المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(21) - (1472) - باب طلوع الشمس من مغربها - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٤

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كتاب الفتن

- ‌(1) - (1452) - بَابُ كَفِّ اللِّسَانِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌(2) - (1453) - بَابُ الْعُزْلَةِ

- ‌(3) - (1454) - بَابُ الْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ

- ‌(4) - (1455) - بَاب: بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا

- ‌(5) - (1456) - بَابُ مَنْ تُرْجَى لَهُ السَّلَامَةُ مِنَ الْفِتَنِ

- ‌(6) - (1457) - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَمِ

- ‌(7) - (1458) - بَابُ فِتْنَةِ الْمَالِ

- ‌فائدة

- ‌(8) - (1459) - بَابُ فِتْنَةِ النِّسَاءِ

- ‌فصل في ذكر الأحكام التي تستفاد من هذا الحديث

- ‌(9) - (1460) - بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ

- ‌(10) - (1461) - بَابُ قَوْلهِ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}

- ‌(11) - (1462) - بَابُ الْعُقُوبَاتِ

- ‌(12) - (1463) - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ

- ‌(13) - (1464) - بَابُ شِدَّةِ الزَّمَانِ

- ‌(14) - (1465) - بَابُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌(15) - (1466) - بَابُ ذَهَابِ الْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ

- ‌(16) - (1467) - بَابُ ذَهَابِ الْأَمَانَةِ

- ‌(17) - (1468) - بَابُ الْآيَاتِ

- ‌(18) - (1469) - بَابُ الْخُسُوفِ

- ‌(19) - (1470) - بَابُ جَيْشِ الْبَيْدَاءِ

- ‌(20) - (1471) - بَابُ دَابَّةِ الْأَرْضِ

- ‌(21) - (1472) - بَابُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

- ‌تنبيه

- ‌(22) - (1473) - بَابُ فِتْنَةِ الدَّجَّال، وَخُرُوجِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَخُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ

- ‌وأما ترجمة تميم الداري

- ‌فائدة

الفصل: ‌(21) - (1472) - باب طلوع الشمس من مغربها

(21) - (1472) - بَابُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

(102)

- 4012 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاع، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا؛ فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنَ

===

(21)

- (1472) - (باب طلوع الشمس من مغربها)

(102)

- 4012 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي صدوق، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عمارة بن القعقاع) بن شبرمة - بضم المعجمة والراء وموحدة ساكنة بينهما - الضبي - بالمعجمة والموحدة - ثقة الكوفي، أرسل عن ابن مسعود، وهو من السادسة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي زرعة) هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أبو هريرة: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نقوم الساعة) أي: القيامة (حتى تطلع الشمس) بنفسها حقيقةً (من مغربها) أي: من أفق غروبها؛ إشعارًا بأن الدنيا قد قرب انتهاؤها (فإذا طلعت) الشمس (من مغربها) كما في رواية مسلم؛ أي: من أفقها الغربي (ورآها) أي: رأى طلوعها من الأفق الغربي (الناس .. آمن) بالله وبرسوله وبما جاء به

ص: 341

مَنْ عَلَيْهَا؛ فَذلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ".

===

وصَدَّقَهما (من عليها) أي: آمن من على الأرض كلهم أجمعون، كتابيين كانوا أو غيرهم؛ لعلمهم بأن الدنيا قد قرب انتهاؤها، لأن طلوعها من مغربها من أشراطها (فذلك) اليوم الذي طلعت فيه الشمس من مغربها (حين لا ينفع نفسًا) مفعول مقدم، وقوله:(إيمانها) فاعل مؤخر، وجملة قوله:(لم تكن آمنت من قبل) أي: من قبل طلوعها من مغربها؛ صفة لـ (نفسًا) أي: لا ينفع نفسًا لم تكن آمنت من قبل إيمانها في ذلك اليوم؛ كالإيمانِ في وقت الغرغرة.

