الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
608 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن الْحسن ابْن مَنْصُور بن مُعَاوِيَة الْأَصْغَر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان وَهُوَ المنكوب ابْن عَنْبَسَة الْأَصْغَر بن عتبَة الْأَشْرَاف بن عُثْمَان بن عَنْبَسَة ابْن أبي سُفْيَان بن صَخْر بن حَرْب الْأمَوِي
كَذَا أورد نسبه الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي وَابْن السَّمْعَانِيّ
هُوَ الأديب الماهر الْمجمع على علمه وذكائه وَقُوَّة نَفسه وَكَثْرَة تعففه
أَبُو المظفر الأبيوردي
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ أوحد عصره وفريد دهره فِي معرفَة اللُّغَة والأنساب وَغير ذَلِك
أورد فِي شعره مَا عجز عَنهُ الْأَوَائِل من معَان لم يسْبق إِلَيْهَا وأليق مَا وصف بِهِ بَيت أبي الْعَلَاء المعري
(وَإِنِّي وان كنت الْأَخير زَمَانه
…
لآت بِمَا لم تستطعه الْأَوَائِل)
وَله تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا تَارِيخ ابيوردونسا والمختلف والمؤتلف وطبقات الْعلم
هَذَا بعض كَلَام ابْن السَّمْعَانِيّ
وَذكره عبد الغافر فَقَالَ فَخر الْعَرَب أَبُو المظفر الأبيوردي الكوفني الرئيس الْكَاتِب الأديب النسابة من مفاخر الْعَصْر وأفاضل الدَّهْر
وَأطَال فِي مدحه
سمع أَبُو المظفر الحَدِيث من إِسْمَاعِيل بن مسْعدَة الأسماعيلي وَأبي بكر بن خلف الشِّيرَازِيّ وَمَالك بن أَحْمد البانياسي وَعبد القاهر الْجِرْجَانِيّ النَّحْوِيّ
روى عَنهُ السلَفِي وَأَبُو بكر بن الخاضبة وَأَبُو عَامر الْعَبدَرِي
وتفقه على إِمَام الْحَرَمَيْنِ وامتدحه بقصائد بديعة
وَأثْنى عَلَيْهِ غير وَاحِد بِحسن العقيدة وَجَمِيل الطَّرِيقَة وَكَمَال الْفَضِيلَة حَتَّى قَالَ السلَفِي كَانَ الأبيوردي وَالله من أهل الدّين وَالْخَيْر وَالصَّلَاح وَالْفِقْه
قَالَ لي وَالله مَا نمت فِي بَيت فِيهِ كتاب الله أَو حَدِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم احتراما لَهما
قَالُوا إِلَّا أَنه كَانَ ذَا نفس أبيَّة تحدثه بالخلافة وبأمور رفيعة فَلذَلِك نسبت إِلَى نقص فِي الْعقل
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ سَمِعت غير وَاحِد من شيوخي يَقُولُونَ إِنَّه إِذا صلى يَقُول اللَّهُمَّ ملكني مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا
وَمن شعره الدَّال على قُوَّة نَفسه
(يَا من يساجلني وَلَيْسَ بمدرك
…
شأوي وَأَيْنَ لَهُ جلالة منصبي)
(لَا تتبعن فدون مَا حاولته
…
خرط القتادة وامتطاء الْكَوْكَب)
(وَالْمجد يعلم أننا خير أَبَا
…
فَاسْأَلْهُ تعلم أَي ذِي حسب أبي)
(جدي مُعَاوِيَة الْأَغَر سَمِعت بِهِ
…
جرثومة من طينها خلق النَّبِي)
(وورثته شرفا رفعت مَنَارَة
…
فبنو أُميَّة يفخرون بِهِ وَبِي)
وترجمه الْحَافِظ السلَفِي فِي جُزْء مُفْرد وعظمه كثيرا
وَذكر أَنه فوض إِلَيْهِ إشراف الممالك بخراسان كلهَا
وأحضر عِنْد السُّلْطَان أبي شُجَاع مُحَمَّد بن ملكشاة لتشخيصه وَهُوَ على سَرِير ملكه فارتعد وَوَقع وَرفع مَيتا
وَلَعَلَّ ذَلِك من الله مُقَابلَة لَهُ لقُوَّة نَفسه
وَمن شعره أَيْضا
(تنكر لي دهري وَلم يدر أنني
…
أعز وأحدث الزَّمَان تهون)
(فَبَاتَ يريني الْخطب كَيفَ اعتداؤه
…
وَبت أريه الصَّبْر كَيفَ يكون)
قَالَ عبد الغافر حصلت لَهُ من السُّلْطَان مَكَانَهُ ونعمة ثمَّ كَانَ يرشح من كَلَامه نوع تشبيب بالخلافة ودعوة إِلَى اتِّبَاع فَضله وادعاء اسْتِحْقَاق الْإِمَامَة يبيض وسواس الشَّيْطَان فِي رَأسه ويفرخ وَيرْفَع الْكبر بِأَنْفِهِ ويشمخ فاضطره الْحَال إِلَى مُفَارقَة بَغْدَاد وَرجع إِلَى همذان فَأَقَامَ بهَا يدرس ويفيد ويصنف مُدَّة
توفّي مسموما بأصبهان فِي شهر ربيع الأول سنة سبع وَخَمْسمِائة
كتب إِلَى أَحْمد بن أبي طَالب عَن ابْن النجار أَن القَاضِي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْعمريّ حَدثهُ عَن أبي عَامر مُحَمَّد بن سعدون بن مرجي الْعَبدَرِي قَالَ حَدثنَا أَبُو المظفر الأبيوردي من لَفظه بِبَغْدَاد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة أخبرنَا أَبُو سعد إِسْمَاعِيل بن عبد القاهر بن عبد الرَّحْمَن الْجِرْجَانِيّ بجرجان أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن عبد الغافر بن مُحَمَّد الْفَارِسِي حَدثنَا أَبُو أَحْمد الجلودي حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُفْيَان حَدثنَا مُسلم بن الْحجَّاج حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لايتمنين أحدكُم الْمَوْت لضر نزل بِهِ فَإِن كَانَ لَا بُد متمنيا فَلْيقل اللَّهُمَّ أحيني مَا كَانَت الْحَيَاة خير لي وتوفني إِذا كَانَت الْوَفَاة خيرا لي)