المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(18) - (1469) - باب الخسوف - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢٤

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كتاب الفتن

- ‌(1) - (1452) - بَابُ كَفِّ اللِّسَانِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌(2) - (1453) - بَابُ الْعُزْلَةِ

- ‌(3) - (1454) - بَابُ الْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ

- ‌(4) - (1455) - بَاب: بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا

- ‌(5) - (1456) - بَابُ مَنْ تُرْجَى لَهُ السَّلَامَةُ مِنَ الْفِتَنِ

- ‌(6) - (1457) - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَمِ

- ‌(7) - (1458) - بَابُ فِتْنَةِ الْمَالِ

- ‌فائدة

- ‌(8) - (1459) - بَابُ فِتْنَةِ النِّسَاءِ

- ‌فصل في ذكر الأحكام التي تستفاد من هذا الحديث

- ‌(9) - (1460) - بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ

- ‌(10) - (1461) - بَابُ قَوْلهِ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}

- ‌(11) - (1462) - بَابُ الْعُقُوبَاتِ

- ‌(12) - (1463) - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ

- ‌(13) - (1464) - بَابُ شِدَّةِ الزَّمَانِ

- ‌(14) - (1465) - بَابُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- ‌(15) - (1466) - بَابُ ذَهَابِ الْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ

- ‌(16) - (1467) - بَابُ ذَهَابِ الْأَمَانَةِ

- ‌(17) - (1468) - بَابُ الْآيَاتِ

- ‌(18) - (1469) - بَابُ الْخُسُوفِ

- ‌(19) - (1470) - بَابُ جَيْشِ الْبَيْدَاءِ

- ‌(20) - (1471) - بَابُ دَابَّةِ الْأَرْضِ

- ‌(21) - (1472) - بَابُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

- ‌تنبيه

- ‌(22) - (1473) - بَابُ فِتْنَةِ الدَّجَّال، وَخُرُوجِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَخُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ

- ‌وأما ترجمة تميم الداري

- ‌فائدة

الفصل: ‌(18) - (1469) - باب الخسوف

(18) - (1469) - بَابُ الْخُسُوفِ

(93)

- 4003 - (1) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ الله، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

===

(18)

- (1469) - (باب الخسوف)

(93)

- 4003 - (1)(حدثنا نصر بن علي الجهضمي) البصري، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(حدثنا أبو أحمد) الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي الكوفي، ثقةٌ ثبتٌ إلَّا أنه قد يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا بشير بن سلمان) الكندي الأسلمي أبو إسماعيل الكوفي، ثقةٌ يغرب، من السادسة. يروي عنه:(م عم).

(عن سيار) أبي حمزة الكوفي، مقبول، من الخامسة، وكان يقال: سيار أبو الحكم، وهو وهم، والصواب ما قلنا، وذكره ابن حبان في "الثقات". يروي عنه:(د ت ق).

(عن طارق) بن شهاب بن عبد شمس البجلي الأحمسي أبي عبد الله الكوفي، قال أبو داوود: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، مات سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين (83 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله) بن مسعود رضي الله تعالى عنه.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 316

قَالَ: "بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ".

===

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، وسنده موصول لا منقطع؛ كما قد قِيل؛ كما سنُبينه قريبًا.

(قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (بين يدي الساعة) أي: قدام القيامة (مسخ) للصورة الظاهرية أو للقلوب الباطنية (وخسف) أي: ذهاب في عمق الأرض (وقذف) أي: رمي بالحجارة من جهة السماء، قال التوربشتي: هذا من باب التغليظ والتشديد.

قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع؛ سيار أبو الحكم لَمْ يحدث عن طارق بن شهاب، قاله الإمام أحمد بن حنبل، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه ابن حبان في "صحيحه".

وقال الألباني في "الصحيحة"(4/ 392): وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد، رجاله ثقات رجال مسلم، غير سيار هذا؛ وهو أبو حمزة الكوفي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه جمع، وأعله البوصيري في "الزوائد" بالانقطاع بين سيار وطارق، وليس بشيء؛ لأنه بناه على أن سيارًا هذا هو أبو الحكم، وليس هو به.

نعم؛ كان بشير بن سليمان الراوي عن سيار يقول فيه أحيانًا: سيار أبو الحكم، وهو وهم منه؛ كما قال أحمد بن حنبل وغيره، وهو في هذا الحديث لَمْ يهم؛ كما ترى، ولو وهم .. لبين وهمه، فلا يُعلُّ بالانقطاع، ثم إن الحديث له شواهد كثيرة تشهد لصحته؛ منها ما روي عن عائشة وعمران بن حصين وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو وسهل بن سعد وجابر بن عبد الله وأبي هريرة.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده؛

ص: 317

(94)

- 4004 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو مُصعَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسلَمَ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ

===

كما مر آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

ثم استشهد المؤلف لحديث ابن مسعود بحديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(94)

- 4004 - (2)(حدثنا أبو مصعب) أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرَّحمن بن عوف، أبو مصعب الزهري المدني الفقيه، صدوق عابه أبو خيثمة؛ للفتوى بالرأي، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا عبد الرَّحمن بن زيد بن أسلم) العدوي مولاهم المدني، ضعيف، من الثامنة، مات سنة اثنتين وثمانين ومئة (182 هـ). يروي عنه:(ت ق). وقال في "التهذيب": أجمعوا على ضعفه.

(عن أبي حازم) سلمة (بن دينار) الأعرج التمار المدني القاص، مولى الأسود بن سفيان، ثقةٌ عابد، من الخامسة، مات في خلافة المنصور. يروي عنه:(ع).

(عن سهل بن سعد) بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبي العباس المدني، له ولأبيه صحبة رضي الله تعالى عنهما، مشهور، مات سنة ثمان وثمانين (88 هـ)، وقيل بعدها، وقد جاوز المئة. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عبد الرَّحمن بن زيد بن أسلم، وهو متفق على ضعفه.

ص: 318

أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ".

(95)

- 4005 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ،

===

(أنه) أي: أن سهلًا (سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يكون في آخر أمتي) أمة الإجابة (خسف) أي: ذهاب في عمق الأرض (ومسخ) أي: تحويل صورة إلى ما هو أقبح منها، وقيل: هو مسخ القلوب، وفيه نظر (وقذف) أي: رمي بالحجارة من جهة السماء؛ كقوم لوط.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح بما قبله وبما بعده، وسنده ضعيف؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود، وسنده ضعيف جدًّا.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث ابن مسعود بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(95)

- 4005 - (3)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري أبو بكر بُنْدار، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ)، وله بضع وثمانون سنة. يروي عنه:(ع).

(ومحمد بن المثنى) بن عبيد العنزي - بفتح النون والزاي - أبو موسى البصري، المعروف بالزمن، مشهور بكنيته وباسمه، ثقةٌ ثبتٌ، من العاشرة، وكان هو وبندار فرسي رهان، وماتا في سنة واحدة، أي: سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه: (ع).

كلاهما (قالا: حدثنا أبو عاصم) النبيل الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن

ص: 319

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ، عَنْ نَافِع أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُقْرِئُكَ السَّلَامَ قَالَ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ؛ فَإِنْ كَانَ قَدْ أَحْدَثَ

===

مسلم الشيباني البصري، ثقةٌ ثبتٌ، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ) أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(حدثنا حيوة) بفتح أوله وسكون التحتانية وفتح الواو (ابن شريح) بن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري، ثقةٌ ثبتٌ فقيه زاهد، من السابعة، مات سنة ثمان، وقيل: تسع وخمسين ومئة (159 هـ). يروي عنه: (ع).

(حدثنا أبو صخر) حميد بن زياد بن أبي المخارق الخراط صاحب العباء المدني، سكن مصر، صدوق يهم، من السادسة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ) وقال الدارقطني: ثقةٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات". يروي عنه:(م د ت ق).

(عن نافع) العدوي مولاهم المدني؛ مولى ابن عمر، ثقةٌ فقيه، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة، أو بعد ذلك. يروي عنه:(ع).

(أن رجلًا) من المسلمين، ولم أر من ذكر اسم هذا الرجل (أتى) أي: جاء (ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(فقال) ذلك الرجل لابن عمر: (إن فلانًا يقرئك السلام) أي: يقرأ عليك السلام (قال) ابن عمر لذاك الرجل: (إنه) أي: إن الشأن والحال (بلغني) أي: وَصَل إليَّ خَبَرُ (أنه) أي: أن فلان" (قد أحدث) وفعل وأوجد في الدين بدعة محدثة؛ أي: أمرأ ليس من الدين الإسلامي؛ لأني سمعت أنه يكذِّب بالقدر ولا يؤمن به (فإن كان) فلانٌ (قد أحدث) وابتدع في الدين ما ليس منه

ص: 320

فَلَا تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي أَوْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ أَوْ قَذْفٌ؛ وَذَلِكَ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ".

