الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدث عَنهُ ابْن عَسَاكِر والسلفي وَابْن السَّمْعَانِيّ وَعبد الْخَالِق بن أَسد وَعمر ابْن طبرزد وأسعد بن المنجا وخلائق آخِرهم الْفَتْح بن عبد السَّلَام
وَكَانَ أسْند من بَقِي بِبَغْدَاد فَقِيها فَاضلا من تلامذة أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ هُوَ فَقِيه إِمَام متدين ثِقَة صَالح حسن الْكَلَام فِي الْمسَائِل كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ
قلت وَولي قَضَاء دير العاقول مُدَّة
وَمَات فِي رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
679 - مُحَمَّد بن الْفضل بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْعَبَّاس أَبُو عبد الله الفراوي ثمَّ النَّيْسَابُورِي
الملقب بفقيه الْحرم
مولده تَقْديرا سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة بنيسابور
وَسمع صَحِيح مُسلم من عبد الغافر الْفَارِسِي
وَسمع جُزْء ابْن نجيد من عمر بن مسرور
وَسمع من شيخ الْإِسْلَام أبي عُثْمَان الصَّابُونِي أجَاز لَهُ وَسمع مِنْهُ فِي هَذِه السّنة الَّتِي قُلْنَا إِنَّه ولد تَقْديرا فِيهَا
وَسمع أَيْضا من أبي سعد الكنجروذي وَأبي بكر الْبَيْهَقِيّ وَسَعِيد الْعيار وَأبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَأبي سهل الحفصي وَأبي عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد الْبُحَيْرِي وَأبي يعلى إِسْحَاق أخي الصَّابُونِي وَالشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ لما قدم إِلَى نيسابور رَسُولا وَإِمَام الْحَرَمَيْنِ أبي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ
وببغداد من أبي نصر الزَّيْنَبِي وَعَاصِم بن الْحسن
وَقد أخل ابْن النجار بِذكرِهِ فِي الذيل مَعَ ذكر ابْن السَّمْعَانِيّ لَهُ
وَتفرد بِمُسلم وبدلائل النُّبُوَّة للبيهقي والأسماء وَالصِّفَات لَهُ والدعوات لَهُ والبعث لَهُ
روى عَنهُ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ
وَقَالَ إِمَام مفت مناظر واعظ حسن الْأَخْلَاق والمعاشرة كثير التبسم مكرم للغرباء مَا رَأَيْت فِي شيوخي مثله
والحافظ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأَبُو الْعَلَاء الهمذاني وَأَبُو الْحسن الْمرَادِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن يَاسر الجياني وَمُحَمّد بن عَليّ بن صَدَقَة الْحَرَّانِي وَأحمد بن إِسْمَاعِيل الْقزْوِينِي وَأَبُو سعيد عبد الله بن عمر الصفار وَعبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن الشعري وَمَنْصُور بن عبد الْمُنعم الفراوي وَخلق آخِرهم وَفَاة الْمُؤَيد الطوسي
ذكره عبد الغافر فِي السِّيَاق فَقَالَ فِيهِ فَقِيه الْحرم البارع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول الْحَافِظ للقواعد
نَشأ بَين الصُّوفِيَّة وَوصل إِلَيْهِ بَرَكَات أنفاسهم
درس على زين الْإِسْلَام الْقشيرِي الْأُصُول وَالتَّفْسِير
ثمَّ اخْتلف إِلَى مجْلِس إِمَام الْحَرَمَيْنِ ولازم درسه مَا عَاشَ وتفقه عَلَيْهِ وعلق عَنهُ الْأُصُول وَصَارَ من جملَة الْمَذْكُورين من أَصْحَابه
وَحج وَعقد الْمجْلس بِبَغْدَاد وَسَائِر الْبِلَاد
وَأظْهر الْعلم بالحرمين وَكَانَ مِنْهُ بهما أثر
وَذكر وَنشر الْعلم وَعَاد إِلَى نيسابور
وَمَا تعدى قطّ حد الْعلمَاء وَلَا سيرة الصَّالِحين من التَّوَاضُع والتبذل فِي الملابس والمعاش وتستر بِكِتَابَة الشُّرُوط لاتصاله بالزمرة الشحامية مصاهرة
ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الناصحية
وَأم بِمَسْجِد الْمُطَرز
وَعقد مجْلِس الْإِمْلَاء يَوْم الْأَحَد
وَله مجَالِس الْوَعْظ المشحونة بالفوائد وَالْمُبَالغَة فِي النصح
وَحدث بالصحيحين وغريب الْخطابِيّ وَغير ذَلِك
وَالله يزِيد مدَّته ويفسح فِي مهلته إمتاعا للْمُسلمين بفائدته
وَقَالَ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ سَمِعت عبد الرشيد بن عَليّ الطَّبَرِيّ بمرو يَقُول الفراوي ألف رَاوِي
قَالَ أَبُو سعد وَسمعت الفراوي يَقُول كُنَّا نسْمع مُسْند أبي عوَانَة عَليّ أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَكَانَ يحضر رجل من المحتشمين يجلس بِجنب الشَّيْخ وَكَانَ القارىء أبي
فاتفق أَنه بعد قِرَاءَة جملَة من الْكتاب انْقَطع ذَلِك المحتشم يَوْمًا وَخرج الشَّيْخ على الْعَادة وَكَانَ فِي أَكثر الْأَوْقَات يخرج وَيقْعد وَعَلِيهِ قَمِيص أسود خشن وعمامة صَغِيرَة وَكنت أَظن أَن وَالِدي يقْرَأ الْكتاب على ذَلِك الرئيس فشرع أبي فِي الْقِرَاءَة فَقلت يَا سَيِّدي على من تقْرَأ وَالشَّيْخ مَا يحضر
فَقَالَ وكأنك تظن أَن شيخك ذَلِك الشَّخْص
قلت نعم
فَضَاقَ صَدره واسترجع وَقَالَ يَا بني شيخك هَذَا الْقَاعِد وَعلم ذَلِك الْمَكَان ثمَّ أعَاد لي من أول الْكتاب إِلَيْهِ
قَالَ أَبُو سعد سَمِعت عبد الرَّزَّاق بن أبي نصر الطبسي يَقُول قَرَأت صَحِيح مُسلم على الفراوي سبع عشرَة نوبَة فَفِي آخر الْأَيَّام قَالَ لي إِذا أَنا مت أوصيك أَن تحضر غسْلي وَأَن تصلي أَنْت بِمن فِي الدَّار وَأَن تدخل لسَانك فِي فِي فَإنَّك قَرَأت بِهِ كثيرا حَدِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
قلت أملي الفراوي أَكثر من ألف مجْلِس وَانْفَرَدَ بعلو الْإِسْنَاد مَعَ الْبَصَر بِالْعلمِ والديانة المتينة
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وأذكر أَنا خرجنَا فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وحملنا محفته على رقابنا إِلَى قبر مُسلم بن الْحجَّاج بنصر أباذ لإتمام الصَّحِيح عِنْد قبر المُصَنّف فَبعد أَن فرغ القارىء من قِرَاءَة الْكتاب بَكَى ودعا وأبكى الْحَاضِرين وَقَالَ لَعَلَّ هَذَا الْكتاب لَا يقْرَأ عَليّ بعد هَذَا
وَكَانَ قَوْله هَذَا فِي شهر رَمَضَان