الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(17) - (1468) - بَابُ الْآيَاتِ
(89)
- 3999 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّاز، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَبِي الطُّفَيْلِ الْكِنَانِيِّ،
====
(17)
- (1468) - (باب الآياتِ)
أي: العلامات الدالة على قرب الساعة.
* * *
(89)
- 3999 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقةٌ عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقةٌ، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، ثقةٌ إمام، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن فرات) بن أبي عبد الرَّحمن (القزاز) الكوفي، ثقةٌ، من الخامسة. يروي عنه:(ع).
(عن عامر بن واثلة) بن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثي (أبي الطفيل الكناني) وربما سمي عمرًا، ولد عام أحد، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عن: أبي بكر الصديق، وعمن بعده؛ وعُفِر إلى أن مات سنة عشر ومئة (110 هـ) على الصحيح، وهو آخر من مات من الصحابة على الإطلاق، قاله مسلم وغيره، رضي الله تعالى عنه. يروي عنه:(ع).
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ أَبِي سَرِيحَةَ قَالَ: اطَّلَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غُرْفَةٍ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ فَقَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا،
===
(عن حذيفة بن أسيد) - بفتح الهمزة - الغفاري (أبي سريحة) - بمهملتين مفتوح الأول - الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، من أصحاب الشجرة، مات سنة اثنتين وأربعين (42 هـ). يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) حذيفة: (اطَّلع) وفي رواية الترمذي: أشرف علينا (رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: نَظَر إلينا من فوق (مِنْ غُرْفَةٍ) له فَوْقنا؛ وهي - بضم المعجمة وسكون الراء - العُلِّيَّةِ - بضم العين واللام المشددة المكسورة والياء المشددة المكسورة -: غرفة مرتفعة بنيت على أعواد، هكذا قال شيخنا: يوسف بن أحمد الهرري الورقي الفقيه من فقهاء الشافعية رحمه الله تعالى.
(ونحن) أي: والحال أننا معاشر الصحابة (نتذاكر) ونتحدث في أمر (الساعة) وشأنها وأهوالها (فقال) لنا: في أي شيء تتحدثون؟ قلنا: نتحدث في أشراطها وشدة أهوالها، فقال:(لا تقوم الساعة حتى تكون) وتوجد قبلها (عشر آيات) أي: عشر علامات تدل على قربها؛ وهي (طلوع الشمس من مغربها) بعد غروبها.
واعلم: أن الأشياء العشرة معدودة على غير ترتيبها، ولذلك ذكر طلوع الشمس من مغربها قبل نزول عيسى ابن مريم، وقبل خروج يأجوج ومأجوج، ودلت الأحاديث الأخرى على أن طلوع الشمس من مغربها إنما سيكون قبل نفخة الصور، وحينئذٍ لا ينفع نفسًا إيمانها لَمْ تكن آمنت من قبل. انتهى "مرقاة".
وَالدَّجَّالُ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّابَّةُ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَخُرُوجُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام، وَثَلَاثَةُ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِق،
===
(و) خروج (الدجال) من جزيرة بحر فارس؛ لأنه محبوس فيها؛ كما في حديث تميم الداري، وهو الكذاب الذي يدعي الألوهية، وهو صاف بن صياد؛ كما سيأتي الكلام عليه في بابه.
(والدخان) وروى حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من أشراط الساعة دخانًا يمكث في الأرض أربعين يومًا قرب الساعة، وهذا الدخان هو الذي يكون من أشراط الساعة على الصحيح.
وأنكر هذا القول ابن مسعود، وقال: إنه عبارة عما نال قريشًا من القحط، حتى كانوا يرون بينهم وبين السماء كهيئة الدخان، وقد وافق ابن مسعود على هذا القول جماعة من الصحابة، ويؤيد قول ابن مسعود قوله تعالى:{رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} (1)، وهذا قد مضي، فلا يكون من أشراط الساعة، ويجمع بين القولين: بأنهما دخانان؛ جمعًا بين الآثار.