===

(فلا تُقرِئه) يا أيها الرجل (مني) أي: من جهتي (السلام) أي: لا ترد سلامه عليَّ عليه؛ لأن رد سلام المبتدعِ لا يجب على من سلم هو عليه (فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون في أمتي) أي: أمة الإجابة (أو) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون (في هذه الأمة) المحمدية (مسخ) على صورة أقبح من صورهم (وخسف) أي: غور في الأرض (أو قذف) أي: رمي بالحجارة من جهة السماء (وذلك) المذكور من المسخ والخسف والرمي واقع (في أهل القدر) وفي "المشكاة": وذلك في المكذبين بالقدر.

تبين بهذا الحديث أن القدرية المذمومة إنما هي المكذبة بالقدر، لا المؤمنة به؛ كما زعمت المعتزلة، ونسبوا أهل السنة والجماعة إلى القدرية.

وقوله: (ذلك) في الحديث ما يدلُّ على استحقاق ما سبق من الخسف والمسخ؛ لأجل ما بعده من التكذيب، فتكون هذه الأمور في هذه الأمة؛ كما في سائر الأمم، خلاف قول من زعم أن ذلك لا يكون مطلقًا، إنما مسخها بقلوبها، وأما ما رُوِيَ من رفع الخسف والمسخ عن هذه الأمة .. فالمراد به: رفع المسخ والخسف العامَّين، فافهم. انتهى.

قال الطبيي: قوله: (فلا تقرئه مني السلام) كناية عن عدم قبول سلامه؛ لأنه مبتدع. انتهى، وقال القاري في "المرقاة": والأظهر: أن مراده: ألا تُبلِّغَه مني السلام أو لا تَرُدَّهُ؛ فإنه ببدعته لا يستحق جواب السلام، ولو كان من أهل الإسلام.

وقال ابن حجر: (لا تقرئه مني السلام) لأنا أُمرنا بمهاجرة أهل البدع، ومن

ص: 321

(96)

- 4006 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر،

===

ثم قال العلماء: لا يجب رد سلام الفاسق والمبتدع، بل لا يسن؛ زجرًا لهما، ومن ثم جاز هجرهم كذلك. انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب السنة، باب لزوم السنة، والترمذي في كتاب القدر، باب رقم (16).

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث ابن مسعود بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(96)

- 4006 - (4)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (190 هـ). يروي عنه:(ع).

(ومحمد بن فضيل) - مصغرًا - ابن غزوان الضبي الكوفي، صدوق، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (190 هـ). يروي عنه:(ع).

كلاهما رويا (عن الحسن بن عمرو) الفقيمي - بضم الفاء وفتح القاف - الكوفي، ثقةٌ ثبتٌ، من السادسة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئة (142 هـ). يروي عنه:(خ د س ق).

(عن أبي الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم المكي،

ص: 322

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ".

===

صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص بن وائل القرشي السهمي أحد السابقين المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنه وعنهم أجمعين، وأحد العبادلة الفقهاء، مات ليالِيَ الحرة في ذي الحجة على الأصح بالطائف على الراجح.

يروي عنه: (ع)، قال ابن معين: لَمْ يسمع أبو الزبير من عبد الله بن عمرو، وقال أبو حاتم: مرسل لَمْ يلقه، والأصح أنه سمع منه؛ كما في "التهذيب".

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) عبد الله بن عمرو: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف").

أحاديث الباب تدل على مسخ وخسف وقذف في أمته صلى الله عليه وسلم، ولكن هذه مقيدة بأهل القدر؛ كما في رواية الباب؛ وهم الغلاة في إثبات القدرة للعبد؛ أي في إثبات الخلق والإيجاد له، دون إثبات القدرة في خلق الأفعال لله عز وجل، والله أعلم.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وكثرة شواهده وإن قيل: إنه منقطع.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:

الأول للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 323