الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(6) - (1457) - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَمِ
(25)
- 3935 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً".
===
(6)
- (1457) - (باب افتراق الأمم)
(25)
- 3935 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر) بن الفرافصة العبدي الكوفي، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرَّحمن بن عوف الزهري المدني، ثقةٌ فقيه، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة) فواحدة منها في الجَنَّة، وسبعون في النار (وتفترق أمتي) أي: أمة الإجابة لا أمة الدعوة (على ثلاث وسبعين فرقة) واحدة منها في الجَنَّة، والبقية في النار، قالوا: والمراد بأمته: أمة الإجابة؛ وهم أهل القبلة؛ فإن اسم (الأمة) مضافًا إليه صلى الله عليه وسلم يتبادر منه أمة
(26)
- 3936 - (2) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرِو، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْد، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ
===
الإجابة؛ والمراد: تفرقهم في الأصول والعقائد، لا الفروع والعمليات.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث عوف بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(26)
- 3936 - (2)(حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي) أبو حفص القرشي مولاهم، صدوق، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه:(د س ق).
(حدثنا عباد بن يوسف) الكندي أبو عثمان الحمصي الكرابيسي، مقبول، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ق)، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(حدثنا صفوان بن عمرو) بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي، ثقةٌ، من الخامسة، مات سنة خمس وخمسين ومئة (155 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(م عم).
(عن راشد بن سعد) المَقْرَئِيُّ - بفتح الميم وسكون القاف وفتح الراء بعدها همزة ثم ياء النسب - الحمصي، ثقةٌ كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة ثمان ومئة (108 هـ)، وقيل: ثلاث عشرة ومئة. يروي عنه: (عم).
(عن عوف بن مالك) الأشجعي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً؛ فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّار، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً؛ فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّة، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ؛ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً؛ فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ"،
===
من مسلمة الفتح، وسكن دمشق، ومات سنة ثلاث وسبعين (73 هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، وقال السندي: في هذا الإسناد مقال، قال أبو حاتم: راشد بن سعد صدوق، وعباد بن يوسف لَمْ يخرج له أحد سوى ابن ماجة، وليس له عنده سوى هذا الحديث، قال ابن عدي: روى أحاديث تفرد بها، وذكره ابن حبان في "الثقات" كما مر آنفًا، وباقي رجال الإسناد ثقات. انتهى منه.
(قال) عوف بن مالك: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة؛ فواحدة في الجَنَّة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة؛ فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجَنَّة، والذي نفس محمد بيده؛ لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة؛ فواحدة في الجَنَّة وثنتان وسبعون في النار") أي: وبقية الفرق في النار؛ كما جاء.
قيل: إن أريد الخلود فيها .. فهو خلاف الإجماع؛ فإن المؤمنين لا يخلدون في النار، وإن أريد مجرد الدخول فيها .. فهو مشترك بين الفرق؛ إذ ما من فرقة إلَّا بعضهم عصاة، والقول بأن معصية الفرقة الناجية مطلقًا مغفور .. بعيد.
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "الْجَمَاعَةُ".
===
أجيب: بأن المراد: أنهم في النار لأجل اختلاف العقائد؛ فمعنى: (وواحدة في الجَنَّة): أنهم لا يدخلون النار لأجل اختلاف العقائد.
أو المراد بكونهم في النار: طول مكثهم فيها، وبكونهم في الجَنَّة: إلا يطول مكثهم في النار، وعبر عنه بكونهم في الجَنَّة؛ ترغيبًا في تصحيح العقائد، وأنه يلزم إلا يعفى عن البدعة الاعتقادية؛ كما لا يعفى عن الشرك إذ لو تحقق العفو عن البدعة.
فإن قيل: لا يلزم دخول كلّ الفرقة المبتدعة في النار، فضلًا عن طول مكثهم فيها؛ إذ هو مخالف لقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (1). أجيب: بأن المراد: أنهم يَتعرَّضون لِمَا يُدْخِلُهم النارَ من العقائد الرديئةِ ويستحقون ذلك.
