الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى عَنهُ الْحَافِظ شرف الدّين عبد الْمُؤمن بن خلف الدمياطي وَغَيره
وَكَانَ قد تفقه بِبَغْدَاد على أبي الْقَاسِم ابْن فضلان وَيحيى بن الرّبيع وبرع مذهبا وأصولا وَخِلَافًا وَأفْتى وناظر وَأعَاد بالنظامية وصنف تَفْسِيرا فِي عدَّة مجلدات
وانتقل بِالآخِرَة إِلَى مَكَّة فجاور بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَالِث صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة
1123 - توران شاه بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن الْعَادِل
السُّلْطَان الْملك الْمُعظم غياث الدّين ولد السُّلْطَان الْملك الصَّالح نجم الدّين كَانَ فَقِيها شافعيا على قَاعِدَة سلاطين بني أَيُّوب أديبا شَاعِرًا مجمعا للفضلاء
وَكَانَ صَاحب حصن كيفا مُقيما بهَا فَلَمَّا توفّي الصَّالح جمع الْأَمِير فَخر الدّين ابْن الشَّيْخ الْأُمَرَاء وحلفهم لتوران شاه وَكَانَ بحصن كيفا فنفذوا فِي طلبه الْفَارِس أقطايا فساق على الْبَرِيد وَأخذ بِهِ على الْبَريَّة لِئَلَّا يَعْتَرِضهُ أحد من مُلُوك الشَّام فكاد
يهْلك هُوَ وَمن مَعَه من الْعَطش وَكَانُوا خمسين فَارِسًا سَارُوا أَولا إِلَى جِهَة عانة وعدوا الْفُرَات وغربوا على بِئْر السماوة وَدخل دمشق بأبهة السلطنة وَنزل القلعة وَأنْفق الْأَمْوَال وأحبه النَّاس وأنشده بعض الشُّعَرَاء قصيدة أَولهَا هَذَا
(قل لنا كَيفَ جِئْت من حصن كيفا
…
حِين أرغمت للأعادي أنوفا)
فَأَجَابَهُ السُّلْطَان على البديهة
(الطَّرِيق الطَّرِيق يَا ألف نحس
…
مرّة آمنا وطورا مخوفا)
فاستظرفه النَّاس واشتهر ذَلِك
ثمَّ سَار إِلَى الديار المصرية فاتفق كسرة الفرنج خذلهم الله عِنْد قدومه ففرح النَّاس وتيمنوا بطلعته وَاسْتقر فِي السلطنة فنفذت مِنْهُ أُمُور نفرت عَنهُ الْقُلُوب مِنْهَا إبعاد حَاشِيَة أَبِيه واللعب المفرط وَأشيع عَنهُ الْخمر وَالْفساد والشباب والتعرض لحظايا أَبِيه وَأَنه كَانَ يشرب وَيجمع الشموع وَيضْرب رؤوسها بِالسَّيْفِ وَيَقُول هَكَذَا أفعل بمماليك أبي فعملوا عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم السَّابِع وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة ضربه بعض البحرية وَهُوَ على السماط فَتلقى الضَّرْبَة بِيَدِهِ فَذهب بعض أَصَابِعه فَقَامَ وَدخل إِلَى برج من خشب كَانَ قد عمل لَهُ وَصَاح من جرحني فَقيل بعض الحشيشية فَقَالَ لَا وَالله إِلَّا البحرية وَالله لأقتلنهم