المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(5) - (1456) - باب من ترجى له السلامة من الفتن - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٤

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كتاب الفتن

- ‌(1) - (1452) - بَابُ كَفِّ اللِّسَانِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌(2) - (1453) - بَابُ الْعُزْلَةِ

- ‌(3) - (1454) - بَابُ الْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ

- ‌(4) - (1455) - بَاب: بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا

- ‌(5) - (1456) - بَابُ مَنْ تُرْجَى لَهُ السَّلَامَةُ مِنَ الْفِتَنِ

- ‌(6) - (1457) - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَمِ

- ‌(7) - (1458) - بَابُ فِتْنَةِ الْمَالِ

- ‌فائدة

- ‌(8) - (1459) - بَابُ فِتْنَةِ النِّسَاءِ

- ‌فصل في ذكر الأحكام التي تستفاد من هذا الحديث

- ‌(9) - (1460) - بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ

- ‌(10) - (1461) - بَابُ قَوْلهِ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}

- ‌(11) - (1462) - بَابُ الْعُقُوبَاتِ

- ‌(12) - (1463) - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ

- ‌(13) - (1464) - بَابُ شِدَّةِ الزَّمَانِ

- ‌(14) - (1465) - بَابُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌(15) - (1466) - بَابُ ذَهَابِ الْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ

- ‌(16) - (1467) - بَابُ ذَهَابِ الْأَمَانَةِ

- ‌(17) - (1468) - بَابُ الْآيَاتِ

- ‌(18) - (1469) - بَابُ الْخُسُوفِ

- ‌(19) - (1470) - بَابُ جَيْشِ الْبَيْدَاءِ

- ‌(20) - (1471) - بَابُ دَابَّةِ الْأَرْضِ

- ‌(21) - (1472) - بَابُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

- ‌تنبيه

- ‌(22) - (1473) - بَابُ فِتْنَةِ الدَّجَّال، وَخُرُوجِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَخُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ

- ‌وأما ترجمة تميم الداري

- ‌فائدة

الفصل: ‌(5) - (1456) - باب من ترجى له السلامة من الفتن

(5) - (1456) - بَابُ مَنْ تُرْجَى لَهُ السَّلَامَةُ مِنَ الْفِتَنِ

(23)

- 3933 - (1) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيه، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

===

(5)

- (1456) - (باب من ترجى له السلامة من الفتن)

(23)

- 3933 - (1)(حدثنا حرملة بن يحيى) بن عمران التجيبي المصري، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئتين. يروي عنه:(م س ق).

(حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي المصري، ثقةٌ ثبتٌ، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).

(أخبرني) عبد الله (بن لهيعة) الحضرمي المصري القاضي، صدوق، من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه.

(عن عيسى بن عبد الرَّحمن) بن فروة - بفتح الفاء وسكون الراء - الأنصاري أبي عبادة الزرقي. روى عن: زيد بن أسلم، والزهري، ويروي عنه: ابن لهيعة، متروك، من السابعة. يروي عنه:(ق).

(عن زيد بن أسلم) العدوي مولاهم مولى عمر المدني، ثقةٌ عالم، من الثالثة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبيه) أسلم العدوي مولى عمر، ثقةٌ مخضرم، من الثانية، مات سنة ثمانين (80 هـ)، وقيل: بعد سنة ستين وهو ابن أربع عشرة ومئة سنة. يروي عنه: (ع).

(عن عمر بن الخطاب) رضي الله تعالى عنه.

ص: 79

أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَاعِدًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يُبْكِينِي شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ يَسِيرَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَإِنَّ مَنْ عَادَى لِلّهِ وَلِيًّا .. فَقَدْ بَارَزَ اللهَ بِالْمُحَارَبَة، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْأَبْرَارَ

===

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، وكذا عيسى بن عبد الرَّحمن ضعيف.

(أنه) أي: أن عمر (خرج يومًا) من الأيام (إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد) عمر (معاذ بن جبل قاعدًا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم حالة كون معاذ (يبكي) من البكاء (فقال) له عمر: (ما يبكيك) يا معاذ؟ من الإبكاء (قال) معاذ: (يبكيني شيء) أي: حديث (سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن يسير الرياء) وقليله (شرك) أصغر وأخفى؛ لأنه لا يطَّلِعُ عليه إلَّا صاحبُه؛ لأنه من أعمال القلوب؛ وهو قصد الشخص بعمله المصالح إراءة المخلوق؛ ليمدحوه بالصلاح.

