الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسَال الله أَن يصغر فِي عينه الدُّنْيَا الَّتِي هِيَ صَغِيرَة عِنْد الله وَأَن يعظم فِي عينه الَّذِي هُوَ عَظِيم عِنْد الله وَأَن يوفقنا وإياه لمرضاته ويحله الفردوس الْأَعْلَى من جناته بمنه وفضله وَكَرمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَمن الْفَتَاوَى عَن حجَّة الْإِسْلَام
غير مَا تضمنته فَتَاوِيهِ الْمَجْمُوعَة الْمَشْهُورَة
كتب لَهُ بعض الزائغين مَا قَوْله متع الله الْمُسلمين بِبَقَائِهِ ونفع الطالبين بمشاهدته ولقائه ومنحه الله أفضل مَا منح بِهِ خاصته من أصفيائه وأوليائه فِي قلب خصّه الْحق سُبْحَانَهُ بأنواع من الطّرف والهدايا ومنح أصنافا من الْأَنْوَار والعطايا يسْتَمر لَهُ ذَلِك فِي جَمِيع الْأَوْقَات وَالْأَحْوَال متزايدة مَعَ عدم الْعَوَائِق والآفات مَعَ كَون ظَاهِرَة معمورا بِأَحْكَام الشَّرْع وآدابه منزها عَن مآثمه ومخالفاته ويجد فِي الْبَاطِن مكاشفات وأنوارا عَجِيبَة
ثمَّ إِنَّه انْكَشَفَ لَهُ نوع تَعْرِيف أَن الْمَقْصُود من التكاليف الشَّرْعِيَّة والرياضيات التأديبية هُوَ الْفِطَام عَمَّا سوى الْحق كَمَا قيل لمُوسَى أخل قَلْبك فَإِنِّي أُرِيد أَن أنزل فِيهِ
فَإِذا تمّ الْفِطَام وَحصل الْمَقْصُود بالوصول إِلَى الْقرْبَة ودوام الترقى من غير فَتْرَة حَتَّى إِنَّه لَو اشْتغل بوظائف الشَّرْع وظواهره انْقَطع عَن حفظ الْبَاطِن وتشوش عَلَيْهِ بالالتفات عَن أَنْوَاع الواردات الْبَاطِنَة إِلَى مُرَاعَاة أَمر الظَّاهِر
وَهَذَا الرجل لَا ينْزع يَده من التَّكْلِيف الظَّاهِر وَلَا يقصر فِي أَحْكَام الشَّرِيعَة لَكِن الِاعْتِقَاد الَّذِي كَانَ لَهُ فِي الظَّوَاهِر والتكاليف تناقص وتقاصر عَمَّا كَانَ فِي الِابْتِدَاء من التَّعْظِيم لموقعها عِنْده وَلكنه يُبَاشِرهَا ويواظب عَلَيْهَا عَادَة لَا لأجل الْخلق نظرهم وَحفظ ومراقبة إنكارهم بل صَارَت إلفا لَهُ وَإِن نقص اعْتِقَاده فِيهَا وتعظيمها مَا حكمهَا ثمَّ إِن عرضت لهَذَا شُبْهَة أَن الْمَقْصُود من الدَّاعِي والدعوة حُصُول الْمعرفَة والقربة وَإِذا حصل هَذَا اسْتغنى عَن الدَّاعِي والواسطة كَيفَ معالجته فَإِن قُلْنَا الْمعرفَة لَا تتناهى أبدا بل تقبل الزِّيَادَة أبدا فَلَا يسْتَغْنى عَن الدَّاعِي أبدا لَا محَالة فَرُبمَا قَالَ الدَّاعِي قد تبين مَا احْتِيجَ إِلَى بَيَانه وَشرح معالم الطّرق وَذهب فَلَو احْتَاجَ السالك إِلَى مُرَاجعَته فِي زَوَائِد واردت لم تمكن الْمُرَاجَعَة فِي هَذِه الْحَالة فَيَقُول مَا هُوَ طَبِيب علتي فِي هَذِه الْحَالة لِأَنَّهُ غَابَ عَن إِمْكَان الْمُرَاجَعَة فَمَا علاجه ينعم بِالْجَوَابِ مُسْتَوفى حسب مَا عود من شافي بَيَانه