(والدابة) وهي المرادة في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} (2) بكلام يفهمونه، وذكر المفسرون أنَّها دابة عظيمة تخرج من صدعٍ في جبل الصفا، لا يفوتها أحد، فتَسِمُ على المؤمن، فيَتَنوَّرُ وَجْهُه فتكتب بين عينيه (مؤمن) وتسم على الكافر، فيَسْوَدُّ وجهُه، وتكتب بين عينيه (كافر) وذكروا أنَّها آخرُ الآيات، ويُغْلقُ عندها بابُ التوبةِ والعلمِ والعملِ.
(و) خروج (يأجوج ومأجوج) من سد ذي القرنين (وخروج عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر مدة الدجال لِقَتْلِه (وثلاثةُ خسوف: خسف بالمشرق،
(1) سورة الدخان: (12).
(2)
سورة النمل: (82).
وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِب، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَب، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنِ أَبْيَنَ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَر، تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا".
===
وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب) أي: غَوْصُ الأرضِ وغَوْرُها إلى تَحْتٍ.
قال ابن الملك: قد وجد الخسف في مواضع، لكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة: قدرًا زائدًا على ما وجد؛ كأن يكون أعظمَ مكانًا وقَدْرًا، كذا في "المرقاة".
(و) آخرُ ذلك المذكور من العلامات العشرِ كلها؛ كما في رواية مسلم: (نارٌ تخرج من قعر) أي: من أقصى وآخر ونهاية (عدنِ أبينَ) بإضافة (عدن) إلى (أبين)، وفي "المشارق": مدينة مشهورة باليمن، وفي "القاموس" - محركة -: جزيرة باليمن، و (أبين) اسم رجل من أولاد هود عليه السلام، وهو أول من سكن وأقام بتلك المدينة، وهو غير منصرف للعلمية ووزن الفعل.
(تسوق) تلك النار (الناس إلى) أرض (المحشر) وهي الشام (تبيت) تلك النار؛ أي: تنزل (معهم) في الليل (إذا باتوا) أي: نزلوا في الليل (وتقيل) أي: تستريح (معهم) في النهار (إذا قالوا) أي: إذا استراحوا من حر الشمس؛ من قال يقيل قيلولة وقائلةً، وهما بمعنىً.
وفي "القاموس": القائلة: استراحة نصف النهار، يقال: قال قيلولة وقائلة؛ إذا استراح وسط النهار ونام فيه، وقد بسطنا الكلام في "شرح مسلم" فراجعه إن شئت.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الفتن، باب الآياتِ التي تكون قبل الساعة، وأبو داوود في كتاب الملاحم، باب أمارات الساعة،
(90)
- 4000 - (2) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ،
===
والترمذي في الفتن، باب ما جاء في الخسف، وابن ماجة في كتاب الفتن باب الآيات.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
وقد تقدم تخريج هذا الحديث للمؤلف في كتاب الفتن، باب أشراط الساعة رقم (1465)، حديث رقم (3985).
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث حذيفة بن أسيد بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(90)
- 4000 - (2)(حدثنا حرملة بن يحيى) بن حرملة بن عمران أبو حفص التجيبي المصري، صاحب الشافعي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م س ق).
(حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم المصري، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).
(أخبرني عمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري أبو أمية، ثقةٌ فقيه حافظ، من السابعة، مات قديمًا قبل الخمسين ومئة (150 هـ). يروي عنه:(ع).
(و) عبد الله (بن لهيعة) بن عقبة الحضرمي المصري القاضي، صدوق، من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ولكنه ثقةٌ فيما رواه عنه العبادلة. يروي عنه (م د ت ق)، مات سنة أربع وسبعين ومئة (174 هـ).