وفي هامش "الإكمال": قوله: "لم تكن آمنت مِنْ قبل" في موضع النصب صفة للنفس؛ أي: لا ينفع نفسًا غير مؤمنة قبل إيمانِها الآنَ إيمانُها في ذلك اليوم؛ وذلك لإغلاق باب التوبة، ورفع الصحف والحفظة، وعدمُ نفعِ الإيمان حينئذٍ كعدم نفعه عند حضور الموت؛ بجامع أن كلًّا منهما عَاينَ أحوالَ الآخرة، فهو في حكم الميت.

وهل انقطاع نفع الإيمان والتوبة بأول طلوع لها من أفق من الآفاق بمغربه، أو عند طلوعها من كل أفق على أصحابه من مغربهم؟ قولان. انتهى.

قال الطيبي: الآيات: أمارات للساعة إما على قربها، وإما على حصولها؛ فمن الأول: الدجال، ونزول عيسى، ويأجوج ومأجوج، والخسف، ومن الثاني: الدخان، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والنار التي تحشر الناس. انتهى.

وعبارة "الأبي" هنا: قوله: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها" طلوعُها من مغربها أحدُ الأشراط المنتظرة، وهو على ظاهره، وتَأوَّلَتْهُ المبتدعةُ القائلون بقدم العالم المخيلون لانعكاس حركة الأفلاك والكواكب السبعة

ص: 342

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

المتحركة، وعدم نفع الإيمان حينئذٍ كعدم نفعه عند حضور الموت؛ بجامع أن كلًّا منهما عاين أحوال الآخرة، فهو في حكم الميت.

وأنت تعرف أن طلوع الشمس من المشرق تختلف فيه الآفاق، فتطلع من أفق قبل أفق، وكذلك إذا طلعت من المغرب .. فعدم نفع الإيمان يحتمل أنه بأول طلوع يعرض لها حتى في أفق من لم تطلع عليه بأفقه بعد، ويحتمل أنه في حق من طلعت بأفقهم فقط، وأما من بعدهم .. فحتى تطلع بأفقهم، وأنت أيضًا تعرف أن الشمس إحدى الكواكب السبعة السيارة، وأن حركتها في نفسها إنما هي من المغرب إلى المشرق، وعكس حركة الفلك التي هي من المشرق إلى المغرب، ولسرعة حركة الفلك ترى كأنها متحركة من المشرق إلى المغرب، فطلوعها من المغرب يحتمل أنه بانعكاس حركة الفلك أو حركة نفسها، والأول أظهر، ولم يرد هل يستمر طلوعها من المغرب بقية عمر العالم، أو يومًا فقط. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التفسير، باب قوله:{هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ} (1)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، وأبو داوود في كتاب الملاحم، باب أمارات الساعة.

ودرجته: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه متفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(1) سورة الأنعام: (150).

ص: 343

(103)

- 4013 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ الآيَاتِ خُرُوجًا

===

(103)

- 4013 - (2)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).

(حدثنا وكيع) بن الجراح الكوفي الرؤاسي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(حدثنا سفيان) بن سعيد الثوري الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي حيان) بفتح المهملة وتشديد الياء التحتانية (التيمي) يحيى بن سعيد بن حيان الكوفي، ثقة، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي زرعة) هرم (بن عمرو بن جرير) بن عبد الله البجلي الكوفي، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص بن وائل القرشي السهمي المدني رضي الله تعالى عنهما، مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) عبد الله بن عمرو: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول الآيات) أي: آيات الساعة وعلاماتها (خروجًا) أي: ظهورًا؛ أي: أول الآيات

ص: 344

طُلُوعُ الشَّمسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحىً"، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَأَيَّتُهُمَا مَا خَرَجَتْ قَبْلَ ألْأُخْرَى فَألْأُخْرَى مِنْهَا قَرِيبٌ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَلَا أَظُنُّهَا إِلَّا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا.

===

السماوية (طلوع الشمس من مغربها، و) أول الآيات الأرضية (خروج الدابة على الناس ضحىً) أي: في وقت الضحى.