الْجَواب وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق يَنْبَغِي أَن يتَحَقَّق المريد هُنَا أَن من ظن أَن الْمَقْصُود من التكاليف والتعبد بالفرائض الْفِطَام عَمَّا سوى الله تَعَالَى والتجرد لَهُ فَهُوَ مُصِيب فِي ظَنّه أَن ذَلِك مَقْصُود ومخطىء فِي
ظَنّه أَنه كل الْمَقْصُود وَلَا مَقْصُود سواهُ بل لله تَعَالَى فِي الْفَرَائِض الَّتِي استعبد بهَا الْخلق أسرار سوى الْفِطَام تقصر بضَاعَة الْعقل عَن دركها
وَمثل هَذَا الرجل المنخدع بِهَذَا الظَّن مثل رجل بنى لَهُ أَبوهُ قصرا على رَأس جبل وَوضع فِيهِ شدَّة من حشيش طيب الرَّائِحَة وأكد الْوَصِيَّة على وَلَده مرّة بعد أُخْرَى أَن لَا يخلي هَذَا الْقصر عَن هَذَا الْحَشِيش طول عمره وَقَالَ إياك أَن تسكن هَذَا الْقصر سَاعَة من ليل أَو نَهَار إِلَّا وَهَذَا الْحَشِيش فِيهِ
فزرع الْوَلَد حول الْقصر أنواعا من الرياحين وجلب من الْبر وَالْبَحْر أوقارا من الْعود والعنبر والمسك وَجمع فِي قصره جَمِيع ذَلِك مَعَ شدات كَثِيرَة من الرياحين الطّيبَة الرَّائِحَة فانغمرت رَائِحَة الْحَشِيش لما فاحت هَذِه الروائح فَقَالَ لَا أَشك أَن وَالِدي مَا أَوْصَانِي بِحِفْظ هَذَا الْحَشِيش إِلَّا لطيب رَائِحَته والآن قد اسْتَغْنَيْت بِهَذِهِ الرياحين عَن رَائِحَته فَلَا فَائِدَة فِيهِ الْآن إِلَّا أَن يضيق على الْمَكَان فَرمي من الْقصر
فَلَمَّا خلا الْقصر عَن الْحَشِيش ظهر من بعض ثقب الْقصر حَيَّة هائلة وضربته ضَرْبَة أشرف بهَا على الْهَلَاك فتفطن وتنبه حَيْثُ لم يَنْفَعهُ التنبه أَن الْحَشِيش كَانَ من خاصيته دفع هَذِه الْحَيَّة الْمهْلكَة
وَكَانَ لِأَبِيهِ فِي الْوَصِيَّة بالحشيش غرضان أَحدهمَا انْتِفَاع الْوَلَد برائحته وَذَلِكَ قد أدْركهُ الْوَلَد بعقله وَالثَّانِي اندفاع الْحَيَّات الْمهْلكَة برائحته وَذَلِكَ مِمَّا قصر عَن دركه
بَصِيرَة الْوَلَد فاغتر الْوَلَد بِمَا عِنْده من الْعلم وَظن أَنه لَا سر وَرَاء معلومه ومعقوله كَمَا قَالَ تَعَالَى {ذَلِك مبلغهم من الْعلم} وَقَالَ {فَلَمَّا جَاءَتْهُم رسلهم بِالْبَيِّنَاتِ فرحوا بِمَا عِنْدهم من الْعلم}
والمغرور من اغْترَّ بعقله فَظن أَن مَا هُوَ مُنْتَفٍ عَن علمه فَهُوَ مُنْتَفٍ فِي نَفسه
