الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد تقدَّم حديث عائشة وأبي الدرداء وحذيفة
(1)
.
قالوا: فهذه الآثار يُسنِد
(2)
بعضُها بعضًا. فإنَّها
(3)
قد تعدَّدت طرقها، واختلفت مخارجها؛ وسياق الآية يشهد لها بالصحّة، فلا يُعدل عنها
(4)
.
والمقصود الكلام على مراحل العالمين وكيفية قطعهم إيَّاها، فلنرجع إليه فنقول:
أمَّا
الأشقياء
فقطعوا تلك المراحل سائرين إلى دار الشقاء متزوّدين غضبَ الربّ سبحانه، ومعاداةَ كتبه ورسله وما بُعثِوا به، ومعاداةَ أوليائه والصدّ عن سبيله، ومحاربةَ من يدعو إلى دينه، ومقاتلةَ
(5)
الذين يأمرون بالقسط من النَّاسِ، وإقامةَ دعوةٍ غير دعوة اللَّه سبحانه التي بَعث بها رسلَه لتكون الدعوة له وحده. فقطع هؤلاء الأشقياء مراحل أعمارهم في ضدّ ما يحبّه
(6)
ويرضاه.
وأمَّا السائرون إليه، فظالمهم قطع مراحل عمره في غفلاته وإيثار شهواته ولذَّاته على مراضي الربّ وأوامره، مع إيمانه باللَّه وكتبه ورسله واليوم الآخر، لكن نفسه مغلوبة معه، مأسور
(7)
مع حظِّه وهواه،
(1)
انظر: ص (408، 411 - 413).
(2)
"ك، ط": "يشدّ".
(3)
"ف، ك، ط": "وإنَّها"، قراءة محتملة.
(4)
"ط": "فلا نعدل عنها".
(5)
"ك": "معاملة"، تحريف.
(6)
"ب، ك، ط": "يحبه اللَّه".
(7)
"ط": "مأسورة".