الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بل تَنْتَهِي لَذَّة الْوَلِيّ من الْقيام لله قَانِتًا مناجيا إِلَى أَن لَا يدْرك ألم الورم فِي الْقدَم فَيُقَال لَهُ ألم يغْفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر
فَيَقُول أَفلا أكون عبدا شكُورًا
مَسْأَلَة
أما قَوْلك إِنَّه إِذا تكلّف الْمُوَاظبَة على الْعِبَادَات الْمَشْرُوعَة وَقد تغير اعْتِقَاده فِيهَا وَسقط وقعها من قلبه فَهَل يَنْفَعهُ ذَلِك
فَاعْلَم أَنه لَو لم يعْتَقد أَنه لَا فرق بَين وجودهَا وَعدمهَا فِي حفظ دَرَجَة الْكَمَال والقرب أَو دفع مهلكات الْبَاطِن وَجوز أَن يكون لله تَعَالَى سر فِيهَا لَيْسَ يطلع عَلَيْهِ هُوَ فعبادته صَحِيحَة
وَإِن اعْتقد أَنه لَا فرق بَين وجوده وَعَدَمه وَأَنه لَا يتَصَوَّر أَن يكون تَحت خاصيته سر هُوَ لَا يطلع عَلَيْهِ فعبادته بَاطِلَة بل إيمَانه بالإلهية والنبوة مختل بَاطِل فَإِنَّهُ إِذا لم يجوز فِي كَمَال قدرَة الله تَعَالَى بِعَيْنِه سرا من الْأَسْرَار وخاصيته من الْخَواص فِي الْأَعْمَال والأذكار فَلَيْسَ مُؤمنا بِكَمَال الْقُدْرَة وَيرى الْقُدْرَة قَاصِرَة على قدر عقله وَهُوَ كفر صَرِيح
وَإِن جوز ذَلِك وَلَكِن اعْتقد أَنه لم يُكَلف بِهِ فَهُوَ كَافِر بِالنُّبُوَّةِ جَاهِل بِمَا علم
بِالضَّرُورَةِ من الشَّرِيعَة فَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم بلغ قَوْله تَعَالَى {إِن الصَّلَاة كَانَت على الْمُؤمنِينَ كتابا موقوتا} وَفهم الصَّحَابَة وَأهل الْإِجْمَاع وجوب الصَّلَاة على الْعُمُوم من غير اسْتثِْنَاء
فَإِن شكّ فِي إِيجَاب الرَّسُول فَلْيتَأَمَّل الْقُرْآن وَالْأَخْبَار وَإِن شكّ أَن فِي قدرَة الله تَعَالَى على نَفسه سرا فِي الْأَعْمَال والأذكار تكون الْفَرِيضَة لأَجله كالحصن لدرجة الْكَمَال وكالحراسة عَن المهلكات الْبَاطِنَة فَليرْجع إِلَى نَفسه وليطالبها أَنَّهَا عرفت اسْتِحَالَة ذَلِك بضرورة الْعقل أَو نظره وَأَنه كَيفَ يعْتَقد ذَلِك وَيرى فِي عجائب صنع الله تَعَالَى مَا هُوَ أبدع مِنْهُ حَتَّى إِن هَذَا الشكل الْمُشْتَمل كل ضلع مِنْهُ على خَمْسَة عشر عددا من حِسَاب الْجمل إِذا أثبت رقومه على خزف لم يصبهُ المَاء بِشَرْط مَخْصُوص وَأعْطِي الْمَرْأَة الَّتِي تعسر عَلَيْهَا الْولادَة عِنْد الطلق سهلت عَلَيْهَا الْولادَة وَعرف ذَلِك بالتجربة وَأَنه يُؤثر بخاصية تقصر عقول الْأَوَّلين والآخرين عَن إِدْرَاك وَجه مناسبته وَيكثر مثل هَذَا فِي عجائب الْخَواص