وَلَقَد عرف أهل الْكَمَال أَن قالب الْآدَمِيّ كَذَلِك الْقصر وَأَنه معشش حيات وعقارب مهلكات وَإِنَّمَا رقيتها وقيدها بطرِيق الخاصية المكتوبات الْمَشْرُوعَة بقوله سُبْحَانَهُ {إِن الصَّلَاة كَانَت على الْمُؤمنِينَ كتابا موقوتا} وَقَوله تَعَالَى {كتب عَلَيْكُم الصّيام}
فَكَمَا أَن الْكَلِمَات الملفوظة والمكتوبة فِي الرّقية تُؤثر بالخاصية فِي اسْتِخْرَاج الْحَيَّات بل فِي استسخار الْجِنّ وَالشَّيَاطِين وَبَعض الْأَدْعِيَة الْمَنْظُومَة المأثورة تُؤثر فِي استمالة الْمَلَائِكَة إِلَى السَّعْي فِي إِجَابَة الدَّاعِي وَيقصر الْعقل عَن إِدْرَاك كيفيته وخاصيته وَإِنَّمَا يدْرك ذَلِك بِقُوَّة النُّبُوَّة إِذا كوشف النَّبِي بهَا من اللَّوْح الْمَحْفُوظ فَكَذَلِك صُورَة الصَّلَاة الْمُشْتَملَة على رُكُوع وَاحِد وسجودين وَعدد مَخْصُوص وألفاظ معينه من الْقُرْآن متلوه مُخْتَلفَة الْمَقَادِير عِنْد طُلُوع الشَّمْس وَعند الزَّوَال والغروب تُؤثر بالخاصية فِي تسكين التنين المستكن فِي قالب الْآدَمِيّ الَّذِي يتشعب مِنْهُ حيات كَثِيرَة الرُّءُوس بعد أَخْلَاق الْآدَمِيّ يلدغه وينهشه فِي الْقَبْر مُتَمَكنًا من جَوْهَر الرّوح وذاته أَشد إيلاما من لدغ مُتَمَكن من القالب أَولا
ثمَّ يسري أَثَره إِلَى الرّوح وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة بقوله صلى الله عليه وسلم (يُسَلط على الْكَافِر فِي قَبره تنين لَهُ تِسْعَة وَتسْعُونَ رَأْسا صفته كَذَا وَكَذَا) الحَدِيث
وَيكثر مثل هَذَا التنين فِي خلقَة الْآدَمِيّ وَلَا يقمعه إِلَّا الْفَرَائِض الْمَكْتُوبَة فَهِيَ المنجيات عَن المهلكات وَهِي أَنْوَاع كَثِيرَة بِعَدَد الْأَخْلَاق المذمومة {وَمَا يعلم جنود رَبك إِلَّا هُوَ}
فَإِذن فِي التَّكْلِيف غرضان أدْرك هَذَا الْمَغْرُور أَحدهمَا وغفل عَن الآخر
وَقد وَقع لأبي حنيفَة مثل هَذَا الظَّن فِي الفقهيات فَقَالَ أوجب الله فِي أَرْبَعِينَ شَاة شَاة وَقصد بِهِ إِزَالَة الْفقر وَالشَّاة آلَة فِي الْإِزَالَة فَإِذا حصل بِمَال آخر فقد حصل تَمام الْمَقْصُود
فَقَالَ الشَّافِعِي رضي الله عنه صدقت فِي قَوْلك إِن هَذَا مَقْصُود وَركبت متن الْخطر فِي حكمك بِأَنَّهُ لَا مَقْصُود سواهُ فَبِمَ تأمن أَن يُقَال لَهُ يَوْم الْقِيَامَة كَانَ لنا سر فِي إشراك الْغَنِيّ الْفَقِير مَعَ نَفسه فِي جنس مَاله كَمَا كَانَ فِي رمي سَبْعَة أَحْجَار فِي الْحَج لَو رمى بدله خَمْسَة لآل أَو خمس سَكَرَات لم يقبله
