الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل يجوز عملي في هذه الشركة
؟
المجيب د. يوسف بن عبد الله الشبيلي
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
التصنيف الفهرسة/ المعاملات/الإجارة والجعالة
التاريخ 29/10/1425هـ
السؤال
أنا شاب أعمل بشركة، وسؤالي هو للاستفسار عما أتقاضاه من مرتب من هذه الشركة، هل هو حلال أم لا؟ وهل يجوز عملي أم لا؟ وذلك في ضوء ملاحظاتي التالية:
1-
طبيعة نشاط الشركة هو تصنيع وتصدير المواد الخام اللازمة لصناعة العطور، ويتم تصديرها لأوربا وأمريكا.
2-
للشركة حساب مستقل ببنك ربوي، وكذلك لصاحبها حساب آخر، وأحيانا أكون مسئولًا عن إيداع أو سحب أموال من هذه الحسابات.
3-
من مهامي تسجيل مصروفات الشركة بالدفاتر وتتضمن بالطبع المصروفات البنكية المتعلقة بتلك الحسابات التي في البنك.
4-
أحيانًا أكون مسؤولًا عن نشاط التصدير بالمطار، وهذا الأمر يتطلب إعطاء مبالغ وإكراميات للقائمين على الأمور هناك من أمن ورقباء وتفتيش؛ وذلك إجبارًا حتى يمكن تسيير العمل وإلا سيتأخر لساعات طوال ويتعقد تمامًا.
5-
أنا مسؤول عن التعامل مع مختلف مصالح الضرائب وذلك بإيفاد أوراق الشركة لهم شهريًّا ودفع الأموال المستحقة لهم سنويًّا.
6-
مقر الشركة وجميع حجراتها يمتلئ بتماثيل وصور لأشخاص وكائنات حية، ولا يمكنني تغيير هذا الأمر.
7-
صاحب الشركة غالبًا لا يصلي ودائمًا ما يردد عبارات تندرج تحت سب الدين، والعياذ بالله، وتعامله مع الناس في غاية السوء.
8-
الشركة تعد هدايا عبارة عن زجاجات عطور مشتراة وتقدمها كهدايا لكل من للشركة تعامل معه في المصالح الحكومية وخلافه، مع العلم في النهاية أنني لا يمكنني الاعتراض على أي عمل يسند لي، علمًا بأن فتواكم ستحدد مستقبلي بهذه الشركة، مع العلم بأن معظم أو كل شركات مصر لها حسابات ببنوك ربوية، والحصول على فرصة عمل الآن بمصر أمر في غاية الصعوبة.
أرجو من فضيلتكم ردًّا مباشرًا ولا تحيلوني على فتاوى سابقة. وشكرًا لكم.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالأعمال المذكورة في السؤال منها ما هو محرم ومنها ما هو مباح:
فبيع المواد الخام اللازمة للعطور جائز، وكذلك إيداع الحسابات في البنوك إذا كانت تلك الحسابات جارية أي لا يؤخذ عليها فوائد من البنك، وكذلك دفع الضرائب للجهات الرسمية إذا كانت الشركة ملزمة بذلك.
وأما إعطاء الهدايا والإكراميات للجهات الرسمية فهذا محرم ولو كان لتسهيل الإجراءات لأنه من الرشوة، وفي سنن أبي داود (3580) والترمذي (1337) وابن ماجة (2313) ، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الراشي والمرتشي، وكذلك يحرم عليك الجلوس في مكان فيه تماثيل أو تصاوير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"لَا تَدْخُلُ الملائكةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ أوْ صُورَةٌ". أخرجه البخاري (3225) ومسلم (2106) . فإذا كان عملك في الشركة يستلزم مزاولتك أيًّا من هذه الأعمال المحرمة فيجب عليك تركها والانتقال إلى عمل طيب، والله- سبحانه بإذنه- يعوضك خيرًا منها، وفي الحديث:"إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللَّهِ عز وجل إِلَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ". أخرجه أحمد (20739)، وقد قال وهو أصدق القائلين:(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق: 2، 3] . أما إذا كنت لا تباشر هذه الأعمال المحرمة في عملك بالشركة فلا حرج عليك في البقاء فيها.
وينبغي عليك مناصحة صاحب الشركة فيما يبدر منه من أعمال أو أقوال محرمة سواء بقيت في الشركة أو خرجت منها، فإن ذلك من حق المسلم على أخيه المسلم، وليكن نصحك وإنكارك بالحكمة واستصحب الرفق واللين في ذلك؛ فلعل الله أن يهديه على يديك. أسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد. والله أعلم.