(و) سمعته أيضًا يقول: (إن من عادى لله وليًا) والجار والمجرور في قوله (لله) صفة مقدمة على موصوفها؛ أي: وإن من عادى وآذى وليًا كائنًا لله تعالى، وهو كلّ مؤمن صالح .. (فقد بارز الله) عز وجل، وظاهر له؛ من المبارزة (بالمحاربة) فإن أولياءه وأهله هم المخصوصون به تعالى؛ أي: المتجرِّدون لعبادته وأذكاره عن عوائق الدنيا وزخارفها.

(إن الله) سبحانه وتعالى (يحب الأبرار) أي: يرضى عنهم ويدافع عنهم من عاداهم، وهم جمع برّ؛ وهو من غلبت طاعته على معاصيه، وما بعده

ص: 80

الْأَتْقِيَاءَ الْأَخْفِيَاءَ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا .. لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِنْ حَضَرُوا .. لَمْ يُدْعَوْا وَلَمْ يُعْرَفُوا، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ".

(24)

- 3934 - (2) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،

===

صفات له (الأتقياء) صفة أولى له، جمع تقي؛ وهو من امتثل جميع أوامره، واجتنب عن جميع مناهيه (الأخفياء) صفة ثانية له، جمع خفي؛ وهو المعتزل عن الناس الذي يخفى عليهم مكانه.

وقوله: (الذين) صفة للأخفياء؛ أي: الأخفياء الذين (إذا غابوا) عنهم واعتزلوا

(لَمْ يُفْتَقدُوا) - بالبناء للمفعول - أي: لَمْ يُطلبوا لمعرفة حالهم، ولا يلتفت أحد من الناس إلى معرفة حالهم ومكانهم، ولا ينظر أحد إلى أنهم أحياء أو أموات بل هم عند الناس أحقر من ذلك.

(وإن حضروا) في مجالسهم

(لَمْ يدعوا) إلى المجالس المشرفة عندهم، ولا إلى الأمور المهمة (ولم يعرفوا) عند الناس بشيء من المراتب (قلوبهم مصابيح الهدى) أي: كالمصابيح في الهدى والشرع المستقيم التي تضيء لنفسه وتضيء لغيرها (يخرجون) أي: يعتزلون (من كلّ غبراء) ومشاكل (مظلمة) وفتن مهلكة واختلافات مختلطة التي لا وجه لحلها، ولا طاقة لفكها.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولا شاهد له ولا متابع صحيحان، ودرجته: أنه ضعيف (3)(402)؛ لضعف سنده؛ لما تقدم، وغرضه: الاستئناس به.

* * *

ثم استدل المؤلف للترجمة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(24)

- 3934 - (2)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير - مصغرًا -

ص: 81

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "النَّاسُ كَإِبِلٍ مِئَةٍ لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً".

===

السلمي الدمشقي، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا عبد العزيز بن محمد) بن عبيد (الدراوردي) أبو محمد الجهني مولاهم المدني، صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا زيد بن أسلم) العدوي مولاهم؛ مولى عمر المدني، ثقةٌ عالم، من الثالثة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله بن عمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، إن ثبَتَ سماعُ زيد بن أسلم من عبد الله بن عمر.

(قال) عبد الله بن عمر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الناس كإبلٍ مئةٍ لا تكاد) ولا تقرب أن (تجد فيها) أي: في تلك المئة (راحلة) أي: ناقة تصلح للركوب وللتحمل.

قال السندي: في "النهاية": يعني: إن المرضي المنتخب من الناس في عزة وجوده .. كالنجيب من الإبل القوي على الأحمال والأسفار، الذي لا يوجد في كثير من الإبل، ويقع لفظ:(الراحلة) على الذكر والأنثى، والهاء للمبالغة. انتهى منه.

وفي بعض نسخ السندي: قوله: "كإبل مئة" يعني: أن المؤمنين المنتخبين

ص: 82

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

من الناس في عزة وجودهم .. كالمنتخب من الإبل القوية على الأحمال والأسفار، الذي لا يوجد في كثير من الإبل.

قال الزهري: الذي عندي فيه: أن الله تعالى ذم الدنيا، وحذر العباد منها، وضرب لهم فيها الأمثال؛ ليعتبروا ويحذروا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحذرهم ما حذرهم الله تعالى، ويزهدهم فيها، فرغب الناس بعده فيها، وتنافسوا عليها، حتى كان الزهد في النادر القليل منهم، فقال:"تجدون بعدي كإبل مئة ليس فيها راحلة" أي: إن الكامل في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة .. قليل؛ كقلة الراحلة في الإبل.

والراحلة: هي البعير القوي على الأحمال والأسفار، النجيب، التام الخلق الحسن المنظر، ويقع على الذكر والأنثي، والهاءُ للمُبالغة، ذكره السيوطي.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلَّا حديثين:

الأول منهما للاستئناس، والثاني للاستدلال به على الترجمة.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 83