وَإِذا جَازَ أَن يتمحض التَّقْيِيد فِي الْحَج وَأَن يتمحض الْمَعْنى الْمَعْقُول فِي معاملات الْخلق فَلم يَسْتَحِيل أَن يجمع الْمَعْقُول وَالتَّقْيِيد جَمِيعًا فِي الزَّكَاة فَتكون إِزَالَة الْفقر معقولة والسر الآخر غير مَعْقُول
وَزَاد أَبُو حنيفَة على هَذَا فَقَالَ الْمَقْصُود من كلمة التَّكْبِير الثَّنَاء على الله تَعَالَى بالكبرياء فَلَا فرق بَينه وَبَين تَرْجَمته بِكُل لِسَان وَبَين قَوْله الله أعظم
فَقَالَ الشَّافِعِي وَبِمَ علمت أَنه لَا فرق فِي صِفَات الله بَين العظمة والكبرياء مَعَ أَنه تَعَالَى يَقُول العظمة إزَارِي والكبرياء رِدَائي والرداء أشرف من الْإِزَار وهلا استنبطت مَقْصُود الخضوع من الرُّكُوع وأقمت مقَامه السُّجُود لِأَنَّهُ أبلغ مِنْهُ فِي الاستكانة
فَإِن قلت لَعَلَّ لله تَعَالَى سرا فِي الرُّكُوع خَاصَّة سوى مَا فهمناه فَلم يَسْتَحِيل أَن يكون لَهُ سر فِي كلمة السَّلَام فَلَا يقوم مقَامه الحَدِيث وكل خطاب للآدمي وَأَن يكون لَهُ سر فِي الْقُرْآن المعجز فَلَا يقوم مقَامه غَيره وَقد أَقَامَ التَّرْجَمَة مقَامه وَأَن يكون لَهُ سر فِي الْفَاتِحَة وَقد أَقَامَ مقَامهَا سَائِر الْقُرْآن
فَإِن كَانَ يَقُول الْمَقْصُود مَعَاني الْقُرْآن وتأثر الْقلب لَا حُرُوفه وأصواته فَإِنَّهَا آلَات فَهَلا قَالَ وَالْمَقْصُود من حَرَكَة اللِّسَان تأثر الْقلب فلتكف الْقِرَاءَة بِالْقَلْبِ دون اللِّسَان وَالْمَقْصُود من الصَّلَاة التَّوَاضُع والتعظيم وملازمة ذكر الله فليكف الْجُلُوس مَعَ الله تَعَالَى على هَيْئَة الإجلال وَالذكر وليترك صُورَة الصَّلَاة
وَجَمِيع مَا ذكره أَبُو حنيفَة بُطْلَانه مظنون غير مَقْطُوع
أما إِقَامَة الْقِرَاءَة بِالْقَلْبِ مَعَ ترك حَرَكَة اللِّسَان وملازمة الذّكر مَعَ ترك الرُّكُوع وَالسُّجُود وَصُورَة الصَّلَاة مَقْطُوع ببطلانها بِالْإِجْمَاع
وَهَذَا الْمَغْرُور انجر بِهِ ذَلِك الخيال الضَّعِيف إِلَى خرق الْإِجْمَاع وَمُخَالفَة الشَّرْع الْقَاطِع
فَإِذا المبتدىء فِي الْمعرفَة يجرد الْمعَانِي عَن الصُّور ويطرح الصُّور فيطفىء نور مَعْرفَته نور ورعه فيثور عَلَيْهِ التنين فِي قَبره فيتعجب مِنْهُ ويبدو لَهُ من الله مَا لم يكم يحْتَسب فَإِذا أَصَابَته ضَرْبَة التنين قَالَ مَا هَذَا
فَيُقَال إِنَّمَا كَانَ ترياق هَذَا التِّين صور الْفَرَائِض الْمَكْتُوبَة
وإِلَيْهِ الْإِشَارَة بِمَا يرْوى إِن الْمَيِّت يوضع فِي قَبره فَتَأْتِيه مَلَائِكَة الْعَذَاب من جِهَة رَأسه فيدفعه الْقُرْآن فَتَأْتِيه من قبل رجلَيْهِ فيدفعه الْحَج الحَدِيث
