الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوي النَّفس ذُو هَيْبَة ووقار بنى الْأَمِير نَاصِر الدّين القيمري مدرسته بالحريميين بِدِمَشْق وفوض تدريسها إِلَيْهِ وَإِلَى أولي الْأَهْلِيَّة من ذُريَّته وَقد نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن خلكان وَتكلم بدار الْعدْل بِحَضْرَة الْملك الظَّاهِر عِنْدَمَا احتاط على الغوطة فَقَالَ المَاء والكلأ والمرعى لله لَا يملك وكل من بِيَدِهِ ملك فَهُوَ لَهُ فبهت السُّلْطَان لكَلَامه وانفصل الْأَمر على هَذَا الْمَعْنى
توفّي فِي شَوَّال سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة
1204 - عَليّ بن هبة الله بن سَلامَة بن الْمُسلم بن أَحْمد بن عَليّ اللَّخْمِيّ
الْفَقِيه الْوَرع بهاء الدّين ابْن الجميزي
نِسْبَة إِلَى الجميز بِضَم الْجِيم ثمَّ الْمِيم الْمُشَدّدَة الْمَفْتُوحَة ثمَّ آخر الْحُرُوف الساكنة ثمَّ الزَّاي وَهُوَ شجر مَعْرُوف بالديار المصرية
ولد يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة بِمصْر وَحفظ الْقُرْآن الْعَزِيز وَهُوَ ابْن عشر سِنِين أَو أقل ورحل بِهِ أَبوهُ فَسمع بِدِمَشْق من أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ صَحِيح البُخَارِيّ بفوت قَلِيل ورحل مَعَ أَبِيه إِلَى بَغْدَاد فَقَرَأَ بهَا الْقرَاءَات الْعشْر على أبي الْحسن عَليّ بن عَسَاكِر البطائحي بكتابه الَّذِي صنفه فِي الْقرَاءَات وَقَرَأَ الْقرَاءَات الْعشْر أَيْضا على الإِمَام قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين ابْن أبي عصرون
وَسمع الحَدِيث بِبَغْدَاد من شهدة الكاتبة وَعبد الْحق اليوسفي وَأبي شَاكر يحيى السقلاطوني وَغَيرهم
وبالإسكندرية من أبي طَاهِر السلَفِي وَتفرد عَنهُ بأَشْيَاء وَمن أبي طَاهِر بن عَوْف وَأبي طَالب أَحْمد بن الْمُسلم التنوخي
وبمصر من ابْن بري والشاطبي وَقَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة ختمات بِبَعْض الرِّوَايَات
قَالَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ وَلَا نعلم أحدا سمع من السلَفِي وَابْن عَسَاكِر وشهدة سواهُ إِلَّا الْحَافِظ عبد الْقَادِر بن عبد الله
قلت وَفِي سَماع عبد الْقَادِر من الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر مَا لَا يخفى
روى عَنهُ خلق من أهل دمشق وَأهل مَكَّة وَأهل مصر مِنْهُم الزكيان الْمُنْذِرِيّ والبرزالي وَابْن النجار والدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد وَأَبُو الْحُسَيْن اليونيني وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان وخلائق
وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن أبي عصرون بِالشَّام وَعَن أبي إِسْحَاق الْعِرَاقِيّ وَالشَّيْخ شهَاب الدّين الطوسي بِمصْر وأكمل قِرَاءَة الْمُهَذّب على ابْن أبي عصرون وَكَانَ ابْن أبي عصرون قد قَرَأَهُ على الفارقي عَن المُصَنّف
وَكَانَ الْفَقِيه بهاء الدّين خطيب الْجَامِع بِالْقَاهِرَةِ ومدرس الديار المصرية وشيخها وَرَئِيس الْعلمَاء بهَا درس وَأفْتى دهرا وَكَانَ كَبِير الْقدر رفيع الجاه وافر الْحُرْمَة مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام
وَخرجت لَهُ مشيخة حدث بهَا أخبرنَا بهَا الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس بن المظفر بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا أخبرنَا بهَا الْمُحدث شمس الدّين مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن الْحسن بن نباتة بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ أخبرنَا شيخ