الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالظالم لنفسه مقصر في الزاد غير آخذٍ منه ما يبلّغه المنزل، لا في قدره ولا في صفته؛ بل مفرِّط في زاده الذي ينبغي له أن يتزوده. ومع ذلك فهو متزوِّد ما يتأذَّى به في طريقه، ويجد غِبَّ أذاه إذا وصلَ المنزل بحسب ما تزود من ذلك المؤذي الضارّ.
والمقتصد اقتصر من الزاد على ما يبلّغه، ولم يشدَّ
(1)
مع ذلك أحمالَ التجارة الرَّابحة، ولم يتزود ما يضره. فهو سالم غانم، لكن فاتته المتاجر الرَّابحة، وأنواع المكاسب الفاخرة.
والسابق بالخيرات همُّه في تحصيل الأرباح، وشدِّ أحمال التجارات، لعلمه بمقدار الربح الحاصل. فيرى خسرانًا أن يدخر شيئًا ممَّا بيده، ولا يتجر فيه
(2)
، فيجدُ ربحَه يوم يغتبط التجار بأرباح تجارتهم. فهو كرجل قد علم أنَّ أمامه بلدةً يكسب الدرهم
(3)
فيها عشرةً إلى سبعمائه وأكثر، وعنده حاصل، وله خبرة بطريق ذلك البلد، وخبرة بالتجارة، فهو لو أمكنه بيعُ ثيابه وكلّ ما يملك حتَّى يهيئ به تجارةً إلى ذلك البلد لفعل. فهكذا
(4)
حال السابق بالخيرات بإذن ربِّه
(5)
يرى خسرانًا بيَّنًا أن يمرَّ عليه وقتٌ في غير متجر.
فنذكر بعون اللَّه وفضله
(6)
نبذةً من
متاجر الأقسام الثلاثة
ليعلم العبد
(1)
"ف": "فشد"، خلافًا للأصل.
(2)
"ب، ك، ط": "به".
(3)
"ف": "الدرهم يكسب".
(4)
"ف": "فهذا"، خلاف الأصل.
(5)
"ك، ط": "بإذن اللَّه".
(6)
"ب": "بحمد اللَّه وعونه".