فَإِن أصر هَذَا الْمَغْرُور على جهالته وَقَالَ من بلغ رُتْبَة الْكَمَال كَمَا بلغت أَمن هَذَا التنين وطهر بَاطِنه عَنهُ
فَيُقَال لَهُ أَنْت مغرور فِي أمنك {فَلَا يَأْمَن مكر الله إِلَّا الْقَوْم الخاسرون} فَبِمَ تأمن أَن يكون التنين مستكنا فِي صميم الْفُؤَاد استكنان الْجَمْر تَحت الرماد واستكنان النَّار فِي الزِّنَاد وَإِن مَاتَ فَيَعُود حَيا فَإِن منبته ومنبعه هَذَا القالب الَّذِي هُوَ ظَنّه الشَّهَوَات وَالصِّفَات البشرية وَقلع الْحَشِيش من الأَرْض لَا يُؤمن عوده مرّة أُخْرَى بِأَن يَتَجَدَّد نَبَاته مهما كَانَت الأَرْض معرضة لانصباب المَاء إِلَيْهَا من منابعها فَكَذَلِك القالب مَا دَامَ مصبا لواردات المحسوسات والشهوات لم يُؤمن فِيهَا عود النَّبَات بعد الِانْقِطَاع والانبتات
وننبهه على هَذِه الْمعرفَة والتأمل فِي ثَلَاثَة أُمُور الأول بداية حَال إِبْلِيس وَأَنه كَيفَ وصف بِأَنَّهُ كَانَ معلم الْمَلَائِكَة ثمَّ سقط
عَن دَرَجَة الْكَمَال بمخالفة أَمر وَاحِد اغترار بِمَا عِنْده من الْعلم والغفلة عَن أسرار الله تَعَالَى فِي الاستبعاد وَلم يسْقط عَن دَرَجَته إِلَّا بكياسته وتمسكه بمعقوله فِي كَونه خيرا من آدم عليه السلام فنبه الْخلق بِهَذَا الرَّمْز على أَن البلاهة أدنى إِلَى الْخَلَاص من فطانة بتراء وكياسة نَاقِصَة
الثَّانِي حَال آدم عليه السلام وَأَنه لم يخرج من الْجنَّة إِلَّا بركوبه نهيا وَاحِدًا ليعلم أَن ركُوب النَّهْي فِي إبِْطَال إِكْمَال كمخالفة
الْأَمر الثَّالِث حَال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَإِن هَذَا الْمَغْرُور لَعَلَّه لم تسلم لَهُ رُتْبَة الْكَمَال ثمَّ إِنَّه صلى الله عليه وسلم لم يزل يلازم الْحُدُود ويواظب على المكتوبات إِلَى آخر أنفاسه بل زيد فِي فَرَائِضه وَأوجب عَلَيْهِ التَّهَجُّد وَلم يُوجب على غَيره وَقيل لَهُ {يَا أَيهَا المزمل قُم اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا نصفه أَو انقص مِنْهُ قَلِيلا}
وَإِنَّمَا أوجبت عَلَيْهِ هَذِه الزِّيَادَة لِأَن الخزانة كلما ازْدَادَ جوهرها نفاسة وشرفا فَيَنْبَغِي أَن يُزَاد حصنها إحكاما وعلوا فَلذَلِك قيل لَهُ فِي تَعْلِيل إِيجَاب التَّهَجُّد {إِنَّا سنلقي عَلَيْك قولا ثقيلا إِن ناشئة اللَّيْل هِيَ أَشد وطأ وأقوم قيلا}
فَتبين لَهُ أَن هَذِه الصَّلَوَات هِيَ حصن الْكَمَال فَلَا يبقي إِلَّا بِهِ
وَلَعَلَّ هَذَا الْمَغْرُور الْمَعْتُوه يَقُول إِنَّه إِنَّمَا كَانَ يواظب عَلَيْهِ أشفاقا على الْخلق لأجل الِاقْتِدَاء لَا لِحَاجَتِهِ إِلَيْهِ فِي حفظ الْكَمَال