الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1] أهمية خطبة الجمعة:
وليس يخفى أفضلية يوم الجمعة، واختصاص هذه الأمة به، وانتظار الناس- في هذا اليوم- للخطيب، والتطلع للخطبة، ومع ذلك تبدو أهمية الخطبة لعدة أمور منها:
أ- إلزام الناس شرعًا بالسكوت والاستماع للخطيب «ومن مس الحصى فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له» .
ب- يجتمع للخطباء قطاع عريض من الناس، فيهم الغني والفقير، والمتعلم والجاهل، والصغير والكبير، والصالح والطالح .. ومخاطبة هؤلاء كلهم فرصة لا يتوفر سماعهم وإنصاتهم في غيرها.
ت- خطبة الجمعة أسبوعية، ولذا ينبغي أن يتوفر لها من الصدق والتأثير ما يقتات الناس عليه حتى مجيء الخطبة التي تليها.
ث- وفوق ذلك ينازع خطبة الجمعة في التأثير على الناس منابر، ووسائل أخرى بلغت ذروتها في القنوات الفضائية ذات التأثير السيء على القيم والأخلاق والمعتقدات، وذلك يضاعف من أهمية الخطبة، ويدعو لمزيد العناية بها.
ج- وعماد الخطبة: قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالخطبة توقيع عن الله، والخطيب متحدث باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك تعاظم من مسؤولية الخطيب، ويعطي للخطيب مكانة وأهمية، فلابد من اللهم لما ينقل، والتثبت لما يقال، والدقة في التعبير، حتى لا تزل الفيوم وتزل معها الأقدام!
[2] هم الخطبة وقلق الخطيب:
لا شك أن الخطبة هم عند من يحتسبون إفادة الناس، وتوجيههم للخير،
وتحذيرهم من الشرور والفتن، وهو بهذا الاعتبار هم محمود، ولا شك أن عددًا من الخطباء يحل بساحتهم نوع من القلق في نهاية الأسبوع بواعثه:
أ- الرغبة في اختيار الموضوع للخطبة من جانب.
ب- تحديد وانتقاء عناصر الموضوع المختار من جانب آخر.
ت- واستكمال ذلك بالرجوع لعدد من المصادر المهمة، أو المراجع ذات العلاقة بالموضوع.
ث- ثم هم الصياغة واختيار العبارات المناسبة.
ج- وأخيرًا هم الإلقاء بطريقة تؤثر في جمهور المستمعين للخطبة.
فتلك هموم خمسة يعيشها كثير من الخطباء، ولكن ثمة أمورًا خمسة تخفف منها، وتحيلها راحة وطمأنينة ومثوبة للخطيب وهي:
أ- الإخلاص في قصد الخطيب، والرغبة في الإفادة دون طلب الثناء أو التطلع للشهرة.
ب- المثوبة العاجلة التي يراها الخطيب في استجابة الناس للخير الذي دعاهم له، والبعد أو الإقلاع عن الشر الذي حذرهم منه:«ولئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم» .
ت- وما ينتظر المثوبة الآجلة أعظم وأكبر حين تتطاير الصحف، وكل نفس بما كسبت رهينة، ويجازى معلمو الناس الخير على القطمير والنقير، وخير الناس أنفعهم للناس.
ث- والتفكير المسبق بالخطبة يريح الخطيب، ويعين على إخراج الخطبة إخراجًا جيدًا، وتأخير ذلك إلى نهاية الأسبوع، فوق ما فيه من هدم وقلق، فهو