمان الفاسد باتباع اليهود والنصارى. انتهى "مناوي" بزيادة.

(ويكثر فيها) أي: في تلك الأيام (الهرج) - بفتح الهاء وسكون الراء - وفسر النبي صلى الله عليه وسلم الهرج حين سألوه، فقال:(والهرج: القتل) ظلمًا، وذكر تفسيره في الحديث السابق، وذكر صاحب "المحكم" للهرج معاني أخرى، ومجموعها تسعة:

شدة القتل، وكثرة القتل، والاختلاط، والفتنة في آخر الزمان، وكثرة النِّكَاح، وكثرة الكذب، وكثرة النوم، وما يرى في النوم غير منضبط، وعدم الإتقان للشيء.

وقال الجوهري: أصل الهرج: الكثرة في الشيء؛ يعني: حتى لا يتميز، كذا في "الفتح"(19/ 13).

والحديث علم من أعلام النبوة؛ فقد وقع كلّ شيء من الأشياء المذكورة، وهي كلها مشاهدة موجودة في هذه الدار على وجه الكمال، ويزداد كلّ يوم أمر من هذه الأمور في العلم لا سيما في هذا الزمان الحاضر. انتهى من "الإنجاز".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الفتن، باب ظهور الفتن، ومسلم في كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه، والترمذي في

ص: 281

(85)

- 3995 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى

===

كتاب الفتن، باب ما جاء في الهرج والعبادة فيه، وقال: هذا حديث صحيح، وأحمد في "المسند".

فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث زياد بن لبيد.

• • •

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث زياد بن لبيد بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(85)

- 3995 - (4)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي.

(وعلي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).

كلاهما (قالا: حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (190 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) ثقةٌ، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن شقيق) بن سلمة الأسدي أبي وائل الكوفي، ثقةٌ مخضرم، من الثانية، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. يروي عنه:(ع).

(عن أبي موسى) الأشعري عبد الله بن قيس الكوفي رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

ص: 282

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ".

===

(قال) أبو موسى: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من ورائكم) أي: قدامكم؛ فهو تفسير بالضد؛ كما في قوله: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} (1).

(أيامًا ينزل فيها الجهل) أي: يكثر فيها الجهل بالحكم الشرعي (ويرفع فيها) أي: يقبض فيها (العلم) أي: بقبض أرواح العلماء.

قال الحافظ: معناه: أن العلم يرتفع بموت العلماء، فكلما مات عالم .. ينقص العلم بالنسبة إلى فقد حامله، وينشأ عن ذلك الجهل بما كان ذلك العالم ينفرد به عن بقية العلماء.

(ويكثر فيها الهرج، قالوا) أي: قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ وما الهرج؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالهم: الهرج (القتل) ظلمًا.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم، باب رفع العلم وظهور الجهل في آخر الزمان.

ودرجته: أنه صحيح؛ لكون سنده صحيحًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث زياد بن لبيد.

• • •

ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث زياد بن لبيد بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(1) سورة الكهف: (79).

ص: 283

(86)

- 3996 - (5) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ قَالَ: "يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ،

===

(86)

- 3996 - (5)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

(حدثنا عبد الأعلى) بن عبد الأعلى البصري السامي - بالمهملة - أبو محمد، ثقةٌ، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن معمر) بن راشد الأزدي مولاهم، أبي عروة البصري، نزيل اليمن، ثقةٌ ثبتٌ فاضل، من كبار السابعة، مات سنة أربع وخمسين ومئة (154 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن الزهري) محمد بن مسلم ابن شهاب المدني إمام حجة، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).

(عن سعيد بن المسيب) بن حزن المخزومي المدني، ثقةٌ متفنن، من كبار التابعين، من الثانية، مات بعد التسعين. يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

أي: حدثنا أبو هريرة هذا الحديث، حالة كون أبي هريرة (يرفعه) أي: يرفع هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم (قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (يتقارب الزمان) في آخر الزمان؛ أي: يتقارب أوقاته ويتسارع مروره (وينقص العلم) بموت أهله (ويلقى الشح) والبخل في قلوب الناس عن أداء الحقوق الواجبة (وتظهر الفتن) أي: الاختلاف والاختلاط والاقتتال

ص: 284

وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ".

====

(ويكثر الهرج، قالوا: يا رسول الله؛ وما الهرج؛ قال: القتل) ظلمًا بغير حق.

