الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العمل في تنظيم الرحلات السياحية
المجيب د. زيد بن سعد الغنام
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ المعاملات/الإجارة والجعالة
التاريخ 4/1/1425هـ
السؤال
فضيلة الشيخ.. رجاء التكرم بالرد على السؤال التالي:
أعمل منظم رحلات (TOUROPERATOR) في شركة سياحة، وطبيعة عملي هي كالتالي: في البداية أتلقى طلباً من عميل فرد، أو شركة سياحة من خارج البلاد بتنظيم زيارة إلى هنا، يحدد فيها طلباته، أو يترك لي تأليف برنامج له، وهذه الطلبات تنحصر في الإقامة في العاصمة، أو إحدى المدن الساحلية، لزيارة المعالم السياحية فيهما، وفيما بينهما، وهو يقيم في مركب عائم لمدة تتراوح بين ثلاث وسبع ليال، إذاً فهو يأتي إما للاستجمام على أحد الشواطئ، أو الغطس، أو يأتي لزيارة الآثار، الرومانية، واليونانية، والقبطية والإسلامية.
ملحوظة: العميل قد يكون رجلاً أو أكثر، أو امرأة أو أكثر، وليس لي أن أسألهم عن طبيعة العلاقة التي تجمعهم.
أرجو من فضيلتكم أن ترشدونا إلى:
أولا: ما هو حكم عمل كل فرد من هؤلاء:
TOUROPERATOR منظم الرحلة، TOURLEADER مندوب الشركة السائق؟.
ثانياً: ما مدى مسؤولية منظم الرحلة (أنا) عن هؤلاء؟، والشركة بها أقسام أخرى كالحج، والعمرة، والحسابات، والسعاة، والسكرتيرة، فهل إذا حصل أحدهم على بعض هذا المال يكون حراماً عليه إذا كان العمل غير مباح وبالتالي فأنا أتحمل وزرهم جميعا؟ ثالثا: هل هناك ضوابط يمكن بها ضبط العمل؟ أم الواجب تركه بالكلية. -وجزاكم الله خيراً-.
الجواب
عملكم هذا أنت ومندوب الشركة والسائق، يشتمل على أمور مباحة وأخرى محرمة، فالمباحة مثل زيارة الأسواق، والمتاحف ونحوها، والمحرمة مثل إدخال السيّاح المراقص والبارات ونحوها، أما دخول المسلم للكنائس، والمعابد، ودخول الكافر للمساجد فمحل خلاف بين العلماء، فمنهم من حرمه ومنهم من أجازه، والأحوط - والله أعلم- الابتعاد عن ذلك خاصة في مثل هذه الأزمنة، اللهم إلا إذا كان هناك مجال لدعوة الكفار للإسلام، وترغيبهم فيه، وأيضاً التفكر بما عند الكفار من مظاهر الباطل؛ كي يزداد المسلم قناعة بدينه. وعلى كلٍ فإن أمكن أن يقتصر عملك في هذه الشركة على الأمور المباحة مثل عدم تقديم مشروبات محرمة، أو إدخالهم المراقص والبارات، أو الخلوة بالنساء، فيجوز عملكم، أما إن باشرت هذه الأعمال المحرمة أو ساعدت عليها فلا يجوز؛ لأنه تعاون على الإثم والعدوان، وحينئذ إما أن تطلب من الشركة أن يغير مجال عملك، وإلا فاترك العمل بها ويعوضك الله، "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً" [الطلاق:2] والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد.