الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمن الْفَوَائِد عَنهُ
قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْحُسَيْن يحيى بن الْعَطَّار الْقرشِي سَمِعت الْفَقِيه أَبَا الطَّاهِر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْأنْصَارِيّ الْمحلي يَقُول سَمِعت الشَّيْخ أَبَا عبد الله الْقرشِي يَعْنِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الأندلسي الْعَارِف يَقُول كنت لَيْلَة عِنْد الشَّيْخ أبي إِسْحَاق بن طريف فَقدم لنا عِنْد الْإِفْطَار ثريدة بحمص فَلَمَّا اجْتَمَعنَا لنأكل أمسك عَن الْأكل وَاعْتَزل فَلم يقدر أحد أَن يمد يَده إِلَى الطَّعَام ثمَّ قَالَ يَا مُحَمَّد بَلغنِي الْآن أَن حصن فلَان قد أَخذه الْعَدو وَأسر من فِيهِ وَبلغ من حَالهم أَنهم مكتفون يَأْكُلُون الْحَشِيش بأفواههم فاعتزلنا فَلَمَّا كَانَ بعد وَقت قَالَ لنا كلوا فقد فرج الله عَنْهُم فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك - يَعْنِي بِحِين - جَاءَ الْخَبَر بِأَن الْعَدو قد أَخذ ذَلِك الْحصن وَأَن أَهله الْمُسلمين بلغ من حَالهم مَا ذكره الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَأَن الْعَدو جَاءَتْهُم فِي تِلْكَ اللَّيْلَة صَيْحَة ظنُّوا أَنهم أحيط بهم فَانْهَزَمُوا وَفرج الله عَن الْمُسلمين وتخلصوا
قلت الْقرشِي هَذَا كَانَ من كبار العارفين وَهُوَ صَاحب القصيدة الْمُسَمَّاة ب الْفرج بعد الشدَّة المجربة لكشف الكروب وأولها
(اشتدي أزمة تنفرجي
…
قد آذن ليلك بالبلج)
(وظلام اللَّيْل لَهُ سرج
…
حَتَّى يَغْشَاهُ أَبُو السرج)
(وسحاب الْخَيْر لَهَا مطر
…
فَإِذا جَاءَ الإبان تجي)
(وفوائد مَوْلَانَا جمل
…
لسروح الْأَنْفس بالمهج)
(وَلها أرج مُحي أبدا
…
فاقصد محيا ذَاك الأرج)
(ولربتما فاض الْمحيا
…
ببحور الموج من اللجج)
(والخلق جَمِيعًا فِي يَده
…
فذوو سَعَة وذوو حرج)
(ونزولهم وطلوعهم
…
فَإلَى دَرك وعَلى درج)
(ومعايشهم وعواقبهم
…
لَيست فِي الْمَشْي على عوج)
(حكم نسجت بيد حكمت
…
ثمَّ انتسجت بالمنتسج)
(فَإِذا اقتصدت ثمَّ انعرجت
…
فبمقتصد وبمنعرج)
(شهِدت بعجائبها حجج
…
قَامَت بِالْأَمر على الْحجَج)
(ورضا بِقَضَاء الله حجى
…
فعلى مركوزته فعج)
(وَإِذا انفتحت أَبْوَاب هدى
…
فاعجل لخزائنها ولج)
(وَإِذا حاولت نهابتها
…
فاحذر إِذْ ذَاك من العرج)
(لتَكون من السباق إِذا
…
مَا سرت إِلَى تِلْكَ الْفرج)
(فهناك الْعَيْش وبهجته
…
فلمبتهج ولمنتهج)
(فهج الْأَعْمَال إِذا ركدت
…
فَإِذا مَا هجت إِذا تهج)
(ومعاصي الله سماجتها
…
تزدان لذِي الْخلق السمج)
(ولطاعته وصباحتها
…
أنوار صباح منبلج)
(من يخْطب حور الْخلد بهَا
…
يظفر بالحور وبالغنج)
(فَكُن المرضي لَهَا بتقى
…
ترضاه غَدا وَتَكون نجي)
(واتل الْقُرْآن بقلب ذِي
…
حزن وبصوت فِيهِ شجي)
(وَصَلَاة اللَّيْل مسافتها
…
فَاذْهَبْ فِيهَا بالفهم وجي)
(وتأملها ومعانيها
…
تأت الفردوس وتنفرج)
(واشرب تسنيم مفجرها
…
لَا ممتزجا وبممتزج)
(مدح الْعقل الآتيه هدى
…
وَهوى متول عَنهُ هجي)
(وَكتاب الله رياضته
…
لعقول الْخلق بمندرج)
(وَخيَار الْخلق هداتهم
…
وسواهم من همج الهمج)
(فَإِذا كنت الْمِقْدَام فَلَا
…
تجزع فِي الْحَرْب من الرهج)
(وَإِذا أَبْصرت منار هدى
…
فاظهرفردا فَوق الثبج)
(وَإِذا اشتاقت نفس وجدت
…
ألما بالشوق المعتلج)
(وثنايا الحسنا ضاحكة
…
وَتَمام الضحك على الفلج)
(وعياب الْأَسْرَار اجْتمعت
…
بأمانتها تَحت الشرج)
(والرفق يَدُوم لصَاحبه
…
والخرق يصير إِلَى الْهَرج)
(صلوَات الله على الْمهْدي
…
الْهَادِي النَّاس إِلَى النهج)
(وَأبي بكر فِي سيرته
…
ولسان مقَالَته اللهج)
(وَأبي حَفْص وكرامته
…
فِي قصَّة سَارِيَة الخلج)
(وَأبي عَمْرو ذِي النورين المستحيي
…
المستحيى البهج)
(وَأبي حسن فِي الْعلم إِذا
…
وافى بسحائبه الخلج)