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا:
===
كلاهما رويا (عن يزيد بن أبي حبيب) سويد أبي رجاء المصري، ثقةٌ فقيه، وكان يرسل، من الخامسة، مات سنة ثمان وعشرين ومئة (128 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سنان بن سعد) ويقال له: سعد بن سنان الكندي المصري، وصوب البخاري وابن يونس الأول، صدوق له أفراد، من الخامسة. يروي عنه:(د، ق). وقال ابن حبان في "الثقات": حدث عنه المصريون، وأرجو أن يكون الصحيح سنان بن سعد، وقد اعتبرت حديثه، فرأيت ما روى عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات، وما روي عن سعد بن سنان وسعيد بن سنان فيه المناكير، فكأنهما اثنان، وقال ابن أبي خيثمة: سألت ابن معين عن سعد بن سنان الذي روى عنه يزيد بن أبي حبيب، فقال: ثقةٌ.
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
فهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه سنان بن سعد، وهو مختلف فيه.
(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بادروا بالأعمال) الصالحة (ستًّا) أي: بادروا وسارعوا بعمل الأعمال الصالحة قبل مفاجأة هذه الأمور الست؛ أي: اعملوا الأعمال الصالحة واشتغلوا بها قبل مجيء هذه الأمور الست التي هي تشغلكم عنها، وفي "النهاية": معنى مبادرتها بالأعمال: الانكماش والانغماس في الأعمال والاهتمام بها قبل وقوعها.
وفي تأنيث (الست) إشارة إلى أنَّها مصائب ودواه. "سندي".
وقال القاضي - فيما نقله عنه القاري (9/ 368) -: أمرهم أن يبادروا بالأعمال
طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْض، وَالدَّجَّالَ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ".
===
قبل نزول هذه الآياتِ الست؛ فإنها إذا نزلت .. دهشتهم وشغلتهم عن الأعمال، أو سد عليهم باب التوبة وقبول الأعمال.
وفي "الكوكب": أي: سابقوا ست آيات دالة على قرب الساعة قبل وقوعها وحلولها؛ فإن العمل بعد وقوعها وحلولها لا يقبل ولا يعتبر.
وقوله: (طلوع الشمس من مغربها، والدخان، ودابة الأرض، والدجال، وخويصة أحدكم، وأمر العامة) بالنصب في جميعها، بدل من قوله (ستًّا) بدل تفصيل من مجمل، أو بدل بعض من كلّ، وقد تقدم الكلام على أكثر هذه الست في حديث حذيفة بن أسيد.
وعبارة القرطبي: أي: سابقوا بالأعمال الصالحة ولا تُسَوِّفُوها، واغتنِمُوا التمكُّنَ منها قبل أن يُحال بينكم وبينها، بداهيبما من هذه الدَّواهِي المذكورة، فيفوت العملُ؛ للمانع، أو تنعدم منفعتُه؛ لعدمِ القبول.
قوله: "وخويصيةَ أحدكم" يعني: حادثةَ الموت التي تَخُصُّ كلَّ إنسان؛ وهي تَصْغِيرُ خاصَّة، وصُغِّرَتْ؛ لاحتقارها في جانبِ ما بعدها من البعثِ والعَرْضِ والحسابِ وغيرِ ذلك.
أو يعني بها: الموانع التي تخصه مما يمنعه من العمل؛ كالمرض والكِبَرِ والفقرِ المُنْسِي والغِنى المُطْغِي والعِيالِ والأولادِ والهمُوم والأَنْكَادِ والفِتَنِ والمِحنِ
…
إلى غيرِ ذلك مما لا يتمكَّنُ الإنسانُ مع شيء منه على عمل صالح، أو لا يَسْلَمُ له.