قوله: "وينقص العلم" بموت أهله؛ فكلما مات عالم في بلد، ولم يخلفه غيره .. نقص العلم من تلك البلدة، وفي رواية:(ويقبض العلم)، وفي رواية للبخاري ومسلم:(وينقص العمل).

قال ابن أبي جمرة: نقص العمل الحسي ينشأ عن نقص الدين ضرورةً، وأما المعنوي .. فبحسب ما يدخل من الخلل؛ بسبب سوء المطعم، وقلة المساعد على العمل، والنفس ميالة إلى الراحة، وتحن إلى جنسها، ولكثرة شياطين الإنس الذين هم أضر من شياطين الجن.

قوله: "يتقارب الزمان" فسره العلماء بتفاسير مختلفة:

- قال النووي: معناه: يقرب الزمان من القيامة، وهذا التفسير بعيد؛ لأن السياق في بيان أشراط الساعة، فلا يفيد فائدة جديدة بهذا المعنى.

- قال ابن بطال: معناه - والله أعلم -: تقارب أحوال أهله في قلة الدين حتى لا يكون من يأمر بمعروف وينهى عن منكر؛ لغلبة الفسق وظهور أهله.

- وذكر الطحاوي أن المراد: تقارب أهل الزمان في الجهل؛ وذلك لأن الناس لا يتساوون في العلم؛ لأن درج العلم تتفاوت، قال تعالى:{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (1)، وإنما يتساوون إذا كانوا جهالا.

- فسره الخطابي بأن المراد: سرعة مرور الزمان، وتَمسَّكَ بما أخرجه الترمذي عن أنس، وأحمد عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يتفاوت الزمان،

(1) سورة يوسف: (76).

ص: 285

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة".

قال الخطابي: هو من استلذاذ العيش؛ لأن الناس يستقصرون مدة أيام الرخاء، ويستطيلون مدة المكروه وإن قصرت، ومن طريق ما يروى فيه قول الشاعر:

إن الحياة منازلٌ ومراحلٌ

تطوى وتنشر دونها الأعمارُ

فقصارهن مع الهموم طويلة

وطوالهن مع السرور قصارُ

وهذا التفسير حسن، ولكن لا ينبغي تقييده باستلذاذ العيش؛ فإن سرعة مرور الزمان يمكن لها أسباب أخرى، يقول الحافظ في "الفتح" (13/ 16): فإنا نجد من سرعة مر الأيام ما لَمْ نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا، وإن لَمْ يكن هناك عيش مستلذ.

- قال القاضي عياض: المراد بقصره: عدم البركة فيه، وإن اليوم مثلًا يصير الانتفاع به بقدر الانتفاع بالساعة الواحدة.

- قال ابن أبي جمرة: يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزمان وقصره على ما وقع في حديث: "لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر" وعلى هذا، فالقصر يحتمل أن يكون حسيًا، ويحتمل أن يكون معنويا.

أما الحسي .. فلم يظهر بعد، ولعله من الأمور التي تكون قرب قيام الساعة، وأما المعنوي .. فله مدة منذ ظهر يعرف ذلك أهل العلم الديني، ومن له فطنة من أهل السبب الدنيوي؛ فإنهم يجدون أنفسهم لا يقدر أحدهم أن يبلغ من العمل قدر ما كانوا يعملونه قبل ذلك، ويشكون ذلك، ولا يدرون العلة فيه، ولعل ذلك بسبب ما وقع من ضعف الإيمان؛ لظهور الأمور المخالفة للشرع من عدة أوجه.

ص: 286

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

- قال البيضاوي: يحتمل أن يكون تقارب الزمان: تسارع الأول إلى إلَّا نقضاء، والقرون إلى الإنقراض، فيتقارب زمانهم، وتتدانى أيامهم.

فهذه سبعة أقوال في تفسير تقارب الزمان، التقطتها من "فتح الباري"(16/ 13) وفيه أقوال أخرى تركتها؛ لكونها ظاهرة البطلان.

قوله: "ويلقى الشح" فالمراد: إلقاؤه في قلوب الناس على اختلاف أحوالهم حتى يبخل العالم بعلمه، فيترك التعليم والفتوي، ويبخل الصانع بصناعته، حتى يترك تعليم غيره، ويبخل الغني بماله، حتى يهلك الفقير، وليس المراد: وجود أصل الشح؛ لأنه لَمْ يزل موجودًا.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل، وفي كتاب الفتن، باب ظهور الفتن، ومسلم في كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان، وأبو داوود في كتاب الفتن والملاحم، باب ذكر الفتن ودلائلها، وابن حبان في "الإحسان".

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:

الأول منها للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 287