المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رابعا: تيسير الله معرفة الحق، والعمل به - طريقك الى الإخلاص والفقه في الدين

[عبد الله الرحيلي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة

- ‌الفصل الأول: الإخلاص

- ‌أولاً: الإخلاص والفقه في الدين معاً

-

- ‌ثانياً: تعريف الإخلاص لله تعالى

- ‌مفهوم الإخلاص والتجرد الكامل:

- ‌حكمُ النيّة في العمل:

- ‌ليس مِن لازِمِ اختلال النية أن يكون رياءً

- ‌أقسام الأعمال إذا تخلّفت عنها النية الصالحة

- ‌والخلل في العمل ينقسم إلى قسمين:

- ‌ما يتحقق به صلاح النيّة:

- ‌ثالثاً: دواعي الحرص على الإخلاص

- ‌رابعاً: أهمية الإخلاص واستحضار النيّة

-

- ‌خامساً: آثار إخلاص النية في حياة الإنسان

- ‌الإخلاص المطلوب، نيّةً وعملاً:

- ‌سادساً: مقاييس الإخلاص وعلاماته

- ‌مقدمة:

- ‌المقاييس:

- ‌سابعاً: أمثلةٌ ومظاهرُ تنافي الإخلاص

- ‌ثامناً: طرق معالجة نقص الإخلاص أو فقْده

-

- ‌تاسعاً: نصوص في الإخلاص

- ‌مِن الآيات في الإخلاص:

- ‌مِن الأحاديث في الإخلاص:

-

- ‌عاشراً: التعرف على ما يضادّ الإخلاص؛ لاجتنابه

- ‌تعريف الرياء:

- ‌وسائل إظهار الرياء:

- ‌تفاوت درجات الرياء:

- ‌حكم العبادة إذا طرأَ عليها الرياء:

-

- ‌الفصل الثاني: الفقه في الدين

- ‌أوّلاً: معنى الفقه في الدين

- ‌استعمالٌ غير صحيح:

- ‌ألفاظٌ بُدِّلت معانيها:

- ‌العلاقة بين الفقه والحكمة:

- ‌ثانياً: مجالات الفقه

-

- ‌ثالثاً: أهمية الفقه في الدين

- ‌من يُرِد الله به خيراً يفقهه في الدين:

-

- ‌رابعاً: أحاديث في الفقه في الدين وصفا وتعريفا واثباتا ومدحا

- ‌ليس مِن الفقه:

- ‌في التربية على الفقه:

- ‌في فضْل الفقه والتفقّه:

- ‌أحاديث أخرى في الحكمة:

- ‌خامساً: من مقاييس الفقه وعلاماته

- ‌سادساً: أمثلةٌ وصورٌ لاختلال الفقه

- ‌سابعاً: صفات الفقيه وعلاماته

-

- ‌الفصل الثالث: الطريقة المنهجية لتحصيل الفقه في الدِّين

- ‌عَرْضٌ عامٌّ للطريقة

- ‌قواعد عامّةٌ لتطبيق الطريقة المطلوبة

- ‌قواعد تطبيقية لازِمةٌ لدراسةِ الحديث وفقهه

-

- ‌روافد تحصيل العلم والفقه

- ‌القراءةُ رافِداً مِن روافد العلم والفقه

-

- ‌مفاتيح العِلْمِ الثلاثة

- ‌الطريقة المثلى لتحصيل مفاتيح العلم الثلاثة

- ‌الخاتمه

-

- ‌الفصل الرابع: نقاط في منهجيّة فِقْهِ الدِّين

- ‌نقاط أساسية في منهجيّة فقْه الدِّين

- ‌أوّلاً: يَلزمنا للوقوف على الحق والأخذ به أمور أهمها

- ‌ثانياً: العِلْم

- ‌ثالثاً: عدّتنا في فهم الكتاب والسنّة

- ‌رابعاً: تيسير الله معرفة الحق، والعمل به

- ‌خامساً: العلم بما تَقُوم به دلالة الدليل

- ‌سادساً: هناك نوع من النقل لا يلزم فيه التثبت دائماً

- ‌سابعاً: القناعة بأهميّة الاجتهاد في فهم النصوص

- ‌ثامناً: التنبه إلى دلالات اللغة، ودِقَّة التعريفات

- ‌تاسعاً: التنبّهُ إلى التفريق بين كلٍّ من الرأي والرواية

- ‌عاشراً: القناعة بعدم تعارُضِ النصوص الشرعية

- ‌الحادي عشر: إعْمالُ عمومات أَلفاظ الكتاب والسنّة

- ‌الثاني عشر: أنواع الاختلاف

- ‌الثالث عشر: التعارض بين النقل والعقل

- ‌الرابع عشر: إدراك المراد بالحجة العقلية

- ‌الخامس عشر: مؤدَّى إبطال دليل العقل

- ‌السادس عشر: خطأُ ذمِّ الرأي مطلقاً

- ‌السابع عشر: المقصود بذَمِّ السلف للرأي

- ‌الثامن عشر: مراعاة مقاصد الشريعة وهداياتها

- ‌التاسع عشر: إدراك عاقبة الصواب والخطأِ في منهج الدعوة

- ‌العشرون: ضرورةُ العقل إلى الرسالة المحمّدية

-

- ‌الفصل الخامس: أمثلةٌ تطبيقية على موضوع الفقه في الدِّين

-

- ‌المثال الأول: وقفةٌ عند حديثٍ لفقْهه

- ‌الأدلة على أنّ هذا فهْمٌ للحديث غير صحيح:

- ‌معنى الحديث:

- ‌أَسباب الخطأِ في فهم النصوص:

- ‌أمثلةٌ للأوصاف العارضة في الأحاديث:

- ‌المثال الثاني: مِن الفقه في الدِّين وفقه الدعوة إليه

- ‌المثال الثالث: مناقشةُ مسألة الاجتهاد في وسائل الدعوة

-

- ‌المثال الرابع: فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌مسالك الناس في تَنَكُّب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- ‌شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- ‌موقف الناس من هذه الشروط:

- ‌المعاصي سبب المصائب، والطاعة سبب النعمة:

- ‌مراعاة الموازنة بين المصالح والمفاسد إذا تعارضت:

- ‌الخَاتمَة

الفصل: ‌رابعا: تيسير الله معرفة الحق، والعمل به

‌رابعاً: تيسير الله معرفة الحق، والعمل به

ومِن يُسْر هذا الدين أن الله تعالى إذا أوجب أمراً على عباده، فإنه يُيسر معرفته ومعرفة وجوبه لكل من أراده بإخلاص وسعى إلى معرفته"1".

والمنهج الصحيح لطلب العلم، أو التوصل إلى معرفة ذلك الواجب، والالتزامِ به، يتحقق باتّباع الأسس الآتية:

1-

التثبت من الرواية.

2-

التثبت من الرأي.

3-

العمل بالثابت منهما.

4-

اتّخاذ الكتاب والسّنَّة مُحتَكَماً يُصْدَرُ عنه في كلٍ مِن: المقاصد، والأحكام، والآراء، والأفعال، والأقوال.

وقد يَرِد -بعد هذا- استشكالٌ"2" فيما إذا تعددت الصوَرُ المقبولة، أو تعارضت؛ فأيها نأخذ؟. والذي يبدو في هذه الحال أنه لا إشكال، طالما أن الصوَر كلها مقبولة، حتى ولو تعارضت؛ لأن ذلك مِن قبيل تعارُضِ المصالح؛ فتكون مِن قضايا الاجتهاد التي لا حرج فيها بحسب المنهج الشرعي.

ودليل هذا الأصل-أعني تيسير الله معرفة الحق والعمل به، لكلّ راغبٍ

(1) يُنظَر: ابن الوزير، "إيثار الحق على الخلْق":34.

(2)

أَوْرَدَ هذا د. سعيد صيني في تعليقه على مسوّدات الموضوع.

ص: 152

فيه- ما يلي:

1-

قوله تعالى: {لَا يُكَلِّف اللهُ نَفْساً إلا وُسْعَها} ، فهي تقرر أن كل ما يقع تحت دائرة التكليف الشرعيّ؛ فإنّ في وسع الإنسان فعله والأخذ به، ومن التكليف الأمر بالإخلاص، والتواضع، وطلب العلم إلى آخر ما هنالك.

2-

قوله صلى الله عليه وسلم: "الدين يُسْرٌ، ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه

". فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: "الدين يُسْرٌ" فـ"أل" هنا للاستغراق؛ لتشمل الدين كله "الأقوال، والأعمال: عمل القلوب، والجوارح".

وتأمل التنكير في " يُسْرٌ"، ولم يحدد نوع اليسر؛ ليشمل اليسر كله فهو:

- يُسْرٌ في التعرف عليه وإدراكه

- يُسْرٌ في العمل به.

- يُسْرٌ في الدعوة إليه.

3-

والكلام هنا مبناه -أيضاً- على سنةٍ من سنن الله، وهي أن الإنسان إذا رغب في أمرٍ وسعى لتحصيله من بابه، وبَذَل الجهدَ الواجب لتحصيله، أدركه بعد توفيق الله له.

4-

دلالة الواقع، حيث إن أهل الفترة لَمّا أرادوا الحق بصدق وُفِّقوا لمعرفته والعمل به، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمّا أرادوا الحق، وسعوا في طلبه، وُفِّقوا لمعرفته والعمل به.

ولكن ينبغي أن لا يَغْتَرّنّ مُغْتَرٌّ بهذا اليسر؛ فيقعد ولا يقدم الجهد المطلوب شرعاً، إذ أنه رغم يسر معرفة الحق والعمل به، لمن أراده بصدق؛ ينبغي ألا ننسى مثل قوله تعالى:{وَاعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُوْلُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} .

ص: 153

وقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة".

وجَمْع النصوص في هذا المقام هو الذي يصحح الفهم، ومن ثمَّ يستقيم العمل. وقد أعجبتني مقولة أحدهم: لا تَقُلْ عن أمرٍ ما: أنه صعب، ولكن قلْ: يحتاج لجهد كبير.

وهذا التقرير فيه ردٌّ على مسلكٍ مخطئ يرتكبه البعض، وهو الكلام في بعض المسائل الشرعية، كالإخلاص، وطلب العلم، ونحوهما، مع تضمين الكلام القول بأنه صعب المنال، ولا يكاد يصفو لأحد، وقليل من الناس مَن يدركه، إلى آخر ما يقال، والأولى -والله أعلم- تيسير المطالب الشرعية للناس، مع دلالتهم على الطريق لتحصيلها؛ ليرغبوا فيها ويسْعوا إليها بعد ذلك كل بحسبه، "وكلٌّ ميسّرٌ لِمَا خُلِق له".

ومما يدل على خطأ هذا المسلك مع ما سبق: الواقع المشاهد، حيث أنه لو ذهبت لتقنع شخصاً بأمر ما، وتبين له أهميته، ووسائل تحصيله، ثم قلت له بعد ذلك، لكن هذا الأمر صعب إدراكه عزيز مناله، لَمَا أقبلت نفسه عليه رغم أهميته. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلا تُنَفِّرُوا""1"، وقد يكون الدافع مِن وراء هذا المسلك في طريقة العرض لقضايا الدين، كالإخلاص والتفقه في الدين، مثلاً، إنما هو الرغبة في تحريص الناس على الأخذ بهذا الأمر، وبيان نفاسته؛ ليَجِدُّوا في تحصيله، لكنَّ صحة هذه الغاية لا تستلزم صحة الوسيلة التي مارسها البعض للترغيب في تحصيلها.

(1) البخاري، 69، العلم، وغيره.

ص: 154