وهذا المعنى هو الذي فَصَّلَه في حديث آخر؛ حيث قال: "اغتنم خمسًا قبل خمس؛ شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك" رواه الحاكم (4/ 306).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
أي: وبادروا بالأعمال الصالحة قبل حيلولة الاشتغال بخويصة أحدكم عن العمل المصالح؛ أي: الاشتغال بأمر خاص بك؛ أي: بنفسك أو بأهلك أو بولدك؛ كما مر بيانه (و) قبل حيلولة الاشتغال بـ (أمر العامة) عن العمل المصالح.
وعبارة القرطبي: قوله: "أو أمر العامة" يعني: الاشتغال بهم فيما لا يتوجه على الإنسان غرضه؛ فإنهم يفسدون من يقصد إصلاحهم، ويهلكون من يريد حياتهم لا سيما في مثل هذه الأزمان التي قد مرجت فيها عهودهم، وخانت أماناتهم، وغلبت عليهم جهالاتهم وأهواؤهم، وأعانتهم الظلمة والسفهاء.
وعلى هذا؛ فعلى العامل أن يهتم بخصوصية نفسه، والإعراض عن أبناء جنسه إلى حلول رمسه، أعاننا الله تعالى على ذلك بفضله وكرمه وجوده، آمين.
والمعنى: بادروا بالأعمال الصالحة وسارعوا إلى الإتيان قبل أن تظهر هذه العلامات الست؛ إذ يعسر العمل فيما بعدها، أو لا يقبل عندها.
وقوله: "أو خاصة أحدكم" كما هي رواية مسلم والمراد منها: الموت؛ فإن من مات .. قامت قيامته، وقيل: هو ما يختص به الإنسان من الشواغل المتعلقة بنفسه أوماله أوما يهتم به. انتهى منه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكنه أخرج مسلم مثله من حديث أبي هريرة في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في بقية أحاديث الدجال، والحاكم في "المستدرك".
ودرجته: أنه صحيح المتن؛ لأن له شاهدًا من حديث أبي هريرة، أخرجه مسلم، حسن السند؛ لأن فيه سنان بن سعد، وهو مختلف فيه؛ كما مر آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث حذيفة بن أسيد.
* * *
(91)
- 4001 - (3) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ جَدِّه، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
===
ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه، فقال:
(91)
- 4001 - (3)(حدثنا الحسن بن علي) بن محمد الهذلي أبو علي (الخلال) الحلواني - بضم المهملة - نزيل مكة، ثقةٌ حافقاله تصانيف، من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(خ م د ت ق).
(حدثنا عون بن عمارة) القيسي العبدي أبو محمد البصري، ضعيف، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا عبد الله بن المثنى) - بضم الميم وفتح المثلثة وتشديد النون مقصورًا - (ابن ثمامة بن عبد الله بن أنس) بن مالك الأنصاري أبو المثنى البصري، صدوق كثير الغلط، من السادسة. يروي عنه:(خ ت ق).
(عن أبيه) هكذا جاءت الرواية وهو وهم، والصواب (عن عمه) أي: روى عبد الله بن المثنى عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك، وقيل: ينسب إلى جده، الأنصاري البصري قاضيها، صدوق، من الرابعة، عزل عنه سنة عشر ومئة، ومات بعد ذلك بمدة. يروي عنه:(ع). روى عن: جده أنس بن مالك، ويروي عنه: ابن أخيه عبد الله بن المثنى.
(عن جده) أي: روى ثمامة عن عمه عن جده (عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْآيَاتُ بَعْدَ الْمِئَتَيْنِ".
===
وفي لفظ رواية المؤلف تحريفات، والصواب:(حدثنا الحسن الخلال، حدثنا عون بن عمارة، حدثنا عبد الله بن المثنى عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك عن جده أنس بن مالك).
(عن أبي قتادة) الأنصاري الحارث بن ربعي - بكسر الراء وسكون الموحدة - ابن بُلْدةَ - بضمة بعدها لام ساكنة - السَّلَمي - بفتحتين - المدني رضي الله تعالى عنه. يروي عنه: (ع).
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عون بن عمارة، وفيه أيضًا عبد الله بن المثنى، وهو صدوق كثير الغلط.
(قال) أبو قتادة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآياتِ بعد المئتين) فقوله: (الآياتِ) بالرفع مبتدأ، ولكنه على تقدير مضاف، والخبر قوله:(بعد المئتين) والتقدير: ظهور الآياتِ؛ أي: ظهور علامات القيامة وظهور كبارها كائن (بعد المئتين) أي: تظهر باعتبار ابتدائها ظهورًا كاملًا بعد المئتين من الهجرة؛ أو من دولة الإسلام، أو من وفاته صلى الله عليه وسلم.
ويحتمل أن تكون اللام في (المئتين) للعهد؛ أي: بعد المئتين بعد الألف؛ وهو وقت ظهور المهدي وخروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وتتابع الآياتِ؛ من طلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض، وظهور يأجوج ومأجوج، وأمثالها.
قال الطيبي (10/ 104): الآياتِ بعد المئتين مبتدأ وخبر؛ أي: تتابع الآياتِ وظهور أشراط الساعة على التتابع والتوالي كائن بعد المئتين.
قال السندي: المراد: الآياتِ الصغار التي هي كالمقدمات للكبار؛ مثل:
(92)
- 4002 - (4) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَعْقِلٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
===
فشو الكذب، أو الكبار، والمراد بالمئتين: المئتان بعد الألف.
ويحتمل: أن يكون الكلام مسوقًا؛ لإفادة أن المئتين من الآيات، وليس المراد: أنَّها متصلات بمضي المئتين. انتهى من "الإنجاز".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، وذكرهُ ابن الجوزي في "الموضوعات"، ودرجته: أنه ضعيف، بل هو موضوع (9)(408)؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
ثم استأنس المؤلف للترجمة ثانيًا بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، فقال:
(92)
- 4002 - (4)(حدثنا نصر بن علي) بن نصر بن علي بن صهبان (الجهضمي) البصري، ثقةٌ ثبتٌ، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ) أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(حدثنا نوح بن قيس) بن رباح الأزدي أبو روح البصري، صدوق رمي بالتشيع، من الثامنة، مات سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومئة (184 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا عبد الله بن معقل) عن يزيد الرقاشي، مجهول، من السابعة. يروي عنه:(ق).
(عن يزيد) بن أبان (الرقاشي) - بتخفيف القاف ثم معجمة - أبي عمرو البصري القاص - بتشديد المهملة - زاهد ضعيف، من الخامسة، مات قبل العشرين ومئة. يروي عنه:(ت ق).
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُمَّتِي عَلَى خَمْسِ طَبَقَاتٍ؛ فَأَرْبَعُونَ سَنَةً أَهْلُ بِرٍّ وَتَقْوَي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى عِشْرِينَ وَمِئَةِ سَنَةٍ أَهْلُ تَرَاحُمٍ وَتَوَاصُلٍ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى سِتِّينَ وَمِئَةِ سَنَةٍ أَهْلُ تَدَابُرٍ وَتَقَاطُعٍ، ثُمَّ الْهَرْجُ الْهَرْجُ، النَّجَا النَّجَا".
===
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عبد الله بن مَعْقِلٍ ويزيد بن أبان، وهما مجهولان.
(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمتي) من حيث أحوالهم وديانتهم (على خمس طبقاتٍ) ودرجاتٍ من الناس، ثم فصلها (فـ) ذكر أهل الطبقة الأولى منها بقوله: هم (أربعون سنة أهل بر) وخير (و) أهل (تقوى) من الله تعالى، بامتثال مأموراته، واجتناب منهياته.
ثم ذكر الطبقة الثانية بقوله: (ثم) بعد تمام أربعين سنة (الذين يلونهم) أي: يَلُونَ أهلَ الطبقة الأولى (إلى) تمام (عشرين ومئة سنة) هم (أهل تراحم) وتعاطف وتشافق فِيمَا بَيْنَهم في حقوقِ الأجانب (وتواصل) فيما بينهم في حقوق الأرحام.
