الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ ابْن خلكان كَانَ واعظا مليح الْوَعْظ حسن المنظر صَاحب كرامات وإشارات
وَكَانَ من الْفُقَهَاء غير أَنه مَال إِلَى الْوَعْظ فغلب عَلَيْهِ
ودرس بالنظامية نِيَابَة عَن أَخِيه لما تزهد وَتركهَا
وَمن كَلِمَاته اللطيفة
من كَانَ فِي الله تلفه كَانَ على الله خَلفه
وَقَرَأَ القارىء يَوْمًا بَين يَدَيْهِ {يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم لَا تقنطوا من رَحْمَة الله} الْآيَة
فَقَالَ شرفهم بياء الْإِضَافَة إِلَى نَفسه بقوله {يَا عبَادي} ثمَّ أنْشد
(وَهَان على اللوم فِي جنب حبها
…
وَقَول الأعادي إِنَّه لخليع)
(أَصمّ إِذا نوديت باسمي وإنني
…
إِذا قيل لي يَا عَبدهَا لسميع)
وَسُئِلَ فِي مجْلِس وعظه عَن قَول عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وكرم وَجهه لَو كشف الغطاء مَا ازددت يَقِينا والخليل عليه الصلاة والسلام يَقُول {أَرِنِي كَيفَ تحيي الْمَوْتَى قَالَ أَو لم تؤمن قَالَ بلَى وَلَكِن لِيَطمَئِن قلبِي}
فَقَالَ الْيَقِين يتَصَوَّر عَلَيْهِ الْجُحُود والطمأنينة لَا يتَصَوَّر عَلَيْهَا الْجُحُود قَالَ الله تَعَالَى {وجحدوا بهَا واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا}
وَكَانَ يدْخل الْقرى والضياع ويعظ لأهل الْبَوَادِي تقربا إِلَى الله تَعَالَى وَيحصل لَهُ فِي وعظه حَال
وَحكى يَوْمًا فِي مجْلِس وعظه أَن بعض العشاق كَانَ مَشْغُولًا بِحسن الصُّورَة وَكَانَ ذَلِك مُوَافقا لَهُ فاتفق أَن جَاءَ لَهُ يَوْمًا بكرَة وَقَالَ لَهُ أنظر إِلَى وَجْهي فَأَنا الْيَوْم أحسن من كل يَوْم
فَقَالَ وَكَيف ذَلِك
قَالَ نظرت فِي الْمرْآة فاستحسنت وَجْهي فَأَرَدْت أَن تنظر إِلَيْهِ
فَقَالَ بعد إِن نظرت إِلَى وَجهك قبلي لَا يصلح لي
وَكَانَ يلقب بلقب أَخِيه زين الدّين حجَّة الْإِسْلَام
قَالَ ابْن الصّلاح وَرَأَيْت مِمَّا دون من مجالسة مجلدات أَرْبعا
وَحكى يَوْمًا على رَأس منبره عَن أَخِيه حجَّة الْإِسْلَام أثرا غَرِيبا فَقَالَ سَمِعت أخي حجَّة الْإِسْلَام قدس الله روحه يَقُول إِن الْمَيِّت من حِين يوضع على النعش يُوقف فِي أَرْبَعِينَ موقفا يسائله ربه عز وجل
نسْأَل الله أَن يثبتنا على دينه وَيخْتم لنا بِخَير بمنه وفضله
وَمن شعر أخي الْغَزالِيّ
(إِذا صَحِبت الْمُلُوك فالبس
…
من التوقي أعز ملبس)
(وادخل إِذا مَا دخلت أعمى
…
واخرج إِذا مَا خرجت أخرس)
قَالَ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ توفّي أَحْمد الْغَزالِيّ فِي حُدُود سنة عشْرين وَخَمْسمِائة