ويحتمل أن المراد: أن الغالب في تلك الفرق دخول النار، فيندفع الإِشْكَال مِنْ أصلِه.
(قيل: يا رسول الله؛ من هم؟ قال: "الجماعة") أي: الموافقون لجماعة الصحابة الآخذون بعقائدهم المتمسكون برأيهم. انتهى منه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكن له شاهد من حديث أبي هريرة المذكور قبل هذا الحديث.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
* * *
(1) سورة النساء: (48).
(27)
- 3937 - (3) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّار، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً،
===
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(27)
- 3937 - (3)(حدثنا هشام بن عمار) السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ خطيب، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم الدمشقي، ثقةٌ كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا أبو عمرو) الأوزاعي عبد الرَّحمن بن عمرو بن أبي عمرو أبو عمرو الفقيه، ثقةٌ فاضل، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقةٌ، من الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بني إسرائيل افترقت) أي: ستفترق يوم القيامة (على إحدى وسبعين فرقة) كلها في النار إلَّا فرقة واحدةً، فتدخل الجَنَّة؛ أراد بهذه اليهود، وترك النصاري، وحق العبارة - كما في الرواية السابقة - أن يقال: (وستفترق النصارى على ثنتين وسبعين
وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةَ كُلُّهَا فِي النَّارِ؛ إِلَّا وَاحِدَةً؛ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ".
(28)
- 3938 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
===
فرقة، واحدة منها في الجَنَّة) والباقية في النار (وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة، كلها في النار إلَّا واحدة؛ وهي الجماعة) الموافقون لجماعة الصحابة الآخذون بعقائدهم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث آخر له رضي الله تعالى عنه، فقال:
(28)
- 3938 - (4)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي الواسطي، ثقةٌ متقن، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرَّحمن بن عوف الزهري المدني، ثقةٌ فقيه، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَتَتَّبِعُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ؛ بَاعًا بِبَاعٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ وَشِبْرًا بِشِبْرٍ؛ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ .. لَدَخَلْتُمْ فِيهِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ الْيَّهَودُ وَالنَّصَارَى؛ قَالَ: "فَمَنْ إِذًا؟ ! ".
===
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه محمد بن عمرو، وله أوهام كان كان صدوقًا.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله الذي لا إله إلَّا هو؛ (لتتبعن) ولتسلكن (سنة من كان قبلكم) من اليهود والنصارى؛ أي: لَتَقْتَدُنَّ بهم في أهوائهم ومبتدعاتهم وخرافاتهم التي تخالف شرعكم (باعًا بباع) أي: في باع بعد باع (وذراعًا بذراع) أي: وفي ذراع بعد ذراع (وشبرًا بشبر) أي: وفي شبر بعد شبر.
والباع: ما بين أطراف أصابع اليدين إذا مدتا من الجانبين، والذراع: ما بين المرفقين وأطراف أصابع اليدين، والشبر: ما بين طرف الإبهام وطرف الخنصر.
قوله: (حتى لو دخلوا) غاية للاقتداء بأحدهم، وجواب (لو) سيأتي؛ أي: حتى لو دخلت اليهود والنصارى (في جحر ضب) وحفيرته
…
(لدخلتم) أنتم (فيه) أي: في ذلك الجحر؛ لحرصكم على مطابقتهم في جميع أفعالهم الخبيثة وأحوالهم الدنيئة (قالوا) أي: قالت الصحابة الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله) أتريد بمن كان قبلنا (اليهود والنصارى) أو هم غير اليهود والنصارى؟ (قال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فمن) أريد بمَنْ قبلكم (إذًا؟ ! ) أي: إذْ لَمْ أرد اليهود والنصارى؛ أي: بل هم مرادي بمن كان قبلكم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه حسن؛ لحسن سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم