الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1259 - يُوسُف بن شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين أبي الْحسن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حمويه
الْأَمِير الْكَبِير الْوَزير مقدم جيوش الْإِسْلَام الصالحية فَخر الدّين أَبُو الْفضل الْجُوَيْنِيّ أحد من دَان لَهُ الْعباد والبلاد
ولد بِدِمَشْق سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَسمع مَنْصُور بن أبي الْحسن الطَّبَرِيّ وَمُحَمّد بن يُوسُف الغزنوي وَغَيرهمَا وَحدث
وَكَانَ رَئِيسا عَاقِلا مُدبرا سمح الْيَدَيْنِ بالأموال محببا إِلَى النَّاس حَبسه السُّلْطَان نجم الدّين ثَلَاث سِنِين وقاسى ضرا وشدائد وَكَانَ لَا ينَام من الْعَمَل ثمَّ أخرجه وأنعم عَلَيْهِ وَجعله نَائِب السلطنة فَلَمَّا توفّي السُّلْطَان سُئِلَ فَخر الدّين على أَن يتسلطن فَلم يفعل وَلَو أجَاب لتم لَهُ الْأَمر
وَقيل إِنَّه قدم دمشق مَعَ السُّلْطَان فَنزل دَار أُسَامَة فَدخل عَلَيْهِ الْعِمَاد النّحاس فَقَالَ لَهُ يَا فَخر الدّين إِلَى كم مَا بَقِي بعد الْيَوْم شَيْء فَقَالَ يَا عماد الدّين
وَالله لأسبقنك إِلَى الْجنَّة فَصدق إِن شَاءَ الله قَوْله وَاسْتشْهدَ على يَد الإفرنج يَوْم وقْعَة المنصورة
وَقيل إِن فَخر الدّين أنْفق مرّة فِي الْعَسْكَر مِائَتي ألف دِينَار وَكَانَ يركب بالشاويشية وَكَانَ فِي الْحَقِيقَة هُوَ السُّلْطَان يقف على بَابه ويركب فِي خدمته سَبْعُونَ أَمِيرا غير مماليكه وخدمه وأبطل كثيرا من المكوس وَجَرت على يَده خيرات حسان
ثمَّ اتّفق مَجِيء الإفرنج وَانْقِطَاع الْمُسلمين بَين أَيْديهم منهزمين فَركب فَخر الدّين وَقت السحر ليكشف الْخَبَر وَأرْسل النُّقَبَاء إِلَى الْجَيْش وسَاق فِي طلبه فصادف الْعَدو فحملوا عَلَيْهِ فَانْهَزَمَ أَصْحَابه وَطعن هُوَ فَسقط وَقتل وَنهب غلمانه مَاله وَضرب بِالسَّيْفِ فِي وَجهه ضربتين وَكَانَ قد بنى دَارا فاخرة بالمنصورة فخربت من يَوْمهَا
وَكَانَ قَتله يَوْم رَابِع ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة
وَمن شعره
(إِذا تحققتم مَا عِنْد صَاحبكُم
…
من الغرام فَذَاك الْقدر يَكْفِيهِ)
(أَنْتُم سكنتم فُؤَادِي وَهُوَ منزلكم
…
وَصَاحب الْبَيْت أدرى بِالَّذِي فِيهِ)