الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} "1"؛ فلا تكفي الرغبة وحدها لتحصيل أمرٍ مِن الأمور، حتى ينضمّ إليها السعيُ.
- ولا يكفي ذلك حتّى يكون السعي منضبطاً بالتوجّه الصحيح لتحصيل ذلك الأمر؛ قال تعالى: {والَّذِينَ جَاهَدُوْا فِيْنَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} "2".
ومما يَلْزم الإنسانُ لتحقيق هذا المطلب:
1-
النية الصالحة.
2-
القناعة.
3-
الإرادة القوية التي لا تردد فيها؛ بحيث لا يشغلك شاغلٌ عن الهدف وألا تُؤْثِرَ الراحة على تحصيل العلم، ولا تؤجل الواجب لغير وقته.
4-
تخصيص الوقت الكافي.
(1) 189: البقرة: 2.
(2)
69: العنكبوت: 29.
قواعد عامّةٌ لتطبيق الطريقة المطلوبة
فيما يلي أَذكرُ بعض القواعد العامة التي ينبغي مراعاتها لتطبيق تلك الطريقة المطلوبة في تحصيل العلم والفقه في الدين تطبيقاً فرعيّاً في مختلف العلوم:
ينبغي-منذ البداية-إدراك التلازم الذي ينبغي أن يكون بين تحصيل العلم
* وتحصيل الفقه؛ إذ العلم هو الطريق الطبيعية لتحصيل الفقه، والعلم-بمختلف طرقه وأساليبه ومجالاته-مِن أهمّ ثمراته، والغاية منه، أن يكون طريقاً للوصول للفقه المطلوب.
* الاتّجاه أوّلاً إلى قراءة المتون الصغيرة المنتقاة في مختلف العلوم، وحفظها لتكون بدايةً مؤَسِّسةً له في كل علمٍ يتّجه إلى تحصيله. مع العناية بالفهم إلى جانب الحفظ.
* ثم التوسّع في كل علمٍ بحسب الحاجة، وَفْق برنامجٍ انتقائيّ دقيق، لاختيار الكتاب الذي يُحَقّق الغاية المرتجاة مِن وراء دراسة هذا العلم، وهنا يتعيّن الإفادة مِن المتخصِّصين المتقنين.
* العناية بتحصيل مداخل مختلف العلوم ابتداءً، وتَصُّور ما فيها مِن نظراتٍ تقويمية للمناهج والكتب، والإفادة مِن ذلك في طلب العلم وفقهه.
* العناية بتحصيل مفاتيح العلم الثلاثة، وهي: القراءة، والكتابة، والفهم. وسيأتي الكلام عليها قريباً.
* العنايةُ بكلٍّ مِن الفهم والحفظ، مع تقديم الفهم على الحفظ.
* إعمال العقل، وفهم قاعدة:"لا اجتهاد مع النص" على وجهها؛ إذ أنها لا تمنع من الاجتهاد في فهْم النص، الأمر الذي ظنَّهُ بعض الناس كذلك؛ فصرفهم عن إصابة بابٍ مِن أهم أبواب الفقه السديد.
* تأويل النصوص يجب أن يكون المنهج فيه على الاعتدال؛ فلا يذهب إلى التكلف في تفسير النصوص وتأويلها، ولا يذهب إلى الظاهرية البحتة.