ثم ذكر الطبقة الثالثة بقوله: (ثم الذين يلونهم) أي: يلون أهل الطبقة الثانية (إلى) تمام (ستين ومئة سنة) هم (أهل تدابر) والتدابر: أن يعرض بعضكم عن بعض بوجهه وبكلامه، وهو كناية عن الحسد والبغض (و) أهل (تقاطع) للأرحام.
ثم ذكر الرابعة بقوله: (ثم الهرج) ثم أهل الهرج والقتل، وقوله:(الهرج) ثانيًا .. توكيد لفظي لما قبله.
ثم ذكر الخامسة بقوله: (النجا النجا) والتكرار للتوكيد؛ كالذي قبله؛ أي: ثم النجا، أي: ثم الذين يلونهم أهل النجا؛ أي: الذين يطلبون النجاة بأنفسهم
(92)
- 4002 - (م) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا خَازِم أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا الْمِسْوَرُ بْنُ الْحَسَن، عَنْ أَبِي مَعْنٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
===
من الفتن بالعزلة قائلين فيما بينهم: اطلبوا النجاة بأنفسكم بالعزلة.
قوله: "النجا النجا" في "المجمع": النجا: السرعة؛ من نجا ينجو؛ إذا أسرع؛ ونجا من الأمر؛ إذا خلص من المكروه، منصوب على الإغراء على المفعولية لفعل محذوف وجوبًا؛ تقديره: اطلبوا النجا من المكروه، والمعروف فيه المد إذا أفرد، والمد والقصر إذا كرر.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولا شاهد له ولا متابع، ودرجته: أنه ضعيف لا أصل له؛ لأنه من الموضوعات، فالحديث: ضعيف متنًا وسندًا (10)(409)؛ لما مر آنفًا، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، فقال:
(92)
- 4002 - (م)(حدثنا نصر بن علي) الجهضمي البصري، ثقةٌ حافظ، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(حدثنا خازم) بن مروان البصري (أبو محمد العنزي) - بفتح العين المهملة والنونِ بعدها زاي - مجهول الحال، من الثامنة، ووهم من ذكره في الحاء المهملة، فقال فيه: حازم، بل هو بالخاء المعجمة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا المسور بن الحسن) مجهول، من السابعة. يروي عنه:(ق).
(عن أبي معن) مجهول، من الخامسة. يروي عنه:(ق).
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمَّتِي عَلَى خَمْسِ طَبَقَاتٍ؛ كُلُّ طَبَقَةٍ أَرْبَعُونَ عَامًا؛ فَأَمَّا طَبَقَتِي وَطَبَقَةُ أَصْحَابِي .. فَأَهْلُ عِلْمٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمَّا الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مَا بَيْنَ الْأَرْبَعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ .. فَأَهْلُ بِرٍّ وَتَقْوَى"، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ.
===
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه ثلاثة مجاهيل، وغرضه: بيان متابعة أبي معن ليزيد بن أبان الرقاشي.
(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمتي على خمس طبقات؛ كل طبقة) منها مدتها (أربعون عامًا؛ فأما طبقتي وطبقة أصحابي .. فأهل علم وإيمان، وأما الطبقة الثانية) التي مدتها (ما بين الأربعين) وما فوقها (إلى) تمام (الثمانين .. فـ) هم (أهل بر وتقوي، ثم ذكر) أبو معن (نحوه) أي: نحو حديث يزيد الرقاشي.
فدرجة هذه المتابعة كأصلها: ضعيفة (10)(409)(م)؛ لضعف سندها، وغرضها: بيان متابعة أبي معن ليزيد الرقاشي.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذه الباب: خمسة أحاديث:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد، والثالث والرابع للاستئناس، والأخير للمتابعة.
والله سبحانه وتعالى أعلم