(قال عبد الله) بن عمرو بالسند السابق: (فأيتهما) أي: آية هاتين العلامتين (ما) زائدة (خرجت) ووقعت (قبل الأخرى) أي: قبل صاحبتها .. (فالأخرى) أي: المتأخرة (منها قريب) وقوعها بعد الأولى غير متأخرة عنها.

وقول عبد الله بن عمرو هذا .. مشعر بأن طلوع الشمس ليس بأولها على التعيين، ولعل الواو في قوله:(وخروج الدابة) بمعنى (أو) ويؤيده ما جاء في رواية أخرى بلفظ: (أو خروج الدابة) أي: (قال عبد الله) بن عمرو بن العاص راوي هذا الحديث: (ولا أظنها) أي: ولا أظن تلك السابقة (إلا طلوع الشمس من مغربها).

قال السندي: إن أول الآيات خروجًا هو طلوع الشمس من مغربها.

قال الحليمي: لأن طلوع الشمس من مغربها يصلح أن يكون أول آية؛ لأن الكفار يسلمون زمان عيسى حتى لا يكون إلا ملة واحدة، ولذلك أول بعضهم هذا الحديث بالتأويل المذكور بقولنا هذا

إلى آخره.

فإن قيل: كل من هاتين العلامتين ليس بأول الآيات؛ لأن بعض الآيات وقعت قبله؟

قلت: الآيات إما أمارات دالة على قربها؛ فأولها بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أو أمارات متوالية دالة على وقوعها وحصولها، والآيات المذكورة في هذا الحديث من هذا القسم، قاله في "المبارق".

ص: 345

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وأجاب عنه المناوي بقوله: يعني: الآيات الغير المألوفة، وإن كان الدجال، ونزول عيسى، وخروج يأجوج، ومأجوج قبلها؛ لأنها مألوفة. انتهى.

وقال الطيبي في "شرح المشكاة"(10/ 106): فإن قيل: طلوع الشمس من مغربها ليس بأول الآيات؛ لأن الدخان والدجال قبله؟

أجيب: بأن الآيات إما أمارات دالة على قُربِ قيام الساعة، وإما أمارات دالة على قيام الساعة وحصولها بالفعل؛ ومن الأول: الدخان وخروج الدجال ونحوهما، ومن الثاني: ما نحن فيه من طلوع الشمس من مغربها والرجفة وبَسِّ الجبال وخروج النار وطردها إلى المحشر، وإنما سمي ما هنا أولًا؛ لأنه مبدأ القسم الثاني، والله أعلم. انتهى.

قوله: (وخروج الدابة) قيل: خروجها من جبل أجياد في مكة أيام التشريق والناس في منىً، تكتب على جبهة كل أحد مسلم، أو كافر، وقيل: تخرج من جبل الصفا بمكة.

وهي فصيل ناقة صالح عليه السلام؛ فإنه لما عقرت أمه .. هرب، فانفتح له الحجر الذي خرجت منه أمه، فدخل في جوفه، ثم انطبق عليه الحجر، فهو فيه الآن حتى يخرج بإذن الله تعالى منه في آخر الزمان، وعن علي رضي الله تعالى: أنه يخرج في ثلاثة أيام، والناس ينظرون إليه، فلا يخرج كل يوم إلا ثلثه.

وعن الحسن رحمه الله تعالى: لا يتم خروجه إلا بعد ثلاثة أيام. وروي أن طولها ستون ذراعًا بذراع آدم عليه السلام، لا يدركها طالب، ولا يفوتها هارب.

وروي أن الدابة تخرج من الصفا ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، فتضرب المؤمن بين عينيه بعصا موسى عليه السلام فتنكت نكتة بيضاء، فتفشو تلك النكتة في وجهه حتى يضيء لها وجهه، وتكتب بين عينيه (مؤمن).

وتنكت الكافر بالخاتم في أنفه، فتفشو النكتة حتى يسود لها وجهه،

ص: 346