الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمن فَوَائده
مَا ذكره فِي آخر شرح المصابيح قَالَ وَلَقَد استبهم عَليّ قَوْله بنت لبون أُنْثَى ففتشت بطُون الدفاتر وفاوضت فِيهِ من صادفته بصدد الْفَهم من أهل الْعلم فَلم أصدر عَن تِلْكَ الْمَوَارِد ببلة ثمَّ إِن الله تَعَالَى ألهمني فِيهِ وَجه الصَّوَاب على مَا قَرّرته فِي بَاب الزَّكَاة من الْكتاب وَبعد بُرْهَة كنت أتصفح كتابا لبَعض عُلَمَاء الْمغرب فَوَجَدته قد سبقني بالْقَوْل فِيهِ عَن نَفسه أَو عَن غَيره على شاكلة مَا جِئْت بِهِ
وَالَّذِي قَالَ فِي الزَّكَاة فَأَما وَجه قَوْله بنت مَخَاض أُنْثَى وَبنت لبون أُنْثَى فَلم أجد أحدا من أَصْحَاب الْمعَانِي ذكر فِيهِ مَا شفى الغليل وَقد سُئِلت عَنهُ فَكَانَ جوابي فِيهِ أَن الابْن وَالْبِنْت إِنَّمَا يختصان بِالذكر وَالْأُنْثَى عِنْد الْإِطْلَاق فِي بني آدم وَأما فِي غير بني آدم فقد اسْتعْمل على غير هَذَا الْوَجْه فَقيل ابْن عرس وَابْن آوى وَابْن دأية وَابْن قترة وَابْن المَاء وَابْن الْغَمَام وَابْن ذكاء وَابْن الأَرْض وَبنت الأَرْض وَبنت الْجَبَل وَبنت الْفِكر وَمَا أشبه ذَلِك من الْأَسْمَاء وكل ذَلِك مستعار لمعان غير الَّتِي تخْتَص بالانسان وَكَذَلِكَ تَقول فِي ابْن مَخَاض وَابْن لبون وَبنت مَخَاض وَبنت لبون
وَيدل على صِحَة مَا ادعيناه قَوْلهم بَنَات مَخَاض وَبَنَات لبون وَبَنَات آوى وَلم يَقُولُوا أَبنَاء مَخَاض أَبُو بَنو مَخَاض وَقد ذكر عَن الْأَخْفَش بَنو عرس وَبَنُو نعش فَأَما ابْن مَخَاض وَابْن لبون فَلم يذكر فِي جَمعهمَا اخْتِلَاف فالتقييد الَّذِي ورد فِي الحَدِيث بنت مَخَاض أُنْثَى وَبنت لبون أُنْثَى لرفع الِاشْتِبَاه بِمَا ذَكرْنَاهُ من النَّظَائِر انْتهى
قلت وَلَعَلَّ المغربي الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ هُوَ السُّهيْلي فَلهُ تصنيف فِي ذَلِك وَلابْن الْحَاجِب أَيْضا فِيهِ كَلَام أَو لَعَلَّه الإِمَام أَبُو عبد الله الْمَازرِيّ الْمَالِكِي فَإِنَّهُ نقل ذَلِك فِي شرح التَّلْقِين وَزَاد شَيْئا رَآهُ هُوَ فَقَالَ فِي ابْن لبون ذكر وَبنت مَخَاض أُنْثَى يُقَال حُكيَ عَن بَعضهم أَن لفظ الذّكر وَالْأُنْثَى هُنَا جَاءَ تَأْكِيدًا وَحسنه اخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وغرابيب سود} والغربيب لَا يكون إِلَّا أسود وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ احْتِرَاز من قَوْلهم ابْن عرس وَابْن آوى وَنَحْو ذَلِك مِمَّا ينطبق على الذّكر وَالْأُنْثَى
قَالَ الْمَازرِيّ وَهَذَا إِنَّمَا يُفِيد فِي قَوْله ابْن لبون ذكر وَأما قَوْله بنت مَخَاض أُنْثَى فَيحْتَاج إِلَى ثُبُوت اسْتِعْمَال بنت كَذَا كَمَا فِي ابْن عرس وَنَحْوه وَمَا أرَاهُ يُوجد قلت قد وجد وَذكر التوربشتي بنت النقلَة وَبنت الْجَبَل
ثمَّ قَالَ الْمَازرِيّ والمرضي عِنْدِي أَن هَذَا ورد للتّنْبِيه على مَشْرُوعِيَّة كل مِنْهُمَا فِي هَذَا النّصاب الْوَاحِد وهما مُخْتَلِفَانِ فِي السن على خلاف قَاعِدَة بَقِيَّة النَّصِيب لتبين أَنَّهُمَا كالمتفقين إِذا توصل حَالهمَا لِأَن بنت الْمَخَاض وَإِن كَانَت صَغِيرَة حِينَئِذٍ لَا يحمل عَلَيْهَا فلهَا فَضِيلَة الْأُنُوثَة المتوقع مِنْهَا الدّرّ والنسل وَهُوَ مَقْصُود وَلكنه اخْتصَّ عَنْهَا فِي